المفتي قبلان: إسرائيل تعرف ماذا ينتظرها إذا أخطأت بالحسابات العسكرية
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في برج البراجنة، أكد فيها و"للضرورة الوطنية العليا، أن المطلوب من الجهات المعنية موقف واضح وصريح وسريع، بخصوص المذكرة البريطانية العسكرية، لأن الأجوبة الغامضة مريبة، فمن غير المقبول تحت أي ظرف استباحة السيادة الوطنية، أو أي انتداب عسكري جديد أو اللعب بالسيادة الوطنية، فكل ذلك مرفوض بالمطلق، وتحت أي عنوان أو ساتر".
وأضاف : البلد ليس للبيع، أو التلزيم، وحماية لبنان تمر بالقوة والجهود والتضحيات الوطنية لشعبه ومقاومته وجيشه، وليس بالعنتريات ولا بالمزايدات. وما تملكه المقاومة إنما يضع لبنان في قلب معادلة المنطقة وميزان قوتها الجديد. وإسرائيل تعرف ماذا ينتظرها إذا أخطأت بالحسابات العسكرية، ولا حلّ إلا بوقف العدوان والنار على غزة، ومصالحنا السيادية لا تنفصل عن غزة وفلسطين، كما لا تنفصل عن سوريا والمحيط".
أما بخصوص الفراغ الرئاسي، فلفت المفتي قبلان الى أن "أزمات البلد الداخلية كلها الآن على كتف الفراغ الرئاسي، والحل بتسوية رئاسية تليق بميثاقية البلد، وهناك من يريد تقديم رأس لبنان لواشنطن عبر صناديق الاقتراع، ولكن زمن الهدايا المجانية انتهى، وبلدنا ليس لقمة سائغة لأحد، ولبنان السياسي يصنع ها هنا وليس في الخارج، وقيمته بالعائلة الإسلامية المسيحية، ولا سياسات وطنية بلا شراكة إسلامية - مسيحية".
وتابع :"واليوم نعيش وحشية الأقساط المدرسية والجامعية، والتي تضعنا في بلد لا قوانين فيه، ولا نظام رقابيا ولا محاسبة، بل كل يغني على ليلاه". (الوكالة الوطنية)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
د. أحمد بن علي العمري
تدخلت حركة حماس مع حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى في السابع من أكتوبر 2023 في غفوة من النظام الإسرائيلي باستخباراته وقوته، وأسرت العديد من الجنود والمجندات الإسرائيليين وحتى بعض المدنيين، والعالم كله يعرف بما فيه إسرائيل أن حركات المقاومة لا تعني الأسر بالمعنى المُطلق له ولكنها تأسر من أجل إنقاذ أسرى لها مظلومين في السجون الإسرائيلية، ساعتها هبَّ العالم المنافق كله متداعيًا لأجل إسرائيل، مدعين أنَّ حركات المقاومة هي الظالمة والمعتدية وحتى الإرهابية، ونسوا أن أكبر كثافة سكانية على الإطلاق في العالم في قطاع غزة، محاصرة منذ سبعة عشر عامًا.
لقد عانوا تحت هذا الحصار ولم يبق أمامهم إما العيش بكرامة أو الموت بكرامة، وما أصعب على الإنسان أن يختار بين العيش والموت.
المهم حصل ما حصل والعالم شاهد على ذلك، ولكن الغطرسة الإسرائيلية والجبروت الصهيوني لم يقبل ذلك فقد أعلن الحرب على غزة في حدودها الضيقة جدًا وجغرافيتها الصغيرة، معلنًا أن أهداف الحرب تتمثل في القضاء على حماس وتحرير الأسرى.
ولكن ماذا حصل بعد 471 يومًا من الحرب؟ هل تم القضاء على حماس وهل تحرر الأسرى؟
كلا، لم يحدث من ذلك شيء؛ بل العكس، هُزم الجيش الذي يزعم أنه لا يُقهر، على الرغم من الدعم الأمريكي المنقطع النظير والدعم الأوروبي الوفير، فلقد بقي المجاهدون أمام أعتى القوات العالمية وانتصروا بكل بسالة وشجاعة.
نعم هكذا هي المقاومة عندما يتقدم قادتها رجالهم المقاتلين ولا يبقون في الصفوف الخلفية فلقد استُشهد القائد إسماعيل هنية واستُشهد يحيى السنوار وشهد له العالم أجمع بأنه استشهد مقبلًا غير مدبر، ولم يكن محتميًا بالأسرى ولا بالدروع البشرية كما ادعى العدو.
وعند توقيع إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار مرغمة على الرغم من الدعم الأمريكي والأوروبي لها، ماذا حدث؟ ومع تسليم أول دفعة من الأسيرات الإسرائيليات ماذا الذي ظهر؟ ظهر رجال المقاومة بكل عدتهم وعتادهم وسياراتهم منتشين رافعين الروس.
إذن.. فمن كانت تقاتل إسرائيل ومن قتلت وفي عددهم 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح.
الظاهر والواقع والحقيقة أنها لم تقتل ولم تجرح سوى المدنيين الأبرياء العزل، وقد عاثت فسادًا بتجريف الشوارع وهدم المدارس والمساجد والمستشفيات والجامعات، وحتى نبش القبور وفي أكبر المظاهر الإنسانية اشمئزازًا سماحها للكلاب الضالة بنهش الجثث.
فهل بعد هذا إنسانية؟
ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصر