مؤتمر في ميشيغان يعكس معضلة عرب أميركا في الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
واشنطن- بدأت، أمس الخميس، أعمال المؤتمر السنوي لمنظمة اللجنة الأميركية العربية لمناهضة التمييز (إيه دي سي)، إحدى أقدم وأهم منظمات عرب أميركا، بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان، وتتواصل فعالياته حتى 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتركز أعمال المؤتمر على قضية تصويت الناخبين العرب الأميركيين، وسط مناخ عدائي غير مسبوق منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستمرار الدعم الأميركي للإبادة الجماعية المستمرة منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
ومن المنتظر أن يتحدث أمام المؤتمر مرشحا ما يسمى بالأحزاب الثالثة من المستقلين، كورنيل ويست وجيل شتاين، فضلا عن عدد من الأكاديميين والنشطاء العرب وأعضاء برلمانات محلية من عدة ولايات.
وتأسست (إيه دي سي) عام 1980 من قبل السيناتور الأميركي الديمقراطي ذي الأصول اللبنانية جيمس أبو رزق من ولاية داكوتا الشمالية. وعادة ما تعقد المنظمة مؤتمرها السنوي في العاصمة واشنطن، لكنها قررت هذا العام عقد التجمع في ديربورن، التي تضم أعلى نسبة من السكان العرب الأميركيين بين مدن الولايات المتحدة.
ويُنظر إلى ميشيغان، التي تضم أعلى نسبة من السكان من أصول شرق أوسطية، وفقا لبيانات التعداد الفدرالي، على أنها ولاية متأرجحة، وهو ما يحاول الناشطون الأميركيون العرب الاستفادة منه. لكنهم واجهوا صعوبة -خلال الأشهر الأخيرة- في إقناع المرشحين من الحزبين الرئيسيين بتقليل الدعم لإسرائيل.
كما شهدت انتخابات ميشيغان التمهيدية للحزب الديمقراطي، والتي جرت في فبراير/شباط الماضي، تصويت أكثر من 100 ألف من ناخبي الولاية (13% من الناخبين الديمقراطيين) بغير ملتزمين، وهو ما لا يضمن أن يصوتوا للمرشح الديمقراطي في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتقول المنظمة إنها تمثل أكثر من 100 ألف ناخب أميركي من أصل عربي، أي ما نسبته 10% من جميع الناخبين العرب المسجلين الذين يناهز عددهم 1.2 مليون ناخب.
ومع تسجيل 1.2 مليون عربي أميركي للتصويت في انتخابات 2024، لم يعد من الممكن تجاهل تأثير الكتلة التصويتية العربية من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري على حد سواء.
لا خياروتقول زينب وليام، الكاتبة ذات الأصول العربية "لقد خسرنا الرئيس جو بايدن كناخبين أميركيين مسلمين، وسحقت نائبته كامالا هاريس مطالبنا. لم يترك لنا الديمقراطيون أي خيار سوى التصويت بغير ملتزمين، أو لصالح طرف ثالث لأن عدم التصويت على الإطلاق ليس خيارا أيضا".
وتضيف "بالنسبة للكثيرين منا، فإن التصويت لمرشح طرف ثالث مثل شتاين أو ويست هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق. كان كلاهما صريحا في دعمه لسكان غزة".
وكشفت المنظمة عن نتائج استطلاع رأي لأعضائها، حصلت فيه هاريس على دعم 27.5% بين المستطلعة آراؤهم، وهي زيادة ملحوظة عن نسبة 7% التي سبق أن حصل عليها بايدن في استطلاع مشابه في شهر مايو/أيار الماضي، إلا إن الاستطلاع كشف عن حصول مرشحة حزب الخضر، جيل شتاين، على دعم 45.3%. وعبّر ربع المستطلعة آراؤهم عن ترددهم أو نيتهم عدم التصويت.
وحسب عابد أيوب، المدير التنفيذي لمنظمة (إيه دي سي)، تمر جميع الطرق المؤدية إلى البيت الأبيض عبر ولاية ميشيغان، ولم يسبق أن كان الصوت العربي الأميركي بالأهمية نفسها التي هو عليها اليوم، لا سيما في الولايات المتأرجحة الرئيسية.
وأضاف -في بيان اطلعت عليه الجزيرة نت- أن المؤتمر سيحضره عرب أميركيون من جميع أنحاء البلاد "لمناقشة التحديات التي نواجهها في هذه البيئة العدائية بشكل متزايد، لا سيما منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وعلى الرغم من أن نسبة العرب الأميركيين لا تتخطى 1% من سكان الولايات المتحدة بعدد يناهز 4 ملايين شخص، فإن وجودهم المُركَّز في عدد من الولايات، ومن بينها ولايات متأرجحة، يجعل منهم كتلة انتخابية حاسمة في ميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا.
يُذكر أن 65% من عرب أميركا صوتوا لصالح بايدن في انتخابات 2020، وكان هذا الدعم حاسما لفوزه في عدة ولايات متأرجحة، ففاز بجورجيا بفارق 12 ألف صوت، بينما صوت فيها أكثر من 61 ألف مسلم أميركي، وفاز كذلك ببنسلفانيا بفارق 81 ألف صوت، وصوت فيها 125 ألف مسلم وعربي أميركي.
ولولاية ميشيغان 15 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، وصوتت في الانتخابات الأخيرة لصالح بايدن، وقبلها لصالح منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
معضلة كبيرةيجد الناخبون العرب أنفسهم في معضلة كبيرة، إذ تلقى إسرائيل دعما هائلا من كلا المرشحين الرئاسيين هاريس وترامب. ورغم جهود حملاتهما في التودد لجذب الصوت الانتخابي العربي، لم يبد أي منهما استعدادا للتراجع عن دعم تل أبيب.
وفشلت حركة غير الملتزمين في إقناع المؤتمر الوطني الديمقراطي بأن يتكلم متحدث أميركي فلسطيني من المنصة الرئيسية خلال المؤتمر في شيكاغو، وذلك بعدما سمح الحزب لوالدي أحد المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتحدث ممثلا لعائلات المختطفين.
ورفض الحزب الديمقراطي إلقاء الضوء على معاناة وضحايا العدوان الإسرائيلي، ورفض بقوة صعود أي ممثل لضحايا العدوان على قطاع غزة ليتحدث من على المنصة الرئيسية عن معاناة الفلسطينيين.
ولم يتردد الحزب الجمهوري في استغلال غضب عرب ومسلمي أميركا من سياسات الإدارة الحالية تجاه غزة، وحاول العمل على كسب ود الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين غير الراضين عن سياسة إدارة بايدن-هاريس. ويقود مسعد بولس، صهر الرئيس ترامب ذو الأصول اللبنانية، جهود الحملة الجمهورية في التواصل مع رموز الجالية العربية بولاية ميشيغان.
وحتى الآن، لم تشر حملة هاريس إلى أنها منفتحة على النظر في بعض مطالب العرب الأميركيين. وخلال مشاركتها في فعالية انتخابية بميشيغان، أغضبت المتظاهرين المسلمين الذين هتفوا ضد ما يعتبرونه إبادة جماعية، وردت هاريس "أنا أتحدث" ثم اتهمتهم لاحقا بمساعدة ترامب في الفوز بالانتخابات.
ورغم تردد أغلب الناخبين العرب الأميركيين من إعلان دعمهم لانتخاب هاريس ضد ترامب، قرر أسد تورف، نائب المدير التنفيذي لمقاطعة "واين"، والتي تشمل ضمن مدنها ديربورن، تأييد هاريس. وواجه تورف انتقادات من بعض الأميركيين العرب بسبب تأييده، لكنه تمسك بقراره، قائلا إن الأول ينطوي على مخاطر. من جانبها تعول حملة هاريس على فرضية أن عرب أميركا -في النهاية- لن يصوتوا لصالح ترامب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العرب الأمیرکیین الناخبین العرب عرب أمیرکا
إقرأ أيضاً:
مؤتمر التراث والسياحة يوصي بتطوير استراتيجيات ترويجية متكاملة
أوصى المشاركون في أعمال المؤتمر الدولي "التراث والسياحة والثقافة... رؤى متجددة للتنمية الحضارية"، الذي احتضنته جامعة نزوى بالشراكة مع وزارة التراث والسياحة والاتحاد الدولي للمؤرخين، بأهمية استخدام منصات التواصل الاجتماعي في الترويج السياحي، وبناء قاعدة بيانات علمية لنشر المعلومات السياحية والأثرية، تفاديًا لأي معلومات مغلوطة أو مضللة، وتشجيع التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في تطوير استراتيجيات ترويجية متكاملة تستهدف السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأهمية مسح احتياجات سوق العمل واحتياجاته من التعليم والتدريب المتخصص واحتياجاته قياسًا لتوجه سوق العمل في سلطنة عمان، وحاجته المُلِحَّة إلى مُخرجات جديدة، وبناء عليه فإن المؤتمر يوصي بأهمية مسح احتياجات سوق العمل في قطاعي التراث والسياحة والمتاحف من الوظائف، واحتياجات الصناعة من برامج التعليم والتدريب الفني والحرفي والتخصصي، بالإضافة إلى أهمية قيام الجامعات الرسمية والأهلية وخاصة جامعة نزوى؛ بفتح باب التخصصات في الجوانب التي تحتاجها صناعة التراث والسياحة، مثل: تخصصات الآثار والسياحة والمتاحف، وتطوير برامج متخصصة ومتنوعة في الإرشاد السياحي المتخصص مثل: مرشد سياحة المغامرات، والمرشد السياحي للمواقع الأثرية. مؤكدين أهمية تعزيز استدامة الحرف ومنتجات الصناعات الحرفية من طريق برامج التدريب والتهيئة الحرفية؛ ولتكون محافظة الداخلية -بحكم ثرائها الحرفي- حاضنة لمثل هذه المراكز مع إمكانية الاستفادة من الموارد المتوفرة لدى الجامعات ومؤسسات التعليم الخاصة والحكومية.
وأوصى المشاركون في أعمال المؤتمر بأهمية تطبيق التنمية السياحية المستدامة في المواقع الأثرية عبر تطوير البنى التحتية، وزيادة الوعي السياحي لدى المجتمع المحلي للحفاظ على المواقع الأثرية، ودخول الاستثمارات على كافة الأصعدة سواء البنى التحتية أم استخدام التكنولوجيا.
وأكد المشاركون في فعاليات المؤتمر إجراء دراسات ميدانية إضافية لقياس دور المدارس في زيادة الوعي بالتراث مع مراعاة العوامل الثقافية لكل محافظة، ووضع برامج تنافسية تحفيزية من قبل وزارة التربية والتعليم تهدف إلى غرس التراث لدى الطلبة، وتكون مماثلة لجائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة أو مبادرة المدارس المعززة للصحة، مؤكدين ضرورة طرح مسابقات متنوعة من مديريات التربية والتعليم تتناول جوانب التراث وتحيي أثرها في نفوس الطلبة، ودعم جهود سلطنة عمان في الحفاظ على تراثها الثقافي وتطويره كأداة فعَّالة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتها الدولية.
وتضمنت التوصيات أهمية تفعيل دور المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث بإنشاء جمعيات أهلية ومراكز ثقافية تهتم بالتراث، وتشجيع الشباب والفرق الأهلية على المشاركة في الفعاليات الثقافية والإسهام في الحفاظ على التراث، ووضع استراتيجية وطنية شاملة لتطوير وتعزيز قطاع الاقتصاد (الثقافي والإبداعي) في السياحة، وإنشاء صناديق وبرامج دعم وتمويل مخصصة للمشاريع السياحية القائمة على الاقتصاد.
وأكدت توصيات المؤتمر أهمية تكثيف جهود التوثيق للغات المحلية المهددة بالانقراض في سلطنة عمان؛ بهدف جمع جميع صور التراث غير المادي من مصادره الأصلية قبل رحيل كبار السن، وأرشفتها رقميا للاستفادة منها في صون هذه اللغات ورفد قطاع التنمية، بما في ذلك قطاع السياحة الثقافية.
وحفل المؤتمر بورش عمل مصاحبة عقدت في الفترة من ٣ إلى ٥ فبراير الجاري، بمشاركة ٢٠٠ خبير وباحث ومؤرخ ومهتم بالشأن السياحي والثقافي والتراثي من داخل سلطنة عمان وخارجها، ضمن فعاليات الموسم الثقافي العشرين للجامعة، وتم خلاله تقديم أكثر من 80 ورقة عمل مختلفة، قدمها مجموعة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بقطاع السياحة، منها: 40 ورقة عمل عرضها المشاركون من خارج سلطنة عمان، تناولت مجموعة من العناوين، منها: التراث الثقافي المادي وغير المادي، وواقع السياحة في سلطنة عمان والوطن العربي وآفاق تطويرها واستدامتها، والثورة الرقمية وتأثيرها على الصناعات الثقافية والسياحية، ودور المؤسسات الثقافية في تعزيز التنوع الثقافي، والصناعات الثقافية ودورها في دعم الاقتصاد وتشكيل الهوية، والثقافة والهوية وأثرها في بناء الشخصية العربية، بالإضافة إلى مجموعة من العناوين المختلفة التي تعنى بشكل مباشر بقطاع السياحة والثقافة في سلطنة عمان.
كما شهد المؤتمر إقامة 3 حلقات عمل مصاحبة للمؤتمر من تنظيم وزارة السياحة والتراث، الحلقة الأولى بعنوان: (صناعة التراث) وتتضمن 5 جلسات تركز على التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والأهلي وتمويل الاستثمارات في القطاعين الأهلي والأثري، أما الورشة الثانية فكانت بعنوان (صناعة السياحة)، وتضمنت 4 جلسات تناولت: الترميم: تطبيقاته وتحدياته، والحارات الأثرية وتطويرها سياحيا. فيما جاءت الورشة الثالثة بعنوان: (صناعة المتاحف) وتضمنت 3 جلسات عمل موضوعاتها: المتاحف الخاصة: مساهمة مجتمعية لتطوير السياحة وتوثيق تاريخ الذاكرة العمانية "واقعها والتحديات التي توجهها".