ملياردير أمريكي في رحلة تاريخية للفضاء.. الأغلى والأكثر خطورة
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
مهمة تاريخية لأول مرة وهي الأكثر خطورة حتى الآن، قام بها ملياردير أمريكي إلى الفضاء برفقة 3 آخرين غير محترفين، وذلك لاختبار البدلات الجديدة التي صممتها شركة «سبيس إكس»، ومن المتوقع أن تعود إلى الأرض خلال الساعات القادمة، بعد وقت استمر 5 أيام.
رحلة إلى الفضاء أذهلت الجميععن طريق كبسولة، سافر 4 رواد إلى الفضاء من شركة «سبيس إكس» في أول عملية سير تجارية في الفضاء في العالم، بقيادة الملياردير الأمريكي جاريد إيزاكمان، ومدتها 5 أيام إلى مدار الأرض، وكان «جاريد» أول من يخرج من الكبسولة بعد وصولها إلى الفضاء ليتظر منها على الأرض قائلًا: «من هنا يبدو العالم وكأنه مثالي.
«لقد تطلب الأمر جهدًا جماعيًا هائلاً للوصول إلى هذه النقطة.. إنه أمر تاريخي» حسب الملياردير الأمريكي، صاحب الـ41 عامًا، الذي استقبله جمهوره عبر الكاميرات الذكية والبث المباشر، بهتافات الابتهاج والارتياح، عندما خرج من الكبسولة وبدأ سيره في الفضاء لمدة 12 دقيقة، بينما كانت الأرض تدور من تحته، وذلك بسبب مشاهدتهم له عن طريق الكاميرا المثبته على جسده، ووفرت بثًا مباشرًا للملايين.
ملايين الناس شاهدوا دوران الأرض عبر بث مباشربعد خروج الملياردير الأمريكي من الكبسولة، تبعته سارة جيليس، إحدى مهندسات الشركة، صاحبة الـ30 عامًا، وأوضحت أن عمليات السير في الفضاء تعتبر واحدة من أخطر الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها رائد فضاء خلال وجوده في المدار، وأي خلل في بدلاته قد يكون مميتًا.
في مشهد مذهل وثقته الكاميرا المثبتة على أجسادهم، شوهد رواد الفضاء وهم يلوحون بأذرعهم أثناء تحليقهم فوق الكبسولة، ويميلون إلى الأسفل ويدورون في اتجاه عقارب الساعة، وذلك بهدف إظهار مدى سهولة استخدامهم للأدوات خلال وجودهم في الفضاء، وكان الغرض من المهمة هو اختبار التقنيات الجديدة التي تقدمها «سبيس إكس» التي يقودها إيلون ماسك، بما في ذلك بدلات الفضاء الأنيقة التي تعد أنحف بكثير من أي بدلة ناسا القياسية، والتي تحتوي على طبقات حماية أكثر.
رحلة محفوفة بالمخاطرعملية السير في الفضاء، كانت محفوفة بالمخاطر، وذلك لأنها تمت من خلال مركبة الفضاء كرو دراغون، وهي كبسولة فضائية لا تحتوي على غرفة هواء أمان، مما يعني أنه كان لا بد من خفض الضغط في المركبة بأكملها قبل أن تبدأ، فضلًا عن خضوع الطاقم لعملية «التنفس المسبق»، والتي تضمنت قيام رواد الفضاء باستنشاق الأكسجين قبل السير في الفضاء من أجل تطهير الجسم من النيتروجين.
وبعد اكتمال المهمة، هنأ بيل نيلسون، المسؤول الأعلى رتبة في وكالة «ناسا»، شركة سبيس إكس، قائلاً: «يمثل نجاح اليوم قفزة عملاقة إلى الأمام لصناعة الفضاء التجارية وهدف ناسا طويل الأمد لبناء اقتصاد فضائي أمريكي نابض بالحياة»، وفق الصحيفة البريطانية.
Commander @rookisaacman has egressed Dragon and is going through the first of three suit mobility tests that will test overall hand body control, vertical movement with Skywalker, and foot restraint pic.twitter.com/XATJQhLuIZ
— SpaceX (@SpaceX) September 12, 2024 تكلفة الرحلة الفضائيةتعد هذه الرحلة أول عملية سير في الفضاء من بين 3 رحلات، قام بتمويلها الملياردير الأمريكي، ولم يكشف عن المبلغ الذي دفعه مقابل هذه الرحلات، لكن الخبراء يشيرون إلى أنها قد تكلفت «مئات الملايين من الدولارات»، إذ تبلغ تكلفة المقعد على متن طائرة Crew Dragon عادة 55 مليون دولار.
ووفقا للدكتور إيان ويتاكر، خبير الفيزياء الفضائية بجامعة نوتنجهام ترينت، فإن هذه المهمة تمثل أيضًا «الخطوة الأولى على طريق أطول نحو السياحة الفضائية»، مشيرًا إلى أن التكلفة المرتفعة تعني أن الأثرياء فقط هم من سيحصلون على هذه التجربة في الوقت الحالي، ولكن وضع هذه التكلفة في أيدي الشركات يعني أن أموال دافعي الضرائب يمكن استخدامها لأغراض أخرى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رحلة إلى الفضاء الفضاء إيلون ماسك الملیاردیر الأمریکی إلى الفضاء فی الفضاء سبیس إکس
إقرأ أيضاً:
سائل منوي من “فئران فضائية” يمهد الطريق لاستعمار البشر للقمر والمريخ!
اليابان – تواجه البشرية تحديات هائلة في سعيها للعيش خارج كوكب الأرض، تتجاوز مجرد تأمين الهواء للتنفس أو الحماية من الإشعاع الكوني.
ويتمثل أحد أكبر التحديات في ضمان استمرار الحياة وتكاثرها في بيئات الفضاء القاسية، خاصة مع الطموحات طويلة الأمد لإنشاء مستعمرات بشرية على الكواكب الأخرى.
وفي خطوة غير متوقعة نحو تحقيق هذا الهدف، يتوجه العلماء إلى مصدر غريب: حيوانات منوية مجففة بالتجميد من الفئران.
وتظهر التجارب الحديثة بقيادة تيروهیکو واكاياما من جامعة ياماناشي في اليابان، كيف يمكن للموارد الجينية المخزنة في الفضاء الصمود أمام التحديات الإشعاعية وتمهد الطريق لاستكشاف إمكانية التكاثر في بيئات خالية من الجاذبية.
ويمثل هذا البحث خطوة ثورية نحو ضمان بقاء البشر خارج الأرض واستكشاف المستقبل بين الكواكب.
ويقول واكاياما: هدفنا هو إنشاء نظام آمن ومستدام للحفاظ على الموارد الجينية للأرض في مكان ما في الفضاء، سواء على القمر أو في مكان آخر، حتى يمكن إحياء الحياة إذا واجهت الأرض دمارا كارثيا.”
ولأن الفضاء مليء بالإشعاع، فإن ذلك يمثل تحديا هائلا لكل من البشر وموادهم الوراثية. ويشار إلى أنه على متن محطة الفضاء الدولية، تكون مستويات الإشعاع أعلى بأكثر من 100 مرة من تلك الموجودة على الأرض. وبعيدا عن محطة الفضاء الدولية، في الفضاء العميق، يكون التعرض أكبر، ما يثير المخاوف بشأن تلف الحمض النووي الذي قد يعرض التكاثر للخطر.
وفي دراسة حديثة، أظهر باحثون يابانيون قدرة الحيوانات المنوية المجففة بالتجميد المُخزنة في محطة الفضاء الدولية لأكثر من ست سنوات على الصمود أمام الإشعاع.
وعلى الرغم من التعرض المطول للإشعاع الفضائي، أنتجت الحيوانات المنوية ذرية صحية عند إعادة الترطيب والتخصيب.
ولم تظهر الجراء، التي أطلق عليها اسم “جراء الفضاء” (space pups)، أي اختلافات جينية مقارنة بالفئران التي تم الحمل بها باستخدام الحيوانات المنوية المخزنة على الأرض.
وأظهرت التجارب السابقة التي قادها واكاياما أن الحيوانات المنوية المجففة بالتجميد يمكن أن تظل قابلة للحياة في الفضاء لمدة تصل إلى 200 عام، على الرغم من اعترافه بأن هذا غير كاف لاحتياجات البشرية على المدى الطويل.
وتهدف أحدث الدراسات إلى تمديد هذه الفترة باستخدام أجهزة متطورة للحماية من الإشعاع، ما قد يمهد الطريق للحفاظ على الموارد الجينية في الفضاء إلى أجل غير محدد.
وبالنظر إلى المستقبل، يتصور الباحثون إنشاء بنوك حيوية على القمر أو المريخ. على سبيل المثال، توفر أنابيب الحمم القمرية الظروف المثالية للحفاظ على الجينات بسبب درجات حرارتها المنخفضة وطبقات الصخور السميكة التي توفر الحماية من الإشعاع.
ويمثل عمل واكاياما قفزة كبيرة في ما يتعلق بالتكاثر في الفضاء، من خلال التركيز على الثدييات، حيث طور فريقه طريقة تجفيف بالتجميد تمكن من تخزين الحيوانات المنوية في درجة حرارة الغرفة ويهدف إلى إجراء التلقيح الصناعي (IVF) للقوارض على متن محطة الفضاء الدولية في السنوات القادمة.
وسيستكشف هذا البحث ما إذا كانت أجنة الثدييات يمكن أن تتطور بشكل طبيعي في الجاذبية الصغرى، حيث قد يؤدي غياب مؤشرات الجاذبية على عمليات مثل تكوين الأطراف وتطور الجهاز العصبي.
وبينما قد يبدو التنبؤ بتكاثر البشر في الفضاء كأنه جزء من أفلام الخيال العلمي، فإن تجارب واكاياما تهيئ الأساس لتحويل هذا الأمر إلى واقع. وإذا نجحت أبحاثه، فقد تساهم في ضمان بقاء البشرية خارج كوكب الأرض وتوفير الطمأنينة بأن الحياة يمكن أن تستمر حتى في أقسى الظروف البيئية.
المصدر: Interesting Engineering