قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إن رئيس الوحدة 8200، "أكبر وأهم" وحدة استخبارات في الجيش الإسرائيلي، وفق تعبير صحيفة "وول ستريت جورنال"، أبلغ قادته أنه سيتنحى عن منصبه في المستقبل القريب. 

وكتب يوسي سارييل في رسالة شرح فيها سبب استقالته: "في يوم 7 أكتوبر الساعة 6:29 صباحا، لم أقم بمهمتي كما توقعت من نفسي، وكما توقع مني قادتي ومرؤوسي، وكما توقع مني مواطنو الأمة التي أحبها كثيرًا".

وتعد الوحدة 8200 من أبرز الوحدات الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي، وقد طُرِحت أسئلة كثيرة حول عدم قدرتها على التنبؤ بهجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، حيث باغت مسلحو الحركة الفلسطينية إسرائيل، ما تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 250 آخرين كرهائن، بحسب السلطات الإسرائيلية، في حين قتل أكثر من 41 ألف فلسطيني جراء العمليات الإسرائيلية التي أتت ردا على الهجوم، وفق وزارة الصحة بقطاع غزة.

فيما يلي أبرز المعلومات عن الوحدة 8200:

نشأتها

الوحدة 8200 هي وحدة استخبارات الإشارات (SIGINT) في الجيش الإسرائيلي.

تأسست في الأصل باسم "شين ميم 2" خلال ثلاثينيات القرن الماضي تحت الانتداب البريطاني، وفق موقع "غريدي داينميكس".

تطورت الوحدة 8200 من بداياتها المتواضعة إلى أن أصبحت قوة استخباراتية وتكنولوجية ذات صيت داخل الجيش الإسرائيلي.

كانت مهمتها الأساسية في البداية التنصت على الهواتف في المناطق المجاورة، وقد خضعت لعدة تغييرات في الاسم على مر السنين، بحسب ما ذكره كتاب "الوحدة الإسرائيلية 8200 ودورها في خدمة التكنولوجيا".

أسماء سابقة

تعكس التغييرات التي طرأت على اسم هذه الوحدة المهمة، دورها المتطور وقدراتها المتزايدة.

والوحدة 8200 هي المقابل الإسرائيلي لوكالة الأمن القومي الأميركية.

تكيفت هويتها مع التحولات في مجال الاستخبارات العسكرية، حيث تغير اسمها عدة مرات من "خدمة الاستخبارات 2" (S.M.2) إلى "وحدة التجميع المركزية"، ثم "الوحدة 5:15" ("خمسة وربع")، ولاحقا إلى "الوحدة 848" ("ثمانية أربعة ثمانية"). ويُقدر عدد أفراد الوحدة بحوالي 5000 شخص.

الهيكل التنظيمي

تشير المنشورات العسكرية الإسرائيلية إلى "الوحدة 8200" باعتبارها الوحدة المركزية في قيادة الاستخبارات، ويشار إليها أحيانا باسم "الوحدة الوطنية للاستخبارات الإشاراتية الإسرائيلية" (ISNU) وتخضع الوحدة لإدارة الاستخبارات العسكرية (AMAN).

تتكون الوحدة بشكل رئيسي من شباب وشابات تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما.

يعتبرها الكثيرون مؤسسة مرموقة، حيث يمكن للخريجين، عند مغادرتهم الخدمة، الاستفادة من مهاراتهم للتوظيف في إسرائيل أو في شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

القيادة

تقع الوحدة 8200 تحت قيادة لواء، وتبقى هويته سرية طوال فترة خدمته.

عادةً ما يكون نائبه برتبة مقدم. وفي التصريحات العامة، تتم الإشارة إليهم باستخدام رتبتهم وحرف واحد فقط، وفق موقع "غريدي داينميكس".

Our teachers made us who we are.
They pushed us.
They shaped us.
They gave to us.

Now during #COVID19, when over 1 million students are at home, IDF soldiers in Unit 8200 are giving back to their teachers by volunteering their tech knowledge to help them with remote learning. pic.twitter.com/KkNLoC7P89

— Israel Defense Forces (@IDF) March 25, 2020

تعد الوحدة 8200 واحدة من ثلاثة أجزاء تتكون منها إدارة الاستخبارات العسكرية، وفق ما جاء في الموقع ذاته، والذي أكد أن الوحدات الثلاث الرئيسية في هذه الإدارة هي الوحدة 8200، الوحدة 9900، والوحدة 504.

تعتبر الوحدة 8200 الأكبر بين هذه الوحدات وتعمل كالوحدة الأساسية لجمع المعلومات في إدارة الاستخبارات العسكرية.

التوظيف

بينما الخدمة في الجيش الإسرائيلي إلزامية لمعظم الإسرائيليين عند بلوغهم سن 18، يخضع جميع الأفراد من قبل الجيش الإسرائيلي للتدقيق عند اقترابهم من تخرجهم من المدرسة الثانوية، ولدى الوحدة 8200 الحق في اختيار من ترغب به، وفق "غريدي داينميكس".

في بعض الأحيان، تبدأ الوحدة في تتبع المرشحين المحتملين منذ سن مبكرة، من خلال برنامج مدرسي يُعرف باسم "ماجشميم"، وفقا لمجلة فوربس.

دورها خلال الحروب السابقة

يقول موقع "غريدي داينميكس" إنه كان لهذه الوحدة، التي كانت تعرف حينها باسم "515"، دور بارز في اعتراض المكالمات والتنصت وتتبع أخبار الدول المعادية وقتها. ومن أبرز المكالمات التي تم التنصت عليها، تلك التي جرت في اليوم الثاني من حرب الستة أيام بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك الأردني حسين بن طلال.

وخلال حرب أكتوبر أيضا كان لنفس الوحدة دور مهم، حيث كانت تمتلك أجهزة جمع استخبارات إشارات في مصر.

وكانت هذه الأجهزة تهدف إلى تقديم رؤى حاسمة حول نوايا المصريين بشأن الحرب.

وقبل ساعات قليلة من بدء الأعمال القتالية، تم فك شيفرة تلغرام في 5 أكتوبر (قبل الحرب بـ21 ساعة فقط) كان يحتوي على تفاصيل إخلاء رعايا سوفييت من سوريا ومصر.

وكان هذا التلغرام إشارة واضحة إلى أن النزاع كان قادقا، وفق الموقع ذاته.

دورها الحالي

لفت الموقع أيضا إلى أنه، في مارس عام 2004، بعد حرب العراق، أثيرت نقاشات بشأن إعادة تنظيم الوحدة 8200 لتصبح وكالة استخبارات إشارات وطنية مدارة من قبل المدنيين.

وتحت قيادة عاموس يادلين، تحولت الوحدة 8200 إلى قوة رائدة في حرب السيبرانية الهجومية.

وعلى مر السنين، نالت الوحدة إشادات من رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي لمساهماتها الاستثنائية في الأمن والأنشطة العملياتية.

ومن الجدير بالذكر أنه في فبراير عام 2018، لعبت الوحدة 8200 دورا حاسما في إحباط هجوم محتمل من داعش في أستراليا، بحسب نفس الموقع.

وأظهرت الوحدة أيضا مرونة تتجاوز المهام الاستخباراتية التقليدية. فخلال جائحة كورونا، ساعد أعضاء الوحدة في تأسيس المركز الوطني للمعلومات والمعرفة لحملة فيروس كورونا.

مع ذلك، وخلال ما تسميه إسرائيل بمعركة "السيف الحديدي"، في عام 2023، ظهرت تقارير عن ثغرات في مراقبة اتصالات حماس، وفق "غريدي داينميكس".

ويتجاوز إرث الوحدة 8200 حدود مشاركاتها العسكرية، حيث يساهم العديد من خريجيها في إعادة تشكيل صناعة التكنولوجيا على المستوى العالمي. 

ومن أبرز الأمثلة على ذلك، مجموعة NSO التي أسسها أعضاء سابقون في الوحدة، والتي اكتسبت شهرة لتطويرها برمجيات متقدمة في مجال التجسس الإلكتروني، ومن بين هذه البرمجيات أداة بيغاسوس المثيرة للجدل، التي تُتهم باستخدامها في عمليات المراقبة والاختراق.

"مشروع بيغاسوس".. تسريب خطير يكشف تجسس دول على الصحافيين والمعارضين كشف تحقيق استقصائي لتحالف من المؤسسات الإعلامية عن اختراق حكومات لهواتف صحافيين ونشطاء وحقوقيين مستخدمين برنامج طورته شركة إسرائيلية متخصصة في تقنيات التجسس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاستخبارات العسکریة فی الجیش الإسرائیلی الوحدة 8200

إقرأ أيضاً:

بري يشير إلى تكتيك يتبعه الجيش الإسرائيلي مع لبنان

لبنان – رجّح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن يلجأ الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف عملياته العسكرية ضد لبنان، دون أن تتطور إلى اجتياح.

وخلال لقائه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين “أونروا” فيليب لازاريني، قال بري إن “المواجهة المباشرة مع الإسرائيلي على الأرض وجها لوجه هي ما نتمناه وهي بالنسبة إلينا أفضل بكثير من القصف المتبادل”، مشيرا إلى أن “العدو يعرف أنه سيدفع ثمنا باهظا في حال حاول التوغل بريا والتقدم على الأرض”.

ورجح أن “يلجأ الإسرائيلي إلى زيادة وتيرة عملياته العسكرية لتصبح أكثر كثافة واتساعا لكن دون أن تتطور إلى محاولة الاجتياح”، مضيفا: “الصاروخ اليمني الذي اجتاز 2040 كلم وأصاب تل أبيب، يجب أن يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى مراجعة حساباته جيدا قبل أن يقرر خوض أي مغامرة متهورة ضد لبنان”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية
  • خالد مشعل: الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: أحبطنا محاولة حزب الله اغتيال شخصية أمنية رفيعة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لحركة الجهاد في رفح
  • بري يشير إلى تكتيك يتبعه الجيش الإسرائيلي مع لبنان
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لحركة الجهاد في منطقة رفح "أحمد عايش سلامة الحشاش"
  • مخاوف في إسرائيل من تحديث الجيش المصري لترسانته العسكرية
  • يعيش ويتنفس في الاستخبارات وغرق في الطوفان (بورتريه)
  • حزب الله يستهدف التجهيزات الاستخباراتية في راميا
  • وكالة الأنباء الفرنسية: الجيش الإسرائيلي يرجح مقتل 3 محتجزين في غزة بغارة إسرائيلية