مؤتمر دولي بطنجة يناقش إنتاج وتسويق التوت الأزرق على الصعيد الدولي
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
انعقد أمس الأربعاء بمدينة طنجة مؤتمر دولي بمشاركة ثلة من المنتجين والمهنيين والخبراء الدوليين في قطاع الفواكه الحمراء، لبحث مستجدات إنتاج وتسويق "التوت الأزرق" على الصعيد العالمي.
ويروم المؤتمر، في دورته الثالثة والثلاثين والمنظم من قبل المؤسسة الدولية Blueberries Consulting بشراكة مع الغرفتين الجهويتين للتجارة والصناعة والخدمات وللفلاحة ومكتب تنمية الصادرات بالسفارة الشيلية بالرباط والفدرالية البيمهنية المغربية للفواكه الحمراء وجمعية منتجي الفواكه الحمراء، إلى استعراض أحدث تقنيات إنتاج وحفظ وتصدير التوت الأزرق، وتتبع تطور السوق الدولية.
وشارك في المؤتمر ممثلون عن 300 مقاولة صناعية ولوجستية وفلاحية متخصصة في إنتاج وتصدير الفواكه الحمراء الصغيرة، وخبراء دوليون في إنتاج التوت الأزرق، قادمون من المغرب والشيلي و البيرو وفرنسا وإيطاليا وبولونيا وإسبانيا وتركيا.
وشكل المؤتمر فرصة سانحة للمقاولات المغربية للاطلاع على التجارب الدولية وكسب الخبرات في مجال زراعة وتحويل وتسويق التوت الأزرق والفواكه الحمراء الصغيرة عموما، والبحث عن إبرام شراكات لتطوير صادرات القطاع.
وتطرقت العروض إلى واقع إنتاج التوت الأزرق والفواكه الحمراء على صعيد المغرب وبالعالم، مع تقديم تحليل لوضعية السوقين المحلية والدولية، وتحليل خصائص أهم أصناف الفواكه الحمراء وتحسينها جينيا، وطرق الإنتاج والري والتخزين الحديثة، وأهمية تكوين الموارد البشرية المتخصصة في القطاع، وواقع السوق الدولية والمنافسة بين المنتجين.
وتمحورت العروض حول "واقع سوق الفواكه الحمراء بالمغرب : الإنتاج والتسويق والخصائص الجينية"، و"تحليل السوق الدولية ومنافسة التوت الأزرق المغربي"، و"إنتاج التوت الأزرق بالبيرو : أهمية الجينات"، و"الإنتاج العصري للتوت الأزرق : الاستراتيجيات والتدبير"، و"ووضع برامج الري لتجويد الفواكه الحمراء"، و"تأثير التكنولوجيا على قطاع التوت الأزرق : الابتكار والجودة والفعالية"، إلى جانب جلسة عامة حول "تحليل الصناعة العالمية للفواكه الحمراء : التحديات واستراتيجيات المنافسة".
كما تطرقت العروض العلمية إلى "انتقاء البذور واختيار مدارات الزرع في المناطق الحارة"، و"تحليل التربة وتوصيات استعمالها في قطاع الفواكه الحمراء"، و"استراتيجيات التحفيز الحيوي واستعمال الكائنات الدقيقة" و"التدبير الغذائي للحد من الإجهاد المائي والجفاف والحرارة في قطاع الفواكه الحمراء"، إلى جانب زيارات ميدانية لضيعات إنتاجية بحوض اللوكوس.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: التوت الأزرق
إقرأ أيضاً:
الصعيد.. و"ناسه"
لست ممن يتابعون الأعمال الدرامية سواء فى رمضان، أو غير رمضان، بل إنني توقفت تمامًا خلال السنوات الماضية عن معظم ما يعرض على الشاشات، باستثناء بعض ما يتعلق بالأخبار أثناء الأحداث الهامة، غير أن مقاطع من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد يمر أمامي بين الحين والآخر أثناء تصفح الفيس بوك، الفنان مصطفى شعبان يتألق فى أداء دور كبير العائلة والذى يستمد سطوته من الثروات الضخمة التى حصل عليها من تجارة الآثار، وبالتالي كلمته نافذة على الكبير قبل الصغير، المسلسل الذى يحمل اسم "حكيم باشا" يتبارى فيه كبار النجوم فى أداء أدوارهم، وكذلك النجوم من شباب الفنانات، غير أن هذا العمل كما سابق كثيرًا من الأعمال لا تعبر عن واقع الحال فى الصعيد.
أول ما لفت نظري هو أن "حريم القصر" كما يسمونهم فى المسلسل خلعن غطاء الرأس فى وجود ابن العم، وعم الزوج، وأبناء عم الزوج، وهكذا، وكلهن صففن الشعر، وتركهن مسدلاً على الاكتاف، وهذا ما لا يحدث على الإطلاق مهما بلغت درجة الثراء فى العائلات، بل إن السيدة أو البنت بمجرد نزولها من شقتها الموجودة فى بيت العائلة لا تستطيع أن تتخفف من ملابسها، أو غطاء الرأس، فهي دائمًا مستعدة لدخول ضيف، أو أحد الأقارب، ناهيك بالطبع عن طريقة اللبس التى تميل إلى الفلكلور، وكمية الذهب المبالغ فيها التى ترتديها كل نساء العمل، صحيح هم يحبون الألوان الزاهية ويلبسونها فى المناسبات والأثرياء منهم يملكون من الحلى الذهبية الكثير ولكنهم أيضًا لا يلبسونه إلا فى المناسبات.
منذ سنوات لبيتُ دعوةً لحضور حفل عرس أحد الأبناء فى محافظة سوهاج، بادرتني إحداهن "إيه رأيك فى عيشتنا.. يا تري زي المسلسلات؟" قلت لها: بالطبع لا، فقالت: "إحنا نفسنا بنضحك على اللى بنشوفه عن ستات الصعيد ونتمنى يكتبوا حاجه حقيقية عنا"، لم أجد هناك كلمة "الحرمة" التى نسمع عنها فى المسلسلات والأفلام، ولكنني وجدت سيدات تذهبن إلى وظائفهن دون أية قيود، وفتيات تعلمن فى الجامعات، ونبغن فى كليات القمة، بالإضافة إلى شابات، وفتيات صغار تجدن كل حنو ومحبة من الكبار.
على مدى سنوات عمري المهني والشخصي، كانت الصورة الذهنية للجزء الجنوبي من الوطن هى صورة نمطية تعكس موروثات من السلوكيات والعادات وربما الصفات التى تدور جميعها حول الثأر، وقهر وتهميش المرأة، وخشونة التصرفات، وقسوة المشاعر، وفوق ذلك معدلات فقر تؤكدها إحصاءات رسمية، ومصادر بحثية، ولكنني مع أول زيارة اكتشفت عوالم أخرى لا تعكسها الصورة المصدرة لنا دومًا عن تلك البقعة من أرض الوطن.
تجارة السلاح والآثار والتهريب تلك هى صورة الصعيد فى المسلسلات مع تزيد وتصنع فى اللهجة، مع أنه هناك لكنة مختلفة لكل محافظة، ولكنها عامة ليست بتلك الخشونة التى تصدرها المسلسلات، فمع زيادة نسب التعليم والتأثر بما يقدم فى وسائل الإعلام اقتربت اللهجة من طريقة "القاهريين" فى الكلام، أضف إلى ذلك بالطبع أن هناك قامات سياسية، وثقافية، وإعلامية أثروا بعلمهم، وموهبتهم، وثرائهم الثقافي المجتمع المصري ككل على مر التاريخ.
نتمنى على كتّاب الدراما، وخاصة ما يتعلق منها بالصعيد، زيارة هذا الجزء الجنوبي من أرض الوطن، ومعايشة قضاياهم، ومشكلاتهم، وواقعهم بالفعل، حتى تكون الأعمال مرآة للواقع ورسالة تخدم، وتفيد.