الوطن:
2025-01-31@04:02:20 GMT

الدكتور منجي على بدر يكتب: نتائج قمة «منتدى الصين»

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

الدكتور منجي على بدر يكتب: نتائج قمة «منتدى الصين»

انعقدت قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقى لعام 2024 فى بكين، خلال الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر 2024، بنجاح كبير، وشارك فيها معظم زعماء الدول الأفريقية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، والأمين العام للأمم المتحدة، وممثلون عن أكثر من 30 منظمة دولية وأفريقية إقليمية.

وتوصَّل الجانبان الصينى والأفريقى إلى توافقات فى شأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وأفريقيا، واعتمدا بالإجماع وثيقتين مهمتين هما: إعلان بكين وبرنامج بكين.

ومنتدى التعاون الصينى-الأفريقى (FOCAC) هو منصة مهمة تجمع الصين ودول القارة الأفريقية لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى.

وقد أسفرت الدورات المتعاقبة لهذا المنتدى منذ عام 2000 وحتى تاريخه عن نتائج إيجابية عديدة على المستويين الإقليمى والدولى، أهمها:- زيادة الاستثمارات الصينية فى أفريقيا فى العديد من القطاعات الحيوية مثل البنية التحتية، الطاقة، الزراعة، والتعدين.

وقد أسهم ذلك فى تحفيز النمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل جديدة، كما حققت التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا رقماً قياسياً بلغ 282.1 مليار دولار فى عام 2023، بزيادة نحو 11% مقارنة مع عام 2021، وما زالت الصين أكبر شريك تجارى لأفريقيا لمدة 15 عاماً على التوالى.

- ساهمت الاستثمارات الصينية فى بناء العديد من المشاريع الضخمة للبنية التحتية فى أفريقيا مثل الطرق والسدود والموانئ، مما أسهم فى تحسين الاتصال والتواصل داخل القارة، وركز المنتدى على دعم التنمية المستدامة فى أفريقيا من خلال المشاريع التى تسهم فى حماية البيئة وتوفير الطاقة المتجددة.

- تبادل الخبرات والتكنولوجيا: استفادت الدول الأفريقية من الخبرات والتكنولوجيا الصينية فى العديد من المجالات، مما أسهم فى تطوير قدراتها الإنتاجية.هذا، وقد تعهّد الرئيس الصينى بتقديم دعم مالى لأفريقيا بقيمة 50 مليار دولار على مدار الأعوام الثلاث المقبلة، وتعزيز التعاون العسكرى فى إطار سعيه لتعميق علاقات الصين مع أفريقيا التى تُعد مفتاحاً لطموحاته الجيوسياسية، ويشمل التعاون المالى خط ائتمان بقيمة 30 مليار دولار، و10 مليارات دولار ضمن فئة المساعدات المتنوعة، بالإضافة إلى استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار.

كما تعهدت الصين بإعفاء الواردات القادمة من 33 دولة أفريقية تُعد من الاقتصادات الأقل نمواً من الرسوم الجمركية، فضلاً عن توسيع الوصول إلى سوق الصين، وتقديم مساعدات عسكرية لأفريقيا بقيمة مليار يوان لتدريب 6000 عسكرى و1000 ضابط شرطة ومسئول أمنى فى أفريقيا.

ومن الجدير بالذكر أنه مع تزايد الحروب التجارية بين الصين والدول الغربية أصبحت الصين بحاجة إلى شركاء جدد لفتح أسواق جديدة أمام صادراتها، ولكن أعرب بعض القادة الأفارقة خلال المنتدى عن مخاوفهم من استمرار اختلالات الميزان التجارى مع الصين.

وقد أشار الرئيس الصينى، خلال المنتدى، إلى أن الصين قامت بترقية علاقاتها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع 30 دولة أفريقية، وأن هناك 6 رؤى للجهود الصينية الأفريقية المشتركة لتحقيق التحديث الذى يتسم بالعدالة والإنصاف، والانفتاح والنفع للجميع، والتنوع والشمول، والسلام والأمن، ويضع الشعب فوق كل الاعتبارات، ويكون صديقاً للبيئة، وهو ما يحظى بتأييد واسع النطاق من القادة الأفارقة، وسيترك تأثيرات مهمة وعميقة على قيادة «الجنوب العالمى» لتسريع وتيرة التحديث فى العالم.

واستفادت الدول الأفريقية من مبادرة «الحزام والطريق» فى مجالات الطب والصحة، والحد من الفقر والتنمية الزراعية، وتعزيز التجارة والاستثمار، والابتكار الرقمى، والتنمية الخضراء وبناء القدرات، وخطوط السكك الحديدية، وشق الطرق وبناء المستشفيات ومراكز المؤتمرات والملاعب.

هذا، ومع تسارع الأحداث إقليمياً ودولياً، وتغيير موازين القوى العالمية وتوقع انتقال العالم من نظام أحادى القطبية إلى ثنائى القطبية وجهود الصين وروسيا معاً لحصار نفوذ الدولار عالمياً وتململ الدول النامية من الهيمنة والعنجهية الغربية، نشير لعدد من النقاط البحثية المهمة فى موقف الصين من الشأن الدولى:

أولاً: المعجزة الاقتصادية الصينية ومدى استمراريتها فى ظل تكشير الأنياب من قبَل الدول الغربية ضدها، وكيف تنتهى الحرب التجارية بخصوص الرقائق الإلكترونية (Chips)، وكذا مدى التنافس فى التقدم الحادث فى مجال الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات ومن سيحسمه فى النهاية.

ثانياً: استمرار التعاون الاستراتيجى بين الصين وروسيا الاتحادية وهل سيكون فى صالح العالم أم البلدين فقط أو سيكون تعاوناً لإلحاق الضرر بالقوى الغربية أو هو الخيار الأفضل للصين وروسيا لتحقيق مصالح شعبيهما.

ثالثاً: منتدى التعاون الصينى الأفريقى، هل سيساعد على ريادة الصين لدول الجنوب وموقف البرازيل ومصر وجنوب أفريقيا وإندونيسيا من التوجه الصينى.

رابعاً: هل تستمر الصين فى دعمها الإيجابى للدول الأفريقية وهل ستنجح فى إزاحة الغرب عن الريادة، وذلك بالتنسيق مع دول الجنوب وروسيا والهند، أم ستنجح الدول الغربية فى عرقلة مسيرة الصين الشاملة؟

خامساً: إذا نجحت الصين فى قيادة دول الجنوب، هل ينعكس ذلك على تجمع البريكس إيجاباً وينتقل «البريكس» من مجرد تجمع اقتصادى إلى منظمة دولية فاعلة مما يسرع بعملية ازدواج النظام العالمى وإزاحة الولايات المتحدة عن قيادة العالم بحيث تنتقل لتكون إحدى القوى العالمية فقط؟

سادساً: إذا انتقلت الريادة العالمية للشرق، هل ستستمر الصين فى سياسة المشاركة العادلة مع الدول أم ستحاكى نموذج السيطرة الغربية، وهل ستستمر اليابان فى المعسكر الغربى رغم وجودها فى الشرق؟

سابعاً: هل الحرب الروسية الغربية على أرض أوكرانيا هى آخر الحروب فى القارة العجوز أم تحضير لحرب عالمية جديدة، وهل أخطأ الغرب عندما أجبر روسيا على الارتماء فى أحضان الصين بموقفه من الصراع فى أوكرانيا وأيضاً هل يمكن للغرب التغلب على الصين ومعها روسيا، أم يعيد الغرب ترتيب أولوياته مع روسيا الاتحادية.وتدور الأيام دورتها وتفرض الأقدار سلطانها وتجتهد الشعوب فى المنافسة ومن يتخلف من الدول خرج من دائرة التاريخ.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأمم المتحدة التعاون الاقتصادى فى أفریقیا بین الصین

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي: توقيع اتفاق تعاون بين معهد البحوث الفلكية والمراصد الفلكية الصينية

وقع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية اتفاقية تعاون مع هيئة المراصد الفلكية الصينية، بحضور القنصل الصيني.

يأتي التوقيع إطار تنفيذ توجيهات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بتعزيز التعاون العلمي والبحثي بين المؤسسات البحثية الوطنية ونظيراتها الدولية، بهدف تبادل الخبرات وتطوير قدرات الباحثين في مختلف المجالات العلمية، وتعظيم إمكانياتها المادية والبشرية خاصة في مجال تطبيقات العلوم والتكنولوجيا، وتنفيذًا للإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ورؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار في البحث العلمي وتوطين التكنولوجيا.

وأشار الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إلى أهمية هذا الاتفاق الذي يمثل خطوة إستراتيجية نحو تعزيز التبادل العلمي في مجال المراصد الفلكية مع الصين، وتبادل الخبرات العلمية والتقنيات الحديثة في هذا المجال. موضحًا أن الاتفاق يستهدف التعاون في مجالات رصد الحطام الفضائي وتتبع الأقمار الصناعية باستخدام الرصد البصري التلسكوبي والرصد التلسكوبي الليزري.

وأضاف الدكتور رابح أن هذا الاتفاق يأتي استكمالًا للتعاون القائم مع الصين، حيث قام المعهد، ضمن اتفاقية تعاون ثنائي مع المراصد الفلكية الصينية، بإنشاء محطة تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لرصد الأجسام الدقيقة في مدارات الأرض، التي توضع بها الأقمار الصناعية، مؤكدًا أن هذه المحطة يمكنها الوصول إلى مدى يتجاوز هذه الحدود بكثير، كما تعد ثاني أكبر محطة في العالم، مشيرًا إلى أن الاتفاق يهدف إلى تعظيم الاستفادة من إمكانات المحطة واستخدامها بما يخدم أهداف التنمية المستدامة وخطة جمهورية مصر العربية 2030.

وأشار إلى أن محطة رصد الحطام الفضائي تمثل خطوة هامة في تطوير التكنولوجيا الخاصة بالرصد، كما تسهم في تعزيز التعاون مع الجانب الصيني في عمليات الرصد وتحليل نتائج الأبحاث. وتضم المحطة تلسكوبين، أحدهما يبلغ قطره 120 سم، وقد تم استلامه من الصين وتركيبه في عام 2023، وتمتاز هذه التلسكوبات باستخدام تقنيات الليزر والرصد البصري، ومجهزة للعمل ليلًا ونهارًا، حيث تستخدم تقنية الليزر لرصد الأجسام الفضائية ذات الارتفاعات المختلفة التي يصل مداها إلى 36 ألف كيلومتر، حيث تتواجد الأقمار الصناعية الثابتة.

مقالات مشابهة

  • 20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي
  • د. منجي على بدر يكتب: زيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار بين الرغبة والواقع
  • أستاذ بكلية الدراسات الأفريقية: دول القارة السمراء تسعى للتعاون مع مصر لخبرتها في جميع المجالات
  • انسحاب 3 دول من مجموعة "إيكواس" في غرب أفريقيا
  • التعليم العالي: توقيع اتفاق تعاون بين معهد البحوث الفلكية والمراصد الفلكية الصينية
  • حزب المصريين: الرئيس السيسي يدرك دور المؤسسات الدستورية الأفريقية في الحفاظ على سيادة دولها
  • المجلس الرئاسي: المنفي يلتقي في تنزانيا عددا من قادة الدول الأفريقية
  • معهد البحوث الفلكية يوقع اتفاقية تعاون مع هيئة المراصد الصينية
  • رصد الحطام الفضائي.. تعاون بين معهد البحوث الفلكية والمراصد الفلكية الصينية
  • انطلاق منتدى الأعمال «الليبي الصربي» لتعزيز الشراكة الاقتصادية