دراسة تكشف تأثير احتضان الكلاب الأليفة على البشر أثناء التعرض لمحنة جسدية
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
أوضحت نتائج دراسة أجراها علماء من قسم علم النفس بجامعة هومبولت في برلين أن الكلاب يمكن أن تخفف من الشعور بالألم أثناء التعافي من محنة جسدية.
وقالت الدكتورة هايدي ماورسبيرغر، التي أجرت الدراسة الجديدة : "الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء، على الرغم من ارتباطه بالتأثيرات الصحية المفيدة، لا يساعد دائما في التعامل مع الألم لذا اختبرنا ما إذا كانت الكلاب الأليفة تقدم مصدر دعم أكثر إفادة في الحالات المؤلمة من الرفاق البشر".
وشملت الدراسة تجربتين مختلفتين قليلا، ركزتا فقط على الألم الجسدي وليس الألم العاطفي.
وفي التجربة الأولى، أكملت 74 امرأة مهمة الضغط البارد، أي وضع اليد أو الساعد في الماء البارد ما يؤدي إلى حدوث ألم يتزايد ببطء وينتهي بسحب الطرف طوعيا، في ظل وجود كلبهن الأليف أو صديق أو أثناء وجودهن بمفردهن.
وفي التجربة الثانية، أكملت 50 امرأة أخرى مهمة الضغط البارد في وجود كلب غير مألوف أو شخص غريب، أو أثناء وجودهن بمفردهن.
وجلست الكلاب في زاوية قريبة ولم يكن هناك اتصال جسدي في التجربة الأولى، ولكن في التجربة الثانية، سُمح للمشاركات بمداعبة الكلاب.
وفي كلتا التجربتين، أبلغت المشاركات عن ألم أقل مع "سلوكيات ألم" أقل، مثل شد الفك والتجهم والشكوى، في ظل وجود الكلاب مقارنة بالبشر.
وأدى وجود كلبهن الأليف، بدلا من كلب غير مألوف، إلى انخفاض أقوى في الألم.
كما تبين أن وجود إنسان بالقرب من النساء "يقلل من الألم أكثر مقارنة بوجودهن بمفردهن"، ولكن ليس بقدر وجود كلب حولهن.
وتقدم الكلاب دعما "غير مشروط" و"غير تقييمي" لشخص يعاني من الألم، مقارنة بالبشر، الذين يميلون إلى "الحكم اجتماعيا". وعلى سبيل المثال، قد يشعر الشخص الذي يعاني من الألم وكأن رفيقه البشري يحكم عليه لكونه دراميا.
ويستشهد فريق البحث بدراسة سابقة حيث فضلت النساء المجهدات البقاء بمفردهن مع كلابهن عند معاناتهن من الألم، لأنه في صحبة الكلب "لم تكن هناك حاجة إلى ادعاءات اجتماعية، ولم تكن هناك حاجة إلى تلبية التوقعات الاجتماعية".
وتعترف ماورسبيرغر بأن دراستها، المنشورة في مجلة Acta Psychologica، ركزت على إدراك الألم تبعا لإحساس مشاركات، وهو ما يختلف بالطبع عن الظاهرة الجسدية للألم نفسه.
وقالت لـMailOnline: "أبلغت المشاركات عن شدة ألم أقل، وشعرن بقدرة أكبر على التأقلم، وأظهرن سلوكيات ألم أقل في وجود الكلاب. وبينما قد لا يكون هذا انخفاضا مباشرا للألم على المستوى الفسيولوجي، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على كيفية تجربة الأفراد للألم وتحمله".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علم النفس جامعة هومبولت برلين الكلاب الشعور بالألم الكلاب الأليفة فی التجربة من الألم
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف عن أقدم نظام معروف للكتابة في العالم
كشفت نتائج دراسة جديدة نشرت في مجلة Antiquity أن أقدم نظام معروف للكتابة في العالم قد تأثر بالرموز المستخدمة في التجارة، وهي عبارة عن نقوش وجدت على أسطوانات استخدمت في تبادل المنتجات الزراعية والمنسوجات.
ويعزز هذا الاكتشاف فكرة مقترحة في بحث سابق تقول إن الخط المسماري الذي تم تطويره في أوائل بلاد ما بين النهرين نحو 3100 قبل الميلاد ويُعتقد أنه أقدم نظام للكتابة، نشأ جزئيا من طرق المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين ونقل هذه المواد.
ووفقا للعلماء، فقد تم تطوير العديد من الرموز المحفورة على الأختام الأسطوانية الحجرية إلى علامات مستخدمة في "الكتابة المسمارية الأولية"، وهي نسخة مبكرة من الكتابة المسمارية المستخدمة في جنوب بلاد ما بين النهرين، جنوب العراق حاليا.
وركزت الدراسة على "الوركاء" (أو "أوروك")، وهي مدينة تاريخية في جنوب العراق، والتي كانت مركزا مهما للثقافة والتجارة منذ نحو 6000 عام.
وتم اختراع الأختام الأسطوانية المصنوعة من الحجر في هذه المنطقة. وكما يوحي اسمها فإن هذه الأختام كانت تأخذ شكل أسطوانة صغيرة يمكن لفها على ألواح من الطين الرطب، ما يترك نقوشا واضحة على الطين. ثم تُترك الألواح لتجف وتصبح مثل "وثائق" تحمل توقيعا أو علامة من الشخص الذي يمتلك الختم.
ومنذ عام 4400 قبل الميلاد فصاعدا، تم استخدام هذه الأختام كجزء من نظام المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين وحركة المنتجات الزراعية والنسيجية.
ووجد العلماء أن العديد من الرموز التي كانت تُنقش على الأختام الأسطوانية تطورت لاحقا إلى رموز الكتابة المسمارية الأولية، وهي شكل مبكر من الكتابة التي ظهرت بعد نحو 1000 عام. وهذا يظهر أن الكتابة المسمارية الأولية ربما نشأت جزئيا من الرموز المستخدمة في التجارة والمحاسبة.
وقام فريق من جامعة بولونيا الإيطالية بمقارنة زخارف الأختام الأسطوانية بالرموز المسمارية البدائية ووجدوا أن هناك رابطا مباشرا بين الاثنين.
وكشف التحليل أن الزخارف المتعلقة بنقل الجرار والقماش تحولت في نهاية المطاف إلى علامات مسمارية بدائية، ما يظهر لأول مرة وجود استمرارية بين الاثنين.
على سبيل المثال، هناك أوجه تشابه مذهلة بين النقوش على الأختام الأسطوانية التي تصور الأوعية (الحاويات التي كانت تُستخدم في العصور القديمة لحفظ وتخزين المواد المختلفة مثل الطعام، الماء، أو الزيت) والأقمشة ذات الحواف (الملابس أو المنسوجات)، والرموز المسمارية البدائية اللاحقة لنفس الشيء.
ويثبت الاكتشاف أن الزخارف المعروفة من الأختام الأسطوانية مرتبطة بشكل مباشر بتطور الكتابة في جنوب العراق، ويعطي رؤى جديدة مهمة في تطور أنظمة الرموز والكتابة، كما قال العلماء.
وكانت زخارف الأختام الأسطوانية تستخدم بانتظام بين 4400-3400 قبل الميلاد. وبالمقارنة، اخترع المصريون القدماء الهيروغليفية نحو 3250 قبل الميلاد.