استضافت السفارة الفلسطينية بالقاهرة،  لفيف من المثقفين والمبدعين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، للاستماع إلى رؤاهم وآرائهم، والتباحث حول سبل تعزيز التعاون من أجل دعم القطاع الثقافي الفلسطيني، وآليات إعلاء الصوت الفلسطيني في المحافل الثقافية والإبداعية كافة في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

 

وأكد سفير دولة فلسطين في القاهرة دياب اللوح، على استراتيجية الدور الذي عكسته الدبلوماسية الثقافية الرسمية والشعبية إبان حرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وفاعليتها في نقل السردية الفلسطينية الحقيقية النقيضة للرواية الإسرائيلية الزائفة عبر منتديات ووسائل الإعلام والمنصات المختلفة في العالم، مما ساهم في كسب مزيد من الأصوات الداعمة والتفاف الأصوات الحرة في العالم وتضامنها مع عدالة الحقوق الفلسطينية.

دولة فلسطين تشغل مقعدها الرسمي الجديد في الجمعية العامة للأمم المتحدة صحة فلسطين تُدين اختطاف الاحتلال مريضًا شمال الخليل

وأكد أن هذا ما جسده الرئيس محمود عباس عبر إيلاء سيادته اهتمامًا خاصًا وبمتابعة دائمة للجهود الثقافية الرامية لإقرار الرواية الفلسطينية وتأصيل السردية الوطنية، وهو ما ظهر من خلال تحقيق فلسطين لأكثر من إنجاز دبلوماسي وثقافي في منظمة "اليونيسكو" وغيرها من المنظمات الثقافية العالمية.

خطة العمل القادمة للسفارة

بدوره، استعرض المستشار الثقافي للسفارة ناجي الناجي، الجهود الثقافية التي حرصت السفارة على تكريسها منذ اندلاع حرب الإبادة بحق أبناء شعبنا، مسلطًا الضوء على خطة العمل القادمة للسفارة والهادفة إلى دعم المثقفين الفلسطينيين الوافدين إلى مصر خلال الحرب، واستمرار التواصل والتشبيك مع القطاعات كافة من أجل تكثيف الجهود الثقافية وتوظيف الطاقات التي تصب في صالح نقل الصورة الحقيقية للإرث الثقافي الفلسطيني وعكس طبيعة الحياة والمعاناة عبر القوى الناعمة التي أثبتت نجاعة دورها في تخطي روايات التضليل التي حاولت بعض وسائل الإعلام  الغربية ترويجها قلبًا للحقائق في انحياز سافر لرواية المحتل .

 

وأكد الناجي، أن السفارة تواصل تشبيك جهودها مع المراكز الثقافية الأجنبية والمؤسسات العاملة في مصر لتوفير فضاءات ومساحات وتدعيم فرص المنح الإنتاجية للمبدعين الفلسطينيين القادمين من غزة، وكذلك عبر إقامة برامج وورشات تنمية المهارات في المجالات كافة لأبناء شعبنا في مصر، واستمرار دعم الطاقات الإبداعية في المحافل الثقافية كافة وعبر التشبيك مع المؤسسات الرسمية والأهلية الفاعلة من أجل التعاون والدمج بين المثقفين الفلسطينيين ونظرائهم المصريين، وتوفير برامج دعم البراعم واليافعين القادمين من القطاع ترسيخًا لدور العمل الثقافي بالنهوض بالمجتمع ومقاومة محاولات الإبادة الثقافية والهوياتية التي يعمل الاحتلال على تنفيذها منهجيًا.

 

وأشاد المشاركون، باللقاءات التي تعقدها السفارة مع كافة قطاعات شعبنا الوافدين من قطاع غزة، مؤكدين استمرار المثقفين في نقل أصوات أبناء شعبنا الذين يواجهون واحدة من أشرس حروب الإبادة في العصر الحديث، وحمل راية الدفاع عن السردية الفلسطينية للحفاظ على الذاكرة الوطنية ومقاومة حرب المحتل الثقافية على الهوية الفلسطينية وأرشيفها وحاملي رايتها، مثمنين مبادرة السفارة باعتبارها حاضنة للمبدعين الفلسطينيين في ظل حرب المحتوى وتعمد تضليل الحقائق في شتى المنصات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفارة الفلسطينية بالقاهرة غزة طاع غزة الفلسطينيين حرب الإبادة الجماعية القادمین من

إقرأ أيضاً:

مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين

في قطاع غزة الذي ارتكب فيه الجيش الإسرائيلي إبادة جماعية، ما تزال المخلفات الحربية والقذائف غير المنفجرة تشكل خطرا داهما على حياة الفلسطينيين، وتهدد بحصاد مزيد من الأرواح و إحداث إعاقات دائمة، وسط غياب أي معدات أو إمكانات للتعامل معها.

 

ورغم توقف العمليات العسكرية نسبيا، إلا أن آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي أسقطت على المدنيين خلال أكثر من خمسة عشر شهراً تحولت إلى قنابل موقوتة مدفونة بين الركام، ما يزيد من معاناة الناس الذين اضطروا لنصب خيامهم بين أنقاض منازلهم المدمرة.

 

منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، شهد قطاع غزة العديد من حوادث انفجار مخلفات الحرب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في عدة مناطق، وفق تقارير طبية.

 

من بين المصابين، كان الضابط بلال المبحوح (37 عامًا)، أحد أفراد إدارة هندسة المتفجرات بشرطة غزة، الذي فقد بصره نتيجة انفجار جسم متفجر أثناء مهمة عمل في جباليا شمال القطاع.

 

يرقد المبحوح في المستشفى المعمداني بمدينة غزة بعد أن أصيب بشظايا في وجهه وعينيه وجسده، تاركا إياه فاقدا للبصر تماما.

 

** إشارات يومية

 

المبحوح قال للأناضول إن إدارته تتلقى يوميا عشرات البلاغات حول وجود قذائف وأجسام غير منفجرة في الشوارع والمنازل والمنشآت التي تعرضت للقصف.

 

وأضاف أنه في 5 مارس/آذار الجاري، خرج على رأس فريق من هندسة المتفجرات لمعاينة مكان انفجار سابق في شارع "مزايا" شرق جباليا، تسبب في إصابة ثلاثة أطفال.

 

وأردف المبحوح: "بينما كنا نستمع لشهادات المواطنين ونعاين الموقع، وقع انفجار جديد باغتني وألقى بي على الأرض مضرجا بدمائي".

 

وأشار إلى أن قوات الاحتلال استخدمت أنواعا مختلفة من الذخائر الإسرائيلية والأمريكية، بعضها لم يكن مألوفا لدى خبراء المتفجرات في غزة، مضيفا: "لم يتوقف عملنا طوال شهور الحرب، رغم القصف والاستهداف المتكرر".

 

وأوضح أنهم عملوا على تجميع تلك المخلفات في مخزن خاص شمال غزة، إلا أنه تعرض للهدم والتجريف من الجيش الإسرائيلي خلال العملية البرية في جباليا.

 

وأردف بالقول: "تم تدمير مقار عملنا جميعها، والمكان الذي كنا نجمع فيه بقايا ومخلفات الصواريخ غير المنفجرة، بما يحتويه من معدات بسيطة كنا نستعين بها في عملنا".

 

** غياب معدات السلامة

 

وأكد الخبير الفلسطيني أن عناصر هندسة المتفجرات يعملون بصدور عارية مع انعدام معدات السلامة، حيث تمنع إسرائيل إدخال أي تجهيزات أو معدات متخصصة.

 

وقال بصوت خافت: "نغادر منازلنا للعمل مدركين أننا قد لا نعود، لكننا نتحمل مسؤوليتنا لحماية المدنيين".

 

وعن طبيعة حالته الصحية، لفت المبحوح إلى أنه فقد بصره بشكل كامل، ويأمل في السفر للعلاج خارج قطاع غزة.

 

** 30 ألف قنبلة موقوتة

 

من جانبه، كشف العقيد محمد الزرقة، المتحدث باسم الشرطة بغزة، أن هناك تقديرات بوجود أكثر من 30 ألف جسم متفجر من مخلفات الحرب منتشرة في القطاع، تشكل خطرًا كارثيًا على حياة المدنيين.

 

وقال الزرقة في حديث للأناضول إن تلك الأجسام تشكل قنابل موقوتة تهدد حياة المواطنين، وتحتاج إلى إمكانيات كبيرة لإزالتها وتحييد خطرها.

 

وأضاف أن طواقم هندسة المتفجرات بالشرطة يعملون بإمكانات بسيطة للغاية، ومع انعدام تام لإجراءات ومعدات السلامة، وحتى للمركبات لنقل الأجسام الخطرة من أماكنها.

 

وأوضح أنه "مع هذا الواقع الصعب، يضطر عناصر الهندسة إلى التعامل جزئياً مع تلك المخلفات عبر نزع الصواعق ونقل الأجسام إلى مكان بعيد عن تواجد السكان"، مضيفاً أنها بحاجة للفحص ثم الإتلاف إلا أن ذلك متعذر حالياً لنقص الإمكانات.

 

وتابع: "يتم إزالة الأجسام صغيرة الحجم، أما القنابل ذات الأوزان الثقيلة فيتم الاكتفاء بتأمين محيطها ومنع اقتراب المدنيين منها، لحين توفر إمكانية إخلائها من المكان".

 

** صعوبة التعامل

 

ولفت الزرقة إلى أن آلاف الأطنان من الذخيرة والقنابل الملقاة على غزة خلال شهور الحرب تتطلب إمكانات هائلة في التعامل معها، من خلال عمليات المسح الهندسي لجميع المناطق في قطاع غزة.

 

وبين أن "هذا الأمر متعذر في ظل الظروف الحالية، فإمكاناتنا المتواضعة لا تسمح بذلك، كما أننا بحاجة إلى أعداد كبيرة من الطواقم العاملة المدربة لهذه المهام، ناهيك عن الاحتياج إلى إزالة الركام قبل بدء العمل".

 

وطالب متحدث الشرطة المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة إلى التدخل العاجل من أجل إمداد قطاع غزة بالمعدات الخاصة لعمل هندسة المتفجرات؛ لتحييد خطر الأجسام والمخلفات غير المنفجرة على حياة السكان.

 

وأشار إلى أن "الضابط المصاب (المبحوح) ليس الضحية الأولى لانفجار مخلفات الحرب، ولن يكون الأخير في ظل استمرار منع الاحتلال إدخال الآليات الثقيلة لإزالة الركام، والمعدات اللازمة لعمل هندسة المتفجرات".

 

‏‎وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • لجنة فنية من كوت ديفوار لبدء إنشاء مقر السفارة بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • إغلاق الجانب الفلسطيني من معبر رفح أمام المصابين الفلسطينيين لليوم الثاني على التوالي
  • الإسكندرية تستضيف ملتقى «الثروات الثقافية» لتعزيز التبادل السياحي بين مصر وأفريقيا
  • حزب الله: لفضح الشراكة الأميركية- الصهيونية في ‏حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • البيجيدي يندد باستئناف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني داعيا إلى تدخل مغربي لوقف العدوان
  • رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني لـ«الأسبوع»: جرائم الاحتلال الإسرائيلي تتعارض مع كافة قواعد القانون الدولي
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتدخل دولي حازم لوقف الإبادة وتهجير الفلسطينيين
  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخاطر إطالة أمد الإبادة والتهجير في قطاع غزة