بي تي في: الفلبين تستجيب لرؤية عمالتها في ليبيا وتعتبر البلاد آمنة
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
ليبيا – كشف تقرير إخباري نشرته شبكة “بي تي في” الإخبارية الباكستانية الناطقة بالإنجليزية عن تخفيض خارجية الفلبين وضع ليبيا إلى مستوى التنبيه للأزمات 3.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد أن هذا المستوى يعني العودة الطوعية للفلبينيين بعد التحسينات المهمة في ليبيا منذ عام 2019 مشيرا إلى أن التحذير من الأزمة بالرقم 4 كان يدعو إلى الإجلاء الإلزامي في وقت أبدت فيه الوزارة وجهة نظرها بالخصوص.
وتم اتخاذ القرار بعد ملاحظة هذه التحسينات رغم بقاء الظروف السياسية والأمنية في ليبيا هشة مبينة أن الانقسام السياسي بين الشرق والغرب لا يجعل من البلاد في الوقت الحالي تحت سيطرة خارجية كاملة من الجانبين فالنزاعات محلية ومتفرقة وتستهدف المقاتلين وليست صراعات أهلية واسعة النطاق.
ويرى جميع العمال الفلبينيون المغتربون في ليبيا البالغ عددهم ألفين و300 البلاد آمنة ومأمونة.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
تفكيك خطاب الخرطوم مدينة غير آمنة
رغم الانتصار الكبير الذي حققته القوات المسلحة والقوات النظامية بإعادة سيطرتها الكاملة على ولاية الخرطوم، وإخراج مليشيا الجنجويد من أحيائها، لا تزال بعض الأصوات تردد أن الخرطوم “غير آمنة”.
هذا الوصف الذي يبدو في ظاهره حريصاً على الواقع الأمني، يخفي في باطنه خلطًا خطيرًا بين نوعين مختلفين من التهديدات: التهديد الوجودي الذي شكّله احتلال المليشيا، والتحديات الأمنية الجنائية التي تلي مرحلة التحرير وتستوجب إعادة البناء.
إن الخرطوم اليوم لا تعاني من غياب الدولة كما كان عليه الحال في فترة احتلال الجنجويد لأحيائها. آنذاك، شهدنا جرائم ممنهجة تتراوح بين القتل والاغتصاب والتعذيب والنهب الجماعي، وتمتعت المليشيا خلالها بغطاء تنظيمي وعسكري جعلها تمثل تهديداً وجودياً لكيان الدولة ذاته. كان المواطن في تلك اللحظة يواجه آلة قتل لا تعترف بأي قانون، ولا تقيم وزناً لأي عرف أو دين أو ضمير.
اليوم، وبعد طرد الجنجويد من الخرطوم، انتقلنا إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة ما بعد الصدمة، والتي تتسم بضعف أمني نسبي وجرائم فردية أو شبه منظمة، لكنها بالتأكيد لا ترقى إلى حجم التهديدات السابقة.
من الخطأ – بل من الظلم – أن نساوي بين وجود مجموعات صغيرة تمارس السطو أو النهب في ظل عدم اكتمال إنتشار الشرطة، وبين وجود مليشيا مسلحة ارتكبت جرائم إبادة وعنف جنسي ممنهج بحق المدنيين.
هذا الخلط يُضعف الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار، ويفتح الباب أمام الحرب النفسية التي تسعى بعض الأطراف إلى تأجيجها لترسيخ شعور دائم بانعدام الأمان، حتى بعد استعادة الدولة لمواقعها.
وقد أثبتت تجارب دولية كثيرة أن مرحلة ما بعد التحرير من الجماعات المسلحة عادةً ما تشهد انفلاتاً أمنياً جزئياً بسبب الفراغ الذي تخلّفه الحرب، وصعوبة إعادة الانتشار الفوري للأجهزة النظامية.
في العراق بعد طرد تنظيم داعش من الموصل، استمرت عمليات السلب والسرقة لعدة أشهر، رغم إعلان التحرير، إلى أن تمكنت الشرطة من بسط سيطرتها تدريجياً. وكذلك في مدينة ميدوغوري بنيجيريا، عقب إخراج جماعة بوكو حرام، ظلت المدينة تشهد انفلاتاً أمنياً وجريمة حتى استعادت السلطات السيطرة الأمنية الكاملة بعد عام كامل من إعلان الانتصار العسكري. حتى في مدن كبرى مثل نيويورك عقب أحداث 11 سبتمبر، ارتفعت معدلات الجريمة مؤقتاً نتيجة ارتباك الأجهزة الأمنية وتحوّل اهتمامها نحو التهديدات الكبرى، لكن الأمر عولج لاحقاً بفعالية.
ما تعيشه الخرطوم اليوم ليس استثناءً من هذه القاعدة، بل هو سيناريو طبيعي لمدينة خرجت من تحت براثن ميليشيا إجرامية كانت تمارس الحكم بقوة السلاح. التحديات الأمنية الراهنة يمكن السيطرة عليها، وهي في متناول الدولة والمجتمع معاً، شريطة توفر العزيمة والتعاون.
في ظل هذه الظروف، تقع على عاتق المواطن مسؤولية كبيرة في حماية نفسه ومحيطه، والتعاون مع السلطات لا الاكتفاء بلعب دور الناقد السلبي. ومن هنا، تبرز أهمية توعية الناس ببعض الإجراءات البسيطة التي يمكن أن تقلل من تعرّضهم للمخاطر، مثل تجنب التحرك الليلي في الأماكن المعزولة، عدم حمل مقتنيات ثمينة، والتنسيق بين الجيران لتأمين الأحياء، إضافة إلى ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.
كما يُطلب من الجميع الامتناع عن ترويج الشائعات أو تصوير العاصمة كأنها غابة، فمثل هذه السرديات لا تخدم سوى أعداء السودان، وتمنحهم فرصة الترويج لفشل الدولة حتى بعد الإنجازات الواضحة. الخرطوم اليوم تنفض عنها غبار الاحتلال، وتدخل مرحلة التعافي، وكل من يقارن حالها اليوم بما كان عليه الوضع قبل أشهر يرتاح ضميره ويقينه.
القول بأن الخرطوم “غير آمنة” بشكل مطلق ليس توصيفًا واقعيًا، بل موقفٌ نفسي أو سياسي غير دقيق. الخرطوم تحررت، نعم، لكنها تحتاج إلى وقت ومشاركة شعبية واعية لكي تتعافى بالكامل. الفرق كبير بين مدينة تقاتل لتعيش، وبين مدينة كانت تُغتصب وتُنهب وتُحرق على يد عصابة تتقن القتل.
وعلى هذا الأساس، فإن مسؤولية كل وطني حقيقي اليوم هي أن يُسهم في البناء، لا في التشكيك. فالأمن مسؤولية جماعية، كما أن الوعي بالفرق بين الخطر والاضطراب هو أول خطوة نحو استعادة الحياة.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
١٨ أبريل ٢٠٢٥م