بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
المشهد الأول:
قبل عدة أيام و عند مخاطبته زمرة من ”الإعلاميين“ في مدينة بورتسودان ذكر الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، قآئد الجيش السوداني و رئيس مجلس سيادة و حكومة الأمر الواقع ، ذكر بأنه سوف يقاتل لمدة مئة سنة و:
(لَامِن نكمل كلنا)...
المشهد الثاني:
و قبل أيام خاطب الفريق أول ياسر العطا مساعد قآئد الجيش مجموعة من العسكر قآئلاً:
(أي زول عندو رؤية لتفاوض يَبِلَّها و يشرب مُويَتَها)
المشهد الثالث:
و في مخاطبة أخرى لجنود أعلن الفريق أول ياسر العطا:
(إسمنا... حزبنا... عسكريتنا دي... قبيلتنا الأمة السودانية كلها... لذلك نحنا القآئد العام للقوات المسلحة حتى بعد الإنتخابات... مش الفترة الإنتقالية... حتي بعد الإنتخابات لتلاتة أربعة دورات إنتخابية... هو رأس الدولة بالصلاحيات السيادية... و المؤسسة العسكرية و اللَّاهِي... و اللَّاهِي... شُفتَ تاني السودان ده بِشِنُو؟... ببتاع الدكاترة داك... إسمو شنو... بالمجهر نعاين...نعاين)
المشهد الرابع:
و في تسجيل يعتقد أنه للمخلوع عمر البشير تحدث فيه عن إنتصار الجيش القادم و التغيير و تشكيل الحكومات العسكرية في الولايات ، و أشار إلى الهزة التي أصابت الحركة الإسلامية بسبب أحاديث ”الصعاليك“ و ما تبع ذلك من إنخفاض في الروح المعنوية و فقدان الأمل بين أعضآء الحركة ، ثم تحدث عن دولة الإسلام و الدعوة و شَبَّه الحركة الإسلامية السودانية ببدايات الإسلام الأولى!!! ، و أن الحركة تمثل:
(نموذج و نواة و دينمو و مرجعية للحركات الإسلامية في عدد كبير من الدول)
ثم أكد أن الحرب (شبه إنتهت) ، و أن لا بد من الإستعداد لما بعدها ، و نصح إخوانه في الحركة بأن لا بد أن:
(ناخد ”حقنا“ بقوة و مواجهة و عنف)
و ذلك من أجل إستعادة المكانة الإجتماعية و تهيؤاً لمرحلة قادمة و حتى:
(لا تختطف مننا ”قيمنا“ و ”دولتنا“ ذي ما إختطفوها في الخمس سنين المضت)
ثم وصف ما حدث للبلد خلال الفترة الإنتقالية:
(البلد دي نحنا خَلِّينَاها خمسة سنة شفتوا الدمار الحصل شنو... شفتو لما الناس إنزوت من العمل العام و خَلُّوا القحاطة يركبوا في البلد... يركبوا في الناس... النتيجة كانت شنو؟... كانت إغتصاب و دمار و تدهور في الإقتصاد و إنحطاط في الأخلاق و المجتمع!!!)
ثم أضاف أنهم في المرحلة القادمة:
(نقيف قِدَّام أي آلة... و قِدَّام أي شخص... و قِدَّام أي زول... و ما في أَرجَل مننا... و لا في زول أقوى مننا نحنا... و لا في زول متعلم أكتر مننا... و لا في زول عندو تجربة في أي مجال أكتر مننا... كان حتى في الحرب دي ما في... و في الموت ما في!!!... و في الرَّجَالَة ما في!!!)
ثم ألمح إلى المشروع الحضاري الإسلامي و ختم حديثه قآئلاً:
(و المرحلة الجاية يا دكتور لو ما رتبتوا الأمور تمام الرسن تاني بِتفَكَا مننا)
المشهد الخامس:
أحاديث لشخص يدعى الناجي مصطفى و التي تم مسحها و حذفها من المقال حفاطاً على صحة القرآء و الذوق العام...
و يظل المرء محتاراً و مستغرباً و مندهشاً من (قوة عين) الكيزان و قدراتهم الإستثنآئية على الكذب و التدليس و لوي عنق الحقيقة ، و قد جعل الله سبحانه و تعالى لكل نفسٍ حسيب و ضمير يوقظها و يعلمها إن هي حادت عن الجادة أو إرتكبت أخطآء ، لكن يبدوا أن ما تلقته أفراد الجماعة من التعليم الفاسد و التدريب السيئ قد أبطل تلك المنة الإلهية و تم إستبدالها بجهاز كيزاني يعمل بالنفاق و الكذب بفقه التقية ، و يبدوا أن هذا الجهاز الكيزاني يعمل بفعالية عالية في هذه الأيام البئيسة النحسات...
و يلوم المرء نفسه كثيراً على الإشتغال بمتابعة مثل هذه الترهات الكيزانية الصادرة من أفراد الجماعة خصوصاً العسكريين الذين تولوا الأمر العسكري و السلطة و الأمر العام في غفلة من الزمن ، و الذين يبدوا أنه قد تم تجهيزهم لحياة العسكرية و خدمة الجماعة بعجالة و كَلفَتَة و عدم مسئولية ، و يبدوا أن هؤلآء العسكريين قد ترقوا في سلم العسكرية في أجوآء المحسوبية و الجهل و غياب النظم و الضوابط و إنعدام الشفافية و تحت ظل نظام الكيزان الديكتاتوري القمعي الفاسد الذي دمر جميع مؤسسات الدولة السودانية بسياسات الإقصآء و التمكين ، و ليس هذا إدعآء أو إفترآء ، بل هو حقيقة و الدليل على ذلك هو الأفعال و الأقوال الموثقة لهؤلآء العسكريين الغير أكفآء ، و التي تندرج تحت قوآئم اللاغير ، فهي غير مهنية و غير إحترافية و غير أخلاقية و غير مشرفة و غير مناسبة و غير ... و غير ... و غير ...
و الشاهد هو أن هؤلآء العسكريين المؤدلجين قد فشلوا فشلاً ذريعاً في ممارسة و تطبيق علوم عسكريتهم و عجزوا تماماً عن حماية الوطن و المواطنين و عوضاً عن ذلك ولغوا في السياسة و الإقتصاد و أفسدوا مما سبب الكثير من الأضرار و الفوضى و المعاناة التي تعيشها حالياً بلاد السودان و جماهير الشعوب السودانية...
أما التعرض لحديث الرئيس المخلوع الهارب و المختبيء في وكرٍ ما في جهة ما خوفاً من الملاحقة و العقاب أو أحاديث المدعو الناجي فلا تستحق الرد عليها ، و يكفي الإشارة إليها أو ذكرها و نشرها على الملأ كمثال على الكذب الجماهيري و الكوميديا الدينية و مسرح اللامعقول السياسي و كذلك بغرض الترفيه و الضحك و السخرية على ما جآء فيها من إدعآءات و أباطيل و تدليس و هوس...
و من الواضح أن الرئيس المخلوع و قادة الجيش المنتمين إلى الحركة الإسلامية الملطخة أياديهم بدمآء ألاف الضحايا من الشعوب السودانية و المنغمسين في أمور الفساد الإداري و الإقتصادي و سلوك و ممارسات أخرى مخزية و معيبة يعلمون علم اليقين أن المنفذ الوحيد للإفلات من الحساب و العقاب هو التمسك و التشبث بالسلطة و الإختبآء خلف قوة السلاح و مواصلة الحرب ، فهم يعلمون جيداً أن نهاية الحرب تعني نهاياتهم...
و يبدوا أن الكيزان يراهنون كثيراً على التعقيد الذي يلف المشهد السوداني و على تشابك خطوط الأزمة السودانية و على دوام/إستمرارية الحرب ، لكن يبدوا أنه قد فات عليهم أن لكل بداية نهاية ، و أن الحرب قد تطول لكنها لن تصير أبداً إلى مئة سنة ، و أنهم سوف تطالهم المحاسبة و العقاب طال الزمن أم قصر...
تسآؤل:
أما آن للسودان و لجميع فئات السودانيين من الذين حبستهم الحرب في ديارهم و الذين تشردوا و نزحوا فيما تبقى من بلاد السودان و الذين لجأوا إلى دول الجوار و العالم و لأولئك الذين إغتربوا و هاجروا إلى بقاع متفرقة حول العالم و ما برحوا و ما انفكوا مهمومين بأمر بلاد السودان و أهلهم من أن ينفكوا من هذا البلآء و الإبتلآء و مكآئد و مؤامرات الجماعة الكيزانية الشيطانية؟!!!...
جواب:
الشعوب السودانية الصامدة لن تنحاز إلى الباطل أبداً...
و الباطل زاهقٌ لا محالة...
و سوف تنهار قوة الطآئفتين الباغيتين ، و سوف تتوقف الحرب...
و ليس هنالك بديل غير إبقآء جذوة الثورة مشتعلة ، و لا بد من إعلآء شعاراتها الخالدة:
أي كوز ندوسو دوس...
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
"حصاد 2024".. أبرز الفنانين الذين فقدناهم وأثروا الساحة الفنية بأعمالهم الخالدة
شهد عام 2024 خسارة مؤلمة لعدد من أبرز نجوم الفن في مصر والوطن العربي، الذين شكلوا جزءًا هامًا من ذاكرة السينما والمسرح والتلفزيون، رحيل هؤلاء الفنانين ترك فراغًا كبيرًا في الوسط الفني، وأحزن جماهيرهم الذين أحبوا أعمالهم وتعلقوا بإبداعهم.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز الفنانين الراحلين خلال هذا العام، وأهم أعمالهم التي بقيت خالدة في ذاكرة المشاهدين.
نبيل الحلفاوي: رحيل نجم الأدوار المؤثرةتاريخ الوفاة: ديسمبر 2024تفاصيل الرحيل: توفي الفنان نبيل الحلفاوي بعد وعكة صحية مفاجئة أدخلته المستشفى لعدة أيام.أهم أعماله: يُعد الحلفاوي من أبرز نجوم الشاشة المصرية. بدأ مسيرته الفنية على خشبة المسرح، وحقق نجاحًا لافتًا في الأعمال التلفزيونية مثل "محمد رسول الله"، وترك بصمة قوية في السينما والمسرح بأدواره المميزة.ما قاله عنه النجوم: نعاه العديد من الفنانين بكلمات مؤثرة، مثل محمد صلاح، وأيتن عامر، وريهام عبد الغفور، الذين أكدوا جميعًا أن رحيله خسارة كبيرة للفن المصري.سيد الفيومي: حضور بارز في الكوميديا والدراماتاريخ الوفاة: ديسمبر 2024تفاصيل الوفاة: توفي الفنان سيد الفيومي بعد صراع مع المرض، تاركًا إرثًا من الأعمال المتنوعة بين الكوميديا والدراما.أهم أعماله: شارك في مسلسلات مثل "الخواجة عبدالقادر"، و"راجل وست ستات"، وأفلام مثل "جاءنا البيان التالي"، و"رشة جريئة".ما يميزه: قدرته على أداء أدوار متنوعة ببراعة، من الكوميديا الخفيفة إلى الأدوار الدرامية المؤثرة.حسن يوسف: نصف قرن من العطاء الفنيتاريخ الوفاة: أكتوبر 2024تفاصيل الرحيل: توفي عن عمر يناهز 90 عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء الفني الذي امتد لأكثر من خمسين عامًا.أهم أعماله: قدم أعمالًا خالدة مثل فيلم "أنا حرة"، ومسلسل "ليالي الحلمية"، ويُعتبر من رواد السينما والتلفزيون في مصر.إنجازاته: عُرف بحرفيته العالية وقدرته على أداء الشخصيات المركبة التي تجمع بين البساطة والعمق.
مصطفى فهمي: الفنان الأرستقراطي متعدد المواهبتاريخ الوفاة: أكتوبر 2024تفاصيل الوفاة: توفي بعد معاناة مع ورم سرطاني في المخ.أهم أعماله: قدم العديد من الأفلام والمسلسلات التي جمعت بين الدراما والكوميديا، ويُعتبر من أهم أعمدة السينما المصرية في القرن العشرين.تراثه الفني: ينتمي لأسرة عريقة في السياسة والثقافة، مما انعكس على أدواره التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة.
شريفة ماهر: سيدة الأدوار القويةتاريخ الوفاة: أكتوبر 2024تفاصيل الرحيل: توفيت عن عمر يناهز 92 عامًا.أهم أعمالها: شاركت في أفلام شهيرة مثل "قصر الشوق"، و"عذراء وثلاثة رجال"، و"الحياة حلوة".ما يميزها: أداؤها للأدوار القوية والمتسلطة جعلها واحدة من أيقونات السينما المصرية الكلاسيكية.
صلاح السعدني: عمدة الدراما المصريةتاريخ الوفاة: أبريل 2024تفاصيل الوفاة: توفي عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالأعمال الدرامية.أهم أعماله: اشتهر بدوره في مسلسل "ليالي الحلمية" بشخصية العمدة سليمان غانم، وقدم العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية المميزة.أثره الفني: يُعد واحدًا من أعمدة الدراما المصرية بفضل عمق أدواره وحضوره المميز.حلمي بكر: موسيقار الأجيالتاريخ الوفاة: مارس 2024تفاصيل الرحيل: توفي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 86 عامًا.أهم إنجازاته: يُعتبر أحد أعظم الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، وله أعمال خالدة مع كبار المطربين مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.تراثه: ألّف مئات الأغاني التي ساهمت في تشكيل وجدان الموسيقى العربية.أسماء أخرى خلدها العامجميل برسوم: توفي في مارس 2024، واشتهر بأدواره الثانوية المميزة في التلفزيون والمسرح.محمد نصر: غادر عالمنا في يوليو 2024 بعد مسيرة تضمنت أفلامًا مثل "الممر" ومسلسل "خيط حرير".ناهد رشدي: توفيت في سبتمبر 2024 بعد صراع مع مرض السرطان، وتُعد من أبرز نجمات الدراما المصرية.تامر ضيائي: رحل في يوليو 2024، وكان له دور مؤثر في أعمال مثل "أبوالعروسة" و"عملة نادرة".أثر رحيل هؤلاء النجوم على الساحة الفنية
فقدان هذا العدد الكبير من النجوم ترك أثرًا كبيرًا في الوسط الفني العربي. هؤلاء الفنانون لم يكونوا مجرد أسماء بارزة، بل كانوا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ السينما والتلفزيون والمسرح في مصر والوطن العربي.
وستظل أعمالهم خالدة في ذاكرة المشاهدين، تُذكرنا دائمًا بأهمية الإبداع والموهبة في صناعة الفن.