تقوية نفوذ المغرب تَدفع الجزائر إلى الرفض القاطع للتدخل العسكري لـ'الإيكواس' في النيجر
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
عارض النظام الجزائري، رسميا، أي تدخل عسكري لـ"الإيكواس"، المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، لطرد الانقلابيين في نيامي بالنيجر، بعد انقلابهم ضد الرئيس الشرعي محمد بازوم في 26 يوليوز المنصرم.
ويبدو ظاهريا أن الجزائر عبرت عن موقفها بسبب "خوفها" من توتر الأوضاع الأمنية والعسكرية في منطقة الساحل؛ بيد أن ما هو باطني أعمق بكثير، ولا صلة له بما يروج في وسائل إعلام "الجارة الشرقية".
وفي هذا الصدد؛ أفادت مجلة "مغرب أنتلجنس" أن "الجزائر تخفي، بشكل غير رسمي، مخارف جيوسياسية وأخرى مرتبطة بشكل أساسي بالمغرب؛ العدو التقليدي للنظام الجزائري".
وبشيء من التفصيل؛ تشرح المجلة نفسها أن "الجزائر تخشى، بشدة، تعزيز نفوذ المغرب، في أعقاب تدخل عسكري من قبل القوات المسلحة للإيكواس".
كما أضاف المصدر ذاته أن "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا هي، في الأساس، دول متحالفة مع المغرب؛ وهي مؤيدة، إلى حد كبير، للمواقف المغربية في ملف الصحراء".
المجلة المذكورة لفتت إلى أن "كوت ديفوار والسنغال وبنين وحتى في نيجيريا على سبيل المثال لا الحصر؛ وهي جماعات الضغط المؤيدة للمغرب، تزداد قوة".
بالنسبة إلى الجزائر، تردف "مغرب أنتلجنس"، فإن "الانتشار العسكري لهذه البلدان في النيجر سيسمح للمغرب بأن تكون له بوابة ستوفر له بوابات جديدة للتأثير في هذا البلد الساحلي، الذي يشترك في حدود 1000 كيلومتر تقريبًا مع الجزائر".
"يمكن أن تؤدي هذه الأمور إلى تأثير حقيقي على المؤسسات السياسية الجديدة في النيجر"، يقول المصدر نفسه قبل أن يضيف أن "النظام الجزائري يخشى، أيضا، من تدخل أمني وعسكري غير مباشر للمغرب مع القوات المسلحة للإيكواس".
وعليه؛ تزعم تقارير أمنية جزائرية، وفق المصد عينه، أن "المغرب يمكن أن يقدم أسلحة ودعما لوجستيا واستخبارات قيمة لتسهيل تقدم جيوش الدول الصديقة، مثل كوت ديفوار والسنغال، على أراضي النيجر في حال مواجهة مقاومة شديدة لها".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
هل يتحول ملف المياه إلى “حرب جديدة” بين الجزائر والمغرب؟
ذكرت وسائل إعلام غربية، أن الجزائر اتهم المغرب بتقليص حصتها من مياه “وادي كير” الذي يمتد من الأراضي المغربية إلى الأراضي الجزائرية.
وأفادت صحيفة غربية، مساء السبت، بأن الجزائر أبدت قلقها بشأن تقليص كمية المياه التي تصل إليها من خلال “وادي كيره” الذي يسهم في تزويد بعض المناطق الجزائرية بالمياه، وهو ما أدى إلى تصعيد الموقف بين الجانبين.
وأكدت أن هذا الاتهام يأتي في ظل التوترات السياسية الجزائرية المغربية، خاصة وأن الجزائر أثارت ملف “وادي كير” مرتين على المستوى الدولي، حيث تحدث وزير الري الجزائري، طه دربال، عن ما أسماه بـ”تجفيف متعمد ومنتظم للمياه” من بعض المناطق على الحدود الغربية.
وأشارت إلى أن الحديث عن ملف المياه قد تجدد في منتدى المياه العالمي الذي عقد في شهر مايو/أيار 2024، حيث وصف طه دربال الممارسات المغربية بأنها “تدمير للمياه عبر الحدود”.
وأثناء اجتماع جرى في سلوفينيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بخصوص اتفاقية حماية واستخدام مصادر المياه عبر الجبال والبحيرات الدولية، اتهمت الجزائر المغرب بـ”عرقلة تدفق المياه وتدمير المياه السطحية عبر الحدود”.
لم يقتصر النزاع بين كل من الجزائر والمغرب بشأن “وادي كير” فقط، بل تضمن السدود أيضا، حيث اعتبرت الجزائر أن “سد قدوسة المغربي هو السبب الرئيسي وراء تقليص تدفق المياه إلى سد الجرف الأصفر الجزائري، الذي يعد من أكبر السدود في البلاد، ما أدى ذلك إلى كارثة بيئية بسبب تناقص منسوب المياه في السد”.
ولفتت إلى أن تلك الكارثة البيئية تسبب في نفوق الأسماك وهجرة الطيور، في ظل استمرار الغضب الشعبي الجزائري بسبب نقص حاد في المياه في بعض المناطق الجزائرية.
ومن ناحيتها فإن المغرب قد نفت كل ما وجه لها من اتهامات جزائرية، مضيفة أن هذا اتهام لا يصدق.
ويشار إلى أن الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب بدأت منذ قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب في صيف عام 2021، في وقت لم تتوان المملكة منذ ذلك الحين في اقتراف أعمال عدائية ومستفزة للجزائر، إلى جانب النزاع المتصاعد بشأن “الصحراء الغربية”.
ويتنازع المغرب وجبهة البوليساريو منذ عقود بشأن السيادة على إقليم الصحراء، وبينما تقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادتها، تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب