31 عاما على اتفاق أوسلو.. ماذا تغير في القدس؟
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
القدس المحتلة- تحل اليوم الذكرى الـ31 لاتفاقية أوسلو التي وُقعت في البيت الأبيض بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل يوم 13 سبتمبر/أيلول من عام 1993.
أُنشئت السلطة الفلسطينية ومؤسساتها فور توقيع الاتفاقية، لكن القدس هُمشت وأُجّلت ضمن ما أطلقت عليها حينذاك "قضايا الحل النهائي"، وهو الأمر الذي أفسح المجال أمام إسرائيل لتهويد كافة القطاعات في العاصمة المحتلة، ووأد حل الدولتين الذي يَعتبر الشطر الشرقي من المدينة عاصمة لدولة فلسطين.
كانت موافقة الجانب الفلسطيني على تأجيل القدس لقضايا الحل النهائي منوطة باستئناف المفاوضات بعد 3 أعوام من توقيع الاتفاقية، وسُميت آنذاك "مفاوضات الوضع الدائم" من أجل التوصل لتسوية دائمة حول من يتحكم بشرقي القدس والأماكن المقدسة وسكان المدينة.
لكن إسرائيل لم تألُ جهدا منذ توقيع الاتفاقية في تغيير الواقع على الأرض، فباشرت بالعمل فورا لإحكام القبضة على القدس، ومنعت أي حضور للسلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير في أي مؤسسة أو نشاط بالمدينة.
وفي الذكرى الـ31 لتوقيع الاتفاقية، تقدم الجزيرة نت إضاءة على أبرز القضايا والقطاعات التي تأثرت بأوسلو.
كان دخول اليهود إلى المسجد الأقصى منوطا بشراء تذكرة من دائرة الأوقاف الإسلامية بصفتهم سياحا، ولم تكن ترافقهم شرطة الاحتلال لحمايتهم ولا يؤدون خلال وجودهم فيه أي طقوس أو صلوات توراتية.
وبعد توقيع الاتفاقية، بدأت تُفرض عدة أجندات: أولاها عام 1994 عندما انطلقت محاولات السيطرة على ما تحت المسجد، ثم التقسيم الزماني بعد انتزاع أمر قضائي يسمح للمستوطنين باقتحام المسجد عام 2003، ثم مشروع التقسيم المكاني عام 2008.
ووصل الحال اليوم إلى قيام المستوطنين بأداء كافة الصلوات والطقوس التوراتية في ساحات الأقصى خاصة الشرقية منها، بدعم مباشر من بعض المسؤولين والحاخامات وعلى رأسهم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير الذي قال مؤخرا إنه سيبني كنيسا داخل المسجد.
التعليم
تقول الباحثة المقدسية هنادي القواسمي للجزيرة نت إن الاتفاقية أمّلت الناس ببعض الاستقلالية، لكن تبين لاحقا أن ذلك لم يكن إلا وهما، خاصة في ما يتعلق بمدينة القدس التي أُجّل البت فيها إلى ما تُسمّى مراحل الحل النهائي.
وتضيف "يمكن أن نرى بعض مظاهر ذلك في قطاع التعليم بالقدس، لأنه أصبح على النقيض من أي معنى للاستقلالية، فحتى المدارس الخاصة التابعة للكنائس أو للجمعيات الأهلية التي كانت في السابق تتصرف وتتخذ خطواتها بالتنسيق -ولو بشكل جزئي- مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أصبحت اليوم تحت عباءة وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، وأصبح كثير منها ينفّذ ويتقبل وجود برامج تعليمية تشرف عليها الوزارة مباشرة، ما عدا مدارس الأوقاف والأونروا قليلة العدد".
ولأنه بالكاد توجد مدرسة خاصة غير ممولة من وزارة المعارف الإسرائيلية، ولأن الإقبال على طلب هذا التمويل أدى لمزيد من التغول، لا تجرؤ كثير من هذه المدارس اليوم على السماح لطلابها باصطحاب نسخة المنهاج الفلسطيني الأصلي غير المحرف معهم إلى الصف خوفا من أي تفتيش مفاجئ تجريه الوزارة الإسرائيلية.
ويضاف إلى ذلك -وفقا للباحثة- الزيادة الكبيرة في عدد المدارس والروضات التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، التي أصبحت تستقطب مزيدا من الطلبة، وكثير من طلبة المدارس الخاصة يرحلون منها باتجاه هذه المدارس الجديدة، لا سيّما تلك المتخصصة منها كالمدارس التكنولوجية.
ومن ثم، يعمل الاحتلال ضمن رؤية ترى أنه يجب أن يكون هو مزود الخدمات الأول في القدس بشرقها كما في غربها، ويحاول أن يربط الناس واحتياجاتهم اليومية به وبمؤسساته، ويخنق -في المقابل- أي محاولة للاستقلال أو السير عكس هذا الاتجاه.
وتتابع القواسمي أنه "من نافلة القول الحديث أن نسبة من يدرس المنهاج الإسرائيلي من المقدسيين تتزايد كل عام، ففي العام الدراسي 2022-2023 كانت نسبتهم 18%، وقبل ذلك بنحو 10 سنوات لم تتعد نسبتهم 2 إلى 3%".
الاستيطان
عندما أُجلت القدس إلى قضايا الحل النهائي، استغل الجانب الإسرائيلي -حسب خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي متحدثا للجزيرة نت- هذا البند وبدأ بتوسيع الاستيطان، وكانت أول مستوطنة تمت توسعتها داخل المدينة هي "هار حوماه".
وعام 1995، تمت مصادرة كثير من الأراضي لصالح توسيع المستوطنات في منطقتي بيت حنينا وبيت صفافا بالقدس، وهذا أدى لارتفاع أعداد المستوطنين بشكل تدريجي حتى وصل عددهم اليوم إلى 230 ألف نسمة.
وبالتزامن مع بناء المستوطنات وتوسعتها، فإن إسرائيل عملت -وفقا للتفكجي- على إقامة مشاريع استيطانية وتعزيز البنية التحتية وزيادة البؤر الاستيطانية خاصة حول البلدة القديمة في ما يعرف بـ"الحوض المقدس".
ويوضح التفكجي أنه "إذا نظرنا للقدس في أوسلو، فإن تأجيل البت فيها كان كارثيا من النواحي كافة، لأن ذلك أفسح المجال أمام إسرائيل لتفعل ما تشاء، وتسريع دمج شطري المدينة الشرقي والغربي وإقامة المؤسسات السيادية في القدس الشرقية وإنشاء الأنفاق وتوسيع المستوطنات، وتُرك للفلسطينيين 13% فقط من القدس الشرقية التي تقدر مساحتها بـ72 كيلومترا مربعا، لأن الأراضي صودرت للمصلحة العامة أو صنفت على أنها مناطق خضراء أو ممنوع البناء فيها أو بسبب شق الشوارع وتوسيع مسار القطار الخفيف".
وتطرق كذلك إلى أن إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة موحدة لإسرائيل عام 2017، أطلق مزيدا من العنان لإسرائيل من أجل الوصول للأهداف الإستراتيجية بجعل القدس مدينة موحدة تحت سيادتها، فزادت عمليات التهويد وتسارعت.
الاقتصاد
ساهمت اتفاقية أوسلو في سلخ القدس عن محيطها الجغرافي الفلسطيني، وهذا أدى بطبيعة الحال لوأد اقتصادها، وفقا لوزير الاقتصاد الفلسطيني الأسبق مازن سنقرط.
وأضاف سنقرط، في حديثه للجزيرة نت، أن مدينة "القدس عُزلت بشكل أكبر بعد بناء الجدار العازل حولها، ومحاصرة بوابات البلدة القديمة بالوجود العسكري الدائم، ونتج عن ذلك ضعف الحركة الشرائية، خاصة في أسواق البلدة القديمة التي أغلقت أبواب نحو 450 من حوانيتها من أصل 1450".
ولم يتأثر اقتصاد المدينة بضعف الحركة الشرائية فحسب، بل بإنهاك المقدسيين بنحو 12 نوعا من الضرائب والرسوم المختلفة، وهو ما يجعل نحو 80% منهم يعيشون تحت خط الفقر، وفق سنقرط.
وتابع الوزير الأسبق أنه يمنع على المقدسيين العيش خارج المدينة خشية فقدان حقهم بالإقامة فيها، فإنهم يتكدسون في شقق يبلغ متوسط مساحتها 40 مترا مربعا خاصة بالبلدة القديمة التي يتشارك 12% من سكانها مع جيرانهم في الخدمات الصحية، و14% يتشاركون مع جيرانهم في المطابخ.
واختتم سنقرط حديثه بالقول إن هناك فرقا شاسعا بالخدمات والوضع الاقتصادي بين شطري المدينة الشرقي والغربي بسبب السياسات العنصرية، وإنه رغم الإغراءات المالية التي تقدم للمستوطنين لتشجيعهم على السكن في المدينة، فإن تكلفة العيش فيها للمقدسي باهظة جدا، إذ تتراوح تكلفة الشقة التي تبلغ مساحتها 100 متر مربع في بناية سكنية بين 600 و700 ألف دولار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات توقیع الاتفاقیة الحل النهائی فی القدس
إقرأ أيضاً:
أخبار العالم | أمريكا توقع اتفاق المعادن مع أوكرانيا.. هيجسيث يتوعد إيران بسبب دعم الحوثي.. ونتنياهو يعلن حالة طوارئ بسبب حرائق القدس
نشر موقع صدى البلد" الإخباري خلال الساعات القليلة الماضية، عددًا من الأخبار والموضوعات المهمة التي تتعلق بالشأنين الإقليمي والدولي كان أبرزها:
باكستان تتهم الهند بالتصعيد.. وتحذيرات من رد عسكري مرتقب
اتهم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، يوم الأربعاء، الهند باتباع "نهج استفزازي" والسعي إلى "التصعيد"، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في ظل التوتر المتصاعد بين البلدين عقب هجوم دامٍ في إقليم كشمير المتنازع عليه.
ترامب ينتقد دعم أمريكا لأوكرانيا: نضخ الأموال دون مقابلأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امتعاضه الشديد من حجم الدعم المالي الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أن تلك الأموال صُرفت دون أي مردود حقيقي، ومحمّلًا المسؤولية الكاملة للإدارة السابقة بقيادة جو بايدن.
كييف وواشنطن تتوصلان إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانيةأفادت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، اليوم الخميس، بأن الولايات المتحدة وأوكرانيا توصلتا إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يتطلع إلى التوصل لاتفاق تجاري، وإنه سيزور البيت الأبيض خلال الأسبوع المقبل.
أوكرانيا: اتفاق المعادن ليس ردا للجميل.. بل شراكة استثمارية متكافئةأكد نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، تاراس كاتشكا، أن اتفاقية المعادن المزمع توقيعها مع الولايات المتحدة لا تُعد "ردًا للجميل" مقابل الدعم الأمريكي الذي قُدم لكييف، كما وصفها الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق، بل تُعد خطوة استثمارية تهدف إلى تمكين واشنطن من الاستفادة من دورها الدفاعي عبر قنوات اقتصادية، بحسب ما نقل عنه موقع "أكسيوس".
تحول في موقف ترامب تجاه روسيا.. ضغوط داخلية وخطط لعقوبات جديدةكشفت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، نقلًا عن مصادر داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن كبار مساعديه بدأوا في بلورة خطط لمعاقبة روسيا بسبب ما وصفوه بـ"تباطؤ موسكو المتعمد" في تحقيق تقدم حقيقي على مسار السلام في أوكرانيا، في ما يعدّ تحولًا ملحوظًا في موقف الرئيس الأمريكي تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
الهند تغلق المجال الجوي أمام طائرات باكستانقررت السلطات الهندية، الأربعاء، إغلاق مجالها الجوي بالكامل أمام الطائرات المسجلة في باكستان، بما يشمل الطائرات التجارية والحربية، وذلك على خلفية التوتر المتصاعد بين البلدين بعد الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع في الشطر الهندي من إقليم كشمير.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اجتماع للحكومة، أن الولايات المتحدة وقعت رسميًا اتفاقًا مع أوكرانيا يتيح لواشنطن الوصول إلى الموارد المعدنية النادرة داخل الأراضي الأوكرانية، مؤكدًا أن الاتفاقية تضمن حماية الاستثمارات الأمريكية، وتشكل عامل استقرار في المناطق التي ستشهد عمليات تنقيب.
أمريكا تدعو الهند وباكستان لضبط النفس بعد هجوم كشميرحث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الأربعاء، كلاً من الهند وباكستان على العمل بشكل مشترك لتهدئة التوترات المتصاعدة في أعقاب هجوم دموي شنه متشددون في الجزء الذي تديره الهند من إقليم كشمير المتنازع عليه، الأسبوع الماضي.
محكمة أمريكية ترفض منح إدارة ماسك صلاحيات الوصول لبيانات الضمان الاجتماعيرفضت محكمة استئناف اتحادية أمريكية محاولة إدارة الرئيس دونالد ترامب إلغاء أمر قضائي سابق يمنع منح إدارة "الكفاءة الحكومية"، التي يديرها الملياردير إيلون ماسك، حق الوصول غير المحدود إلى بيانات ملايين المواطنين الأمريكيين، وذلك في تطور قضائي بارز يعكس تصاعد الصراع بين مؤسسات الدولة ومبادرات ترامب لإعادة هيكلة الجهاز البيروقراطي الأمريكي.
وجه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، أمس الأربعاء، تحذيراً شديد اللهجة إلى إيران، محملاً إياها مسؤولية ما وصفه بـ"الدعم الفتاك" الذي تقدمه لميليشيا الحوثي في اليمن، ومؤكداً أن طهران ستتحمل تبعات هذا الدعم في الوقت والمكان الذي تختاره واشنطن.
نتنياهو يعلن حالة طوارئ بسبب حرائق القدس.. ويتهم فلسطينيين بإشعالهاحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، من أن حرائق الغابات المندلعة قرب مدينة القدس المحتلة قد تمتد إلى داخلها، في ظل ظروف جوية مواتية تؤجج النيران.