الجيش يحضّر لتطويع 1500 عسكري
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
كتب رصوان عقيل في" النهار": عندما كان حزب الله منهمكاً في حربه في سوريا ضد الجماعات التكفيرية وإسناده للنظام السوري، كانت إسرائيل تنفّذ حرباً استخباراتية ضد الحزب على أوسع نطاق من خلال "فلترة" أماكن انتشار قواعده ومراكزه وقياداته وعناصره، إلى أن استفاد من كل هذه "الداتا" التي يستعملها طوال الأشهر الأخيرة من القتال.
ومارس الحزب الدور نفسه في عملية الاستخبارات ونجح بدوره في جمع "داتا" أمنية في العمق الإسرائيلي لا بأس بها. ولا تقلل مصادر أمنية هنا من "العيون البشرية" التي تتعامل مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على أنواعها، ويتوزّع هؤلاء في بيئات الحزب وأماكن انتشاره، ولم يتوانَ كثيرون عن التعاون مع الإسرائيليين الذين استغلّوا بصورة أساسية تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان.
وفي اللقاءات الأخيرة مع المسؤولين في بيروت، كان هناك أكثر من مطلب غربي لتطبيق القرار 1701، لاسيما من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين برفع عديد وحدات الجيش في الجنوب مع التوجه إلى تطويع نحو 10 آلاف عسكري. وفي المعلومات إن قيادة الجيش أعلنت استعدادها لتطويع 1500 شاب في المرحلة الأولى، وهي تنتظر رصد الحكومة الاعتمادات المالية المطلوب توفرها قبل البدء بهذه الدورة.
ويحتاج المتطوعون إلى ثلاثة أشهر لإتمام عملية تدريبهم وإلى ثلاثة أشهر أخرى تحضيراً لانتشارهم في المواقع قبل تأدية خدمتهم في مراكز الجيش في منطقة جنوبي الليطاني.
ولا شك في أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب، إذا تحقق، يساعد لبنان على القيام بمشروع التطويع. ولا يمكن القفز هنا فوق الأعباء الملقاة على المؤسسة العسكرية والدور الذي تؤديه في بيروت والمناطق الأخرى غير الجنوب وتفرض عليها جملة من الضغوط وضرورة الإبقاء على جهوزية على الأرض تحسّباً من أي تطورات طارئة.
وعلى سبيل المثال، دفعت القيادة يوم الثلاثاء الفائت إلى نشر أكثر من ألف عسكري في محيط السرايا الحكومية ومجلس النواب عند تحرك العسكريين المتقاعدين. ويُفهم من هذا الكلام أن الجيش غير قادر الآن وفق العديد الموجود لديه على زيادة وحداته في الجنوب وتطبيق ما يتلقّاه من رسائل ديبلوماسة غربية في هذا الشأن نتيجة المهمات التي يقوم بها في العاصمة وغيرها من المناطق، لأنه في حال تعرّضها لأي نقص سيرتّب هذا الأمر جملة من المشكلات في الداخل.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون أن الجيش لا يزال منتشرا في الجنوب حيث يقدم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، وأن الجيش لن يترك الجنوب.
وفي بيان أصدره بمناسبة العيد 81 للاستقلال، قال العماد عون: "نال وطن الأرز استقلاله بفضل أبنائه الذين اتحدوا حينها على اختلاف انتماءاتهم، تحت راية علمهم للدفاع عن وطنهم وحمايته"، مشيرا إلى أن "ذكرى الاستقلال هذا العام، تحل ووطننا يعاني من حرب تدميرية وهمجية يشنها العدو الإسرائيلي منذ عام ونيف، راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، وأسفرت عن تهجير أهلنا من قراهم وبلداتهم في الجنوب والبقاع وبيروت".
وتوجه إلى العسكريين قائلا: "لا يزال الجيش منتشرا في الجنوب حيث يقدم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنه جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" ضمن إطار القرار 1701. كما يقف إلى جانب أهله وشعبه انطلاقًا من واجبه الوطني، ويواصل تنفيذ مهمّاته رغم الصعوبات والأخطار".
وأكد أن "الجيش يتابع تنفيذ مهماته على كامل الأراضي اللبنانية، متصديا لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يسمح لأي كان بتجاوزه، علما أن حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية جامعة ومشتركة لكل اللبنانيين"، مشددا على أن "الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرض لها الجيش لن تزيده إلا صلابة وعزيمة وتماسكا، لأن هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدا عن أي حسابات ضيقة".
وأضاف: "نطمئن أهلنا وشعبنا إلى أنه لا عودة إلى الوراء ولا خوف على الجيش الذي سيبقى إلى جانبهم متماسكا رغم كل الظروف، حاميا للبنان ومدافعا عن أمنه واستقراره وسيادته، كما سيبقى حاضنا وجامعا لكل اللبنانيين بمختلف مكوناتهم وعلى مسافة واحدة منهم"، مشددا على أن "الجيش سيظل الملاذ الآمن الذي يثق به الجميع، على أمل أن يستقيم الوضع وتستعيد المؤسسات عافيتها وانتظامها، ويستعيد اللبنانيون المقيمون والمغتربون ثقتهم بوطنهم، فيصبح قادرا على احتضان طموح شبابه وآمالهم".