أكذوبة التواجد العسكري المصري في الصومال
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
في السابع والعشرين من آب/ أغسطس الماضي نشرت عدة مواقع صحفية صومالية مقطعا مصورا يظهر وصول طائرتين عسكريتين مصريتين من طراز C-130 إلى مطار مقديشيو، لإيصال مساعدات ومعدات عسكرية إلى جمهورية الصومال.
بعد ذلك نشرت عدة منصات مثل أفريكان إنسايدر ووكالة رويترز تقارير أكدت فيها صحة التقارير الصومالية، وأوضحت أنه بموجب اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين أعلن عنها السيسي خلال لقائه بالرئيس الصومالي قبل أسابيع، فإن مصر سترسل 10 آلاف جندي مصري إلى الصومال مقسمة إلى قسمين؛ القسم الأول تعداده 5 آلاف جندي وسيكون جزءا من مهمة قوات حفظ السلام التي ستحل محل القوة الموجودة حاليا، أما القسم الآخر فهو مكون من 5 آلأف جندي آخرين وسيكون في مهمة مستقلة بالتنسيق مع القوات الصومالية.
انتشر الخبر كالنار في الهشيم واحتفت به اللجان الالكترونية المصرية بشكل واسع، وتم تداول مجموعة من الصور لجنود وضباط للقوات المسلحة المصرية وهم يحملون أطفالا قيل إنها التقطت في الصومال فور وصول القوات المصرية.
بدأت القنوات المصرية المقربة للسيسي تحتفي بالأخبار وتحدث الجميع عن أهمية التحرك المصري ودلالته ورسائله القوية وأهميته للعمق الأفريقي لمصر من ناحية، وإيصال رسالة ردع لإثيوبيا التي تتعنت في مسألة سد النهضة من ناحية أخرى.
خبر كهذا وتحرك كهذا لا يمكن أن يتم إلا بعد أخذ رأي مجلس الدفاع والأمن القومي وموافقة مجلس النواب المصري وفقا لنص المادة 152 من الدستور المصري، والتي نصت على: رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يعلن الحرب ولا يرسل القوات المسلحة في مهام قتالية إلى خارج حدود الدولة إلا بعد أخذ رأي مجلس الدفاع الوطني وموافقة مجلس النواب بأغلبية ثلثي الأعضاء.
الحقيقة أن السيسي لم يتحدث عن هذا الأمر، ولم يعرض على مجلس الدفاع والامن القومي ولم يناقشه البرلمان أو يوافق عليه، بل ذهب الأمر لأبعد من ذلك بكثير، خبر إرسال قوات مصرية إلى الصومال لم تؤكده أو تنفيه أو وسيلة إعلام مصرية أو مصدر رسمي، ولم يعلق عليه أي مسؤول في الدولة المصرية إيجابا أو سلبا، التعليق الوحيد كان لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي والذي أعلن عن استعداد مصر التام لإرسال البضائع والسلع اللازمة لتوفير احتياجات المواطن الصومالي الشقيق.
رد الفعل الإثيوبي على هذه الخطوة المعلنة صحفيا والمنشورة صوماليا والمتجاهلة تماما على الصعيد المصري؛ كان لافتا للنظر، حشدت إثيوبيا كل طاقتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية أيضا للرد على ما أسمته محاولات العبث باستقرار البلاد.
خرج آبي أحمد بتصريحات نارية أن بلاده ستقوم بإذلال أي دولة تحاول تهديد أمن إثيوبيا وستجلب لها العار، ثم أرسلت إثيوبيا سفيرا لها في دولة أرض الصومال غير المعترف بها، واستقبله المسؤولون في أرض الصومال استقبال الفاتحين.
ثم كان التحرك الأكثر فعالية لإثيوبيا، وهو ما نشرت عنه صحيفة الغارديان الصومالية، حول انتشار الجيش الإثيوبي في مناطق صومالية والسيطرة على مطارات إقليم الجيدو لمنع وصول القوات المصرية إلى هناك.
الخبر نزل كالصاعقة، ألم تصل القوات المصرية إلى هناك بعد؟ وماذا عن 10 آلاف جندي مصري، ألم يذهبوا إلى هناك؟ ماذا عن اللجان الالكترونية التي أكدت لنا عظمة القيادة السياسية وحكمتها العسكرية وتحركاتها الاستراتيجية؟ ماذا نفعل الآن؟ ألا يوجد مسؤول مصري واحد يخبرنا بأصل الحكاية؟
الرد جاء سريعا ولكنه على لسان وزير الدولة الصومالية للشؤون الخارجية في مقابلة تلفزيونية، حيث أكد الرجل أنه لا وجود لأي قوات مصرية على الأراضي الصومالية حتى الآن، وأن كل ما وصل إليهم من مصر كانت بعض المعدات والمساعدات العسكرية وفي انتظار المزيد.
إن صحت كل تلك الأنباء فإننا على موعد جديد مع فشل آخر لسيئ الذكر عبد الفتاح سعيد خليل السيسي؛ وعد الصومال بالوقوف معها ثم تأخر في إرسال القوات، ترك الساحة لإثيوبيا كي تسبقه ميدانيا وعسكريا وتسيطر على مطارات تحول دون وصول قوات مصرية إلى المناطق المطلوبة، فقد ورقة ضغط جديدة على إثيوبيا بتواجد عسكري مصري بالقرب من سد النهضة.
الصومال أكبر من مصر، عبارة قالها الصحفي السعودي المقرب من بن سلمان عبد العزيز الخميس في لقاء متلفز مع اعلامي سعودي آخر، تصريح الخميس وإن بدا صحيحا بشكل كبير في وصف حالة السيسي ونظامه وليس مصر كدولة، فإنه كاشف أيضا أن حلفاء السيسي في دول الخليج وتحديدا في السعودية والإمارات قد تخلوا عنه في أزمة إثيوبيا والصومال.
تصريحات الخميس لم تتوقف عند هذا الحد وإنما ذهبت لأبعد من ذلك، فالرجل اتهم مصر بعدم المشاركة في حرب اليمن، وبعدم استطاعتها الدفاع عن نفسها أمام هجمات الحوثي في البحر الأحمر والتي أثرت على عائدات قناة السويس، ثم أوضح أن إثيوبيا أقوى من مصر في الأزمة الحالية وأن مصر لا تملك أي أوراق قوة.
لا يقدح صحفي سعودي في قضية كهذه من رأسه، ولذلك فتصريحات الخميس تطرح ألف علامة استفهام على الموقف السعودي الرسمي من دعم السيسي في هذه الأزمة. أضف إلى ذلك استقبال الإمارات لوزيرة الدفاع الإثيوبية بعد أيام من وصول الطائرات المصرية إلى مقديشيو، في تأكيد للدعم الإماراتي المستمر لإثيوبيا على الصعيدين العسكري والاقتصادي منذ سنوات.
الخليج ربما تخلى عن السيسي في هذه الأزمة وربما يبتزه للحصول على مكاسب أكبر داخل مصر، ولكن الحقيقة الصادمة أن وجود قوات مصرية في الصومال ما هي إلا أكذوبة.
x.com/osgaweesh
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصومال السيسي مصر مصر السيسي الصومال أثيوبيا مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات مصریة مصریة إلى
إقرأ أيضاً:
الدفاع الروسية: تدمير 12 طائرة أوكرانية مسيرة فوق مقاطعة كورسك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن أنظمة دفاعاتها الجوية دمرت 12 طائرة أوكرانية مسيرة فوق مقاطعة كورسك، وواحدة فوق مقاطعة بيلغورود خلال الليل.
وذكرت الوزارة - في بيان نقلته وكالة الأنباء الروسية (سبوتنيك) اليوم الاثنين - "أنه خلال الليلة الماضية، تم إيقاف محاولة من قبل نظام كييف، لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات من دون طيار، على أهداف في أراضي روسيا، ودمرت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة 13 طائرة أوكرانية مسيرة، 12 منها في مقاطعة كورسك، وواحدة فوق أراضي مقاطعة بيلغورود".
من جانبه، أشار الخبير العسكري الروسي، أندريه موراشكو، وفقا لموقع روسيا اليوم، إلى أن القوات الروسية قضت خلال أسبوع على 9.6 ألف فرد من قوات كييف ومرتزقتها على حدود جمهورية لوغانسك المحررة، وتواصل تقدمها في دونيتسك المجاورة.. مضيفا "أنه بين الـ2 والـ8 من نوفمبر الجاري قضت القوات الروسية على حوالي 9.6 ألف فرد بين جنود كييف ومرتزقتها على أطراف جمهورية لوغانسك في منطقة مسؤولية قوات "الشمال" و"الجنوب" و"الغرب" الروسية، التي صدت 43 هجوما مضادا شنها العدو خلال الفترة المذكورة.. ودمر الجيش الروسي لقوات كييف 128 مركبة و70 مدرعة، و3 دبابات، و65 مربض مدفعية، و14 محطة حرب إلكترونية، و17 مستودع ذخيرة".
وأكد دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك، أن القوات الروسية تتقدم باتجاه منطقة كراسنوليمانسكي في الجمهورية، وتواصل دحر قوات كييف وتحرير مناطق ومواقع جديدة هامة.
من ناحية أخرى، ذكرت شركة الطائرات المتحدة الروسية، أن القوات الجوفضائية الروسية، تسلمت دفعة جديدة من مقاتلات" "سو-35 إس" و"سو-57" الحديثة.
ووفقا لموقع روسيا اليوم، فإن الطائرات الحربية اجتازت دورة كاملة للاختبارات المصنعية، ثم اختبرها الطيارون في وزارة الدفاع الروسية.
وقال مدير عام مؤسسة (روستيخ) الروسية التي تعد شركة الطائرات المتحدة فرعا لها "سيرجي تشيميزوف" إن "سو- 57" تعتبر المقاتلة الوحيدة للجيل الخامس في العالم التي أكدت فعاليتها في جميع مجالات استخدامها، وهي عبارة عن سلاح خطير مزود بأحدث وسائل التدمير. وتتميز المقاتلة بقدرة عالية على البقاء بفضل تخفيها عن رادارات العدو ومنظومة حديثة للدفاع عن نفسها تم تزويدها بها.
وقد أظهرت "سو- 57" فاعليتها القصوى في التصدي لمنظومات الدفاع الجوي الغربية مثل Patriot وNASAMS وIRIS. وقد وجهّت "سو- 57" ضربات جوية عديدة إلى الأهداف البرية الأوكرانية.
وأعرب تشيميزوف كذلك عن ثقتة بأن المقاتلة الروسية للجيل الخامس ستجد تقييما عاليا من قبل الخبراء في معرض "Airshow China 2024" الدولي للطيران والفضاء في مدينة جوهاي الصينية، حيث ستعرض "سو-57" الروسية لأول مرة خارج البلاد.
أمنيا.. أحبط الأمن الفيدرالي الروسي، اليوم، عملية استخباراتية عسكرية خططت لها كييف لاختطاف طائررة هليكوبتر مخصصة للحرب الإلكترونية تابعة لقوات الفضاء الروسية.
وأفاد الجهاز بأن ضباط المخابرات العسكرية الأوكرانية حاولوا تجنيد طيار عسكري روسي بهدف اختطاف الطائرة إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة القوات الأوكرانية".
وتابع بيان الأمن الروسي أنه خلال اللعبة العملياتية، تمكن ضباط مكافحة التجسس الروس من تحديد مواقع قوات الدفاع الجوي ومواقع وحدات عسكرية تابعة للقوات الأوكرانية، والتي تعرضت في وقت لاحق لأضرار بعد استهدافها بأسلحة روسية".
وعلى صعيد مختلف، طور علماء معهد الكيمياء غير العضوية التابع للفرع السيبيري من أكاديمية العلوم الروسية في نوفوسيبيرسك نهج جديد لتصنيع الأدوية المضادة للأورام القائمة على معدن البلاتين.
وقال كبير الباحثين في مختبر كيمياء معادن البلاتين النادرة في المعهد "دانيل فاسيلتشينكو" إن الطريقة الجديدة تجعل من الممكن تجنب ظهور المركبات القابلة للانفجار التي تتشكل عند إنتاج المادة بكميات كبيرة، موضحا أن خصوصية الأدوية المضادة للأورام القائمة على البلاتين تكمن في أنها سامة ويمكن أن تشكل خطرا على الإنسان، ولتجنب ذلك، يتم استخدام طرق مختلفة، وإحداها هي إنشاء مركبات خاملة يتم توصيلها إلى موقع الورم دون أن تتسبب في تأثير سام على الأعضاء الداخلية، وبعد ذلك يتم تنشيطها بالضوء".
ويعتبر العلاج الضوئي الديناميكي إحدى الطرق الحديثة لعلاج مرض السرطان، وتسمح تلك الطريقة بالقضاء على الأنسجة المرضية بشكل انتقائي باستخدام تفاعل كيميائي يتم تنشيطه بواسطة الطاقة الضوئية. ويستخدم العلماء الآن في بعض الأدوية مركبات تعتمد على معدن البلاتين الذي يقاوم انقسام الخلايا الخبيثة.
وقال العالم:" وفي أثناء دراسة هذه المركبات اكتشف العلماء أن تخليقها يجري باستخدام تكنولوجيا راسخة تاريخيا، وأن إنتاج المادة بكميات كبيرة يمكن أن يشكل خطرا على الإنسان. لقد طورنا، استنادا إلى مركباتنا الخاصة، نهجا بديلا للتخليق والذي يتجنب المرحلة التي تتشكل فيها المركبات القابلة للانفجار، وسيفتح هذا النهج اتجاها جديدا مختلفا تماما في مجال تطوير مثل هذه الأدوية"، موضحا أن البحث جرى بمشاركة معهد الحركة الكيميائية والاحتراق التابع للفرع السيبيري لدى أكاديمية العلوم الروسية، حيث تتم دراسة الكيمياء الضوئية لهذه المركبات.