باريس...على اللبنانيين تشغيل عقلهم السياسي لانتخاب رئيس وعدم الاعتماد على العقل الخماسي
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
قبل 24 ساعة من اجتماع سفراء "اللجنة الخماسية" في لبنان (سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وسفراء المملكة العربية السعودية وليد بخاري، فرنسا هيرفيه ماغرو، مصر علاء موسى، وقطر عبد الرحمن بن سعود آل ثاني)، لا أجواء تفاؤلية محلية باقتراب الحل للملف الرئاسي، رغم رهان بعض القوى السياسية على اللقاء الذي جمع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان و الوزير السعودي المفوض الملف اللبناني نزار العلولا.
لكن غاب عن هؤلاء أن لودريان لم يزر المملكة لبحث الملف اللبناني، إنما عاد إلى عمله في العلا بعد انتهاء إجازته الصيفية التي أمضاها في باريس التي تعاني، وفق استاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الدكتور عيسى الأيوبي، أزمة سياسية داخلية وخارجية بعد أن فقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الغطاء الشعبي والبرلماني، وعودة الإدارة الأميركية مجدداً للإمساك في عدد من الملفات التي كانت تتشارك فيها مع عدد من الدول الأوروبية.
طرحت المبادرة الفرنسية في الفترة التي سبقت عملية "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة و قبل حرب الإسناد من لبنان وقبل البحث في صياغة النظام الإقليمي ككل وتحول موضوع انتخاب رئيس للبنان إلى تفصيل صغير لا يشكل أولوية من أولويات المجتمع الدولي والعربي ويقال إنه لم يعد يشكل أولوية لبنانية إلا ضمن حدود النكد السياسي للأحزاب المتناحرة.
وفق معلومات الأيوبي، فإن المباحثات الفرنسية- السعودية كانت عبارة عن جولة أفق عامة بعد العطلة الصيفية. فالسعوديون يعلمون، وقد أبلغوا لودريان، أن الملف الرئاسي اللبناني ليس أولوية استراتيجية حاليا، رغم أنهم يعتقدون أنه منفصل عن ملف الحرب القائمة حاليا ، فالرئيس اللبناني كائنا من تكون هويته السياسية لن يكون عاملاً مؤثراً في ملف التسوية الدولية للنزاع الراهن. كما أن المملكة تظن أن الملف الرئاسي اللبناني يمكن ان يتم استعجال حله لضرورات (بروتوكولية) عند الحاجة لتظهير التسوية وفق منطلقات ثلاثة وهي:الا يشكل خطراً على السلم الاهلي في لبنان، الا يهدد عمل الإدارة اللبنانية ولا يلعب أي دور يمس بالسلم الاقليمي.
وبحسب الأيوبي، ثمة توافق فرنسي- سعودي بشأن هذه الرؤية وأن الدور الايراني لن يكون معرقلا لتسوية كهذه، مع تسليم الرياض وباريس بأن الملف اللبناني ليس على جدول أعمال الإدارة الأميركية الحالية التي تتفرغ لخوض المعركة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية كاملا هاريس وضمان وصولها إلى البيت الأبيض. لكن الطرفين يؤكدان ضرورة إبقاء الحركة الروتينية للجنة الخماسية للبقاء على قرب من الأطراف اللبنانية. ولهذه الغاية فإن حراك بعض "سفراء الخماسية" نشط في الساعات الماضية، حيث زارت السفيرة الأميركية رئيس المجلس النيابي نبيه بري فيما زار السفير الفرنسي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما زار السفير المصري السراي ومعراب، ومن المرجح ان يستمر السفراء في جولاتهم على القوى السياسية قبل اجتماعهم في دارة السفير السعودي وبعد اجتماعهم الذي يفترض ان يعيد اتصالاتهم ولقاءاتهم مع القوى السياسية المعنية على نطاق أوسع.
يقول المسؤولون الفرنسيون، وفق الايوبي: "على اللبنانيين أن يشغلوا عقلهم السياسي، إذا أرادوا انتخاب رئيس لدولتهم و عدم الاعتماد على العقل الخماسي". فالعقل الجماعي الخماسي الذي يتطلع إلى بلورة المصالح الدولية أصبح أكثر اقتناعا من ذي قبل أن الانتخابات الرئاسية في لبنان لن تحصل قبل نضوج التسويات الدولية الكبرى سواء المتصلة بملف أوكرانيا، أو بالمسألة الفلسطينية، وهذا يؤشر إلى أن انتخاب رئيس للبنان سوف ينتظر وقف "حرب الاسناد" في الجنوب. وليس بعيداً، يشدد الأيوبي على أن الاجتماع الودي بين لودريان والعلولا تطرق الى مواقف القوى السياسية الأساسية في لبنان وبروفايل قيادات الاحزاب بناء على تقارير السفيرين بخاري وماغرو ونقاط الضعف والقوة في المقاربات السياسية وخارطة المصالح السياسية الداخلية وأهمية الحاجة الى دعم إيراني وأميركي حين يأتي الوقت المناسب للتسوية الرئاسية اللبنانية.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوى السیاسیة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
شيخ العقل التقى وزيري الأشغال والزراعة ووفدين من القوات اللبنانية وحزب الله
استقبل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار الطائفة في بيروت اليوم، وزيري الأشغال العامة والنقل فايز الرسامني والزراعة نزار هاني، برفقة مساعدين لهما من الوزارتين بعد تعيينهما في الحكومة الجديدة، وجرى تناول المستجدات على الساحة اللبنانية وقضايا عامة، لا سيما منها البيان الوزاري الذي أقر أخيرا والذي ستنال على أساسه الحكومة الثقة. بحضور أعضاء من مجلس إدارة المجلس المذهبي ومن المجلس ومن مديريتي مشيخة العقل والمجلس المذهبي.
وكان اللقاء مناسبة، تمنى خلالها شيخ العقل للوزيرين الرسامني وهاني "التوفيق في مهامهما الوزارية الجديدة، من خلال المسؤوليات الملقاة على عاتقهما في الفترة الدقيقة الراهنة، وآمال اللبنانيين المعقودة على المرحلة الجديدة من عمر الوطن، والتي بدأها العهد بخطوات إيجابية، من خلال تشكيل حكومة نتمنى ان تستجيب لتلك التطلعات، وقد عبّر بيانها الوزاري عن ذلك، بما يوحي بتحقيق الغايات المتوخاة للإنقاذ والإصلاح، متى حسنت النوايا وتوفرت إرادة العمل وتحقق التضامن الوزاري بين أعضائها". مؤكدا ان "الرهان الأول والأخير يبقى على قيام الدولة القادرة والعادلة، التي تشكّل الضمانة بجميع مؤسساتها لصون الوطن واستعادة ثقة ابنائها، وفقا للدستور ولوثيقة الوفاق الوطني التي أقرّت في الطائف".
ونوّه الشيخ ابي المنى "بتضمين الوزيرين الرسامني وهاني البيان الوزاري أفكارا مهمة جدا، من اجل الحاضر والمستقبل، من شأنها ان تضيف مسحة تفاؤل اشاعتها المرحلة راهنا، أكان بالنسبة للخدمات في قطاع النقل وشبكة الطرق وتطوير مرفأي بيروت وطرابلس وتشغيل مطار رينيه معوض في القليعات وتوسعة وتطوير مطار رفيق الحريري الدولي، أو لجهة إعادة الاعتبار للقطاع الزراعي وللمزارعين، من خلال فتح مجالات الاستثمار والإنتاج ودعم وتشجيع القطاعات المنتجة وخلق فرص عمل جديدة للشباب وتطوير الزراعات المستدامة، وسوى ذلك من الأمور التي من شأنها مساعدة المواطن والعمل على تثبيته في أرضه".
"القوات اللبنانية"
والتقى الشيخ ابي المنى وفدا من "القوات اللبنانية" برئاسة نائب رئيس مجلس النواب السابق النائب غسان حاصباني، ضم النائبين بيار أبو عاصي ونزيه متى، ووفدا قياديا تألف من السادة: د. غسان يارد، أنطوان مراد، ايلي شربشي، ملحم الصيفي وطوني بدر، بحضور مشايخ ومسؤولين من المجلس المذهبي ومشيخة العقل والمستشارين.
ونقل الوفد لشيخ ابي المنى تحيات رئيس حزب القوات دكتور سمير جعجع ودعوة للإفطار السنوي الذي يقيمه حزب القوات في معراب غروب 6 آذار المقبل، وتخلل اللقاء البحث بالأوضاع والمستجدات العامة على الساحة اللبنانية، في ضوء انطلاقة المرحلة الجديدة وإنجاز البيان الوزاري.
وبعد اللقاء قال النائب حاصباني: "تشرفنا اليوم بزيارة هذه الدار الكريمة والتقينا سماحة شيخ العقل، لتوجيه دعوة لسماحته الى إفطار رمضان السنوي لعام 2025 في معراب، وكانت فرصة لتبادل الأفكار وتخللها جولة عامة في البلاد والنقاط المشتركة التي نتلاقى عليها والمتصلة بمستقبل هذا البلد ووحدته شعبه وارضه ومواطنيه. وكان لافتا من خلال الاحداث الراهنة التي هي محط اهتمام البيان الوزاري، الذي يعتبر من الإنجازات الكبرى التي حصلت، والتي كنا من المساهمين بها لحكومة جديدة، نتمنى لها كل التوفيق وخاصة لناحية تثبيت القضايا السيادية ومن خلال سيادة الدولة على كامل أراضيها، واحتكار حمل السلاح بيد الدولة ووجود الجميع في كنف الدولة".
أضاف: "البيان الوزاري واضح جدا في هذا الإطار وانطلاقة الحكومة موفقة، وإننا ننتظر الأسبوع القادم لتكون جلسة الثقة للحكومة ومناقشة البيان بشكل مفصّل، والانطلاقة الجديرة في المرحلة المقبلة، أولا، لإعادة اعمار لبنان، تثبيت سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر الدفاع عن لبنان بيد الدولة وقواها الشرعية، وهذه الانطلاقة لورشة إعادة الاعمار والتعافي التي طال انتظارها، ستكون إيجابية لأول حكومة في هذا العهد. اننا نتأمل خيرا وان شاء الله تبقى الإيجابية موجودة أينما كان وفي كل الاعمال التي نقوم بها وتقوم بها الحكومة مستقبلا".
وردا على سؤال، قال حاصباني: "كان لنا امل تحوّل الى تفاؤل بحضور ومشاركة وازنة من عدة قدرات وكفاءات واحزاب سياسية داعمة لهذا المشوار الإيجابي في انطلاقة هذا العهد، نتمنى ان تبقى مستمرة. وإننا نرى إيجابية تتحول الى عمل فعلي، وروحية البيان الوزاري توحي بهذا الامر، اذ يعطي الامل بشكل أكبر للحلول المنتظرة. علينا تكريس ذلك بالأفعال، والبيان الوزاري يبقى بيانا وإعلان نوايا وخططا وأفكارا، باعتبار الأهم هو مواكبة البيان بأفعال وبترجمة عملانية على الأرض من قبل السلطة التنفيذية، وان يكون هناك حركة ولو استلحاقية بالسنة المتبقية من السلطة التشريعية للرقابة، وبالقدر الذي نستطيع عليه بانطلاقة هذا العهد".
"حزب الله"
كما استقبل شيخ العقل وفدا قياديا من حزب الله برئاسة الوزير السابق محمود قماطي، ضم اليه، عضو المجلس السياسي غالب أبو زينب، د. علي ظاهر، السيد ميسم القماطي، مسؤول قطاع الجبل في الحزب بلال داغر والشيخ سعيد ناصر الدين، ونقل الوفد للشيخ ابي المنى تحيات امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، وقدّم دعوة المشاركة في تشييع الامينين العامين السابقين للحزب السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في 23 الجاري في بيروت.
وكان اللقاء فرصة للتداول بالأوضاع والمستجدات العامة، في ضوء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدد من النقاط في لبنان، عدا موضوعي شبعا وكفرشوبا المحتلتين، واهمية مواجهة العدو بالتضامن الداخلي والوحدة الوطنية.
وبعد اللقاء قال قماطي: "تشرفنا بزيارة سماحة شيخ العقل ودعوناه للمشاركة في تشييع صاحبي السماحة السيد الشهيد حسن نصر الله والسيد الشهيد هاشم صفي الدين، وتوقفنا عند تلك الشخصية التاريخية التي تجاوزت الزمن والجغرافيا والحدود، فكانت فلسطين قضيته الأولى، الشخصية الوطنية التي كان لبنان أيضا في عقله وروحه، وبالتالي فان التشييع سيكون عالميا وإقليميا وعربيا واسلاميا ووطنيا بامتياز".
أضاف: " نفرح اليوم بتحرير الجنوب وانسحاب العدو الإسرائيلي تحت وطأة الوحدة الوطنية اللبنانية والمقاومة واستبسال وبطولة الشهداء، الذين صدّوا العدو وفرضوا عليه الهرع لوقف اطلاق النار، هذا اليوم الفرح بالتحرير يرافقه حزن بتشييع الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، لكنه أيضا هو يوم وفاء وطني واقليمي ولفلسطين، حيث القضية للأمتين العربية والإسلامية ووفاء لجهاده وتضحياته، لتكون مسيرته نهجا لنا نسير عليه، لاستكمال تحقيق الأهداف في تحرير لبنان وفلسطين والمنطقة من الهيمنة الأميركية والإستكبارية التي تُفرض علينا. لذلك اليوم نحن في أجواء جيدة ومهمة وقوية، وقد توقفنا عند ضرورة الوحدة الوطنية، التي شدد عليها سماحته كما شددنا نحن على ضرورة العيش الواحد الروحي والاجتماعي والسياسي المشترك في لبنان والحفاظ على السلم الأهلي وتقوية الدولة، التي تخدم شعبها ومشروع الدولة لقيامها بواجباتها تجاه الوطن، وفي ان نكون جميعا متلاحمين ومتعاضدين، في سبيل تحقيق أهدافها في وجه الاخطار المحدقة التي تحيط بلبنان".
وختم: "توقفنا أيضا عند ما ورد في البيان الوزاري، الذي اعتمد خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية، بالنسبة لنا فان كل ما يؤدي الى الوحدة وتجاوز الإشكالات والتمسك بالثوابت الوطنية فنحن معه ونؤيده وندعمه، وندعم هذا التوافق الذي حصل، تمهيدا لمرحلة جديدة يخرج بها لبنان من أزمته ونفقه المظلم".