ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور ياسر بن راشد الدوسري خطبة الجمعة في جامع دار السلام بالعاصمة بريتوريا بجمهورية جنوب إفريقيا، ثم أم المصلين في صلاة الجمعة التي شهدها عدد من كبار المسؤولين وجموع غفيرة من المصلين الذين توافدوا من مختلف مناطق ومحافظات جنوب إفريقيا.

ويأتي ذلك ضمن برنامج زيارته الرسمية التي بدأها يوم أمس، وتنظمها وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بالملحقية الدينية بسفارة المملكة بجنوب إفريقيا.

وبين فضيلته خلال الخطبة التي كانت بعنوان “بشائر الإيمان” أنَّ أعظمَ النِّعمِ على العباد هي نعمةُ إفرادِ اللهِ تعالى بالعبوديةِ، مؤكداً أن التَّوحيد هو أساسُ الدِّينِ وَقَوامُهُ، وذِروةُ قمّتِهِ وسَنامُهْ، وهو وصيةُ اللهِ لأنبيائِهِ ورسلِهِ عليهِم الصلاةُ والسلامُ.

اقرأ أيضاًالمجتمعالإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية تعقد ملتقى الابتعاث

واستعرض خلال الخطبة بعضاً من البشارات الواردة للمؤمنين الموحدين التي يزخر بها القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن ضمنها قوله سبحانه وتعالى : {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ}، وكذلك قوله عز وجل : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، مشيراً إلى أن هذه البشارات تُنسي الناس ما فاتَهُم مِنَ الملذاتِ، وتَعِدهُم بالنعيمِ المُقيمِ الذي يستحقُّ أنْ تتعلقَ بهِ الرغباتُ، وتُبشرُهم أيضاً بادخارِ أعمالِهِم الصالحةِ عندَ ربِّ العالمين، وبأنهم موعودون يومَ القيامةِ بشفاعةِ الرسولِ الأمين، مستدلاً بقول الحق تبارك وتعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}، كما تُبشرُهم بالجنةِ عند انقطاعهم مِنَ الدنيا وإقبالِهم على الآخرةِ بالجنةِ، وذلك لقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ “30” نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}، وتُبشرُهم أيضاً بالمغفرةِ والأجرِ الحسنِ الكريمِ، وذلك لقول العزيزُ العليمُ: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بمغفرةٍ وأجرٍ كَرِيمٍ}، وقالَ تعالى: {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا “2” مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}، وكذلك تُبشرُهم بالنَّعيمِ المقيمِ في الجِنانِ، وبالرحمةِ والرضوان، مِنَ اللهِ الرحيمِ الرحمن: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ}.

وقال فضيلة إمام وخطيب الحرم: كما أنَّ البشارةَ تكررتْ في القرآنِ العظيمِ، فقدْ جاءتْ على لسانِ نبينا الكريمِ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ، ففي الصحيحين مِنْ حديثِ أبي ذرٍّ رضيَ اللهُ عنه أَنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- عَرَضَ للنبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فِي جَانِبِ الحَرَّةِ، فقَالَ له: “بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ”.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

هل أسامح اللي ظلمني ولا آخد حقي منه؟.. أمين الفتوى يُجيب

كتب- حسن مرسي:

أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصل بشأن: "أسامح اللي ظلمني ولا آخد حقي منه؟".

وقال أمين الفتوى، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الأحد، إن عدم مسامحة الشخص الذي أساء أو ظلم ليس ذنبًا بحد ذاته، ولكنه يشير إلى درجات مختلفة من الفضل عند الله.

وأوضح أنه ليس من الضروري أن يشعر الشخص بالذنب إذا لم يكن قادرًا على مسامحة من أساء إليه أو ظلَمه، ولكن هناك درجات أعلى من الفضل عند الله سبحانه وتعالى لمن يسامح ويعفو، موضحا أن تمسك الإنسان بحقه واسترداده ليس ظلمًا، ولكنه قد يكون أقل درجة من الفضل الذي يناله من يعفو ويسامح.

وأشار إلى أن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: "وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ" (سورة النور: 22)، وهو يشير إلى أن الفضل والكرم أعلى درجة من التمسك بالحقوق فقط، مضيفا أن هذه الآية نزلت في سياق حادثة الإفك، حيث كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يمد قريبًا له بمرتب شهري، وعندما انتشرت الإشاعات عن ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها، قطع سيدنا أبو بكر المساعدة المالية، ورغم أنه لم يكن عليه إثم، إلا أن الله سبحانه وتعالى يوصي بالعفو والفضل.

وشدد على أن مسامحة الآخرين والعفو عنهم هي درجة عالية من الفضل عند الله، في حين أن التمسك بالحقوق هو أمر مشروع ومسموح به، فإن العفو والتسامح يرفعان الإنسان إلى درجات أعلى من الأجر والمغفرة، موضحا أن الله سبحانه وتعالى يقول في نهاية الآية: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" (سورة النور: 22)، مما يدل على أن العفو والتسامح قد يكون سببًا لمغفرة الله ورحمته.

مقالات مشابهة

  • قراءة في سيرة المولد النبوي بجامع السلطان قابوس بصلالة
  • أوقاف الشروق تحتفل بختام النشاط الصيفي بتكريم ١٤٠ من حفظة القرآن الكريم
  • الشؤون الإسلامية توجه بتخصيص خطبة الجمعة عن نعمة الأمن في المملكة وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، اليوم الاثنين، خطباء الجوامع بعموم مناطق المملكة، بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة يوم 17 ربيع الأول 144
  • وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتخصيص خطبة الجمعة عن الأمن والرخاء ووحدة الصف
  • سفير المملكة بجوهانسبرغ: عناية السعودية بالقرآن تدعم رسالتها في خدمة الإسلام
  • إمام وخطيب المسجد الحرام يلتقي رؤساء الجمعيات الإسلامية بجنوب أفريقيا
  • إمام وخطيب المسجد الحرام يكرم الفائزين في الحفل الختامي لمسابقة القرآن الكريم بجنوب إفريقيا
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • هل أسامح اللي ظلمني ولا آخد حقي منه؟.. أمين الفتوى يُجيب
  • برعاية عمار النعيمي.. برنامج رمضان عجمان يطلق مبادرة المسجد العامر