موسكو: الدبلوماسيون المنسحبون من اعتماد السفارة لهم يد في أعمال تضر بالشعب الروسي
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
قالت وزارة الخارجية الروسية إن الدبلوماسيين الستة بالسفارة البريطانية الذين سحبوا أوراق اعتمادهم شاركوا في أعمال تضر بالشعب الروسي، حبسما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» بنبأ عاجل منذ قليل.
.المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الخارجية الروسية موسكو
إقرأ أيضاً:
كيف تتحرّك علاقات موسكو وطهران؟
قال الكاتب والمحلل السياسي جوزيف إبستاين، إن السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترتكز على البراغماتية وليس الولاء الأيديولوجي أو التحالفات الراسخة، وهذا ما يفسر التحولات الأخيرة في التحالفات الروسية واستعدادها لإعادة تشكيل العلاقات حتى مع شركاء قدامى على شاكلة إيران.
أرجأت روسيا تسليم أسلحة متقدمة إلى إيران
وأوضح إبستاين، زميل معهد يوركتاون في واشنطن ومدير الشؤون التشريعية في مؤسسة الحقيقة في الشرق الأوسط EMET، في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن العقيدة السياسية لبوتين، التي تشكلت من خلال تدريبه على رياضة الجودو، تقدر المرونة، مشيراً إلى أن هذا المبدأ أثر في قدرة روسيا على إعادة تنظيم علاقاتها الدولية بسرعة.
واستشهد الكاتب بالتحالف الذي دام 30 عاماً مع أرمينيا، ورغم ذلك امتنعت روسيا عن مد يد العون إليها عندما استعادت أذربيجان إقليم ناغورنو قره باغ. وبالمثل، تحولت موسكو نحو العداء مع إسرائيل بعد عقود من التعاون.
Russia Would Sell Out Iran in a Heartbeat | Opinion https://t.co/R1FJ5P1uNx
— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) November 18, 2024ورأى الكاتب أن هذه التغييرات تظهر استعداد روسيا لإعطاء الأولوية لمصالحها على التحالفات التاريخية.
التعاون والتباعدرغم قيام كل من روسيا وإيران بتعزيز شراكتهما مؤخراً عبر صفقات تبادل الأسلحة، وربط الأنظمة المصرفية للالتفاف على العقوبات الغربية، والتخطيط لمعاهدة استراتيجية، يلاحظ إبستاين أن تعاونهما يتسم بتوترات كبيرة، خاصة في سوريا. فقد دعمت الدولتان الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية، لكن أهدافهما تختلف اختلافاً جوهرياً.
ففي حين تسعى روسيا إلى الاستقرار والسيطرة على سوريا باعتبارها تابعة إقليمياً لها، تستخدم إيران سوريا كقاعدة لمواصلة صراعها مع إسرائيل.
وقبل حرب أوكرانيا في عام 2022، كانت روسيا تتمتع بنفوذ مهيمن في سوريا، حيث كانت أنظمة صواريخ إس-400 تسيطر فعلياً على المجال الجوي. وسمحت هذه الهيمنة لموسكو بموازنة علاقاتها مع كل من إيران وإسرائيل، فتارة تسمح بتهريب أسلحة إيرانية لسوريا وتارة أخرى تغض الطرف عن الضربات الإسرائيلية. ومع ذلك، يقول الكاتب، إن تركيز روسيا على حرب أوكرانيا أضعف وجودها في سوريا، مما مكن إيران من ملء الفراغ مؤقتاً.
التحولات الديناميكية في سورياعلى مدى العام الماضي، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى إضعاف وكيل إيران، حزب الله، بشكل كبير، وبالتالي تقليص نفوذ إيران في سوريا وتعزيز موقف روسيا بشكل غير مباشر.
وأشار الكاتب إلى أن موسكو اتخذت مؤخراً تدابير لتقليص وكلاء إيران، مثل منع عملياتهم في جنوب سوريا والامتناع عن تفعيل دفاعاتها الجوية أثناء الضربات الإسرائيلية. ويؤكد هذا الصدام في المصالح على الطبيعة الهشة للتحالف الروسي الإيراني.
وتجنبت إسرائيل، التي تدرك موقف روسيا البراغماتي، الإجراءات التي قد تستفز موسكو، مثل توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
ولفت الكاتب النظر إلى أن هذا الضبط سمح لإسرائيل بالحفاظ على درجة معينة من التعاون مع روسيا، وخاصة فيما يتعلق بسوريا.
'It’s getting harder and harder ... within six months you basically won’t be able to do anything. The logical endpoint of this is turning Russia into Iran,' said a senior Russian investor, referring to strict financial sanctions against Tehran https://t.co/ivZdAnIlL6 pic.twitter.com/qBBTLGjG57
— Financial Times (@FT) May 6, 2024على سبيل المثال، أرجأت روسيا تسليم أسلحة متقدمة إلى إيران، مثل مقاتلات سو-35 وأنظمة صواريخ إس-400؛ وهي المعدات التي قد تعزز القدرة العسكرية الإيرانية وتعطل التوازن الإقليمي.
وأوضح الكاتب أن تردد روسيا يأتي في إطار قرار استراتيجي لمنع إيران من اكتساب نفوذ مفرط، وهو ما قد يقوض قدرة موسكو على السيطرة على مناطق رئيسة. علاوة على ذلك، فإن نشر مثل هذه الأنظمة ضد إسرائيل قد يكشف عن نقاط ضعفها، مما قد يعرض التكنولوجيا العسكرية الروسية للخطر إذا تم تقاسم هذه النقاط الضعيفة مع الولايات المتحدة.
وسلط إبستاين الضوء على منطقة أخرى من التوتر بين روسيا وإيران، وهي جنوب القوقاز. وأثار اهتمام روسيا بإنشاء ممر عبر أرمينيا لربط أذربيجان بإقليم نخجوان انتقادات حادة من إيران، التي تنظر إلى هذا باعتباره تهديداً لمكانتها الجيوسياسية.
وتعكس مثل هذه النزاعات الهشاشة الأوسع للشراكة الروسية الإيرانية، حيث تجد الدولتان نفسيهما في كثير من الأحيان على خلاف في مناطق ذات مصلحة مشتركة.
وأوضح الكاتب أن تصرفات روسيا، بدءاً من مناوراتها في سوريا إلى جنوب القوقاز، تهدف إلى التوسع والرغبة في تعظيم النفوذ العالمي.
وعلى النقيض من الاتحاد السوفييتي، الذي كان مقيداً بالتزامات أيديولوجية، تعمل روسيا ببراغماتية جامحة. وتسمح هذه الانتهازية لموسكو بإعادة تموضعها بسرعة استجابة للظروف المتغيرة.
وبرهن إبستاين على ذلك مشيراً إلى الاستخدام المحتمل لروسيا لنفوذها في سوريا لتأمين تنازلات في مفاوضات السلام بشأن الحرب الأوكرانية؛ فقد تضع روسيا نفسها كوسيط، من خلال الحد من شحنات الأسلحة الإيرانية عبر سوريا، وبالتالي تكتسب تأييد القوى الغربية أو تعزز قوتها التفاوضية.
تدرك إيران الطبيعة التبادلية لعلاقتها مع روسيا. وكما أشار السفير الإيراني مهدي سبحاني مؤخراً، "نحن لسنا حلفاء. لدينا بعض الاختلافات، ولدينا بعض المصالح المتبادلة".
ورأى إبستاين أن هذا الاعتراف يعكس فهم إيران بأن روسيا لن تتردد في التخلي عن الشراكة إذا كانت تخدم طموحات موسكو الأوسع.
من هنا يؤكد الكاتب أن علاقة روسيا بإيران علاقة مصلحة وليست تحالفاً، مشيراً إلى أن النهج الانتهازي لروسيا يظل سمة مميزة لسياستها الخارجية في عهد بوتين سواء في سوريا أو القوقاز أو ديناميكيات الشرق الأوسط الأوسع، وأن المسؤولين في إيران يدركون حقيقة تلك الشراكة المحفوفة بالمخاطر، وهو ما يجعلها شراكة قابلة للانفصام عندما تحين الفرصة لأحد الطرفين.