رشيد متحف أثري مفتوح.. ونقطة التقاء النهر بالبحر
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
محافظة البحيرة تقع في غرب الدلتا ويحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط، وشرقا فرع رشيد، وغربًا محافظة الإسكندرية، وتصل حدودها الجنوبية حتى محافظة الجيزة.
تحتوي محافظة البحيرة على العديد من المعالم الأثرية التى تشتهر بها إلا أنها لاتلقى الاهتمام الامثل في إبراز هذه المعالم السياحية سواء ما كانت السياحة الدينية والتاريخية، وتعتبر مدينة رشيد فتعبر رشيد جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر وبالاخص الحملة الفرنسية، وكذا المنازل القديمة وحجر رشيد وغير من المناظر الطبيعية والمحميات التى تشتهر بها هذه المدينة.
فإذا ذهبت إلى "باريس" عاصمة النور، بلد الثقافة والتاريخ والجمال، سيدهشك أن بها شارع يسمى "رشيد"، نسبة إلى البلدة المصرية الصغيرة التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومياه نهر النيل، والتي وصفها الكثيرون من المفكرين بأنها بلد الثقافة المصرية على مر العصور المختلفة، فهي صاحبة حجر رشيد الفرعوني، وتعد ثاني بلد تحمل العديد من الآثار الإسلامية بعد "القاهرة" العاصمة المصرية، وصاحبة المشهد العظيم لالتقاء مياه النهر العذب مع مياه البحر المالح، "البرزخ" تلك المعجزة الإلهية التي يحرص زوار المدينة على رؤيتها.
تعرف المدينة بالعديد من الأسماء فاسمها القبطي "رخيت"، واللاتيني" روزيتا"، والمصري" رشيد"، وهي عبارة عن مُتحف مفتوح يبهرك حين تسير فيه، المعمار الزخرفي الأثري يجذب الأنظار، سماها مُزينة بأشجار النخيل وكأنها تطرح عقيق أحمر، أو ياقوت ذهبي، ما جعلها تحمل لقب "بلد المليون نخلة".
مسجد أبو مندور في أجمل رحلة نيلية فى رشيدمن أبرز الآثار الإسلامية الموجودة داخل "رشيد" مسجد "أبو مندور"، أقيم المسجد على هضبة عالية مجاورة لشط نهر النيل، ما يزيد من سحر جماله، فلونه الأبيض الجذاب يضيء المكان ليلًا، حيث تعكس أضواءه على مياه النيل فتجعل المسجد لؤلؤة مضيئة تجذب أنظار زواره. تعود تسمية المسجد إلى العارف بالله "محمد أبو مندور"، أو أبو النضر نسبة لقوة بصره، جاء العارف بالله إلى رشيد عام 991 ميلادية بعد معركة كربلاء بالعراق، وعاش فيها ما يقرب من 11 عامًا بنى المسجد في هذه الفترة، وكان المسجد مثابة حلقة علم للأهالي في أمور دينهم حتى توفى عام 1002 ميلادية.ويرجع السلف نسب العارف بالله محمد أبو مندور إلى الإمام محمد بن على بن أبى طالب رضى الله عنه من زوجته التى تزوجها بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو شقيق الحسن والحسين.المسجد له 3 أبواب، مستطيل التصميم، يوجد به حجرة بها ضريح العارف بالله "أبو النضر"، وهى عبارة عن "حجرة مربعة يتوسطها مقصرة الدفن المصنوعة من الخشب المزخرف وأعلى المقصرة يوجد شريط كتابى وأسفلها توجد أشكال كتابات بالخطين الكوفى والديوانى، مئذنته أخذت الطابع العثمانى، وتميز المسجد بمعجزة ربانية، حيث أنه لم يغرق بمياه الفيضان قبل بناء السد العالي، ولم تطمسه رمال التلال الأثرية رغم وقوعه بينهما
البيوت الأثرية في رشيد.. بيت المصيلي أقدمهمتشتهر مدينة رشيد، بتميزها بالمعمار الإسلامي والذي ازدهر في العصر العثماني، حيث كانت مركزًا تجاريًا عالميًا، بسبب وقوعها على ساحلي البحر الأبيض المتوسط ونهر النيل، فكانت تأتى إليها الرحلات التجارية من معظم أنحاء العالم، وأنشئت فيها الوكالات والأسواق وانتشرت القصور والمساجد المنازل والكنائس، وأصبحت المدينة الصغيرة مركز معماري واقتصادي كبير.ومن تلك المباني الأثرية خان سليمان باشا وخان البنادقة وخان محمد باشا السلحدار، أقيمت عدة وكالات والتي منها وكالة الشونى ووكالة الباشا، اللتان مازالتا قائمتان حتى الآن، وهناك العديد من دوائر الأرز والطواحين، مثل طاحونة أبو شاهين والتي مازالت توجد حتى الآن، وحمام عزوز، وبوابة أبو الريش بالإضافة إلى 13 مسجدًا وزاوية وضريح جميعهم داخل مدينة رشيد.تتميز الواجهات والمداخل للمباني الأثرية باستخدم الطوب في بناء المنازل الأحجار والأعمدة والتيجان القديمة، كما تميزت واجهات المنازل بأنها مزينة بالطوب الأسود والأحمر، أما الشبابيـك فتنوعت بين الخشب المخروط والمتنوع للتهوية ومنها الحديد، الفتحــات سواء كانت بالجدران أو بالأسقف وأشكالها في الغالب مستطيلة، أما الأسقــف فمعظمها خشبية مزخرفة وملونة بألوان جذابة، كما تحتوى البيوت الأثرية في رشيد على القباب التي ابدع فيها المعمار، وكان يتم عمل سقف خشبى، بالإضافة إلى الأسبلة التي كان تواجدها ضرورة مهمة في كل بيت،أما الحمامات في بيوت رشيد القديمة، فأقيمت بأدوار الحريم، الحمام يتكون من مكان الوقود وفيه قدراً من الفخار ودست من النحاس للماء الساخن .وتضم "رشيد" 22 منزلًا أثريا منهم منزل فرحات، حسيبة غزالي، الامصيلى، عصفور، منزل مكى، منزل القناديلى، منزل الجمل، منزل بسيونى"ويعد منزل الأمصيلى، من أجمل التصميمات التي صممت في رشيد، حيث طابعها الخاص يجذبك حين تقع عليه عيناك، ومالك المنزل هو أحمد الأمصيلي وهو من قادة الجيش العثمانى، وقد بناه عثمان أغا الطوبجى عام 1808 ميلادى، يتميز المنزل بطرازه المعماري الفريد، يعلو الباب لوح خشبي نقشت عليه بالخط البارز أيه "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا".
منزل برشيد
احد الارابيك بمنازل رشيد
القلعة برشيد
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العارف بالله منزل ا
إقرأ أيضاً:
اكتشاف أثري فريد.. أول طريقة نقل استخدمها الإنسان
في اكتشاف أثري فريد من نوعه، أعلن فريق من العلماء عن العثور على أدلة تشير إلى استخدام الإنسان لزحافات بدائية في منطقة وايت ساندز الوطنية بولاية نيومكسيكو، تعود إلى نحو 20 ألف عام قبل الميلاد، مما يعيد كتابة جزء كبير من تاريخ تطور وسائل النقل البري.
ويعد متنزه "وايت ساندز"، المعروف برماله البيضاء الناعمة، أحد أغنى المناطق بالأدلة الأثرية في أميركا الشمالية، حيث سبق العثور فيه على أكبر مجموعة آثار أقدام بشرية تعود للعصر الجليدي.
لكن الاكتشاف الجديد الذي نشره موقع SFGate، يضيف بعدا غير مسبوق لفهم حياة البشر الأوائل في القارة.
وبحسب الدراسة التي شارك فيها علماء من جامعات بورنماوث وكورنيل وأريزونا، وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فقد كشفت التحليلات عن مسارات محفورة في الرمال لا تتطابق مع آثار الأقدام، بل تبدو ناتجة عن زحافات استخدمت لنقل أوزان ثقيلة أو أطفال، فوق الأرض الطرية أو الموحلة في محيط بحيرة أوتيرو القديمة.
وأوضح الباحثون أن هذه الوسائل البدائية، والتي صنعت على الأرجح من عصي طويلة وسلال أو شبك، تشبه عربات يدوية من دون عجلات، وكانت تسحب بواسطة مقابض لتحريك البضائع أو الأشخاص.
وقد قاد هذا الاكتشاف إلى تعديل التقديرات السابقة التي كانت تحدد ظهور تقنيات النقل البري بـ4000 عام قبل الميلاد، لتصبح 20,000 عام قبل الميلاد.
وفي تصريح لعالم الآثار دانيال أوديس من متحف الشمال، أوضح أن الفريق العلمي قام بإعادة تصنيع زحافات مشابهة لتلك التي خلفت المسارات، وجرى اختبارها في ظروف مماثلة، حيث أظهرت تطابقا شبه تام مع المسارات القديمة المكتشفة.
وأضاف أوديس: "الزحافة كانت أداة عملية وبسيطة، تعكس قدرة الإنسان القديم على التكيف والابتكار، وقد استخدمت لنقل الصيد والبضائع وربما حتى الأطفال الصغار، كما تشير بعض آثار الأقدام الصغيرة المجاورة للمسارات".
يشار إلى أن هذا الكشف يغير كثيرا من الفرضيات السابقة حول توقيت وصول الإنسان إلى أميركا الشمالية، حيث كانت التقديرات تشير إلى نحو 15 ألف عام، بينما تؤكد الأدلة الجديدة أن الوجود البشري في المنطقة يمتد إلى ما قبل 23 ألف عام، وفقا لتحليل بذور وحبوب لقاح محفوظة في طبقات الأرض مع آثار الأقدام.
ويأمل الباحثون أن تفتح هذه الاكتشافات الباب لمزيد من الدراسات حول تطور التقنيات والأنماط الحياتية للإنسان القديم، في ظل أدلة مادية نادرة كتلك التي تحتضنها رمال وايت ساندز.