محاولة للاحتواء ومنعا للتصعيد.. بغداد تدخل بثقلها على خط ازمة شبكة الابتزاز في ذي قار
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
بغداد اليوم - ذي قار
كشفت مصادر مطلعة، اليوم الجمعة (13 أيلول 2024)، عن دخول قوى بثقلها على خط ازمة شبكة الابتزاز في محافظة ذي قار.
وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "اعتقال عضو في مجلس ذي قار وصدور مذكرة بحق عضو اخر وكليهما ينتميان الى تيارات سياسية على خلفية شبهات بتورطهما بإدارة شبكة للابتزاز تشكل فضيحة سياسية لها ارتدادات لاتقف عند حدود المحافظة لذا تسعى قوى نافذة في بغداد للدخول على خط الازمة في محاولة لاحتوائها ومنع اي تصعيد قد يربك الأوضاع الامنية خاصة وان الامتدادات العشائرية قد تأخذ سياقات تؤدي الى إشكالية فيما بعد".
وأضاف أن "اغلب التسريبات التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعية غير دقيقة وهناك توجهات مشددة بمنع كشف أيا من محاور التحقيقات التي يجريها فريق مشترك في الناصرية لمعرفة ملامح شبكة الابتزاز وماهي الأسماء التي تديرها ومن هم الضحايا"، مؤكدا ان "الحديث عن هروب محافظ ذي قار السابق وعضو مجلسها الحالي خارج البلاد غير دقيقة ".
وأشار الى ان "اجمالي من يتشبه بتورطهم بالشبكة 10 خمسة منهم صدرت بحقهم مذكرات قبض رسمية والباقي يتوقع صدورها اليوم لكن في كل الأحوال هناك جهود غير معلنة من قبل نخب في بغداد لاحتواء الامر قدر الإمكان لتفادي اي اضرار تنعكس سلبا على أوضاع محافظة تعاني بالأساس من إشكاليات وتحديات".
وبين ان "التحقيقات لاتزال ضمن المرحلة الاولى ولم ينشر اي اعتراف حتى الان واللجنة المكلفة حريصة على عدم كشف أيا من الخيوط والنتائج دون اكمالها وفق السياقات المعتمدة لان اي تسريبات تضر بالقضية وتؤدي الى نتائج سلبية".
وكان مصدر مطلع، اكد الخميس (12 أيلول 2024)، ان مجلس محافظة ذي قار سيطرح ملف شبكة الابتزاز على جدول جلسة اليوم.
وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن " مجلس ذي قار سيعقد بعد ظهر اليوم جلسة رسمية سيطرح من خلالها ملف شبكة الابتزاز التي كشفت مؤخرا والاستماع الى تقرير اولي عن حيثياتها وطبيعة اعتقال عضو في مجلس المحافظة وصدور مذكرة قبض بحق عضو اخر".
وأضاف ان " شبكة الابتزاز ملف حساس جدا بسبب تعقيداته المتعددة "، مؤكدا ان "دائرة الاتهام تتوسع يوما بعد اخر والحصيلة وصلت الى 10 متهمين حتى الان وربما تكشف عن مفاجئات أخرى".
وأشار الى ان" مجلس ذي قار مهتم جدا من اجل معرفة خفايا شبكة الابتزاز وهوية ضحاياها وماهي الدوافع التي تقف ورائها وهل هناك جهات تقف خلفها بشكل مباشر خاصة وانها استهدفت قيادات حكومية في الأشهر الماضية".
وكان مصدر مطلع، أكد الأربعاء، (11 أيلول 2024)، الإطاحة بسبعة متهمين حتى الآن بقضية الابتزاز في محافظة ذي قار.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، ان "قضية الابتزاز التي أثارت الرأي العام في ذي قار لاتزال في أولى مراحلها وهي تتفاعل مع الوقت"، لافتا الى، ان "من 6-7 متهمين حتى الآن بينهم اثنان من أعضاء مجلس المحافظة".
وأضاف، ان "فريق متخصص هو من يدير ملف التحقيق في قضية الابتزاز التي بدأت بدعوى مسؤول حكومي قبل أسبوعين بعد تعرضه الى تشويه على منصات التواصل الاجتماعي"، مؤكداً، بان "هناك خيوطا كثيرة كشفت في الساعات الماضية وربما تكون بداية مفاجآت من العيار الثقيل" حسب تعبيره.
وأشار المصدر الى، ان "هناك اهتماماً على أعلى المستويات في بغداد وذي قار من أجل كشف خفايا شبكة الابتزاز وبيان هوية ضحاياها"، مؤكداً، بان "بعض من اتهموا اعتقلوا فعليا لكنهم في نطاق المشتبه بهم وليسوا مدانين بانتظار استكمال التحقيقات معهم".
وكانت مصادر أمنية، أفادت أول امس الأربعاء، بأن جهاز الأمن الوطني اعتقل عضوين في مجلس محافظة ذي قار بتهمة "الابتزاز"، حيث تمت عملية اعتقال أحدهما في مدينة الرفاعي شمالي المحافظة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: شبکة الابتزاز محافظة ذی قار بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
35 عاما من الابتزاز.. تاريخ تطور برامج الفدية وما ينتظرنا في المستقبل
تعود أصول برامج الفدية إلى ثمانينيات القرن الماضي، وهي أحد أشكال البرمجيات الخبيثة التي يستخدمها قراصنة الإنترنت لتشفير وقفل الملفات على الحاسوب والمطالبة بدفع فدية لفك تشفيرها وفتحها، ورغم ذلك لم تكن برامج الفدية بهذا التطور ولم تشكل خطرا على الأمن السيبراني في السابق، ولكنها اليوم أصبحت صناعة مستقلة تُقدر بمليارات الدولارات، وفقا لموقع "سي إن بي سي".
وقطعت هذه التكنولوجيا التي مر عليها 35 عاما شوطا طويلا، وسمحت لقراصنة الإنترنت بإنشاء برامج الفدية بشكل أسرع ونشرها على أهداف مختلفة.
وعام 2023 وحده حقق المجرمون السيبرانيون أرباحا تُقدر بمليار دولار من ضحايا برامج الفدية، وفقا لبيانات شركة تحليل سلسلة الكتل "تشينيليسيس" (Chainalysis).
ويتوقع الخبراء استمرار تطور برامج الفدية، وذلك بسبب تقنيات الحوسبة السحابية الحديثة والذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسية التي ستؤثر على مستقبل هذه البرامج.
تقديرات: قيمة أصول سوق المرتزقة السيبرانيين أكثر من 12 مليار دولار (شترستوك) كيف ظهرت برامج الفدية؟أول هجوم مُسجل ببرامج الفدية حدث عام 1989، عندما أرسل أحد المجرمين السيبرانيين أقراصا مرنة بالبريد مدعيا أنها تحتوي على برنامج يحدد ما إذا كان الشخص معرضا لخطر الإصابة بالإيدز أم لا.
إعلانوفي حال إدخال القرص المرن وتثبيت البرنامج المُلغم فإنه سيخفي المجلدات ويشفر الملفات بعد إعادة تشغيل الحاسوب 90 مرة، وبعدها سيعرض ملف نصي على سطح المكتب يحتوي على شيك مصرفي تابع لعنوان في دولة بنما مقابل استعادة الملفات والمجلدات، وقد أصبح هذا البرنامج معروفا باسم "حصان طروادة الإيدز".
وقد تبين أن مخترع هذا البرنامج هو عالم أحياء درس في جامعة هارفارد ويدعى جوزيف بوب، وقد اعتقل فيما بعد، ولكن بعد أن أظهر سلوكا غير طبيعي ُوجد أنه غير مؤهل للمثول أمام المحكمة وعاد إلى الولايات المتحدة.
وقال مارتن لي رئيس قسم استخبارات التهديدات السيبرانية في شركة "سيسكو" (Cisco) "كان هذا أول برنامج فدية وكان من فكر شخص ما لم يكن هناك من قرأ أو بحث عنه".
تطور برامج الفديةتطورت برامج الفدية بشكل كبير عقب ظهور فيروس "حصان طروادة الإيدز" وعام 2004 استهدف هاكر (قرصان) مجهول مواطنين روسا ببرنامج فدية عُرف باسم "جي بي كود" (GPCode) حيث أُرسل البرنامج إلى المستخدمين عبر البريد الإلكتروني مستخدما التصيد الاحتيالي.
وكان البريد الإلكتروني عبارة عن عرض عمل مرفق بملف مصاب على شكل استمارة طلب وظيفة، وبمجرد فتح المرفق فإنه يُنزّل ويُثبت برامج الفدية على جهاز الضحية ومن ثم يشفر الملفات مع مطالبة بالدفع عبر تحويل مصرفي.
وعام 2010 لجأ قراصنة برامج الفدية إلى العملات المشفرة كوسيلة دفع، وبعد 3 سنوات فقط من ظهور البيتكوين انتشرت برمجيات "كريبتولوكر" (CryptoLocker) الخبيثة.
واعتمد القراصنة الذين يستخدمون برمجيات " كريبتولوكر" على عملة البيتكوين أو القسائم النقدية مسبقة الدفع لتحصيل أموالهم، حيث كان هذا منعطفا مصيريا لتحويل العملات المشفرة إلى وسيلة الدفع المفضلة لقراصنة الإنترنت.
وفي وقت لاحق انتشرت برامج فدية تستخدم العملات المشفرة كوسيلة دفع مثل "واناكراي" (WannaCry) و"بيتيا" (Petya).
إعلانوقال مارتن لي بهذا الصدد "توفر العملات المشفرة العديد من المزايا للقراصنة، حيث تعتبر وسيلة لنقل المال خارج النظام المصرفي وبطريقة تكون مجهولة وغير قابلة للتغيير، وفي حال قمت بالدفع لشخص ما عن طريق العملات المشفرة، فلن تتمكن من استرداد أموالك أبدا".
وأضاف "أوائل عام 2010 شهدنا تقدما كبيرا لدى الهاكرز وقد كانت برمجيات (كريبتولوكر) ناجحة جدا في تنفيذ الهجمات".
عام 2004 استهدف هاكر مجهول مواطنين روسا ببرنامج الفدية "جي بي كود" (رويترز) مستقبل برامج الفديةمع تطور صناعة فيروسات الفدية، يتوقع الخبراء أن مجرمي الإنترنت سيستمرون في إيجاد طرق جديدة لاستهداف الشركات والأفراد مستغلين التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
وبحسب تقرير صادر عن "سايبر سكيرتي فينتوريز" (Cybersecurity Ventures) يُتوقع أن تكلف فيروسات الفدية الضحايا 265 مليار دولار سنويا بحلول عام 2031.
ويشعر بعض الخبراء بالقلق الشديد تجاه الذكاء الاصطناعي، الذي سهل الطريق أمام المجرمين العاديين الذين يرغبون في إنشاء واستخدام برامج الفدية.
ومن جهة أخرى، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل "شات جي بي تي" تسمح للمستخدمين العاديين بإدخال استفسارات وطلبات مستندة إلى النص والحصول على إجابات متقدمة صعبة الكشف، كما أن المبرمجين يمكن أن يستخدمونه في كتابة الشفرات.
وقال مايك بيك كبير مسؤولي أمن المعلومات في "داركتراك" (Darktrace) "إن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين يمكن استخدامه في تسليح مجرمي الإنترنت أو تحسين الإنتاجية داخل شركات الأمن السيبراني".
وأضاف بيك "علينا أن نتسلح بنفس الأدوات التي يستخدمها الأشرار، إذ إنهم يستغلون جميع الأدوات المتاحة لتحقيق غاياتهم".
ومن جهة أخرى قال بيك "لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يُشكل خطرا كبيرا فيما يتعلق ببرامج الفدية كما يعتقد الكثيرون، كما أن هناك العديد من الفرضيات حول كونه جيدا جدا في الهندسة الاجتماعية. ومع ذلك، عندما ننظر إلى الهجمات الموجودة والتي تعمل بشكل واضح، يبدو أن الهجمات البسيطة غالبا ما تكون أكثر نجاحا من غيرها" بحسب "سي إن بي سي".
اقتصاد الجريمة الإلكترونية اليوم تعد من أكبر الاقتصادات نموا في العالم (شترستوك) برامج الفدية وأنظمة الحوسبة السحابيةالتهديد الخطير الذي يجب الانتباه إليه في المستقبل قد يكون استهداف القراصنة لأنظمة الحوسبة السحابية، والتي تُمكّن الشركات من تخزين البيانات واستضافة المواقع والتطبيقات عن بُعد.
إعلانوقال لي "لم نشهد الكثير من هجمات برامج الفدية التي تستهدف أنظمة الحوسبة السحابية، ولكن أعتقد أن نشهد هجمات كهذه في المستقبل".
وأضاف "يمكن أن يستخدم القراصنة برامج الفدية لتشفير الأصول السحابية أو حجب الوصول إليها عن طريق تغيير بيانات الاعتماد أو استخدام هجمات تزييف الهوية لمنع وصول المستخدمين".
ومن المتوقع أن تلعب الجغرافيا السياسية دورا بارزا في تطور برامج الفدية السنوات القادمة، فعلى مدى السنوات العشر الماضية أصبح من الصعب التمييز بين برامج الفدية الإجرامية وهجمات الدولة القومية، حيث أضحت برامج الفدية سلاحا جيوسياسيا لدى الكثير من الدول.
ولكن، حتى مع تطور الطرق التي يستخدمها القراصنة في برامج الفدية، فمن غير المرجح حصول تغيير كبير في الهيكل الحقيقي للتكنولوجيا خلال السنوات القادمة.