شدد والدا المتضامنة الأمريكية راشيل كوري التي قتلها الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو عشرين عاما دهسا في قطاع غزة، على مخاوفهما من عدم تحقيق العدالة للناشطة التركية الأمريكي عائشة نور إيجي التي قتلها الاحتلال رصاصة في الرأس قبل أيام بالضفة الغربية المحتلة، كما حدث لابنتهما.

وأشار تقرير لصحيفة "الغارديان" ترجمته "عربي21"، إلى أنه عندما علم كل من سيندي وكريغ كوري بمقتل عائشة نور إيجي في الضفة الغربية، فتح الخبر الجرح الذي لم يلتئم منذ 21 عاما.



وقال كريغ كوري" تشعر مرة أخرة بتمزق عائلتك عندما يحدث هذا لعائلة أخرى. وهناك فجوة لن يتم ملؤها لكل هذه الأسر". 

في عام 2003، سحقت جرافة عسكرية إسرائيلية ابنتهما التي كانت تحتج ضد هدم بيوت فلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وفي هذا الأسبوع، انضم والدا راشيل إلى زمرة الداعين من منظمات حقوق الإنسان بتحقيق مستقل بوفاة إيجي، وعبرا عن مخاوف من أن قتلها سيمضي بدون عقاب كما حدث مع ابنتهما.


وقال كريغ "هذا أمر شخصي" حيث كانت ابنته راشيل مثل إيجي خريجة جامعية شابة مثالية من ولاية واشنطن وعضو في حركة التضامن العالمي مع فلسطين، وأضاف "هذا شخص تعرفه عن قرب وهناك الكثير من ملامح التشابه".  

وعمل الوالدان، حسب "الغارديان"، لعقود لتحقيق العدالة في قضية راشيل والتي برأ فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه وفشلت الولايات المتحدة بفتح تحقيقها الخاص بها.

وفي عام 2015، أصدرت المحكمة العليا في دولة الاحتلال الإسرائيلي حكما ضد عائلة كوري في دعوى قضائية سعت فيها العائلة لتحميل "إسرائيل" مسؤولية مقتل راشيل.  

وسرد الزوجان أسماء الناشطين والصحافيين الذين استشهدوا في غزة والضفة الغربية  منذ بداية القرن الحالي، حيث شددا على أن كل عملية قتل لم يحصل فيها عقاب فتحت الباب أمام عملية القتل المقبلة.   

وقال كريغ كوري: "لو تحدثت عن تغير الأمور فإنها تغيرت للأسوأ" و"في عائلتنا، فقد كان دافعنا لعمل ما قمنا بعمله هو  منع حصوله لشخص آخر  و [نرى] الفشل في هذا".

وضغطت عائلة إيجي على الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن لفتح تحقيق مستقل في "القتل غير المشروع لمواطن أمريكي والتأكد من محاسبة الأطراف المذنبة". 

وكان جيش الاحتلال اعترف  بأن التحقيقات الأولية تشير إلى "احتمال كببر" لمقتل الناشطة برصاص جندي إسرائيلي ولكن "بدون قصد"، حسب زعمه.

وفي رد على نتائج جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتبر بلينكن مقتل إيجي بأنه "لم يكن له داعي وليس مبررا" و "يجب ألا يطلق النار على شخص وقتله لأنه شارك في تظاهرة".

ودعا بلينكن الاحتلال إلى إجراء تغييرات أساسية للطريقة التي يعمل فيها بالضفة الغربية، بما في ذلك تغيير بقواعد الاشتباك "هذا ليس مقبولا ويجب أن يتغير وسنقوم بتوضيح هذا لأعضاء الحكومة الإسرائيلية".


ومع ذلك، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنها لا تنوي القيام بتحقيق مستقل في القتل، ولم يدع بايدن لتحقيق مستقل أيضا رغم قول البيت الأبيض بأنه "قلق جدا" من عملية القتل.

وقالت سيندي كوري، والدة راشيل، إن "بلينكن وعد في عام 2011 بتغيير قواعد الاشتباك للجيش الإسرائيلي في رسائل متبادلة مع السفير الإسرائيلي بواشنطن مايكل أورين"، حسب التقرير.

وأضافت سيندي "إذا كان بلينكن يقول اليوم إن قواعد الاشتباك في الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى التغيير، فمن الواضح أنها بحاجة إلى التغيير، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمحتجين، فقد وعدته حكومة أورين/نتنياهو بالفعل بالتغييرات بشكل مباشر في عام 2011".

ويناقش نشطاء في مجال حقوق الإنسان أن الحكومة الأمريكية فشلت وبشكل منظم بدفع "إسرائيل" للاعتراف بمسؤوليتها عن قتل ناشطين وصحافيين، وعرقلت بل وتجاهلت التحقيقات التي قامت بها المنظمات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية أو الأمم المتحدة، وفقا لتقرير "الغارديان"

ونقلت الصحيفة عن بيل فان إسفيلد، المدير بالوكالة لبرنامج إسرائيل/فلسطين في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، قوله "لو كنت الولايات المتحدة، فستعرف أنه لن تكون هناك محاسبة من الجانب الإسرائيلي"

وأضاف "لهذا فالسبب لعدم ملاحقة (واشنطن) هذا في حالات توجد فيها أدلة موثوقة من مصادر موثوقة باستخدام قوة غير مشروعة، قوة قاتلة، فالسبب الوحيد هو سياسي".  

وعلقت سارة لي ويتسون، مديرة الديمقراطية في العالم العربي الآن، بالقول إن "عقوبة إطلاق النار على المتظاهرين بشكل غير قانوني وغير عادل لا تعني تغييرات مستقبلية، أليس كذلك؟ إن العلاج المناسب هو محاكمة المذنبين، والمسؤولين عن القيام بذلك".

ولم يتم بذل سوى جهد قليل في جرائم القتل الإسرائيلية البارزة، فقد استشهدت الصحافية الفلسطينية- الأمريكية شيرين أبو عاقلة التي عملت مع الجزيرة أثناء تغطيتها لمداهمة إسرائيلية في مدينة جنين عام 2022، وبعد من مقتلها اعترف جيش الاحتلال بأن هناك "احتمال كبير  لمقتلها برصاص الجيش الإسرائيلي"، وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري "نأسف لوفاة شيرين أبو عاقلة".


ولم تتم محاكمة أحد على قتلها. وكان التحقيق الذي أجرته وزارة الخارجية غير حاسم، قال إن إطلاق النار ربما جاء من طرف القوات الإسرائيلية لكنه لم يجد "سببا يقوده للإعتقاد أن هذا كان مقصودا".

وفي حالات أعداد من الصحافيين الذين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي ما بين 2000- 2022، قالت لجنة حماية الصحافيين إن "رغم التحقيقات التي قام بها الجيش الإسرائيلي لم توجه أية تهمة لأحد ولم يحمل أحد مسؤولية عمليات القتل هذه".

ورغم ثناء عائلة كوري على الإدارة والدعم الذي حصلت عليه من المسؤولين البارزين والممثلين المحليين بمن فيهم بلينكن الذي شجعهما على السفر إلى غزة وزيادة الوعي بالقضية.

وفي عام 2015، التقيا به وكان مساعدا لوزير الخارجية الذي سألهما "ماذا تريدان مني لأعمله؟" ولكن العائلة تركته ليجد طريقه للعدالة في القضية. وقال كريغ "أتذكر أنه كان متواصلا ومساعدا بطريقة شخصية" و "لكنه لم يستخدم المؤسسة وإن لم يفعلوا شيئا فإنه لم يكن مساعدا"، وفقا للتقرير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية راشيل كوري الاحتلال عائشة نور الولايات المتحدة الولايات المتحدة الاحتلال راشيل كوري عائشة نور صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال فی عام

إقرأ أيضاً:

عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها

اعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان اطلع عليه مأرب برس قبل قليل، أن ضرباتها الأخيرة التي بدأت يوم السبت، قضت على العشرات من قادة الحوثيين في اليمن.

وقالت ان التقديرات الأولية تحدث عن عشرات القتلى بين العسكريين الحوثيين.

وتوعدت البنتاغون باستخداة لقوة المميتة المفرطة حتى يتحقق الهدف في اليمن، وفق البيان.

وكشفت عن الهدف من الضربات الأخيرة قائلة ''ان الغارات على اليمن ليست هجوما بلا نهاية ولا تهدف إلى تغيير النظام''.

وقالت: ''قواتنا شنت مؤخرا سلسلة ضربات دقيقة ضد الحوثيين لاستعادة حرية الملاحة وإعادة ترسيخ الردع الأمريكي''.

وتحدثت الدفاع الامريكية ان الموجة الأولى من ضرباتها في اليمن أصابت أكثر من 30 هدفا بما في ذلك مواقع تدريب للحوثيين.

واضاف البيان: أهدافنا في اليمن شملت مواقع تدريب وبنية تحتية للمسيرات وقدرات تصنيع الأسلحة ومراكز قيادة وتحكم.

وتابع: لا نريد أن نستبق ما سيقوله وزير الدفاع بشأن الأهداف التي ضربناها في اليمن.

واتهمت البنتاغون إيران بارسال مساعدات إلى حماس وحزب الله ووفرت للحوثيين أنظمة استطلاع ومعلومات استخبارية.

في المقابل توعد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بالرد وقال في خطاب متلفز تابعه محرر مأرب برس مساء اليوم الإثنين: ''لدينا خيارات تصعيدية أكبر إذا استمر الأمريكيون في عدوانهم''.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يستأنف حربه على قطاع غزة
  • مقتل 3 سوريين وإصابة آخرين جراء القصف الإسرائيلي على درعا
  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا
  • عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية شقبا غرب رام الله
  • الاحتلال الإسرائيلي يدمر البنية التحتية للمياه في رفح ويفاقم الأزمة الإنسانية
  • يعلون يثير جدلا حادا عقب تكرار انتقاده لجرائم الجيش الإسرائيلي
  • راشيل كوري: الناشطة الأمريكية التي ضحت بحياتها دفاعا عن منزل فلسطيني
  • الصحة في غزة تعلن مقتل 9 أشخاص بهجوم والجيش الإسرائيلي يعلق
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف 3 مسلحين بمنطقة نتساريم وسط غزة