الكتاب: أنا أوسيلفي إذن أنا موجود
الكاتب: إلزا غودار
الناشر:  المركز الثقافي للكتاب الدار البيضاء: المغرب ـ بيروت، لبنان،  الطبعة : الأولى 2019
عدد الصفحات: 216 صفحة


من الكوجيتو الديكارتي "أنا أفكّر إذن أنا موجود" الذي يعلن علوية الفكر في تحديد هوية المرء وتابعية الجسد له، استلهمت إلزا غودار عنوان أثرها المهم "أنا أوسيلفي إذن أنا موجود".

ولكن استلهامها استلهام قلب، يعكس معادلة الفلسفة المثالية. فيجعل مدار قضيته الرئيسية على تابعية هوية المرء اليوم للتكنولوجي وللرقمي ولأجهزة الهواتف الذكية وكل أنماط الذكاء الاصطناعي. ولئن بحث ديكارت عمّا يرفع من إنسانية الإنسان في هذا الكوجيتو، بصرف النّظر عن موقف الفلسفة المادية منه، فإن هذا الكوجيتو الجديد يبدو أقرب إلى نسفها ليُحل محلها البعد الرّقمي لـ"ـلكائنات البشرية المزيدة" وفق  الفيلسوف جان ميشال بيني (Jean Michel Benier).

1 ـ قصة الكتاب

تذكر الباحثة إلزا غودار أن قصة هذا الكتاب بدأت بانخراطها مرّة في لعبة مع الأصدقاء لتحديد لحظة الجنون في حياة كلّ منهم، وأنّ رفاقها قدّروا أنّ [السيلفي]، يمثل جنونها هي، أي تلك اللحظة التي تكون فيها أناها منفلتة من عقالها. فهالها أن تتحوّل فجأة على "ضحية قبلت طوعاً الانخراط في ظاهرة موضة لا يمكن تجنبها". وهكذا تحوّل الهزل إلى حدّ. فقد وجدت نفسها معنيّة بالتّعمّق في دراسة هذه الظّاهرة حتى تعبر من مرحلة الانخراط اللاواعي فيها إلى مرحلة الوعي بها والتفكير فيها. واكتشفت عندئذ أنّ السيلفي بما هو ظاهرة سوسيو ـ ثقافية على صلة عميقة بمسألتي الهوية والكينونة، لا تزال خارج دائرة التفكير الجدّي.

في المستقبل القريب ستكون كل الأجهزة متصلة بفضل وجود ويفي في عالم الروبوهات التي تفهمنا وتتحدث إلينا. وسيتطور الذكاء الاصطناعي لتحل محل الإنسان في التفكير وأخذ القرارات. والسؤال الذي سيطرح عندئذ هو ما الذي يحدث لإنسانيتنا ونحن نعبر من تدعيم فاعلية أجسادنا بزرع أعضاء اصطناعية للقضاء على الإعاقة والألم والمرض إلى العمل على التخلص من هشاشتنا البيولوجية بالتّدخل في عمل الطبيعة والتحكّم في الخرائط الجينية وتحويلها؟تمثلت أوّل مراتب بحثها في العودة إلى أصل الاصطلاح. فبيّنت أنّ الكلمة مشتقة من الإنجليزية self التي تعني النفس، وتعني أحيانا أخرى "أنا وحدي"، ثمّ أضيفت إليها لاحقة عامية وعاطفي ("ie"). ويبدو أنّها ظهرت أول مرة في أستراليا 2002. ولكنّ هذه المفردة لم تعرف الانتشار الحقيقي إلا سنة 2012، و"في سنة 2013 اختيرت "السيلفي" كلمة السنة في قواميس أوكسفورد، وهكذا دخلت سنة 2015 إلى القاموس الفرنسي لاروس، ووجدت طريقها، بعد سنة، إلى قاموس بوتي روبير، وابتداء من هذا التاريخ لم يعد أحد يتجنب الحديث عنها. فقد انتشر السيلفي ممارسةً وتعبيرا، على نطاق واسع.

2 ـ السيلفي وإدراكنا للعالم من حولنا

رغم هذا الانتشار الواسع يظل السيلفي ممارسة اجتماعية غير ثابتة لصلتها بالتحوّلات الرقمية المتسارعة. وعلى اختلاف ممارساتها فهي تطرح الأسئلة حول علاقة المرء بذاته وبصورتها  أوّلا وبالعالم من حوله ثانيا وبالتكنولوجيا الحديثة والثورة الرقمية ثالثا. وانطلاقا من هذا الثالوث تحاول الباحثة إلزا غودار أن تجعل إنسان السيلفي موضوع تفكير فلسفي. فتعمل على البحث في آثار هذه الثورات. وتقدّر أنّ السيلفي أو البورتريه الذاتي" أو "الصورة الذاتية من نتائج الثورات الرقمية التي أثرت في أنماط حياتنا وأدت إلى تغيير راديكالي في طريقة إدراكنا للعالم رغم أنها تدرك أننا لم نتخذ المسافات اللازمة بينها وبيننا. فالظاهرة لا تزال في طور التشكل. وهذا ما يحتّم البحث فيها والعمل على وضعها ضمن تفكير شامل حول ما يدبر في الفضاء الافتراضي  والعلاقات التفاعلية بين الناس  اليوم.

3 ـ  أفضية التواصل الاجتماعي وفرض "الشبكة الاجتماعية" تصنيفا اجتماعيا جديدا

لقد أحدثت الثورة الرّقمية قطائع كبرى غیرت توجهاتنا ولا تزال تنذر بالكثير من التغييرات في المستقبل. من ذلك أن سيولة المعلومة ووجود منظومات للاتصال السريع وفائق الدّقة وأفضية للتواصل الاجتماعي حوّلت المواطنَ العادي إلى صحفي. فبات من المتاح له، حالما يجد نفسه في قلب حدث ما، أن يقوم بتغطيته. فله الهاتف الذّكي الذي يصله بالجمهور المتابع وله القدرة على نقل الخبر صوتا وصورة وبإمكانه التعليق عليه وإبداء رأيه فيه.  وأكثر من ذلك، يتاح لهذا الجمهور أن يتفاعل مع المنشور آنيا وله أيضا أن يتحوّل بدوره إلى جيش من الصحفيّين الذين ينقلون الخبر عن ّهذه "الوكالة".

وخوّلت هذه الثورة للفنان أو لصانع المحتوى استمالة آلاف المبحرين في الإنترنيت عبر أساليب مختلفة من الدّعاية. "وهكذا ستظهر مرحلة جديدة تكون فيها نحن أنفسنا وسائط". وسيصبح المبتذل واللّعبي والتّافه رمزاً لمجتمعات تعيش تحولات جذرية، يديرها شباب متمكنون من التكنولوجيا الجديدة. وعليه فقد أضحت علاقاتنا بمحيطنا الخارجي منفتحة ومباشرة وأفقية في عالم افتراضي فاقد للتراتبية الاجتماعية أو الطبقية التي تميّز عالمنا الفعلي.

ومن ثمّة يمكننا أن نتحدّث عن سلطة الشبكة الاجتماعية وعن دورها في التأثير في الرأي العام. ويظهر ذلك في الأحداث الكبرى خاصّة كالعمليات الإرهابية أو الكوارث الطبيعية أو الأحداث السياسية المهمّة. ومن هنا سيظهر مفهوم جديد يضاف إلى مفاهيم الحشد والجمهور والشريحة والفئة والطبقة هو مفهوم الشبكة الاجتماعية. فتحدّده الباحثة بكونه "مجموع العلاقات غير المحدّدة بين أفراد متساويين شكليا" والتي تكفلها وسائل التواصل اليوم.

4 ـ السيلفي والرقمي والتحولات الجوهرية في تمثلنا لذواتنا

لا شكّ أنّنا كنّا سنعُدّ حتى مطلع هذه الألفية، من يتكلّم بمفرده مجنونا أو مثيرا للسخرية أو الشّفقة. أمّا اليوم فقد أضحى من العاديّ جدا أن تجد أحدهم يضع سماعات في أذنيه ويمشي في الشارع ويتحدث. فيقهقه أو يغضب ويلعن أو يتمايل رقصا، دون أن يثير الفضول من حوله. ولا شكّ أنّ علاقتنا بالكتابة والقراءة تغيّرت بدورها. فقد تراجع جلال المسودة وخطية الفكرة. وبات بإمكاننا أن ندوّن الفكرة التي نريد أولا ثم نقوم بعملية مونتاج لأفكارنا فنقصّ منها ما نريد وننقلها إلى أي موضع أخرى من وثيقتنا التي نحرّر.

وبات بإمكاننا أن نبحث عن الفكرة في الأثر باستعمال محركات البحث دون أن نضطر على قراءته بأسره. بل أننا أصبحنا لا نقرأ ما يقال عن الأشياء بقدر ما نتملّى صورها، فنحرّر في أذهاننا ما يمكن أن يمثّل قراءة سيميائية للمرئي. وأثناء جلوسنا في قاعة انتظار ما، بدل أن نتملى المكان أو الوجوه أو نتبادل الثرثرة مع من يصادفنا في القاعة أصبحنا ننغرس في شاشات هواتفنا لنتملى صور الآخرين ونتلصّص على حيواتهم التي يعرضونها بدورهم على الملإ.

وعلى مستوى العواطف كنا نفكر مليا قبل أن نعلن لمخاطبنا أننا "نحبه". فقد كنا نقول ذلك وجها لوجه والأيدي في الأيدي، "فلا علاقة لذلك ب [jtm =أحبك] التي نرسلها اليوم عبر رسالة قصيرة مع سمايلي في شكل قلب". فتكون نصا عفويا غير مفكر فيه صالحا لكل المناسبات.  وإجمالا لم تعد آثار الخطاب ومصداقيته هي ذاتها، والأخطر أنّ قوة الانفعالات الشوق عندنا قد اضمحلت ونحن تتابع أخبار أصدقائنا على صفحتنا  باستمرار دون أن تتواصل معهم. فنشر السيلفيات وعرض "الأنوات"، جزء من بناء الآخر النرجسي الذي لا يعنينا بقدر ما يلزمنا بوضع علامة الإبهام أو قلب إيفاءً بدين أو طلبا لتفاعل مماثل حينما ننشر بدورنا ذواتنا على قوارع صفحات التواصل الاجتماعي. وإجمالا فعواطفنا قد تأقلمت مع السطحية ورفض الالتزام.

6 ـ الواقعي والافتراضي

يعمل  الافتراضي على توسيع الواقعي وإغنائه وفي الآن يحاول تغييره ليحل محله. ويبدو أننا أصبحنا نستسلم لا إراديا لهذه الموجة. فنحن اليوم نفتقد إلى القدرة على التحكّم في التقدم المعلوماتي. والخطر هنا يتمثّل في  غطرسة التكنولوجيا ودكتاتوريتها. فهي لا تقوم بسبر آراء ولا تأخذ تطلعاتنا بعين الاعتبار. فقط هي تنفّذ. فتفرض علينا واقعا جديد وتقصر دورنا في التسليم به والتلاؤم معه بعد تلكإ. ولعل عجز المنظّمات السياسية والمؤسسات المالية على كبح جماح العملات الرّقمية المشفّرة خير دليل على ذلك.

وفي المستقبل القريب ستكون كل الأجهزة متصلة بفضل وجود ويفي في عالم الروبوهات التي تفهمنا وتتحدث إلينا. وسيتطور الذكاء الاصطناعي لتحل محل الإنسان في التفكير وأخذ القرارات. والسؤال الذي سيطرح عندئذ هو ما الذي يحدث لإنسانيتنا ونحن نعبر من تدعيم فاعلية أجسادنا بزرع أعضاء اصطناعية للقضاء على الإعاقة والألم والمرض إلى العمل على التخلص من هشاشتنا البيولوجية بالتّدخل في عمل الطبيعة والتحكّم في الخرائط الجينية وتحويلها؟

6 ـ  الرقمي الافتراضي وإدراكنا للفضاء وللزمن

لقد غير الافتراضي من علاقتنا بالفضاء جذريا. فكسر صلابته وامتداده واسترساله وحوّل المدى إلى نقطة. فالهناك أصبح هنا. فيمكنني أن أتجوّل في حديقتي هنا في هذه القارّة وأشارك ابنتي لحظات تفتّح ورودها المفضلة وهي تشارك في مؤتمر علمي في قارة ثانية. وفي الآن نفسه تغيّر إحسانا بالزّمن. فبتنا نعتصر أبعاده الثلاثة (الماضي والحاضر والمستقبل) في بعد واحد خاص بفعل الاتصال المباشر. فلا نحتفظ منه إلاّ بالراهن وهو زمن افتراضي كائن، بفضل النقر على الأزرار هنا والآن: أتصل بمن أحتاج وها هي المشكلة قد حلت.  لا أتذكر معلومة ما؟ لا داعي لكي أنشط ذاكرتي فغوغل رهن إشارتي. "ففي عصر الهنا والآن" كل شيء مباشر وكل شيء ملك اليد : بإمكانك وأنت جالس أمام لوحة المفاتيح، وبمجرد نقر أن تستحضر العالم أمامك".

يظل الدّماغ الحلقة الأكثر هشاشة. فإنسان الذكاء الاصطناعي يعبر مباشرة من الجسد إلى البرمجية أي من برمجة الطبيعة إلى برمجة الآلة. وإقصاء الدّماغ من هذه السلسلة هو قتل الإنساني فينا. وهذا ما يتيح لجهات النفوذ تحويل البشر إلى مجرد روبوهات يتمّ التحكّم فيها عن بعد بما يخدم مصالحها.ومن تبعات هذه التحوّلات الجوهرية هيمنة الاستعجال والمباشرة والآنية والسرعة والسطحية على شكل إقامتنا في الوجود. "لقد انكفأ الزمان والقضاء على أنفسيهما: لقد أصبح البعيد قريباً (مع النت) وأصبح الما بعد هو الآن (مع السمارتفون)؛ وأصبح اللامرئي مرئيا (مع سكايب).... وليس من المستبعد أن يضعوا بين أدينيا في المستقبل تطبيقا نستطيع من خلاله الإحساس بالآخر وتذوقه".

7 ـ أنا أوسيلفي إذن أنا موجود.. وبعد؟

بعد جرد سلبي لهيمنة الرقمي على شكل سكنى العالم تحاول الباحثة الإبقاء على شيء من التفاؤل. فخبر موت أحدهم الذي نطالعه على الشاشة يعمّق إحساسنا بالحزن وربما يجعلنا نشعر بتقصيرنا في حقه في العالم الخارجي. إذن لا يمتصنا هذا العالم الافتراضي كليا وفق إلزا غودار، وبإمكاننا أن نعود إلى واقعنا إن شئنا. ولئن تغيّر العالم على مستوى إدراكنا للزمن والفضاء وعلى مستوى علاقتنا بذواتنا وبالآخرين، فإن هذا التغيير لم ينزل من السماء كما تقول. فنحن من فعل ذلك. وهذا يعني أنه بإمكاننا أن نفعّل من الافتراضي والرّقمي بعده الإيجابي حتى ننقذ إنسانيتنا المهدورة.

يبدو هذا التفاؤل مشروعا. ولكن لا بدّ أن ندرك ونحن نقارب مسألة الافتراضي وصلته بعالمنا الفعلي من رصد تشابهات ثلاثة.

ـ فالجسد ( البيولوجيا) يضمن استمرارنا بفضل تخزين المعلومة في الحمض النووي.
ـ والذهن ينتج يكفل استمرار الحضاري والثقافي والأخلاقي عبر التخزين  في الدّماغ.
ـ والتكنولوجيا تنقل المعلومة من من الدماغ إلى البرمجيات والتطبيقات المعلوماتية.

وفي هذه السلسلة يظل الدّماغ الحلقة الأكثر هشاشة. فإنسان الذكاء الاصطناعي يعبر مباشرة من الجسد إلى البرمجية أي من برمجة الطبيعة إلى برمجة الآلة. وإقصاء الدّماغ من هذه السلسلة هو  قتل الإنساني فينا. وهذا ما يتيح لجهات النفوذ تحويل البشر إلى مجرد روبوهات يتمّ التحكّم فيها عن بعد بما يخدم مصالحها. وما منظمات اللوبييغ التي تصنع الرأي العام إلاّ دليل على أنّ معركة الإنسانية الكبرى تخاض اليوم على شاشات الهواتف الذكية. ولكن الخصمين، أي المُستهدِف والمستهدَف، يختلفان من حيث الكفاءة بين مُبرمِج واع بما يريد ويعمل على تحريكنا كالدمى من وراء ستار ومستهلك غافل ومدمن على الغوص في هذه الشّاشات كقط "كليلة ودمنة" الذي كان يلعق الدم من مبرد. وكان المبرد يجرّح لسانه ويُسيل دماءَه. وكان طعم الدم يغريه أكثر. فيلعق المزيد ويتشقق لسانه أكثر. فتسيل دماؤه من جديد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب المغرب المغرب كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی فی المستقبل

إقرأ أيضاً:

نقابة المهندسين تُعزز التحول الرقمي عبر بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات

كتب- أحمد الجندي:

وقّعت نقابة المهندسين المصرية بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التكنولوجية ومنظومة التحول الرقمي للنقابة العامة للمهندسين والنقابات الفرعية.

وذلك في خطوة تعكس التزامها بالتطوير والتحديث، وبحضور المهندس طارق النبراوي، نقيب مهندسي مصر، والمهندس محمود عرفات، أمين عام النقابة، والمهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات لشئون البنية التحتية والتحول الرقمي، والمهندس محمود بدوي، مساعد الوزير لشئون التحول الرقمي، والدكتور محمود فخر الدين، رئيس الإدارة المركزية لخدمات الميكنة، والدكتور محمد شعير، مدير برامج التحول الرقمي، والدكتور المهندس مصطفى صالح، رئيس لجنة التحول الرقمي بالنقابة،

وخلال فعاليات التوقيع أكد المهندس طارق النبراوي على أهمية التعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق برنامج طموح للوصول إلى نقابة إلكترونية بالكامل تقدم خدمات أسرع وأجود للمهندسين وتواكب التحول الرقمي الذي تتباه الدولة، كما يُعد خطوة حاسمة لتطوير العمل النقابي وزيادة فعاليته.

وأضاف "النبراوي" أن النقابة باعتبارها أكبر تجمع هندسي في مصر وضعت خطة طموح للتحول إلى نقابة مميكنة بالكامل، لافتًا إلى أن التحول الرقمي ضرورة لضمان استمرارية العمل النقابي بكفاءة وشفافية في عالم يتجه نحو الرقمنة بشكل متسارع.

من جانبه، وجّه المهندس محمود عرفات، أمين عام النقابة، تحية تقدير إلى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقيادات الوزارة، مثنيًا على استجابتهم الفورية وتعاونهم مع النقابة، باعتبارها تضم ما يقرب من مليون مهندس، مما جعلها في طليعة القطاعات التي تخوض مسيرة التحول الرقمي في مصر.

وأكد "عرفات" على أن تلك خطوة جوهرية نحو التحول إلى كيان رقمي متكامل، وانطلاقة لمرحلة جديدة من التطوير المستمر، مشيرًا إلى أن المهندسين يستحقون خدمات تواكب العصر، وتسهل الإجراءات وتعزز التواصل بين الأعضاء والنقابة وتساهم في سرعة الإنجاز، مما يعزز كفاءة العمل ويواكب التحولات الرقمية العالمية.

وأشار الأمين العام إلى أن النقابة أحرزت تقدمًا كبيرًا في تطوير البنية التحتية الرقمية، حيث قامت باتخاذ إجراءات متقدمة في مجال تحديث الشبكات، معلنًا عن قرب التعاقد مع إحدى الشركات الكبرى لمواصلة هذا التطوير في مجال الشبكات.

وأضاف " عرفات" أن النقابة تعمل حاليًا على تطوير التطبيقات الرقمية، ومن ضمنها إنشاء نظام ERP ومنصة رقمية متكاملة، ستضم جميع التطبيقات التفاعلية بين النقابة العامة والنقابات الفرعية وجمهور المهندسين، مما سيسهم في إحداث نقلة نوعية واضحة يلمسها جميع المهندسين قبل نهاية العام الجاري.

وفي ختام حديثه، وجّه التحية إلى الدكتورة غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات، مشيدًا بما بذلته من جهود مثمرة لتعزيز التعاون والتواصل بين النقابة والوزارة، دعمًا لجهود التحول الرقمي.

من ناحيته قال الدكتور رأفت هندي-نائب وزير الاتصالات لشئون البنية التحتية والتحول الرقمي، أن بروتوكول التعاون مع النقابة هو بداية لصفحة إضافية من التعاون بين النقابة والوزارة فالتعاون قائم بين الجانبين منذ إنشاء وزارة الاتصالات، مؤكدًا أن الوزارة ستبذل كل ما في وسعها لتقديم خدمات تليق بمكانة مهندسي مصر والذين هم في الأساس عماد العمل في الوزارة.

وقال هندي: "إن حجم البيانات في النقابة كبير وضخم ويجعلنا نفكر في توظيف الذكاء الاصطناعي لرسم استراتيجية وإيجاد حلول لكل الملفات.

فيما أوضح المهندس محمود بدوي- مساعد الوزير لشئون التحول الرقمي، أنه يطمح إلى إنشاء تطبيق يحمل اسم "المهندس" داخل منصة مصر الرقمية ويتيح للمهندسين جميع الخدمات النقابية، مشيرًا ألى أن بروتوكول التعاون مع النقابة هو بداية لرحلة نجاح كبيرة مع نقابة المهندسين.

ومن جانبه أوضح الدكتور المهندس مصطفى صالح- رئيس لجنة التحول الرقمي بنقابة المهندسين، أن الهدف الأساسي للنقابة هو تقديم كافة الخدمات النقابية "أون لاين" لجموع مهندسي مصر، مشيرًا إلى أنه لمس حرصًا كبيرًا من وزير الاتصالات وجميع قيادات الوزارة لمد جسور التعاون مع النقابة، ولاسيما وأنها النقابة التي ينتمي إليها الغالبية العظمى من العاملين بوزارة الاتصالات.. وقال: "النقابة تقدم سنويًا ملايين الخدمات، ولاشك أن انضمام هذا العدد لمنصة مصر الرقمية سيثري المنصة بشكل كبير".

وبموجب الاتفاق سيتم تطوير منصة رقمية لتقديم كافة الخدمات النقابية إلكترونيا لكافة الأعضاء، وتطوير تطبيق محمول لإتاحة إمكانية الحصول على الخدمات التي تقدمها النقابة وإنشاء أرشيف الكتروني يضم كافة المستندات والوثائق والأصول للنقابة، وبناء قواعد بيانات ديناميكية تخدم كافة الإجراءات والتعاملات بالنقابة وتطوير منظومات العمل والتحصيلات المالية بالنقابة العامة والأفرع التابعة لها، وتطوير منظومة لربط كافة البرامج بنظام محاسبي ومالي موحد يعمم على كافة النقابات الفرعية، وتطوير منظومة الرعاية الصحية بالنقابة العامة للمهندسين والنقابات الفرعية، والتدريب ورفع كفاءة العاملين على التكنولوجيات الحديثة من خلال تقديم تدريب متخصص للعاملين بالنقابة العامة والنقابات الفرعية.

اقرأ أيضاً:

الجبهة الوطنية يبدأ تعيينات أمناء 6 محافظات.. (تفاصيل)

بالمستندات.. "المعلمين" ترد على اتهامات بوجود مخالفات وتربح غير شرعي

شيخ الأزهر والبابا تواضروس يؤكدان رفضهما لكل محاولات تهجير الشعب الفلسطيني

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

نقابة المهندسين المصرية وزارة الاتصالات منظومة التحول الرقمي لنقابة المهندسين المهندس طارق النبراوي نقيب مهندسي مصر

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الكارت الموحد للدعم يطبق أول أبريل 2025.. كل ما تريد معرفته "سؤال وجواب" أخبار بدء تفعيل منظومة "الكارت الموحد" للدعم ببورسعيد في هذا الموعد أخبار "النبراوي" يلتقي محافظ البحيرة ويضع حجر الأساس لنادي المهندسين بدمنهور أخبار بدء إعداد خطة عاجلة للإيواء.. تفاصيل تشكيل لجنة إعمار غزة 3 مجموعات عمل أخبار

إعلان

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد أخبار وتقارير أداة "لام شمسيّة" لمساعدة الطفل بعد التحرش.. ما هي لعبة "مشاعر آمنة"؟ جنة الصائم لاغتنام ليلة القدر.. شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب دراما و تليفزيون بينهم ابن "السقا" وابنة" فيفي عبده".. تعرف على أبناء الفنانين في دراما سفرة رمضان العدو الأول للقلب.. جمال شعبان يحذر من هذا الطبق الشائع - يدمر الكلي جنة الصائم حكم خروج المرأة لأداء صلاة العيد.. الإفتاء تحسم الجدل!

إعلان

أخبار

نقابة المهندسين تُعزز التحول الرقمي عبر بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك عيد الفطر.. وزير التربية والتعليم يصدر قرارا بمنح المدارس أجازة أسبوعا "سلّي صيامك واربح".. فرصتك الأخيرة للفوز بشاشة 55 بوصة في مسابقة مصراوي الرمضانية مجدي الجلاد يكتب: فتنة الدراما.. بين سامح حسين والمؤامرة السعودية..! 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الكوميديا السعودية تكتسح شاشات رمضان
  • «طرق دبي» تحصد 3 جوائز عالمية عن التحول الرقمي
  • الكنيسة القبطية والتكنولوجيا.. كيف يغيّر العصر الرقمي شكل الخدمة الروحية؟
  • ليست صور السيلفي أو المكالمات.. أبل تزود ساعتها الذكية بكاميرات لهذا السبب
  • عبدالقيوم: لقاءات الإفطار في بنغازي تكسر الحواجز وتنهي زيف “الواقع الافتراضي”
  • نقابة المهندسين تُعزز التحول الرقمي عبر بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات
  • إنجاز مذهل.. علماء يطورون «شاشات» فائقة الدقة
  • الصين تطور شاشات LED فائقة الدقة باستخدام بكسلات بحجم الفيروس
  • تعرف على خطة سامسونغ التي خدعت بها آبل وتصدرت سوق الهواتف العالمي
  • "الواقع الافتراضي" يُعيد إحياء سوق الحرفيين في الأحساء