مازالت محاولات جر مصر نحو التصعيد مستمرة.. فرغم أن مصر معروفة برزانتها وصبرها وعدم إثارة الأزمات أوالدخول في أنفاق مظلمة و شأن خارجي، إلا أن المخططات الخبيثة التي تحاك ضد الدولة لاتتوقف.
ولعل الجميع يعلم أن مصر منذ نشأتها وبزوغ فجر التاريخ، تترفع عن الصغائر، وتفرض احترام وثقة الكبير والصغير، القريب والبعيد، عدو وصديق، وهذا ليس ضعفا ولكنها عقيدة راسخة، ولا يغيب عن الكثيريين أن هناك من يحاول فرض واقع بالقوة متصورًا أن الترفع والتفرغ لارتفاع مستوى معيشة شعب ضعف، والابتعاد عن النزاعات الإقليمية أهم من إظهار العضلات والاستقواء على الآخر.
و البعض يتصور أن التحذير والإحاطة والتنبيه منطقة محظورة يجب عدم الاقتراب منها لأنها مناطق حساسة وقد تُفهم بأنها دعوة للحرب.
وفرق بين التحذير والتنبيه، وبين دُعاة الحرب والدمار.
والتصريحات الأخيرة القادمة من " أبيب" و أبابا" أقصد تل أبيب و أديس أبابا متشابهة في الهدف والأسباب والرغبة لفرض هذا الواقع الجديد.
وهناك خيط طويل متواصل، وطرفي مقص يتجذبان ويتحدان استراتيجيا بين" تل أبيب وأديس أبابا"، الأولى تحاول إضعاف قوة مصر التي تقف حجر عثرة في طريق أحلامها، و من خلال تغيير واقع العالم كله يعلمه بأن محور فيلادليفيا منطقة فاصلة وعازلة وليس لإسرائيل حق التواجد فيه، وقادة إسرائيل" سياسيين وعسكريين " يؤكدون في كل مناسبة هذه الحقيقة ،ماعدا نتنياهو بهدف الحفاظ على محور ائتلافه والشطط المتطرف لـ سموتريتش وبن غفير
وهو يضرب عصفورين بحجر الرد على مصر لإفشال خطة التهجير القسري للفلسطينيين نحو سيناء وإشغال وقتها وجهدها والنيل من اقتصادها بشكل غير مباشر.
وهو نفس هدف الإثيوبيين بقيادة آبي أحمد الذي جاءت تصريحاته الأخيرة كاشفة عما يحمله من ضغينة لمصرمتوعدًا بأن بلاده ستذل أي دولة تهدد سيادتها، في إشارة لـ القاهرة ، وسبق أبي أحمد، تصريحات رئيس أركان جيشه الذي اعتبر مصر هي العدو التاريخي لإثيوبيا في إشارة صريحة معبرة عن الألم الإثيوبي، والهدف الضغط على مصر لتغيير مواقفها في دلالة على الشعور المؤلم لخطوة مصر التي جاءت في توقيتها بإرسال قوات مصرية إلى الصومال لمساعدتها في مواجهة التفتيت والتقسيم، وسد أطماع وتهديد أمن مصر من خلال منفذ استراتيجي على البحر الأحمر.
قد يتأخر الخيار هنا وهناك، لكنه لن يغادر الاستراتيجية الإسرائيلية عند أول فرصة، أوتهاون.
و حرب المياه قد تكون حتمية بغض النظر عن نتائجها، وتعقيداتها رغم عدم الرغبة في الوصول إلى النقطة الكارثية خاصة بعد تدخل بعض الدول، التي رسخت سد النهضة رسوخا ولم يخجل وزير الخارجية الإثيوبي حينما قال " بات السد أمرا واقعا.!
كل ذلك يتطلب السير في خطين، سياسي قوي يختصر الطريق، وآخر جاهزية غير تقليدية في عالم الذكاء الاصطناعي لساعة الصفر..!
رغم أن الروائي "باو نينه " أحد قدامى الحرب في الجيش الفيتنامي "، ومؤلف رواية "حزن الحرب" قال: "في الحرب لا يفوز أحد أو يخسر.. لا يوجد سوى الدمار"!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تسلل إثارة الأزمات عقيدة راسخة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء ردا على تصريحات أديس أبابا: مصر لن تفرط في حقوقها المائية التاريخية
علق الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، على تصريحات آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، والتي قال فيها إنه تم الانتهاء من بناء سد النهضة الإثيوبي 100%، وأن هذا لن يؤثر على حصة مصر والسودان المائية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحفي انعقد عقب اجتماع الحكومة بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية: إن مصر لن تفرط في حقوقها المائية التاريخية، ونحن حريصون على حماية هذه الحقوق.
وأضاف رئيس الوزراء، أن على أديس أبابا أن تلتزم بعدم الإضرار بمصر والسودان بسبب تشغيل سد النهضة، مشيرا إلى أن مصر نفذت العديد من المشروعات لتلافي أزمة نقص المياه خلال السنوات الماضية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن الحكومة لن تقوم بأي إجراءات جديدة تمثل عبئًا على كاهل المواطنين، قائلًا: هناك توجيهات رئاسية بعدم اتخاذ أي إجراءات تزيد من أعباء المواطنين.
وتابع رئيس الوزراء، أننا نسعى لعودة الاقتصاد إلى معدل النمو المتسارع، مشيرًا إلى أن مصر نجحت بشهادة دولية في تحقيق مرونة كبيرة في سعر الصرف، موضحًا: نجحنا خلال العام المالي الماضي في خفض مستوى الدين.
اقرأ أيضاًوزير الري: التعنت الإثيوبي أدى لعدم التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل سد النهضة
مصطفى الفقي عن سد النهضة: محاولات «لي ذراع مصر» لن تنجح
الرئيس السيسي: مصر تحاول منع الشر المحتمل من الدخول في مواجهة لأجل سد النهضة