عربي21:
2025-01-24@11:38:24 GMT

هل أردوغان جاد بدعوته لتشكيل محور مع مصر ونظام الأسد؟

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

من المؤكد أن أردوغان محق برؤيته للصراع والخطر القادم من إسرائيل لدول الجوار العربي، إذ ثمة إشارات عدّة على أن إسرائيل، في المرحلة المقبلة، وبعد الانتهاء من غزة، قد تشن حربا على لبنان وقد تطال شرارتها جنوب سوريا، وفي ظل هيمنة الفكر القومي الديني المتطرف في إسرائيل لا يمكن لأحد تقدير كيف ستكون عليه الأمور وما إذا كانت إسرائيل قد تصر على احتلال أجزاء من سوريا ولبنان بذريعة حماية مستوطنات الشمال والحفاظ على أمن إسرائيل.



في جميع الحالات، تبحث إسرائيل عن وضع تكون فيه مسيطرة على التفاعلات في منطقة الجوار وفي داخل فلسطين، حتى في مشروعها التطبيعي مع الدول العربية الراغبة في التطبيع معها ستحاول أن يكون موقفها التفاوضي أقوى مستندا على قدرتها في تغيير الواقع في الشرق الأوسط.

لكن، هل يعتقد أردوغان أن دمشق والقاهرة في هذه المرحلة لديهما الاستعداد للانخراط بمحور يعادي إسرائيل وأمريكا حتى لو فعلا وصل التهديد الإسرائيلي لمستوى خطر على أمنهما؟ ثم إذا كان لا بد من التحرك، وهو أمر فرضي إلى حد بعيد، فهل يكون ذلك بالتعاون مع تركيا؟ وإلى أي مدى تبدو أنقرة بالأصل مستعدة للانخراط بوضعية معادية لإسرائيل في المنطقة في ظل ارتباطاتها الأمنية بحلف الناتو الذي يعتبر حماية إسرائيل أحد أهم واجباته في منطقة الشرق الأوسط؟

هل يعتقد أردوغان أن دمشق والقاهرة في هذه المرحلة لديهما الاستعداد للانخراط بمحور يعادي إسرائيل وأمريكا حتى لو فعلا وصل التهديد الإسرائيلي لمستوى خطر على أمنهما؟ ثم إذا كان لا بد من التحرك، وهو أمر فرضي إلى حد بعيد، فهل يكون ذلك بالتعاون مع تركيا؟ وإلى أي مدى تبدو أنقرة بالأصل مستعدة للانخراط بوضعية معادية لإسرائيل في المنطقة
لكن السؤال الأهم أيضا، تُرى ألا يعتقد حكام المنطقة أن شعوبها وصلت إلى حد التُّخَمَة من البروباغندا الكاذبة، ولا سيما وهي ترى الشعب الفلسطيني يُذبح على الهواء مباشرة دون أي سند، سوى من محاولات استثمار سياسي تقوم بها إيران لتعزيز أوراق قوتها التفاوضية بشأن ملفها النووي، وفرض وجودها في سوريا والعراق باعتبارها قوّة شرعية تدافع عن شعوب المنطقة، بعد أن ذبحت وشردت الملايين من شعوب المشرق العربي!

اللافت أكثر من دعوة أردوغان، رد وزير خارجية نظام الأسد، فيصل مقداد، على فكرة إقامة محور إقليمي لمواجهة إسرائيل، حيث قال إنه "بداية القرن الحالي تم نسج علاقات استراتيجية مع تركيا لكي تكون الدولة التركية إلى جانب سوريا في نضال مشترك لتحرير الأراضي العربية المحتلة، لكن عملت تركيا على نشر جيشها في شمال الأراضي السورية وأقام معسكراته في احتلال للأراضي العربية السورية".

بالعودة للبروباغندا، يتوجب التذكير بأن علاقة تركيا الجيدة بنظام الأسد استمرت أكثر من 10 أعوام لم يُبدِ خلالها الأسد أي دليل على نيته تجهيز بنية تحتية لتحرير الأراضي العربية المحتلة، بل على العكس، جيشه تهالك بدرجة كبيرة وتراجعت قدراته بشكل ملحوظ، سواء على المستوى التسليحي أو التدريبي، بل إن الأسد خلال هذه السنوات شعر بأن نظامه أكثر استقرارا بضمانه صداقة تركيا ورغبة إسرائيل في بقائه، ولأنه نظام "شاطر" وتاجر فقد عمل على جذب تركيا أكثر إلى صفه بواسطة فتحه للأسواق السورية في علاقة اقتصادية غير متوازنة بالمطلق، كما شهدت ذات المرحلة اغتيال إسرائيل لقيادات من حماس وحزب الله في قلب دمشق (عز الدين الشيخ خليل 26 أيلول/ سبتمبر 2004، وعماد مغنية 12 شباط/ فبراير 2008).

هل يعتقد أردوغان أن بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي، اللذين يعتبران أن أعداءهما داخل الحدود وليس خارجها، من الممكن أن يتورطا في حرب مع إسرائيل، ستؤدي للإطاحة بحكم الأول، وإضعاف الثاني إلى حد بعيد؟ وهل من الممكن أن تذهب هذه الأنظمة إلى استنزاف قوتها في حرب ليس من ضمن أولوياتها بالمطلق ولا تدخل في إطار حساباتها المصلحية، أهل فلسطين يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة كذبة المحاور، القائمة أو التي يجري الدعوة لقيامها، أما الشعوب العربية فقد وصلت إلى مرحلة القناعة بأن ليس لهم إلا اللهحتى لو فعلا خرقت إسرائيل القواعد الناظمة لأوضاع الحدود مع سوريا ومصر، حتى ولو اقتطعت جنوب سوريا بذريعة تشكيل منطقة عازلة، أو تجاوزت محور فيلادلفيا بذريعة البحث عن قادة حماس أو تدمير الأنفاق في الجانب الآخر؟

ثم، أين هي الاستعدادات التركية لخوض حرب مع إسرائيل؟ طوال مدّة المذبحة الجارية في غزة لم تصدر تركيا أي تهديد جدي، وليس إعلاميا، من نوع تحريك قوات أو إرسال سفن عسكرية في المتوسط لإشعار إسرائيل بتحرك عسكري ما. أما عن مساعي تركيا للتصالح مع الأسد، فهي بالأصل سبقت الحرب على غزة، ولا يمكن إدراجها في إطار تشكيل صيغ أمنية لردع إسرائيل، لأن دوافعها وأسبابها تتمثل بالتخلص من اللاجئين السوريين وتحسين الاقتصاد التركي بدرجة أساسية.

يقولون: من رأى ليس كمن سمع، لذا فإن أهل فلسطين يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة كذبة المحاور، القائمة أو التي يجري الدعوة لقيامها، أما الشعوب العربية فقد وصلت إلى مرحلة القناعة بأن ليس لهم إلا الله يخلصهم من هذا الجحيم.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان إسرائيل فلسطين تركيا مصر إسرائيل تركيا فلسطين أردوغان مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من إلى حد

إقرأ أيضاً:

الشيباني يطمئن أكراد سوريا

قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن الأكراد في سوريا تعرضوا للظلم خلال فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، وتعهد بالعمل على "بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدل".

وكتب الشيباني عبر حسابه بمنصة "إكس" اليوم الأربعاء "يضيف الأكراد في سوريا جمالا وتألقا لتنوع الشعب السوري، لقد تعرض المجتمع الكردي في سوريا للظلم على يد نظام الأسد".

وأضاف "سنعمل سويا على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة".

يضيف الأكراد في سوريا جمالا وتألقا لتنوع الشعب السوري، لقد تعرض المجتمع الكردي في سوريا للظلم على يد نظام الأسد، سنعمل سويا على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة.

— أسعد حسن الشيباني (@Asaad_Shaibani) January 21, 2025

وجاء منشور الشيباني في ظل استمرار المفاوضات بين الإدارة الجديدة في سوريا والأكراد بشأن دمج القوات المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش الجديد.

وقال وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة مرهف أبو قصرة في وقت سابق إنه لن يكون من الصواب أن يحتفظ المسلحون الأكراد بتكتل خاص داخل القوات المسلحة السورية، واتهم قائد قوات قسد مظلوم عبدي بالمماطلة في تعامله مع المسألة.

إعلان

وكان عبدي أشار إلى أن الاتفاق مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق أكد على رفض "أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

وأشار عبدي إلى أن لقاءً وصفه بالإيجابي جمع قيادتي "قسد" والسلطة الجديدة في سوريا نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي في دمشق، مشددا على وجود اتفاق على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة البلاد".

وتخضع مناطق في شمال وشرق سوريا لسيطرة ما تسمى بـ"الإدارة الذاتية" التي أنشأتها وحدات حماية الشعب الكردية بعد اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، وانسحاب قوات نظام الأسد منها حينها من دون مواجهات.

مقالات مشابهة

  • دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب في سوريا
  • إسرائيل: الائتلاف يسقط مشروع قانون لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في 7 أكتوبر
  • المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون خلال مؤتمر صحفي بدمشق: هناك إجماع قويٌّ لدعم سوريا الجديدة ونريد انتقالاً سياسياً شاملاً وهناك ضرورة لتشكيل جيش وطني يضم جميع الفصائل
  • إسرائيل تتحدث بشأن عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله
  • العلاقة الإشكالية بين نظام الأسد في سوريا والمحور الشيعي
  • من سيرحل ومن سيبقى في حزب العدالة والتنمية؟ الأنظار على أردوغان لتشكيل قيادة 2028
  • الشيباني يطمئن أكراد سوريا
  • أردوغان يعلن الحداد بعد مقتل العشرات بحريق شمالي تركيا
  • مستقبل الكورد في سوريا محور جلسة أكاديمية بأربيل (صور)
  • تركيا.. نائب أردوغان يزور 5 مدن سورية