واشنطن- بدأت، أمس الخميس، أعمال المؤتمر السنوي لمنظمة اللجنة الأميركية العربية لمناهضة التمييز (إيه دي سي)، إحدى أقدم وأهم منظمات عرب أميركا، بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان، وتتواصل فعالياته حتى 15 سبتمبر/أيلول الجاري.

وتركز أعمال المؤتمر على قضية تصويت الناخبين العرب الأميركيين، وسط مناخ عدائي غير مسبوق منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستمرار الدعم الأميركي للإبادة الجماعية المستمرة منذ بدء عملية طوفان الأقصى.

ومن المنتظر أن يتحدث أمام المؤتمر مرشحا ما يسمى بالأحزاب الثالثة من المستقلين، كورنيل ويست وجيل شتاين، فضلا عن عدد من الأكاديميين والنشطاء العرب وأعضاء برلمانات محلية من عدة ولايات.

تأسست منظمة اللجنة الأميركية العربية لمناهضة التمييز (إيه دي سي) عام 1980 (مواقع التواصل) صعوبة

وتأسست (إيه دي سي) عام 1980 من قبل السيناتور الأميركي الديمقراطي ذي الأصول اللبنانية جيمس أبو رزق من ولاية داكوتا الشمالية. وعادة ما تعقد المنظمة مؤتمرها السنوي في العاصمة واشنطن، لكنها قررت هذا العام عقد التجمع في ديربورن، التي تضم أعلى نسبة من السكان العرب الأميركيين بين مدن الولايات المتحدة.

ويُنظر إلى ميشيغان، التي تضم أعلى نسبة من السكان من أصول شرق أوسطية، وفقا لبيانات التعداد الفدرالي، على أنها ولاية متأرجحة، وهو ما يحاول الناشطون الأميركيون العرب الاستفادة منه. لكنهم واجهوا صعوبة -خلال الأشهر الأخيرة- في إقناع المرشحين من الحزبين الرئيسيين بتقليل الدعم لإسرائيل.

كما شهدت انتخابات ميشيغان التمهيدية للحزب الديمقراطي، والتي جرت في فبراير/شباط الماضي، تصويت أكثر من 100 ألف من ناخبي الولاية (13% من الناخبين الديمقراطيين) بغير ملتزمين، وهو ما لا يضمن أن يصوتوا للمرشح الديمقراطي في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتقول المنظمة إنها تمثل أكثر من 100 ألف ناخب أميركي من أصل عربي، أي ما نسبته 10% من جميع الناخبين العرب المسجلين الذين يناهز عددهم 1.2 مليون ناخب.

ومع تسجيل 1.2 مليون عربي أميركي للتصويت في انتخابات 2024، لم يعد من الممكن تجاهل تأثير الكتلة التصويتية العربية من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري على حد سواء.

لا خيار

وتقول زينب وليام، الكاتبة ذات الأصول العربية "لقد خسرنا الرئيس جو بايدن كناخبين أميركيين مسلمين، وسحقت نائبته كامالا هاريس مطالبنا. لم يترك لنا الديمقراطيون أي خيار سوى التصويت بغير ملتزمين، أو لصالح طرف ثالث لأن عدم التصويت على الإطلاق ليس خيارا أيضا".

وتضيف "بالنسبة للكثيرين منا، فإن التصويت لمرشح طرف ثالث مثل شتاين أو ويست هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق. كان كلاهما صريحا في دعمه لسكان غزة".

وكشفت المنظمة عن نتائج استطلاع رأي لأعضائها، حصلت فيه هاريس على دعم 27.5% بين المستطلعة آراؤهم، وهي زيادة ملحوظة عن نسبة 7% التي سبق أن حصل عليها بايدن في استطلاع مشابه في شهر مايو/أيار الماضي، إلا إن الاستطلاع كشف عن حصول مرشحة حزب الخضر، جيل شتاين، على دعم 45.3%. وعبّر ربع المستطلعة آراؤهم عن ترددهم أو نيتهم عدم التصويت.

وحسب عابد أيوب، المدير التنفيذي لمنظمة (إيه دي سي)، تمر جميع الطرق المؤدية إلى البيت الأبيض عبر ولاية ميشيغان، ولم يسبق أن كان الصوت العربي الأميركي بالأهمية نفسها التي هو عليها اليوم، لا سيما في الولايات المتأرجحة الرئيسية.

وأضاف -في بيان اطلعت عليه الجزيرة نت- أن المؤتمر سيحضره عرب أميركيون من جميع أنحاء البلاد "لمناقشة التحديات التي نواجهها في هذه البيئة العدائية بشكل متزايد، لا سيما منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وعلى الرغم من أن نسبة العرب الأميركيين لا تتخطى 1% من سكان الولايات المتحدة بعدد يناهز 4 ملايين شخص، فإن وجودهم المُركَّز في عدد من الولايات، ومن بينها ولايات متأرجحة، يجعل منهم كتلة انتخابية حاسمة في ميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا.

يُذكر أن 65% من عرب أميركا صوتوا لصالح بايدن في انتخابات 2020، وكان هذا الدعم حاسما لفوزه في عدة ولايات متأرجحة، ففاز بجورجيا بفارق 12 ألف صوت، بينما صوت فيها أكثر من 61 ألف مسلم أميركي، وفاز كذلك ببنسلفانيا بفارق 81 ألف صوت، وصوت فيها 125 ألف مسلم وعربي أميركي.

ولولاية ميشيغان 15 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، وصوتت في الانتخابات الأخيرة لصالح بايدن، وقبلها لصالح منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

معضلة كبيرة

يجد الناخبون العرب أنفسهم في معضلة كبيرة، إذ تلقى إسرائيل دعما هائلا من كلا المرشحين الرئاسيين هاريس وترامب. ورغم جهود حملاتهما في التودد لجذب الصوت الانتخابي العربي، لم يبد أي منهما استعدادا للتراجع عن دعم تل أبيب.

وفشلت حركة غير الملتزمين في إقناع المؤتمر الوطني الديمقراطي بأن يتكلم متحدث أميركي فلسطيني من المنصة الرئيسية خلال المؤتمر في شيكاغو، وذلك بعدما سمح الحزب لوالدي أحد المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتحدث ممثلا لعائلات المختطفين.

ورفض الحزب الديمقراطي إلقاء الضوء على معاناة وضحايا العدوان الإسرائيلي، ورفض بقوة صعود أي ممثل لضحايا العدوان على قطاع غزة ليتحدث من على المنصة الرئيسية عن معاناة الفلسطينيين.

ولم يتردد الحزب الجمهوري في استغلال غضب عرب ومسلمي أميركا من سياسات الإدارة الحالية تجاه غزة، وحاول العمل على كسب ود الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين غير الراضين عن سياسة إدارة بايدن-هاريس. ويقود مسعد بولس، صهر الرئيس ترامب ذو الأصول اللبنانية، جهود الحملة الجمهورية في التواصل مع رموز الجالية العربية بولاية ميشيغان.

وحتى الآن، لم تشر حملة هاريس إلى أنها منفتحة على النظر في بعض مطالب العرب الأميركيين. وخلال مشاركتها في فعالية انتخابية بميشيغان، أغضبت المتظاهرين المسلمين الذين هتفوا ضد ما يعتبرونه إبادة جماعية، وردت هاريس "أنا أتحدث" ثم اتهمتهم لاحقا بمساعدة ترامب في الفوز بالانتخابات.

ورغم تردد أغلب الناخبين العرب الأميركيين من إعلان دعمهم لانتخاب هاريس ضد ترامب، قرر أسد تورف، نائب المدير التنفيذي لمقاطعة "واين"، والتي تشمل ضمن مدنها ديربورن، تأييد هاريس. وواجه تورف انتقادات من بعض الأميركيين العرب بسبب تأييده، لكنه تمسك بقراره، قائلا إن الأول ينطوي على مخاطر. من جانبها تعول حملة هاريس على فرضية أن عرب أميركا -في النهاية- لن يصوتوا لصالح ترامب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العرب الأمیرکیین الناخبین العرب عرب أمیرکا

إقرأ أيضاً:

بعد غد الثلاثاء.. مؤتمر عن الأمن الفكري بجامعة البريمي

تنطلق بعد غد الثلاثاء فعاليات مؤتمر "الأمن الفكري بين الشريعة والقانون"، الذي تستضيفه جامعة البريمي، تحت رعاية معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي، رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، وبمشاركة واسعة من مؤسسات التعليم العالي بمختلف محافظات سلطنة عُمان إلى جانب عدد من الجهات الحكومية والخاصة.

ويأتي تنظيم المؤتمر في إطار الجهود الوطنية الهادفة إلى ترسيخ قيم الانتماء والمواطنة، وتعزيز الأمن الفكري لحماية المجتمع من الأفكار المتطرفة والدخيلة التي لا تنسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ولا تتوافق مع العادات والتقاليد العمانية الأصيلة.

ويتضمن برنامج المؤتمر جلسة افتتاحية، تليها انطلاقة أعمال المحاور والموضوعات المطروحة، عبر تقديم 37 ورقة بحثية تناقش أبرز التحديات المعاصرة في مجال الأمن الفكري. ويشتمل المؤتمر على خمسة محاور رئيسية هي مفهوم الأمن الفكري من منظور شرعي وقانوني ودور الأمن الفكري في تعزيز الانتماء وحماية الهوية العُمانية الأمن الفكري ومواجهة التحديات السلبية لشبكات التواصل الاجتماعي والتصدي للفكر المتطرف وتأثير الأمن الفكري على النظام العام.

كما سيتناول المؤتمر عددًا من القضايا الراهنة المرتبطة بتأثير الفكر المتطرف على النشء، وما ينتج عنه من اضطرابات في السلوك والقيم، مسلطاً الضوء على أدوار المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في بناء الوعي وصياغة الفكر السليم، وتوجيه طاقات الشباب نحو القيم الصحيحة، وترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع.

ومن المؤمل أن تساهم الأوراق البحثية المقدّمة في الخروج بتوصيات عملية تسهم في معالجة الإشكاليات الفكرية الراهنة، لا سيما في ظل التطور المتسارع للتقنية والذكاء الاصطناعي، والتوسع الكبير في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وما يصاحبها من تأثيرات مباشرة على تفكير وسلوكيات الشباب.

مقالات مشابهة

  • مؤتمر بالبريمي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على أفكار الشباب
  • هيئة التراث تسلط الضوء على تاريخ الجزيرة العربية الخضراء في مؤتمر صحفي غدًا
  • كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسية
  • مؤتمر لتعزيز حضور السعوديات في مسيرة التنمية
  • بدور القاسمي تفتتح «مؤتمر الموزعين الدولي»
  • المصري الديمقراطي يطالب بحوار شامل قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة
  • كوريا الجنوبية تحدد موعد «الانتخابات الرئاسية» المبكّرة
  • محمد حجازي: فرنسا تدعم الخطة العربية وموقف مصر الداعي لعقد مؤتمر دولي لإعمار غزة
  • هيئة الرأي العربية في كركوك ترحب بعودة البارتي: استوعبوا الدرس - عاجل
  • بعد غد الثلاثاء.. مؤتمر عن الأمن الفكري بجامعة البريمي