تحظى المتاحف المصرية بقطع أثرية غاية فى الروعة والجمال، وبالتأكيد فإن درة هذه القطع آثار الملك توت عنخ آمون فى المتحف المصرى بالقاهرة، لكن في متحف كوم أوشيم بالفيوم هناك العديد من القطع الاثرية الفريدة بصرف النظر عن مادة الصنع، ومن هذه القطع نموذج مركب خشبي وهو من القطع النادرة فى المتاحف المصرية.

ويؤكد الدكتور ممدوح الشوكى مدير عام المتحف، أن هذه القطعة الأثرية  تعبر عن ما وهبه  الله لمصر من الثروات الطبيعية والمسطحات المائية المتعددة وأهمها نهر النيل الذي يجري في أرضها من الجنوب إلى الشمال، واتخذ له معبود "حابى" وهو أله لنهر النيل والرخاء والسعادة عند المصريين القدماء .

ولم تشكل تلك المسطحات المائية عائقًا أمام نشاط المصرى القديم، بل نجح في استغلالها وجعلها جسوراً للتواصل داخلياً بين ربوع مصر، ولما كانت القوارب هي وسيلة التنقل الرئيسية لدى المصري القديم فقد ظهرت العديد من نماذج السفن منذ عصر ما قبل الأسرات، واستمرت حتى نهاية التاريخ المصري القديم.

وتنوعت أنواع المراكب فمنها مراكب النقل والمراكب الحربية والمراكب الجنائزية وتم تصويرها  بنماذج خشبية متنوعة تحاكي شكل المركب أو السفينة في الواقع تحمل بحارة ومجاديف.

ويضم متحف كوم أوشيم نموذج خشبي لمركب تحمل 16 بحار تعود لعصر الدولة الوسطى مستخرجة من حفائر هوارة بالفيوم عام 1982.

تاريخ المتحف

وعن تاريخ متحف كوم أوشيم تقول نورا حمدى مفتشة الآثار بالمتحف  يقول إنه أنشئ عام 1974  وكان يتكون من صالة واحدة ويضم بعض الآثار التي خرجت من حفائر منطقة كوم أوشيم بالفيوم. ثم قام المجلس الأعلى للآثار عام 1993 بتوسعة مساحته لتصل إلى  350 متر مربع وإضافة طابق علوي له لتعرض فيه آثار من داخل وخارج الفيوم  وقد روعي في التوسعات أن تحقق سهولة الحركة أثناء الزيارة، كما روعي عرض القطع بأحدث أساليب العرض المتحفي. الحق بالمتحف مبنى للإدارة وآخر للترميم ومخزن وحديقة متحفية وأحيط المتحف بسور مزود بكاميرات مراقبة. وتم اغلاق المتحف عام 2006 لاجراء عمليات تطوير وافتتحه الدكتور خالد العنانى  وزير الآثار الأسبق بعد الانتهاء من أعمال التطوير التي شملت المبنى وإعادة العرض المتحفى، في 3 نوفمبر 2016. يشمل العرض الجديد ٣١٢ قطعة أثرية تبعًا للتسلسل التاريخي.

وتقول هبه منير عبد الرحمن مسؤال الإعلام بمتحف كوم اوشيم ان  سيناريو العرض يعتمد على الحياة اليومية للإنسان الأول في إقليم الفيوم وما تتضمنه تلك الحياة من صناعات يدوية من أواني خزفية ومراكب خشبية وأدوات مستخدمة في الحياة اليومية من أدوات صيد وأدوات صناعة نسيج وحلي وكذلك الأدوات المستخدمة في الصناعات المختلفة مثل القوالب والأمشاط والمغازل. ويجدر الذكر أن سيناريو العرض في الطابق الأرضي يشتمل على كافة جوانب الحياة اليومية بينما يشمل سيناريو العرض في الطابق العلوي على الحياة الجنائزية.

66 777 7774 حابى اله النيل عند الفراعنة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كوم اوشيم المتاحف المصرية الملك توت عنخ آمون نهر النيل الفيوم متحف کوم أوشیم

إقرأ أيضاً:

منصور بن زايد: متحف «نور وسلام» يعكس رؤية الإمارات في تعزيز الثقافة والتعايش

أبوظبي-وام
افتتح سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة متحف «نور وسلام»، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.
وقام سموه بجولةٍ في أقسام المتحف، برفقة عدد من كبار المسؤولين، اطلع خلالها على محتوياته وأنشطته وما يقدم من معارف حول الحضارة الإسلامية وما جادت به عبر عصورها من فنون وعلوم، وما تتسم به من تسامح وتعايش، ساهم في رفد حركة التأثير والتأثر بينها وبين غيرها من حضارات العالم، حيث يتضمن المتحف خمسة أقسام تتضمن تجارب تفاعلية، توظف التقنيات والوسائط المتعددة، وتستعرض المقتنيات النادرة والفريدة التي تعبر عن رسالة المتحف وتقدم سردًا حسيًّا شائقًا يتيح لزائري المتحف فرصة التفاعل مع محتواه الثقافي ويفتح قنوات الحوار الحضاري بين الثقافات.
كما تعرف سموه على تجربة (ضياء) الغامرة -قاعة الوسائط المتعددة-، والتي تعزز رسالة الجامع الحضارية، وذلك في «قبة السلام»، التي تضم العديد من المرافق الثقافية إضافة إلى المتحف وتجربة (ضياء).
وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أن افتتاح متحف «نور وسلام» يعكس رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يعد خطوة أخرى في ترسيخ مكانة الدولة كمنارة للتسامح والحوار الحضاري بين الثقافات.
وصرح سموه قائلاً: «إن هذا المتحف يشكل نافذة تتيح للعالم استكشاف الثراء الثقافي للحضارة الإسلامية، ويمثل إضافة نوعية لجهود دولة الإمارات في إبراز القيم الإنسانية المشتركة التي تربطنا كشعوب مختلفة، وجعل التراث والفن والعلم والآدب منصات للحوار والتقارب. نحن ملتزمون بدعم المبادرات التي تساهم في بناء مستقبل يعزز قيم التفاهم والسلام».
وأضاف سموه: «إن مركز جامع الشيخ زايد الكبير يواصل دوره ورسالته الحضارية التي تعزز مكانة الإمارات كوجهة ثقافية عالمية تجمع بين عبق الماضي وتطلعات المستقبل، ويؤكد رؤيتنا في تحقيق التنمية الثقافية التي تحترم تعدد الثقافات وتحتفي بالتنوع».


تجربة ثرية وجاذبة


ويجمع المتحف بين الأجواء المميزة وطرق العرض المبتكرة للقطع الأثرية والوسائط المتعددة، ليخلق تجربة سردية ملهمة وغنية تتألف من خمسة أقسام، هي قيم التسامح – فيض النور، والقدسية والعبادة – المساجد الثلاثة، وجمال وإتقان–روح الإبداع، والتسامح والانفتاح – جامع الشيخ زايد الكبير، والوحدة والتعايش، تضاف إليها المساحة المخصصة لتجارب العائلة والأطفال.


محتوى ثقافي قيّم


ويزخر المتحف بمجموعة منتقاة من التحف والمعروضات، التي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة، وتتمحور حول مواضيع متنوعة، ومن أهم ما تشمل معروضات المتحف: جزء من حزام الكعبة المشرفة (القرن 20)، ودينار عبدالملك بن مروان (77 ه) -أول مسكوكة إسلامية ذهبية-، وكتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (1296م /695ه)، ويتناول تخريج أحاديث موطأ الإمام مالك من الحديث الشريف ومدونات الفقه الإسلامي، وصفحات القرآن المخطوطة بالذهب من المصحف الأزرق (القرن 9-10 م)، وكتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار (القرن 14 م)، والاسطرلاب الأندلسي (القرن 14م)، إضافة إلى المجموعة الشخصية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه-، وغير ذلك من الأعمال الفنية العريقة والمعاصرة، والأطروحات العلمية والطبية، والزخارف والخطوط، والأعمال الفنية المعدنية والخشبية والرخامية، والمنسوجات.
وبهدف نشر رسالته على أوسع نطاق من خلال إطلاع مرتاديه من مختلف الثقافات، على رسالته، قدم المتحف مضمونه الحضاري، بسبع لغات هي العربية والإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية والهندية، من خلال تقنية تمكّن المستخدم من تفعيلها على الشاشات الرقمية المصاحبة للتجارب الثقافية ضمن أقسام المعرض.


«قبة السلام»


تجدر الإشارة إلى أن المتحف يقع في «قبة السلام»، الوجهة الثقافية الجديدة في إمارة أبوظبي، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، التي تضم عدداً من الأنشطة الثقافية منها مكتبة الجامع المتخصصة في علوم الحضارة الإسلامية وفنونها، والمسرح الذي يحتضن الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية والثقافية والمجتمعية، وتجربة (ضياء) الحسية الغامرة والملهمة التي تُقدم رسالة الجامع الحضارية، بتقنية (360)، والتي تمثل برسالتها وأسلوب عرضها إضافة نوعية للتجارب الثقافية في المركز،
كما تحتضن مساحات «قبة السلام»، المعارض المؤقتة التي يقيمها المركز والتي تتميز بقيمتها الثقافية، ورسائلها الحضارية، التي تعزز رسالة الجامع ودوره الثقافي، من خلال تقديم محتواها الثقافي والإنساني في إطار معرفي تفاعلي متنوع، ومنها: معرض (الأندلس، تاريخ وحضارة)، ومعرض (النقود الإسلامية، تاريخ يكشف).
من الجدير بالذكر أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير سيعلن عن افتتاح متحف نور وسلام أمام الزوار قريبا، ليتاح لمختلف الثقافات من مرتادي جامع الشيخ زايد الكبير خوض التجربة الثقافية في أرجاء المتحف.

مقالات مشابهة

  • "متحف اللوفر".. مسار متجدد بين التاريخ والمستقبل
  • أسيران من سبأ في أمريكا: اكتشاف تمثالين يمنيين مهربين في متحف بنسلفانيا
  • 25 ألف زائر لـ"متحف عُمان عبر الزّمان" في إجازة العيد الوطني
  • ترشيح 3 متاحف تركية لجائزة المتحف الأوروبي 2025
  • منصور بن زايد يفتتح متحف «نور وسلام» في مركز جامع الشيخ زايد الكبير
  • منصور بن زايد: متحف "نور وسلام" يعكس رؤية الإمارات في تعزيز السلام والتعايش
  • تجديدات مبهرة في احتفال متحف الآثار المصري بتورينو بأيادي 6 من علماء المصريات
  • منصور بن زايد: متحف «نور وسلام» يعكس رؤية الإمارات في تعزيز الثقافة والتعايش
  • حمدان بن محمد يشهد افتتاح تجربة مستقبلية جديدة في متحف المستقبل
  • "متحف تورينو المصري يضيء كنوزه الأثرية في احتفالية الذكرى الـ 200 لتأسيسه" بإيطاليا