عربي21:
2025-01-30@09:27:36 GMT

هل أردوغان جاد بدعوته لتشكيل محور مع مصر ونظام الأسد؟

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

من المؤكد أن أردوغان محق برؤيته للصراع والخطر القادم من إسرائيل لدول الجوار العربي، إذ ثمة إشارات عدّة على أن إسرائيل، في المرحلة المقبلة، وبعد الانتهاء من غزة، قد تشن حربا على لبنان وقد تطال شرارتها جنوب سوريا، وفي ظل هيمنة الفكر القومي الديني المتطرف في إسرائيل لا يمكن لأحد تقدير كيف ستكون عليه الأمور وما إذا كانت إسرائيل قد تصر على احتلال أجزاء من سوريا ولبنان بذريعة حماية مستوطنات الشمال والحفاظ على أمن إسرائيل.



في جميع الحالات، تبحث إسرائيل عن وضع تكون فيه مسيطرة على التفاعلات في منطقة الجوار وفي داخل فلسطين، حتى في مشروعها التطبيعي مع الدول العربية الراغبة في التطبيع معها ستحاول أن يكون موقفها التفاوضي أقوى مستندا على قدرتها في تغيير الواقع في الشرق الأوسط.

لكن، هل يعتقد أردوغان أن دمشق والقاهرة في هذه المرحلة لديهما الاستعداد للانخراط بمحور يعادي إسرائيل وأمريكا حتى لو فعلا وصل التهديد الإسرائيلي لمستوى خطر على أمنهما؟ ثم إذا كان لا بد من التحرك، وهو أمر فرضي إلى حد بعيد، فهل يكون ذلك بالتعاون مع تركيا؟ وإلى أي مدى تبدو أنقرة بالأصل مستعدة للانخراط بوضعية معادية لإسرائيل في المنطقة في ظل ارتباطاتها الأمنية بحلف الناتو الذي يعتبر حماية إسرائيل أحد أهم واجباته في منطقة الشرق الأوسط؟

هل يعتقد أردوغان أن دمشق والقاهرة في هذه المرحلة لديهما الاستعداد للانخراط بمحور يعادي إسرائيل وأمريكا حتى لو فعلا وصل التهديد الإسرائيلي لمستوى خطر على أمنهما؟ ثم إذا كان لا بد من التحرك، وهو أمر فرضي إلى حد بعيد، فهل يكون ذلك بالتعاون مع تركيا؟ وإلى أي مدى تبدو أنقرة بالأصل مستعدة للانخراط بوضعية معادية لإسرائيل في المنطقة
لكن السؤال الأهم أيضا، تُرى ألا يعتقد حكام المنطقة أن شعوبها وصلت إلى حد التُّخَمَة من البروباغندا الكاذبة، ولا سيما وهي ترى الشعب الفلسطيني يُذبح على الهواء مباشرة دون أي سند، سوى من محاولات استثمار سياسي تقوم بها إيران لتعزيز أوراق قوتها التفاوضية بشأن ملفها النووي، وفرض وجودها في سوريا والعراق باعتبارها قوّة شرعية تدافع عن شعوب المنطقة، بعد أن ذبحت وشردت الملايين من شعوب المشرق العربي!

اللافت أكثر من دعوة أردوغان، رد وزير خارجية نظام الأسد، فيصل مقداد، على فكرة إقامة محور إقليمي لمواجهة إسرائيل، حيث قال إنه "بداية القرن الحالي تم نسج علاقات استراتيجية مع تركيا لكي تكون الدولة التركية إلى جانب سوريا في نضال مشترك لتحرير الأراضي العربية المحتلة، لكن عملت تركيا على نشر جيشها في شمال الأراضي السورية وأقام معسكراته في احتلال للأراضي العربية السورية".

بالعودة للبروباغندا، يتوجب التذكير بأن علاقة تركيا الجيدة بنظام الأسد استمرت أكثر من 10 أعوام لم يُبدِ خلالها الأسد أي دليل على نيته تجهيز بنية تحتية لتحرير الأراضي العربية المحتلة، بل على العكس، جيشه تهالك بدرجة كبيرة وتراجعت قدراته بشكل ملحوظ، سواء على المستوى التسليحي أو التدريبي، بل إن الأسد خلال هذه السنوات شعر بأن نظامه أكثر استقرارا بضمانه صداقة تركيا ورغبة إسرائيل في بقائه، ولأنه نظام "شاطر" وتاجر فقد عمل على جذب تركيا أكثر إلى صفه بواسطة فتحه للأسواق السورية في علاقة اقتصادية غير متوازنة بالمطلق، كما شهدت ذات المرحلة اغتيال إسرائيل لقيادات من حماس وحزب الله في قلب دمشق (عز الدين الشيخ خليل 26 أيلول/ سبتمبر 2004، وعماد مغنية 12 شباط/ فبراير 2008).

هل يعتقد أردوغان أن بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي، اللذين يعتبران أن أعداءهما داخل الحدود وليس خارجها، من الممكن أن يتورطا في حرب مع إسرائيل، ستؤدي للإطاحة بحكم الأول، وإضعاف الثاني إلى حد بعيد؟ وهل من الممكن أن تذهب هذه الأنظمة إلى استنزاف قوتها في حرب ليس من ضمن أولوياتها بالمطلق ولا تدخل في إطار حساباتها المصلحية، أهل فلسطين يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة كذبة المحاور، القائمة أو التي يجري الدعوة لقيامها، أما الشعوب العربية فقد وصلت إلى مرحلة القناعة بأن ليس لهم إلا اللهحتى لو فعلا خرقت إسرائيل القواعد الناظمة لأوضاع الحدود مع سوريا ومصر، حتى ولو اقتطعت جنوب سوريا بذريعة تشكيل منطقة عازلة، أو تجاوزت محور فيلادلفيا بذريعة البحث عن قادة حماس أو تدمير الأنفاق في الجانب الآخر؟

ثم، أين هي الاستعدادات التركية لخوض حرب مع إسرائيل؟ طوال مدّة المذبحة الجارية في غزة لم تصدر تركيا أي تهديد جدي، وليس إعلاميا، من نوع تحريك قوات أو إرسال سفن عسكرية في المتوسط لإشعار إسرائيل بتحرك عسكري ما. أما عن مساعي تركيا للتصالح مع الأسد، فهي بالأصل سبقت الحرب على غزة، ولا يمكن إدراجها في إطار تشكيل صيغ أمنية لردع إسرائيل، لأن دوافعها وأسبابها تتمثل بالتخلص من اللاجئين السوريين وتحسين الاقتصاد التركي بدرجة أساسية.

يقولون: من رأى ليس كمن سمع، لذا فإن أهل فلسطين يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة كذبة المحاور، القائمة أو التي يجري الدعوة لقيامها، أما الشعوب العربية فقد وصلت إلى مرحلة القناعة بأن ليس لهم إلا الله يخلصهم من هذا الجحيم.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان إسرائيل فلسطين تركيا مصر إسرائيل تركيا فلسطين أردوغان مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من إلى حد

إقرأ أيضاً:

تركيا توجه فصائل الجيش الوطني السوري للانضمام للإدارة الجديدة بدمشق

كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن توجيه أنقرة للفصائل المنضوية ضمن الجيش الوطني السوري المدعوم تركيا بالانضمام إلى وزارة الدفاع في الحكومة السورية، وذلك في ظل تواصل مساعي الإدارة الجديدة في دمشق لحل الفصائل وحصر السلاح بيد الدولة.

وتدعم تركيا فصائل الجيش الوطني السوري في شمال غربي سوريا والتي تضم ما يقرب من 80 ألف عنصر مسلح. وقد شاركت هذه الفصائل في عمليات أنقرة العسكرية داخل الأراضي السورية خلال السنوات الماضية.

وقال فيدان في لقاء مع قناة "الشرق" التي تتخذ من السعودية مركزا لها، الاثنين، "قلنا لهم دون تردد: اذهبوا وانضموا إلى الجيش الوطني، وكونوا جزءا منه ولا تسمحوا بحدوث أي اضطرابات في البلاد. وأتمنى أن يحدث نفس الشيء مع فصائل الجنوب، في السويداء ودرعا".


وأضاف أنه "من أهم الملفات المطروحة أمام الإدارة الجديدة في سوريا حاليا. هو توحيد جميع الفصائل المسلحة تحت مظلة جيش واحد، بحيث يكون هناك جهاز دولة شرعي واحد فقط مخول بحمل السلاح واستخدام القوة"، وفقا لوكالة الأناضول.

ولفت الوزير التركي إلى أن "هذا هو الأمر الطبيعي في جميع الدول الحديثة"، موضحا أن "وجود أكثر من مجموعة مسلحة أو عناصر مسلحة تابعة لسلطات مختلفة يعني وجود أرضية لحرب أهلية، وهذا أمر غير مقبول".

وتابع فيدان "الفصائل المسلحة كانت تعارض نظام الأسد باستثناء مجموعة واحدة، وهي تنظيم واي بي جي الإرهابي، الذي أصبح صديقا لبشار الأسد ورفض الانضمام إلى المعارضة. أما بقية الفصائل، سواء المجموعات المدعومة من تركيا في الشمال، أو هيئة تحرير الشام، أو الفصائل في الجنوب، فقد أظهرت جميعها موقفا معارضا لبشار الأسد".

يشار إلى أن وزارة الدفاع ضمن حكومة تصريف الأعمال السورية أجرت خلال الأسابيع الماضية عشرات اللقاءات مع قادة فصائل مسلحة من أجل ضمان انخراطها ضمن هيكلة الوزارة.

ولا تبدي قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تعتبرها تركيا تهديدا على أمنها القومي، تعاونا في هذا الملف، حيث شددت على مطلبها الدخول إلى القوات المسلحة ضمن وزارة الدفاع مع الاحتفاظ على كتلتها، وهو ما ترفضه الإدارة الجديدة.

وفي السياق، تطرق وزير الخارجية التركي إلى الجوانب المنتظرة من الإدارة السورية الجديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع، مشيرا إلى أنها "يجب أن لا تشكل تهديدا للمنطقة بعد الآن، ولا ينبغي التسامح مع الإرهاب أبدًا، ويجب معاملة الأقليات في البلاد بشكل جيد، ويجب إنشاء حكومة شاملة، والحفاظ على السلامة الإقليمية والسياسية وينبغي ضمان سيادة البلاد بشكل كامل".


وقال "نحن كمجتمع دولي ودول إقليمية وافقنا على هذه المطالب ونقلناها للإدارة السورية. وفي الوقت الراهن، بغض النظر عمّن يذهب إلى دمشق، فإننا نتحدث عن نفس الأمور. وهذا ما نتوقعه من سوريا. وقلنا لا يجوز لأي دولة أن تملي مطالبها الخاصة. ليس لدينا أي طلبات خاصة. ونتوقع إدارة تضمن رفاهة الشعب السوري وتساهم في استقرار وأمن دول المنطقة".

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وجرى تكليف المهندس محمد البشير، وهو رئيس حكومة الإنقاذ التي كانت تدير إدلب، بتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى غاية الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن شروط جديدة أمريكية لأردوغان مقابل سحب القوات الأمريكية من سوريا
  • شرط أمريكي لأردوغان مقابل سحب القوات الأمريكية من سوريا
  • سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بشار الأسد
  • تركيا تكشف حصيلة السوريين العائدين إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد
  • تركيا…مقتل 15 مسلحاً كردياً في سوريا والعراق
  • الدفاع الروسية: أوكرانيا تكبدت أكثر من 280 جنديًا في محور كورسك
  • تركيا.. اعتقال سيدة وجهت شتائم للرئيس
  • تركيا توجه فصائل الجيش الوطني السوري للانضمام إلى الإدارة الجديدة بدمشق
  • تركيا توجه فصائل الجيش الوطني السوري للانضمام للإدارة الجديدة بدمشق
  • سوريا محور المقاومة وأولويات النظام الجديد