دراسة تكشف عن شريان إضافي يظهر في الساعد.. علماء يوضحون السبب
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
كشفت دراسة قام بها باحثون في جامعة فلندرز، وجامعة أديلايد في أستراليا، عن وجود شريان إضافي يمر أسفل منتصف الساعد بينما لا نزال في الرحم، ولا يختفي بعد الولادة عند كثير من الأشخاص كما كان في السابق.
يتشكل الشريان المتوسط في وقت مبكر إلى حد ما من التطور لدى جميع البشر، وينقل الدم إلى أسفل مركز أذرعنا لتغذية أيدينا المتنامية.
في حوالي ثمانية أسابيع، يتراجع عادةً، تاركًا المهمة لوعائين آخرين هما الشريان الكعبري (الذي يمكننا الشعور به عندما نقيس نبض الشخص) والشرايين الزندية، وهذا يعني أن هناك عددًا أكبر من البالغين من أي وقت مضى لديهم قناة إضافية من الأنسجة الوعائية تتدفق تحت معصمهم.
تقول عالمة التشريح في جامعة فليندرز تيغان لوكاس: "منذ القرن الثامن عشر، كان علماء التشريح يدرسون انتشار هذا الشريان لدى البالغين، وتُظهر دراستنا أنه يتزايد بوضوح".
وتضيف لوكاس: "كان الانتشار حوالي 10 في المئة لدى الأشخاص الذين ولدوا في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر مقارنة بنحو 30 في المئة لدى أولئك الذين ولدوا في أواخر القرن العشرين، لذا فهذه زيادة كبيرة في فترة زمنية قصيرة إلى حد ما، عندما يتعلق الأمر بالتطور".
يعرف علماء التشريح أن اختفاء الشريان المتوسط ليس مضمونا. في بعض الحالات، يظل موجودًا لمدة شهر أو نحو ذلك. وفي بعض الأحيان نولد مع بقاء هذا الشريان واستمرار تدفق الدم، إما للساعد فقط، أو في بعض الحالات لليد أيضًا.
لمقارنة انتشار قناة الدم الدائمة هذه، قامت لوكاس وزملاؤها بفحص 80 طرفًا من جثث متبرعين، تراوحت أعدادهم من 51 إلى 101 عند الوفاة.
بعد تسجيل عدد المرات التي وجدوا فيها شريانًا متوسطًا ضخمًا قادرًا على حمل إمداد جيد من الدم، قارن فريق البحث الأرقام مع أرقام الأشخاص الذين ولدوا في القرن العشرين، ليكتشفوا أن الشريان يبدو أكثر شيوعًا بثلاث مرات بين البالغين اليوم مما كان عليه قبل أكثر من قرن من الزمان.
تقول لوكاس: "ربما تكون هذه الزيادة ناتجة عن طفرات في الجينات المشاركة في تطور الشريان المتوسط أو مشاكل صحية لدى الأمهات أثناء الحمل، أو كليهما في الواقع".
قد نتخيل أن وجود شريان متوسط مستمر يمكن أن يمنح الأصابع أو الساعدين القويين دفعة من الدم لفترة طويلة بعد ولادتنا. ومع ذلك، فإن وجود هذا الشريان يجعلنا أيضًا معرضين لخطر أكبر للإصابة بمتلازمة "النفق الرسغي"، وهي حالة غير مريحة تجعلنا أقل قدرة على استخدام أيدينا.
وخلصت لوكاس: "إذا استمر هذا الاتجاه، فإن غالبية الناس سيكون لديهم شريان متوسط في الساعد بحلول عام 2100".
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن هذا الانتشار السريع للشريان المتوسط لدى البالغين لا يختلف عن ظهور عظم الركبة المسمى "فابيلا"، والذي أصبح أيضًا أكثر شيوعًا بثلاث مرات اليوم مما كان عليه قبل قرن من الزمان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أستراليا الساعد شریان ا
إقرأ أيضاً:
دراسة: الأنظمة النباتية تضاهي «حمية البحر المتوسط» صحياً وتتفوق بيئياً
أظهرت دراسة حديثة أن الأنظمة الغذائية النباتية قد توفر فوائد صحية مماثلة لتلك التي تُنسب تقليدياً إلى حمية البحر المتوسط، مع إمكانية إحداث تأثير بيئي أقل بكثير.
وتُعد حمية البحر المتوسط واحدة من أكثر الأنظمة توصية من قبل المختصين؛ نظراً لاعتمادها على الأطعمة الكاملة والغنية بالعناصر الغذائية، مثل الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، وتقليلها للأطعمة المصنّعة.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Frontiers in Nutrition»، قام بإعدادها باحثون من جامعة غرناطة والمجلس الوطني الإسباني للبحوث، واعتمدت على تصميم أربعة نماذج نظرية لقوائم أسبوعية توفر نحو ألفي سعرة حرارية يومياً.
وشملت هذه الأنظمة: الحمية المتوسطية التقليدية، حمية شبه نباتية تضم الأسماك، حمية نباتية تعتمد على البيض والألبان، وأخرى نباتية صارمة (فيغن). وفقاً لموقع «هيلث لاين».
ورغم أن هذه النماذج لم تأخذ بعين الاعتبار العادات المعيشية اليومية أو التفضيلات الشخصية، فإن نتائجها تشير إلى إمكانية بناء أنظمة نباتية متوازنة غذائياً وأكثر توافقاً مع البيئة.
فجوات غذائية... وتوصيات تعويضية
وأظهرت الدراسة تقارباً في نسب المغذيات الكبرى بين الأنظمة الأربعة؛ إذ بقيت جميعها ضمن الحدود الموصى بها للبروتينات والكربوهيدرات والدهون. غير أن الفجوات ظهرت في بعض العناصر الدقيقة، مثل فيتامين «د» واليود، التي لم يصل أي من الأنظمة إلى مستواها المطلوب. كما سجّل النظام النباتي الصارم نقصاً واضحاً في فيتامين «B12»، بينما لم تحقق أي من الحميات الكمية المثلى من أحماض أوميغا–3 الدهنية.
ودعت الباحثة نوِيليا رودريغيز إلى اتباع قاعدة «الشمس والملح والمكملات» لتعويض النواقص، عبر التعرض الآمن لأشعة الشمس، واستخدام الملح الميود، وتناول الأطعمة المدعّمة والمكملات الغذائية عند الحاجة. كما شددت خبيرة التغذية ميشيل روثنشتاين على أهمية تقييم النظام الغذائي ككل، والعمل مع مختص لضمان تحقيق التوازن الغذائي داخل خيارات النظام النباتي.
ولفتت الدراسة إلى ملاحظة إيجابية، وهي أن النظام النباتي الصارم قدّم كميات أعلى من فيتامين «B1» والحديد مقارنة بالأنظمة التي تحتوي على منتجات حيوانية.
مكاسب بيئية كبيرة
وفي جانب آخر، تناولت الدراسة الأثر البيئي للتحول نحو الأنظمة النباتية، مشيرة إلى إمكانية خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 54 و87 في المائة عند الانتقال من النظام الغذائي الغربي التقليدي إلى النظام النباتي. ووفق التحليل، فإن النظام النباتي الصارم يقلل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 46 في المائة مقارنة بنظام البحر المتوسط، ويحتاج لمساحات أراضٍ أقل بنسبة 33 في المائة، بينما ينخفض استهلاك المياه لديه بنحو 6.6 في المائة.
كما أظهرت النماذج انخفاضاً قد يصل إلى 56 في المائة في معدّل الإصابة اليومية بالأمراض عند اتباع الأنظمة النباتية مقارنة بالأنظمة غير النباتية.
تحديات التطبيق... وخطوات أولية بسيطة
ويشير الباحثون إلى أن الدراسة تبقى نموذجية ولا تعكس بدقة الظروف الحياتية الواقعية، حيث يمكن أن تؤثر عوامل مثل التكلفة والتفضيلات الغذائية والمهارات المطبخية وتوفر المنتجات المدعّمة على الالتزام بالنظام الغذائي.
مع ذلك، تؤكد الدراسة أن اتباع نظام نباتي يظل خياراً ممكناً وصحياً عند التخطيط الجيد. وتوصي رودريغيز بالبدء بخطوات تدريجية، مثل استبدال جزء من اللحوم بالبقوليات في الوصفات الشائعة، وتجربة التوفو والتمبيه، والاعتماد على الفاصوليا المعلبة والخضراوات المجمدة، وإضافة المكسرات والبذور للوجبات، وجعل نصف الطبق من الفواكه والخضراوات، إضافة إلى إعداد بعض الوجبات مسبقاً لتسهيل الالتزام بالخيار النباتي.
كما تنبه الدراسة إلى أن بدائل اللحوم النباتية قد تختلف كثيراً في جودتها، ولا ينبغي اعتبارها دائماً بديلاً صحيا.