سودانايل:
2025-01-30@15:19:20 GMT

الفئات الأكثر تضررا من الحرب في السودان

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

بروفيسور حسن بشير محمد نور
القاهرة، سبتمبر 12, 2024.

الصراع المستمر في السودان منذ ابريل 2023 أثر بشكل عميق على العديد من الفئات في جميع أنحاء البلاد، مما زاد من تفاقم نقاط الضعف الموجودة وأوجد أخرى جديدة. لفهم التأثير الكامل للحرب في السودان، من الضروري دراسة الفئات الأكثر تضررًا من المدنيين، النساء، الأطفال والمجتمعات العرقية المهمشة.



لكن الفئات الأكثر تأثرًا هي الأطفال والشباب، ويرتبط ذلك بالهيكل الديموغرافي للسودان، اذ يشكل السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و64 عامًا حوالي 95٪ من إجمالي السكان، بينما تشكل الفئة النشطة اقتصاديًا والتي تتراوح اعمارها بين 15 و 64 سنة، حوالي 60٪. كما أن هناك توازنًا بين عدد الذكور والإناث، مع وجود أغلبية طفيفة للذكور قبل الحرب. وهذا بحسب أبحاث دولية موثوقة حتى عام 2023.

يتحمل المدنيون العبء الأكبر من العنف، النزوح، والانهيار الاقتصادي الذي يصاحب الصراع. شهدت المدن والمناطق الريفية على حد سواء تدميرًا واسع النطاق للبنية التحتية، وتقييد الوصول إلى الرعاية الصحية، وانعدام الأمن الغذائي بشكل حاد. وقد الملايين من منازلهم، بحثًا عن ملاذ إما داخل السودان أو عبر حدوده، مما أدى إلى واحدة من أكبر أزمات النزوح في المنطقة. ومع تراجع المساعدات الإنسانية بسبب انعدام الأمن، نجد السكان المدنيين في وضع حرج، غير قادرين على إعادة بناء حياتهم.

النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر في أوقات الحرب، والصراع في السودان ليس استثناءً. الان تواجه النساء مخاطر متزايدة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والاستغلال. كما أن أدوارهن كراعيات ومنتجات للحياة تعني أنهن يتحملن عبئًا أكبر بسبب نقص الوصول إلى الغذاء، المياه، والرعاية الطبية ونفسي الاوبئة الفتاكة وليس اخرها الكوليرا. يعاني الأطفال بنفس الطريقة، حيث يتم تجنيد العديد منهم كجنود أطفال أو يُحرمون من الحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية. وقد تركت صدمات الحرب أثرًا لا يمحى على الشباب السوداني، مما يهدد الأجيال القادمة ومستقبل التنمية المستدامة في البلاد حتي إذا خرحت موحدة من الحرب.

المجتمعات العرقية والمهمشة، خاصة في مناطق مثل دارفور، جبال النوبة، وجنوب كردفان، كانت مستهدفة منذ فترة طويلة في صراعات السودان. هذه المجتمعات، التي غالبًا ما تكون مهملة أو مضطهدة من قبل الحكومة المركزية، تواجه العنف المنهجي، عمليات القتل الجماعي، والنزوح وتدمير منازلهم وسبل عيشهم، يغذي ذلك دورة الفقر والتهميش، مما يؤدي إلى استمرار الصراع والمعاناة.

في الختام، الحرب في السودان لها تأثير واسع النطاق، حيث يتحمل المدنيون، النساء، الأطفال والأقليات العرقية العبء الأكبر. ومع استمرار الصراع، تظل هذه الفئات في مركز كارثة إنسانية تتطلب اهتمامًا عاجلاً وتدخلًا من المجتمع الدولي.

mnhassanb8@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

لوموند: لا بد من تحديد هوية الأطراف الرئيسية في الحرب بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة (لوموند) الفرنسية، في افتتاحيتها الصادرة اليوم /الأربعاء/، أن سيطرة حركة 23 مارس المتمردة المعروفة باسم (إم 23) على مدينة جوما تشبه في الواقع سيطرة كيجالي على هذه المدينة الكبيرة الواقعة في شرق الكونغو، ويشكل ذلك خطر وقوع كارثة إنسانية في منطقة عانت من الصراع لعقود.
وأوضحت الصحيفة أنها حرب مستمرة منذ ثلاث سنوات محفوفة بالمعاناة الإنسانية والدمار ولكنها بعيدة إلى حد كبير عن أنظار الدبلوماسيات المؤثرة، فمنذ أن أشعلت حركة 23 مارس المتمردة اشتباكات جديدة ضد جمهورية الكونغو الديمقراطية في شرق البلاد في نوفمبر 2021، لجأ ما يقرب من مليون شخص إلى مخيمات مؤقتة على مشارف مدينة جوما التي يقطنها بالفعل مليون شخص.
وقالت: لم يؤد تكثيف القتال منذ خرق وقف إطلاق النار - الذي كان قد تم التوصل إليه في أغسطس الماضي - هذا الخريف وفشل محاولة الوساطة الأنجولية إلا إلى تفاقم الفوضى.. ويشكل الاستيلاء على جوما أمس الأول /الاثنين/ خطر وقوع كارثة إنسانية ذات أبعاد هائلة في منطقة عانت من الصراعات لعقود، حيث يعتمد سكانها إلى حد كبير على المنظمات الإنسانية غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع الدائر يتميز بأن أحد أطرافه لم يتم تحديده بوضوح، ففي كثير من الأحيان يتم الحديث عن هذا الصراع على أنه تحريض للفصائل المتمردة الكونغولية ضد بعضها البعض غير أنه في واقع الأمر يضع رواندا مباشرة في مواجهة جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يشبه الاستيلاء على جوما استيلاء كيجالي على هذه المدينة الكبيرة في شرق الكونغو.
وقالت (لوموند): لقد انهارت المصطلحات المستخدمة لوصف حركة (إم 23)، والتي ظلت قائمة لفترة طويلة في يوليو 2024 عندما أثبت تقرير أعده خبراء بتكليف من الأمم المتحدة أن قوات الدفاع الرواندية "تسيطر على عمليات حركة إم 23 وتوجهها، وهو ما يجعل رواندا مسؤولة عن أعمال العنف التي ترتكبها الحركة والتي قد تشكل في بعض الحالات جرائم حرب".
وأضافت الصحيفة: "إن رواندا، هذه الدولة الصغيرة التي اجتاحتها الإبادة الجماعية للتوتسي في عام 1994، تثير الإعجاب في أفريقيا وأماكن أخرى بفضل نجاحاتها الاقتصادية، ونجاح عملية ترسيخ السلام فيها، ومهارة رئيسها بول كاجامي الذى يزعم أن مرتكبي الإبادة الجماعية الهوتو السابقين موجودون في جمهورية الكونغو الديمقراطية لتبرير وجود جنوده في البلاد، ولكن من خلال الاستيلاء على جوما، يبدو أن النظام في كيجالي، الذي يسيطر بالفعل إلى حد كبيرعلى استغلال المعادن النادرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، يظهر قبل كل شيء رغبته في التوسع الإقليمي على حساب جارته".
وتابعت (لوموند): "يتزامن هذا الهجوم مع خطابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإمبريالية سواء كان ذلك بمحض الصدفة أم لا، ويهدد هذا الأمر باندلاع حرب عامة في منطقة تتأثر بالفعل بالعنف بشكل كبير، حيث تحتفظ الأمم المتحدة بأكبر وأقدم بعثة لحفظ السلام".
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد فترة طويلة من الغموض، أدانت فرنسا - شأنها في ذلك شأن معظم المجتمع الدولي - الهجوم الذي قادته حركة 23 مارس، بدعم من القوات المسلحة الرواندية ولا يمكن تصور بداية لتسوية الصراع الدامي الذي يجتاح شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ما لم تقم الولايات المتحدة بالضغط على كيجالي كما فعل باراك أوباما عام 2012 في ظروف مماثلة، قائلة: "لا بد من تسمية الأطراف الرئيسية، وهو الأمر الذي رفض المجتمع الدولي القيام به لفترة طويلة، ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما هو الحال في أوكرانيا، إنها حرب بين دولتين ذات سيادة وكلاهما محددتان بوضوح".

 

مقالات مشابهة

  • آفة هذا الصراع
  • «يونيسيف»: مقتل الأطفال فى الهجوم على المستشفى السعودي بالسودان مروع
  • الرئيس السيسي: بحثنا مع الرئيس الكيني الأوضاع في السودان الشقيق وتبادلنا الرأي حول سبل إنهاء الصراع
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقف دعم الغرب
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذ توقف دعم الغرب
  • السودان: تصاعد انتهاكات الدعم السريع ضد النساء في ولاية الجزيرة
  • لوموند: لا بد من تحديد هوية الأطراف الرئيسية في الحرب بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
  • الأمم المتحدة: مقتل أطفال في الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر
  • أوكرانيا.. فرصة أوروبا لزيادة السكان؟
  • رئيس جامعة المنيا يفتتح تطوير وحدة غسيل كلى الأطفال بمستشفى النساء والولادة