سودانايل:
2025-04-11@03:06:17 GMT

سينما – فيلم ( سودان يا غالى ) !

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

عدنان زاهر

Sudan, Remember Us
عرض الفيلم في مهرجان تورنتو السينمائي العالمي في دورته الحالية ال 49 ، و يقام هذا المهرجان كل عام في سبتمبر و يستمر لمدة احدى عشر يوما، و قد بدأت فعاليات هذه الدورة في 5 سبتمبر و تنتهى يوم الخامس عشر من الشهر الجاري.
قبل الدخول في عرض أحداث الفيلم لدى تعليق بسيط حول اسم الفيلم الوثائقي و ترجمته ، يبدوا ان من قام بترجمة اسم الفيلم قد لجأ الى الترجمة الفنية و ليست الحرفية التي يمكن أن تترجم الى ( تذكرنا يا سودان )، بالطبع من جانبي و بعد مشاهدتي لأحداث الفيلم أحبذ الترجمة الفنية، و أعتقد أن الاسم الأمثل للفيلم ( السودان ، الحلم و الأمل ).


الفيلم الوثائقي يستعرض احداث الثورة السودانية في الأعوام 2018 – 2019 و ذلك من خلال تداعى و منولوج أبداعي تتخلله مقابلات مع بعض شباب الثورة و الأماكن التي شملتها الثورة بما في ذلك ميدان الاعتصام الذى حدثت به " المجزرة " لاحقا.
تستند المخرجة في استعراضها لوقائع الفيلم على الشعر الذى لعب دورا محوريا و وجدانيا في تأجيج مشاعر الثوار ...النهوض بجسارتهم و اقدامهم. في رحلتها مع أحداث الثورة من مرحلة الى مرحلة لاحقة... أتت بمحجوب شريف، محمد الحسن سالم حميد و أزهري محمد على........ لكن ما أثار دهشتي حقا، الوعى الذى يتمتع به أولئك الشباب الذين التقت بهم، فقد ذكر أحدهم معلقا على شعر هؤلاء الشعراء الأفذاذ ما معناهو
( الشعراء يناضلون و يكتبون الشعر و لكن ليس بالضرورة أن يشهدوا أو يعاصروا ما نادوا به قد تحقق على أرض الواقع، فقد كتب محجوب شريف، أزهري و حميد شعرا ثوريا رائعا، كان الزاد و المحفز للثوار في كل شبر من أرض السودان ولكنهم لم يشهدوا الثورة، و هي توقظ الشوارع النائمة الراكدة و تنتصر ، لذلك سنكتب الشعر الثوري ليحفز الثوار لمواصلة الثورة حتى تتحقق جميع شعارتها ).
المخرجة في تنقلها الذكي اللماح ، زرنا معها ميدان الاعتصام أو ( المدينة الفاضلة ) التي أقامها الثوار في تحدى و رغم أنف الديكتاتورية وسط الخرطوم و امام القيادة العامة. تعايشنا مع شعار الثوار ( عندك خت ما عندك شيل ) و هم يفترشون " البروش " و يتشاركون الطعام . شاهدناهم و هم يقومون برسم الشهداء على الحوائط...... نظرنا اليهم بإعجاب مشوب بالدهشة و هم يفتحون صدورهم في جسارة للرصاص، و من ثم يقومون بإرجاع قذائف " الملتوف " المنهمر تجاههم، على الجنود المتحفزين للقتل و الذين قاموا بإلقائها عليهم.
شاهدنا في ميدان الاعتصام أطفال الشوارع و هم جزء من الثوار، و العناية التي تم شملهم بها حتى صار هؤلاء الضائعون جزءا من الثورة و الثوار. لقد أحس كل من شاهد الفيلم بمشاركته في المظاهرات العارمة الضخمة و هو يردد مع الثوار ( حرية ...سلام و عدالة ) .
شاهدنا الشباب من الجنسين و هم يتعاونون و يتبادلون الخبرات في علاقة رفاقية تهز القلوب و تلفت الانتباه و هم يدندنون بأغاني " الراب " الثورية. بالطبع في زمن عرض الفيلم الذى استمر لمدة ساعة و ربع، لم يتح للمخرجة أن تغطى كل احداث الثورة بالرغم من معايشتها جزء من تلك الاحداث. و اعتمادها على مصادر بلغت الخمسين مصدرا كما قالت هي في حديثها بعد نهاية الفيلم و محاولتها القاء الضوء على بعض أحداث الفيلم. قالت في حديثها معللة بتر بعض الأحداث بانه كان تأمينا للمصادر، خاصة أن الديكتاتورية في السودان من خلال حكم العسكر تحاول في يأس ارجاع عجلة التاريخ الى الوراء.
بعد هذا التناول المختصر لأحداث الفيلم حان الوقت لتناول السيرة الذاتية للمخرجة لأنها تلقى الضوء و تجيب على التساؤل الذى يلح في إصرار في ذهن المشاهد مطالبا بالإجابة عليه و هو ........ لماذا تناولت المخرجة تحديدا ثورة السودان ؟!
مخرجة الفيلم هي الصحفية ( هند ميداب ) و هي فرنسية تونسية من مواليد 1978 .....من أب تونسي و أم مغربية. الأب و الأم هم ناشطان سياسيان وقفا ضد الأنظمة القهرية في بلادهما و هاجرا الى فرنسا. الأب لم يستطع العيش في فرنسا و رجع الى تونس ليموت شهيدا امام منزله برصاص أمن ( الحبيب بورقيبة ) !!
لها ثلاث أفلام أخرى الأول ( باريس – استالينغراد ) تتناول فيه قضية المهاجرين الى فرنسا و معاناتهم و قد نال الفيلم جائزتين في المهرجانات المختلفة، الثانى بعنوان ( الإلكترو - شاب ) و الثالث ( أحداث في تونس ) هذا الفيلم يتحدث عن مغنين ( الراب ) في تونس و تطالب بالحرية لهم.
يلاحظ ان كل أفلامها الوثائقية تتحدث عن حرية الرأي و الكلمة وهى تعتقد أن تترك الشعوب لتحديد مصيرها. المخرجة على الدوام تقف ضد الديكتاتوريات في مختلف بقاع العالم و كانت تأمل أن تنتقل أحداث ثورة السودان الى كل البلدان العربية. يتضح من افلامها تضامنها مع المضطهدين و المظلومين.....ذلك تأثير و ظلال أسرتها عليها.
في تقديري أن الفيلم جيد و هو توثيق متوازن من مشاهد و معاصر غير سوداني، يتناول و يتحدث عن عظمة الثورة السودانية و الشعب السوداني، كما يلفت الانتباه الى أن ما يدور في السودان الآن هي محاولات لؤاد تلك الثورة و استمراريتها و من ثم منع انتشارها الى دول الأقاليم المتاخمة. الفيلم يستحق المشاهدة و التضامن معه.

عدنان زاهر
سبتمبر 2024

elsadati2008@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أحداث الفیلم

إقرأ أيضاً:

أكثر من مليون جنيه إيرادات سينما الشعب في 16 محافظة

تسلّم الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، تقريرًا مفصلًا حول نشاط وزارة الثقافة وقطاعاتها المختلفة خلال احتفالات عيد الفطر المبارك، والذي تضمن الفعاليات المنفذة في القاهرة وعدد كبير من المحافظات، حيث نجحت هذه الفعاليات في إدخال البهجة والفرحة على قلوب المواطنين، من خلال برامج ثقافية وفنية متكاملة، استهدفت جميع أفراد الأسرة المصرية، وشملت عروضًا مسرحية وموسيقية وفنونًا شعبية وسينما وورشًا للأطفال.

وأشاد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بحجم الإقبال الجماهيري الكبير الذي شهدته الفعاليات، والذي يعكس وعي الأسرة المصرية بأهمية الفنون في الارتقاء بالوجدان الجمعي، ودورها المحوري في بناء الإنسان، مؤكدًا أن هذا الإقبال هو دليل واضح على نجاح الوزارة في تعزيز قيمة ومكانة الثقافة والفنون في المجتمع المصري، وأشار إلى أن الوزارة حريصة على تطوير وتوسيع نطاق هذه الأنشطة والفعاليات، من أجل ضمان وصول الخدمة الثقافية لكافة شرائح الشعب في جميع المحافظات.

ووفقًا للتقرير، فقد شهدت فعاليات قطاع المسرح، برئاسة المخرج خالد جلال، على مسارح البيت  الفني للمسرح، برئاسة المخرج هشام عطوة، حالة من الإقبال الجماهيري الكبير، ورفعت تسعة عروض مسرحية لافتة “كامل العدد” خلال أيام العيد، في القاهرة والإسكندرية، حيث قدمت فرقة المسرح الكوميدي عرضها الجديد “في يوم وليلة”، من تأليف وإخراج محمد عبد الستار، على مسرح ميامي، وقدمت فرقة المسرح الحديث عرضين مميزين هما “سجن النسا” تأليف فتحية العسال، وإخراج يوسف مراد منير، على مسرح السلام، و”كازينو”، من كتابة وأشعار أيمن النمر، ورؤية وإخراج عمرو حسان، على قاعة يوسف إدريس، كما قدم مسرح الغد عرض “بلاي”، من تأليف سامح مهران، وإخراج محمد عبد الرحمن الشافعي، بينما قدمت فرقة مسرح الطليعة عرض “كارمن” من إخراج ناصر عبد المنعم، على قاعة زكي طليمات، بدءًا من ثالث أيام العيد، وضمن الفعاليات المخصصة للأطفال، قدمت فرقة مسرح القاهرة للعرائس العرض المسرحي “مروان وحبة الرمان”، من تأليف رحمة محجوب، وإخراج ياسر عبد المقصود، على مسرح القاهرة للعرائس، كما قدمت فرقة المسرح القومي للأطفال عرض “مملكة الحواديت”، تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج إيهاب ناصر، على المسرح القومي للأطفال. 

وقدّمت فرقة مسرح الشمس لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة عرض “أسطورة أرض الفراولة”، تأليف سامح عثمان، وإخراج علي عثمان، على مسرح الحديقة الدولية. 

وفي الإسكندرية، قدمت فرقة مسرح الإسكندرية، العرض المسرحي “غرام في المسرح”، تأليف بدر محارب، إعداد محمد عبد القوي، وإخراج سامح الحضري، على مسرح ليسيه الحرية.

أما على صعيد العروض الغنائية والاستعراضية، فقد حققت حفلات البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، إيرادات بلغت نحو 650 أف جنيه، حيث تضمنت الفعاليات حفلة النجم حمادة هلال مع فرقتي رضا والقومية للفنون الشعبية على مسرح البالون، في ثان أيام العيد، وحفلة النجم مصطفى قمر مع فرقة رضا للفنون الشعبية بمسرح عبد الوهاب في الإسكندرية، في ثالث أيام العيد، وحفلة النجم سامح يسري مع فقرات السيرك الشهيرة بالسيرك القومي في ثالث أيام العيد، إضافة إلى ثلاثة عروض صباحية لمسرحية الأطفال “عيد سعيد جدًا” بطولة الفنان رضا إدريس، على مسرح عبد الوهاب، من إخراج محمد مصطفى.

وقدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، برنامجًا حافلًا من الفعاليات الثقافية والفنية، التي نظمت في مواقع متعددة بالقاهرة والمحافظات، واستهدفت جمهورًا واسعًا من الأطفال والشباب والكبار، حيث أقيمت عروض موسيقية وفلكلورية ومسرحية على مسرح السامر بالعجوزة، وشارك في اليوم الأول فريق كورال بورسعيد بقيادة المايسترو محمد نصر الدين، وفرقة كفر الشيخ للفنون الشعبية، تصميم وإخراج إبراهيم عبد المقصود، مع مجموعة من الفقرات الفلكلورية من بينها “الحضرة، غزل فلاحي، أفراح الحصاد، التنورة، المزمار البلدي”. 

وفي اليوم الثاني، قدمت فرقة الأنفوشي للموسيقى العربية، بقيادة المايسترو هيثم مدحت بسيوني، حفلًا تضمن باقة من الأغاني الطربية، أعقبه عرض لفرقة بورسعيد للفنون الشعبية (أطفال) بقيادة الفنان محمد عشري، ونتيجة للإقبال الكبير، تم مد الفعاليات ليوم ثالث، قدّمت فيه فرقة مصطفى كامل، للموسيقى العربية بقيادة المايسترو أحمد شوقي، عروضًا غنائية متنوعة، وقدّمت فرقة بورسعيد للفنون الشعبية عرضًا مميزًا من التابلوهات الاستعراضية، منها “البحرية، أم الخلول، السمسمية، الصيادين، آه يا لالي”، بقيادة الفنان محمد صالح. كما قدمت فرقة “أجيال لفنون العرائس” بقيادة الفنان عمرو حمزة، عروضًا يومية لعرائس الماريونت، شهدت تفاعلًا كبيرًا من الأطفال وأسرهم، كما نظمت الهيئة عروضًا فنية متنوعة بمسرح الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، التابع للمركز القومي لثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، منها عرض أوبريت “الليلة الكبيرة” قدمته فرقة أطفال أوبرا عربي، بقيادة الفنانة رنا بركات، وسهرة طربية لفرقة مصطفى كامل للموسيقى العربية.

وفي إطار الوصول إلى الأطفال في المناطق العمرانية الجديدة، أطلقت الهيئة فعاليات مشروع “العيد فرحة” في المناطق الآمنة مثل المحروسة، معًا، أهالينا، الأسمرات والخيالة، واشتملت على لقاءات تثقيفية وتوعوية، عروض تنورة وأراجوز، ورش حكي، ورسم، وأشغال يدوية، نفذتها فرق متخصصة بقيادة د. جيهان حسن، مدير عام ثقافة الطفل.

أما على صعيد السينما، فقد قدمت الهيئة مبادرة “سينما الشعب” بـ 16 محافظة من خلال عرض ثلاثة أفلام من إنتاج موسم العيد، بسعر موحد قدره 40 جنيهًا للتذكرة، وبلغت إيراداتها نحو مليون ومئة ألف جنيه، وبدأت العروض منذ اليوم الأول للعيد في مواقع مثل: قصر ثقافة روض الفرج، دمنهور، الزقازيق، المحلة، طنطا، القناطر الخيرية، الأنفوشي، البحر الأعظم، قنا، وأسيوط، وغيرها، والأفلام التي تم عرضها هي “نجوم الساحل”، “الصفا الثانوية بنات”، و”سيكو”، وحققت جميعها حضورًا كثيفًا من الجمهور، في تأكيد على أهمية المبادرات السينمائية التابعة للوزارة في توسيع رقعة الخدمات الثقافية والترفيهية.

مقالات مشابهة

  • الكثير من الفظاعات التي مارسها الجنجويد في السودان مارسها اهل الخليج ضد اقرب الاقربين (1)
  • السودان الجديد الذي يسوق له “دقلو” هو ارض جدباء بلا سكان ولا بنى تحتية
  • سودان ما بعد الحرب… أليس هذا هو الطريق؟
  • البرهان يؤكد لـ”المبعوث البريطاني” حاجة الشعب السوداني لوقف الإنتهاكات لا المؤتمرات
  • ايرادات سينما الشعب خلال أيام عيد الفطر المبارك
  • تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها
  • مصر وبريطانيا تتحدان لدعم سودان مستقر وآمن | تقرير
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • وفاة المخرجة نعمات رشدي .. وأيمن عزب ينعى الراحلة
  • أكثر من مليون جنيه إيرادات سينما الشعب في 16 محافظة