المناظرة الرئاسية والإشارة الأمريكية
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
حرص المتناظران المتنافسان على الرئاسة الأمريكية، ترامب وهاريس، خلال المناظرة بينهما في 11 أيلول/ سبتمبر 2024 على تأكيد ولائهما ودعمهما للكيان الصهيوني المحتل، وبدا أن كلا منهما يريد أن يزايد على الآخر في مغازلة أصوات وإمكانات اليهود الأمريكان.
لما أراد ترامب ان يتغلب على هاريس في هذا المجال قال نصا: إذا فازت هاريس فإن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين، ستزول إسرائيل في خلال سنتين.
وفي المقابل، نفت هاريس عن نفسها تهمة كراهية اليهود وأعلنت أنها على الدوام دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكنها لم تنف ادعاء ترامب بزوال الكيان ولم تقل إنه يروج الأكاذيب تقربا لليهود، بل كانت إجابتها تحمل التسليم بنفس النبوءة، وتحمل الاعتراف بأن هذا الكيان وُجد في ظروف غير طبيعية وزُرع في جسد أمة تستطيع أن تطرد العضو الغريب ولو بعد عشرات السنوات، وأن تطبيع بعض الأنظمة المحلية معه أو حتى جميعها لن يجعله قابلا للاستمرار.
الأغرب من هذا أن أحدا في دولة الكيان/ سواء من حكومة نتنياهو الفاشية أو من المعارضة اليسارية أو العلمانية، لم يعترض على هذا الادعاء، ولم يقل أحد إن ذلك سيزيد الخوف والاضطراب داخل الكيان وربما رفع معدلات الهجرة العكسية.
ثم إن هذا المعنى نفسه هو ما لعب عليه نتنياهو -صادقا هذه المرة- منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عندما قال إنها حرب وجودية ومرة اخرى اتفقت معه المعارضة في ذلك
ومعنى الحرب الوجودية أن الهزيمة فيها تعرض وجود الكيان كله للخطر؛ لأنه قام على معادلة الرعب بامتلاك القوة ونقل المعركة إلى أرض العدو والحسم السريع وتحقيق الأمن والرخاء للمستوطنين، وكل هذا لم يعد موجودا.
الحرب التي بدأها على أمل أن ينهيها في شهرين أو ثلاثة لا يبدو لها نهاية قريبة بعد قرابة العام، وبعد أن كان يحارب في جبهة واحدة يجد نفسه مستهدفا من عدة جبهات، وبعد أن كان يحارب خارج حدوده انتقلت الحرب إلى كل مكان، فهو يُستنزف بشكل مخيف في غزة وشباب المخيمات والمدن الفلسطينية في الضفة الذين رفعوا لواء المقاومة، والذئاب المنفردة في الداخل أو على الحدود مع الأردن ومصر بدأت تضرب ضرباتها الموجعة، والأهداف التي وضعها لم يتحقق منها هدف واحد، وحلفاؤه في أوروبا وأمريكا في موقف صعب أمام جمهورهم الذي يستنكر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ويستنكر اشتراك دولهم في هذه المجازر.
ولا يبدو أن طلبة الجامعات سيثنيهم الوعيد أو سيخيفهم التهديد بل سيعودون في العام الجديد أكثر جرأة وأكثر خبرة في تصعيد الاحتجاجات، حتى غدت مهمة "إيباك" وهي كبرى منظمات الضغط اليهودية في أمريكا صعبة، واضطرت أن تدفع خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي ما يتجاوز 25 مليون دولار لإنجاح مرشحين اثنين وتدفع في دوائر أخرى ولكنها تفشل.
كانت الإشارة في المناظرة الرئاسية تقول: إن كل ما تلقاه الكيان من دعم عسكري بعشرات المليارات ومن مختلف أسلحة القتل وحضور حاملات الطائرات والغواصات والمدمرات وأجهزة الاستخبارات بل والقوات البرية؛ لم تمنع الهزيمة ولم تساعد الكيان في استعادة الردع وتحقيق الأهداف حتى الآن.
والسؤال الآن: هل يقترب هذا اليوم الذي نرى فيه تفكك الكيان وزوال الاحتلال؟ وكيف ستكون حالة آخر طائرة أمريكية تغادر هربا؟ وهل ستكون مثل طائرة فيتنام التي لم ترها الأجيال الصغيرة، أم ستكون مثل الطائرة التي خرجت من كابول في أفغانستان بعد أن هرب الأمريكان تاركين أسلحة بالمليارات والأهم تاركين العملاء لينالوا ما يستحقون؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب هاريس إسرائيل إسرائيل امريكا ترامب هاريس مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران
فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، عقوبات على 12 فردا وكيانا، لدورهم في الاتجار بالأسلحة وغسل الأموال وشحن النفط الإيراني لصالح مليشيات الحوثي في اليمن، بينهم "هاشم إسماعيل علي أحمد المداني"، محافظ البنك المركزي الموالي للحوثيين في صنعاء.
وقالت الخزانة الأميركية في بيان، إن"المداني هو المشرف الرئيسي على الأموال المرسلة إلى الحوثيين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقد تعاون مع المسؤول المالي الحوثي المدعوم من فيلق القدس، الجمل، لإجراء أنشطة تجارية لصالح الحوثيين".
كما شملت العقوبات "أحمد محمد محمد حسن الهادي (الهادي) هو مسؤول مالي حوثي كبير ينسق ويسهل نقل الأموال الحوثية نيابة عن الجماعة. وقد أمر الهادي مسؤولين ماليين حوثيين آخرين، بما في ذلك الجمل، بنقل الأموال للجماعة وكلفهم بصرف الأموال لمسؤولي الحوثيين وغيرهم من الأفراد في اليمن"، وفق البيان.
وأضاف البيان، أن من بين الأشخاص المعينين اليوم عملاء تهريب رئيسيون وتجار أسلحة ووسطاء شحن ومال مكّنوا الحوثيين من الحصول على مجموعة من المكونات ذات الاستخدام المزدوج ومكونات الأسلحة ونقلها، فضلاً عن توليد الإيرادات لدعم أنشطتهم الإقليمية المزعزعة للاستقرار.
كما حدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية خمس محافظ للعملات المشفرة مرتبطة بالمسؤول المالي الحوثي المدعوم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي (IRGC-QF) سعيد الجمل (الجمل)، والذي يعمل تحت الأسماء المستعارة "خربي" و"أحمد سعيدي" و"هشام"، من بين آخرين.
عقوبات الولايات المتحدة، شملت ايضا شركتي الحزمي والثور للصرافة.
ويستغل عملاء المشتريات الحوثيون مجموعة من شركات الشحن التي لديها مكاتب في اليمن وجمهورية الصين الشعبية لنقل المشتريات غير المشروعة إلى المقاتلين الحوثيين.
ومن بين هذه الشركات، شركة صفوان الدبي للشحن والتجارة، وهي شركة شحن ولوجستيات مقرها اليمن استخدمها مسؤولو المشتريات الحوثيون لاستيراد مواد ذات استخدام مزدوج ومكونات أسلحة أخرى إلى اليمن. وتحتفظ شركة صفوان الدبي بوجود في جمهورية الصين الشعبية، ومن المرجح أنها تستخدمه لإخفاء شحنات الأسلحة إلى قوات الحوثيين.
تم تصنيف الودود وعمر بموجب الأمر التنفيذي 13224، المعدل، بسبب عملهما أو ادعائهما العمل لصالح أو نيابة عن الحوثيين بشكل مباشر أو غير مباشر. تم تصنيف صفوان الدبعي بموجب الأمر التنفيذي 13224، المعدل، بسبب تقديم المساعدة المادية أو الرعاية أو الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات للحوثيين أو دعمهم.
وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بالوكالة برادلي تي سميث: "إن الإجراء الذي اتخذناه اليوم يؤكد التزامنا بتسخير كل أدواتنا لتعطيل جهود الحوثيين للحصول على الأسلحة، وشراء المكونات ذات الاستخدام المزدوج، وتأمين إيرادات إضافية".
وأضاف: "ستستمر الولايات المتحدة في فضح هذه المخططات وستحاسب أولئك الذين يسعون إلى تمكين أنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار"، مشيرا إلى أن الإجراء الذي تم اتخاذه اليوم يتم بموجب سلطة مكافحة الإرهاب، الأمر التنفيذي (EO) 13224، المعدل.