هل تمرّ الرئاسة حكماً ببرّي؟
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
مع إعادة تحريك "اللجنة الخماسية" للملف الرئاسيّ مع الإقتراب من العامّ الثاني للفراغ، والحديث عن زيارة مُرتقبة للموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان إلى بيروت للتسويق لنتائج لقائه مع المستشار السعوديّ نزار العلولا في الرياض، لاقى الأفرقاء السياسيّون هذا الحراك المُتجدّد بالتمسّك بالحوار من جهّة، وبالدعوة إلى جلسات مفتوحة من جهّة ثانيّة، ما يعني أنّ الإستحقاق لا يزال يُراوح مكانه وأنّ العقدة الرئاسيّة لا تزال داخليّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي جدّد في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه مُبادرته القائمة على الدعوة للحوار، للخروج بتوافقٍ بين النواب والدعوة إلى جلسة إنتخاب واحدة تكون حاسمة لإنهاء الفراغ الرئاسيّ. وبينما لا تزال المُعارضة ترفض الذهاب لأيّ طاولة تشاور يترأسها برّي بشكل خاصّ، تُصرّ "قوى الثامن من آذار" و"حزب الله" وحركة "أمل" بأنّ يمرّ الإستحقاق حكماً برئيس البرلمان عن طريق الحوار الوطنيّ.
برّي لا يزال يتسلّح بمبادرة الحوار لأنّها تلقى تأييداً من الدول الخمس المعنيّة بالرئاسة، ولطالما دعت المملكة العربيّة السعوديّة التي يُقال إنّها لا تزال تنأى بنفسها عن دعم أيّ مرشّح أو طرح أسماء رئاسيّة أو التدخّل لدى النواب السنّة لحثّهم على انتخاب أحد المرشّحين، إلى التشديد على أهميّة التوافق بين اللبنانيين لاختيار رئيسهم بنفسهم كيّ تبني على الشيء مقتضاه، وتتّخذ القرار بشأن السياسة التيّ ستتّبعها في لبنان ومع رئيسه.
فإذا كان موقف السعوديّة القديم وغير المتبدلّ يُشجّع اللبنانيين على التلاقي، ليس هناك من مانع لعدم تمسّك برّي وفريقه السياسيّ بالحوار. كذلك، فإنّ الدول الخمس وسفراء هذه البلدان لم يعترضوا على مبدأ التشاور إطلاقاً، وقد اتت مبادرات "الإعتدال الوطنيّ" و"لبنان القويّ" و"اللقاء الديمقراطيّ" أيضاً لحثّ المُعارضة على تلبيّة الدعوة للحوار من دون أنّ يُكتب لها النجاح.
وحاليّاً، هناك مُحاولة من قبل سفراء الخماسيّة تجري لجسّ نبض المُعارضة وإذا ما كانت ستُبدي ليونة من موضوع الحوار. في المقابل، كان هناك تفهمٌ من لودريان في زيارته الأخيرة إلى لبنان من مطالب المُعارضة وتشديدها على إحترام القوانين والدستور كما يحصل على البلدان المُتقدّمة وخصوصاً في فرنسا، وبحسب مصادر مُعارضة، كان مُوفد الإليزيه صاغياً للطرح القائم على التشاور بين الدورات الإنتخابيّة ولم يرفضه أو ينتقده.
ولكن يبدو بحسب الأرقام أنّ عدد النواب الذين يُؤيّدون الحوار برئاسة برّي يرتفع، فيما المُعارضة تتألف من "القوّات" و"الكتائب" و"تجدّد" وبعض نواب "التغيير" والمستقلّين، وهم وحدهم يرفضون التشاور الوطنيّ وعددهم أقلّ من داعميه. من هذا المُنطلق، قد تحصل مُحاولة من سفراء الخماسيّة ومن لودريان لدعوة هذه الكتل والأحزاب إلى عدم رفض الحوار لأنّهم لا يستطيعون إيصال مرشّحهم إلى بعبدا، كما أنّهم باتوا هم من يُعرقلون الإستحقاق برفضهم التشاور مع بقيّة المكوّنات السياسيّة في البلاد.
وكما تطوّر الأحداث السياسيّة لصالح تأييد الحوار من أغلبيّة نيابيّة إضافة إلى الخارج، يبدو أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" يلعب على عامل الوقت كيّ يُغيّر أفرقاء آخرون موقفهم من التشاور، ويكون برّي بالفعل الممرّ الإلزاميّ لانتخاب رئيس الجمهوريّة عبر ترؤسه وحده طاولة الحوار الوطنيّ.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
"التنسيقية" تعقد ثاني جلسات الحوار المجتمعي حول "شهادة البكالوريا" مع ممثلي 20 حزبا سياسيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ثاني جلسات الحوار المجتمعي، الذي أطلقته لمناقشة مقترح شهادة البكالوريا المطروح من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بشكل موضوعي واحترافي، بمشاركة مسئولي ملف التعليم بـ٢٠ حزبا سياسيا، وذلك في ضوء المناقشة وتقدير الموقف الذي أعدته لجنة التنمية البشرية بالتنسيقية حول المقترح وكذلك دراسة ردود الأفعال المختلفة.
وأكد الحضور ضرورة التهيئة والإعداد الجيد لتطبيق أي نظام جديد قبل تطبيقه، وعدم الإستعجال في مثل هذه القرارات المصيرية، وأن تمتد جلسات الحوار المجتمعي حول المقترح لتشمل كافة المعنيين، وعرض النتائج بشفافية ووضوح لتحقيق نتائج إيجابية، وأضافوا ضرورة مراعاة الهوية والثقافة المصرية، منتقدين تسمية الشهادة بإسم "البكالوريا" واعتبرها البعض رِدّة.
وأكدوا ضرورة الاهتمام بإعداد مناهج احترافية ترتبط بمتطلبات سوق العمل، وضرورة تدريس اللغات، والبرمجة، والتاريخ والجغرافيا.
وأكدوا أن تطبيق نظام التحسين، ينسف مبدأ تكافؤ الفرص، فضلًا عن إتاحة تعدد المحاولات سيضيع هيبة الشهادة الثانوية، وسَيُكرِّس للدروس الخصوصية، وبالتالي سيزيد العبء المادي والنفسي علي الأسر المصرية.
وأثاروا التحديات التي تواجه منظومة تطوير التعليم الثانوي وضرورة العمل علي حلها، مثل عجز المعلمين، وعدم تأهيلهم وتدريبهم، وقصور البنية التحتية، وقلة أيام التمدرس الفعلية، فضلًا عن محدودية المخصصات المالية للتعليم، والتكلفة المرتفعة لتطبيق النظام المقترح.
وأكد الحضور ضرورة التعامل مع خطط التطوير علي أنها خطط دولة وليست مشروع وزير، ويجب التمهل لحين بدء عمل المجلس الوطني للتعليم والبحث والإبتكار، والمعني بوضع السياسات العليا للتعليم وفقًا للقانون.
النائبة رشا كليب
أدار الجلسة النائبة رشا كليب عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمشاركة عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالتنسيقية وعدد من أعضاء التنسيقية.
كما شارك في الجلسة د. أمل عصفور، عضو مجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، النائبة جيهان البيومي، عضو مجلس النواب عن حزب الحرية المصري، أحمد أبوالفضل حزب مصر بلدي، اللواء سامي الخولي نائب رئيس حزب الغد ورئيس لجنة التعليم، النائب محمد الشورى عن حزب الاتحاد، اللواء محسن الفحام عن حزب إرادة جيل، مروة النجار عن حزب الإصلاح والنهضة، الدكتورة فاطمة فؤاد عن حزب العدل، عبدالعزيز عبدالعاطي عن حزب الحركة الوطنية، عبدالناصر قنديل الأمين العام المساعد للتثقيف عن حزب التجمع، الاء فيوض عن حزب الأحرار الدستوريين، جمال الشاذلي عن حزب الاتحاد، د. عبدالرحمن البكري رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بحزب النور، الدكتور محمد الجوهري أمين التعليم قبل الجامعي بحزب الجيل، ايمن سالم عن حزب حقوق الإنسان والمواطنة، محمد ربيع عن حزب مصر أكتوبر، الدكتور صموئيل عصام وكيل لجنة التعليم بحزب المصريين الأحرار، عمرو مصطفي عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ، د. دينا طارق عضو التنسيقية عن حزب الريادة، د. أحمد سراج عضو التنسيقية عن حزب السادات.