عربي21:
2025-04-23@14:48:16 GMT

هل أردوغان جاد بدعوته لتشكيل محور مع مصر ونظام الأسد؟

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

من المؤكد أن أردوغان محق برؤيته للصراع والخطر القادم من إسرائيل لدول الجوار العربي، إذ ثمة إشارات عدّة على أن إسرائيل، في المرحلة المقبلة، وبعد الانتهاء من غزة، قد تشن حربا على لبنان وقد تطال شرارتها جنوب سوريا، وفي ظل هيمنة الفكر القومي الديني المتطرف في إسرائيل لا يمكن لأحد تقدير كيف ستكون عليه الأمور وما إذا كانت إسرائيل قد تصر على احتلال أجزاء من سوريا ولبنان بذريعة حماية مستوطنات الشمال والحفاظ على أمن إسرائيل.



في جميع الحالات، تبحث إسرائيل عن وضع تكون فيه مسيطرة على التفاعلات في منطقة الجوار وفي داخل فلسطين، حتى في مشروعها التطبيعي مع الدول العربية الراغبة في التطبيع معها ستحاول أن يكون موقفها التفاوضي أقوى مستندا على قدرتها في تغيير الواقع في الشرق الأوسط.

لكن، هل يعتقد أردوغان أن دمشق والقاهرة في هذه المرحلة لديهما الاستعداد للانخراط بمحور يعادي إسرائيل وأمريكا حتى لو فعلا وصل التهديد الإسرائيلي لمستوى خطر على أمنهما؟ ثم إذا كان لا بد من التحرك، وهو أمر فرضي إلى حد بعيد، فهل يكون ذلك بالتعاون مع تركيا؟ وإلى أي مدى تبدو أنقرة بالأصل مستعدة للانخراط بوضعية معادية لإسرائيل في المنطقة في ظل ارتباطاتها الأمنية بحلف الناتو الذي يعتبر حماية إسرائيل أحد أهم واجباته في منطقة الشرق الأوسط؟

هل يعتقد أردوغان أن دمشق والقاهرة في هذه المرحلة لديهما الاستعداد للانخراط بمحور يعادي إسرائيل وأمريكا حتى لو فعلا وصل التهديد الإسرائيلي لمستوى خطر على أمنهما؟ ثم إذا كان لا بد من التحرك، وهو أمر فرضي إلى حد بعيد، فهل يكون ذلك بالتعاون مع تركيا؟ وإلى أي مدى تبدو أنقرة بالأصل مستعدة للانخراط بوضعية معادية لإسرائيل في المنطقة
لكن السؤال الأهم أيضا، تُرى ألا يعتقد حكام المنطقة أن شعوبها وصلت إلى حد التُّخَمَة من البروباغندا الكاذبة، ولا سيما وهي ترى الشعب الفلسطيني يُذبح على الهواء مباشرة دون أي سند، سوى من محاولات استثمار سياسي تقوم بها إيران لتعزيز أوراق قوتها التفاوضية بشأن ملفها النووي، وفرض وجودها في سوريا والعراق باعتبارها قوّة شرعية تدافع عن شعوب المنطقة، بعد أن ذبحت وشردت الملايين من شعوب المشرق العربي!

اللافت أكثر من دعوة أردوغان، رد وزير خارجية نظام الأسد، فيصل مقداد، على فكرة إقامة محور إقليمي لمواجهة إسرائيل، حيث قال إنه "بداية القرن الحالي تم نسج علاقات استراتيجية مع تركيا لكي تكون الدولة التركية إلى جانب سوريا في نضال مشترك لتحرير الأراضي العربية المحتلة، لكن عملت تركيا على نشر جيشها في شمال الأراضي السورية وأقام معسكراته في احتلال للأراضي العربية السورية".

بالعودة للبروباغندا، يتوجب التذكير بأن علاقة تركيا الجيدة بنظام الأسد استمرت أكثر من 10 أعوام لم يُبدِ خلالها الأسد أي دليل على نيته تجهيز بنية تحتية لتحرير الأراضي العربية المحتلة، بل على العكس، جيشه تهالك بدرجة كبيرة وتراجعت قدراته بشكل ملحوظ، سواء على المستوى التسليحي أو التدريبي، بل إن الأسد خلال هذه السنوات شعر بأن نظامه أكثر استقرارا بضمانه صداقة تركيا ورغبة إسرائيل في بقائه، ولأنه نظام "شاطر" وتاجر فقد عمل على جذب تركيا أكثر إلى صفه بواسطة فتحه للأسواق السورية في علاقة اقتصادية غير متوازنة بالمطلق، كما شهدت ذات المرحلة اغتيال إسرائيل لقيادات من حماس وحزب الله في قلب دمشق (عز الدين الشيخ خليل 26 أيلول/ سبتمبر 2004، وعماد مغنية 12 شباط/ فبراير 2008).

هل يعتقد أردوغان أن بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي، اللذين يعتبران أن أعداءهما داخل الحدود وليس خارجها، من الممكن أن يتورطا في حرب مع إسرائيل، ستؤدي للإطاحة بحكم الأول، وإضعاف الثاني إلى حد بعيد؟ وهل من الممكن أن تذهب هذه الأنظمة إلى استنزاف قوتها في حرب ليس من ضمن أولوياتها بالمطلق ولا تدخل في إطار حساباتها المصلحية، أهل فلسطين يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة كذبة المحاور، القائمة أو التي يجري الدعوة لقيامها، أما الشعوب العربية فقد وصلت إلى مرحلة القناعة بأن ليس لهم إلا اللهحتى لو فعلا خرقت إسرائيل القواعد الناظمة لأوضاع الحدود مع سوريا ومصر، حتى ولو اقتطعت جنوب سوريا بذريعة تشكيل منطقة عازلة، أو تجاوزت محور فيلادلفيا بذريعة البحث عن قادة حماس أو تدمير الأنفاق في الجانب الآخر؟

ثم، أين هي الاستعدادات التركية لخوض حرب مع إسرائيل؟ طوال مدّة المذبحة الجارية في غزة لم تصدر تركيا أي تهديد جدي، وليس إعلاميا، من نوع تحريك قوات أو إرسال سفن عسكرية في المتوسط لإشعار إسرائيل بتحرك عسكري ما. أما عن مساعي تركيا للتصالح مع الأسد، فهي بالأصل سبقت الحرب على غزة، ولا يمكن إدراجها في إطار تشكيل صيغ أمنية لردع إسرائيل، لأن دوافعها وأسبابها تتمثل بالتخلص من اللاجئين السوريين وتحسين الاقتصاد التركي بدرجة أساسية.

يقولون: من رأى ليس كمن سمع، لذا فإن أهل فلسطين يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة كذبة المحاور، القائمة أو التي يجري الدعوة لقيامها، أما الشعوب العربية فقد وصلت إلى مرحلة القناعة بأن ليس لهم إلا الله يخلصهم من هذا الجحيم.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان إسرائيل فلسطين تركيا مصر إسرائيل تركيا فلسطين أردوغان مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من إلى حد

إقرأ أيضاً:

لماذا اُختير الشرع ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم؟

شهد الشرق الأوسط، منذ مطلع الألفية الثالثة، سلسلة من الأحداث الكبرى التي أعادت تشكيل معالمه الجيوسياسية، وأنظمة الحكم في بعض دوله، والسياسات الدولية في المنطقة.

يبرز سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كأحد أهم هذه الأحداث. هذا الحدث لم يُنهِ فقط أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد وحزب البعث، ولم يُحدث هزة جيوسياسية إقليمية فحسب، بل جلب إلى السلطة شخصية استثنائية، هي أحمد الشرع، الذي غيّر سوريا وتغير معها.

لذا، لم يكن مفاجئًا أن تختار مجلة "تايم" الأميركية الشرع ضمن قائمة أكثر مئة شخصية سياسية عالمية تأثيرًا لهذا العام.

تستند معايير "تايم" في تصنيفاتها السنوية إلى التأثير القيادي، والتغييرات الملموسة التي يُحدثها الأفراد على بلدانهم والمنطقة والسياسات الدولية. تنطبق هذه المعايير على أحمد الشرع، لكن اختياره هذا العام يحمل دلالات تتجاوز المعايير التقليدية.

فهذه هي المرة الأولى التي تُدرج فيها المجلة شخصية ذات خلفية إسلامية سابقة ضمن قائمة الزعماء المؤثرين عالميًا. على سبيل المثال، أدرجت "تايم" بشار الأسد في عام 2013 ضمن الشخصيات المؤثرة لقيادته بلدًا في خضم صراع جيوسياسي كبير عليه، لكنه لم يمتلك خلفية مشابهة للشرع.

إعلان

من ناحية أخرى، يُسلط اختيار الشرع الضوء على اهتمام العالم بمساعيه لتجاوز الماضي وإثبات قدرته على إدارة سوريا وتوحيدها وبناء دولة جديدة، وعلى التعامل مع التحديات الجيوسياسية التي تجذب العديد من الفاعلين الإقليميين والدوليين.

تعتمد "تايم" في تصنيفها على معايير التأثير العالمي والإنجازات التي تغيّر الأحداث أو السياسات أو المجتمعات، سواء كان هذا التأثير إيجابيًا أو سلبيًا.

يُبرز تصنيف الشرع جهوده الدعائية لتقديم صورة جديدة عنه للعالم. منصات مثل "تايم" لا تكتسب أهميتها من مصداقيتها فحسب، بل من تأثيرها على نظرة صانعي القرار في العالم للتحول السوري.

وفي معرض تفسير اختيارها، وصفت "تايم" الشرع بأنه يوازن بين المتشددين الذين قادهم سابقًا، والليبراليين السوريين الذين رحبوا بسقوط الأسد، مشيدةً بتجربته في حكم شمال غرب سوريا وتواصله مع الأقليات الدينية في المنطقة.

هذا التصنيف يروّج للشرع كزعيم سوري يطمح لقيادة بلاده مع مراعاة تنوعها الديني والعرقي والثقافي، وتأثيرها الإقليمي الكبير. وعلى الرغم من أن معايير "تايم" لا تسعى بالضرورة لإضفاء طابع إيجابي أو سلبي على الشخصيات العالمية، فإن تصنيف الشرع يميل إلى الإيجابية، بالنظر إلى التحول الكبير في شخصيته منذ توليه السلطة في سوريا.

كانت صورته مثيرة للجدل في الأوساط الدولية حين تولّى قيادة هيئة تحرير الشام، إذ ارتبط اسمه آنذاك بمشاريع عابرة للحدود أثارت كثيراً من التحفظات. لكن مع مرور الوقت، أعاد تموضع رؤيته لينخرط في مشروع سوري الطابع، يركّز على الأهداف المحلية للثورة، وعلى رأسها إسقاط النظام القائم، الذي ترسّخ عبر القمع والاستبداد والبنية الطائفية.

كونه الشخصية العربية الوحيدة في فئة القادة ضمن قائمة "تايم"، إلى جانب شخصيات عالمية مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، يعزز التصنيف مكانة الشرع كرمز للقيادة العربية المؤثرة عالميًا.

إعلان

ويعكس التصنيف أهمية التغيير الذي قاده في سوريا على محيطَيها العربي والإقليمي، وعلى المصالح الدولية في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، يشير التصنيف إلى تحول في السردية الدولية تجاه الثورة السورية، من تصويرها كصراع أهلي طائفي أدى إلى عودة خطر الإرهاب، إلى الاعتراف بها كحركة أحدثت تغييرًا جذريًا، وخلقت فرصة تاريخية لتحويل سوريا من معضلة مزمنة إلى قيمة جيوسياسية تدعم استقرار المنطقة وتتماشى مع المصالح الغربية.

وفي ضوء ذلك، يُمكن النظر إلى تصنيف "تايم" على أنه مؤشر إضافي على التقبل العالمي المتزايد لحقيقة أن الشرع لديه طموحات تستحق الاعتراف بها وبحاجة إلى فرصة لإثبات نواياه وحقيقة اعتداله.

أسهم الصراع في سوريا في تشويه النظرة الدولية إلى الواقع السوري بشكل كبير. فقد قامت هذه النظرة، في الغالب، على مجموعة من التصورات التي أضرت بالثورة السورية وبسياسات المجتمع الدولي تجاه سوريا.

من ذلك، على سبيل المثال، التركيز المبالغ فيه على البعد الطائفي للثورة على حساب الأبعاد الاجتماعية العميقة التي دفعت الشعب السوري للانتفاض ضد نظام بشار الأسد، فضلًا عن إغفال الأبعاد المحلية للصراع لصالح الاعتبارات الجيوسياسية.

بعد الإطاحة بنظام الأسد، تسعى العديد من الدول الغربية إلى تجاوز هذه التصورات، أو على الأقل الحد من تأثيرها كمحدد رئيسي لسياساتها تجاه سوريا. وتعمل هذه الدول على إعادة توجيه جهودها نحو دعم سوريا في انتقالها نحو بناء دولة جديدة، مع ضمان عدم عودتها إلى دوامة الصراع.

غير أن الاعتبارات والتحفظات السائدة تجاه الشرع ما تزال تُسهم في تقييد توجه عدد من الدول الغربية نحو اعتماد سياسة أكثر انفتاحًا ومرونة حيال الواقع السياسي الجديد.

في هذا السياق، يمكن أن يسهم تصنيف مجلة "تايم" بشكل جزئي في تبديد هذه النظرة الحذرة، وتشجيع المجتمع الدولي على التركيز على الفرص التي توفرها قيادة الشرع لسوريا، بدلًا من التركيز على المخاوف.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • 3 زلازل تضرب تركيا في نصف ساعة.. أول رد فعل من أردوغان
  • واشنطن تطالب تركيا بالحياد في الأجواء السورية حال التصعيد مع إيران
  • سوريا.. القبض على أبرز ضباط الاستخبارات الجوية في نظام الأسد
  • سوريا.. اعتقال ضابط كبير بمخابرات الأسد متهم بـ جرائم حرب
  • سوريا: القبض على أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية في نظام الأسد
  • لماذا اُختير الشرع ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم؟
  • سوريا الشرع وترويض النمرة
  • وصول باخرة قمح إلى سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد
  • مسيحيو سوريا يحتفلون بعيد الفصح لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد
  • منذ سقوط الأسد.. وصول باخرة قمح إلى سوريا لأول مرة