جال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل أمس على القيادات السياسية وكبار المسؤولين ودخل على الخط الرئاسي وحثّ جميع القادة في لبنان على العمل من أجل مصلحة بلادهم وتجنب المصالح الأخرى، مشدداً على وجوب عودة الاستقرار في لبنان عبر إنهاء الفراغ الرئاسي وأن تعود المؤسسات اللبنانية إلى العمل.



وبحسب مصادر مطّلعة على اللقاءات، لم يحمِل بوريل أي رسالة بقدر ما كانَ ينقل قراءته للمشهد العام بدءاً من التطورات في داخل فلسطين المحتلة مع التركيز على الجبهة الجنوبية. وكان كلامه «أقرب إلى نصائح بعدم إعطاء فرصة لأحد بأخذ المنطقة إلى حرب مدمرة على كل المستويات»، نافية أن يكون قد نقل أي رسائل، خصوصاً أنه لم يزر إسرائيل وهو يواجه انتقادات كبيرة فيها بسبب مواقفه المعترضة على الانتهاكات الإسرائيليّة بحق الفلسطينيين.
وأكّدت المصادر أن «بوريل سمع من بري وميقاتي وجنبلاط وبو حبيب ما يُشبه الجواب الرسمي اللبناني الموحّد بأن لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى إليها ويطالب بتطبيق القرار 1701 الذي يرفض العدو الإسرائيلي الالتزام به». وأكّد المسؤولون اللبنانيون أن «على من يطالب لبنان بعدم التصعيد أن يطلب من إسرائيل الالتزام بتطبيق القرار، خصوصاً أن العدو يرفض كل الحلول السياسية ويدفع في اتجاه التصعيد في المنطقة». وأشارت إلى أن جنبلاط وصف في اجتماعه مع بوريل ردّ حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر بأنه «كان مدروساً ويؤكد أن المقاومة في لبنان لا تسعى إلى تفجير الجبهة».
وكتبت" اللواء": فتحت زيارة  المنسق الاوروبي جوزيب بوريل الباب امام تجدُّد الحركة الدبلوماسية الأميركية والغربية باتجاه لبنان، ليس لاحتواء التصعيد في الجنوب امتداداً الى سوريا عبر الغارات الاسرائيلية الحاملة للقذائف الارتدادية وحسب، بل لافهام الجانب الاسرائيلي ان الحرب مع لبنان مكلفة، لذا يتعين على بنيامين نتنياهو واركان الكابينت الحربي تجنبها.
ونقلت «اللواء» عن مصادر رسمية تابعت لقاءات المسؤول الاوروبي انه جاء مستفسراً عن الاوضاع في الجنوب وضرورة وسبل وقف التصعيد ومنع توسعه في جبهة الجنوب والمنطقة، كما استفسر عن الازمة الاقتصادية والمعيشية وما تقوم به الحكومة لمعالجتها. واوضحت المصادر انه عبّر في تصريحاته لا سيما في وزارة الخارجية عن كل مواقفه بتفصيل لم يقله في لقاءاته الرسمية، لا سيما بخصوص الاستحقاق الرئاسي والتهدئة في الجنوب وجرائم العدو في غزة. لذلك كان بوريل مستمعاً اكثر مما هو متكلماً، لا سيما ان زيارته وداعية ولم يكن مكلفاً بنقل اي اقتراحات او مبادرة من الاتحاد الاوروبي حول المواضيع المثارة في اللقاءات.

وذكرت «الأخبار»، ان بوريل تحدث في العموميات، إن كان في الملف الجنوبي حيث شدّد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أو على صعيد الملف الرئاسي، لافتاً إلى أن «مسؤولية حلّ الأزمات اللبنانية الداخلية وانتخاب رئيس للجمهورية، تقع على عاتق اللبنانيين، وعليهم أن لا ينتظروا حلولاً من الخارج». واستمع الزائر الأوروبي إلى نواب «القوات» و«الكتائب» وباقي النواب «السياديين» الذين كرّروا كلامهم المعهود حول «مطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القرارات الدولية في لبنان من 1559 و1701، وتحقيق الشرعية الدولية وعدم إغراق لبنان أكثر في الحرب». فيما سُجّل امتعاض لدى بعضهم لأن بوريل «أتى ليسمع ما لديهم لا ليخبرهم بشيءٍ جديد كما انتظروا عند تلقّيهم الدعوة». فيما اعتبر الصمد أن «موقف الاتحاد الأوروبي المؤيّد لحل الدولتين في فلسطين، ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن هو موقف نظري»، سائلاً: «لماذا لا يُبادر الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدولة فلسطين أسوة بإسبانيا وإيرلندا؟، وكيف يترجم الاتحاد الأوروبي عملياً دعوته إلى وقف إطلاق النار، بينما هو الشريك التجاري الأول لإسرائيل؟»، معتبراً أنّ «أوروبا قارة الحضارات وحقوق الإنسان تتماهى مع الولايات المتحدة، ويتراجع دورها في قيادة العالم». وعلى نسقٍ مُشابه أتت كلمتا القعقور وجرادة اللذين ركّزا على «أن لا ثقة بالمظلّة الدولية»، وأنّ «تطبيق القرارات الدولية يجب أن تبدأ به إسرائيل أولاً». أما القعقور فركّزت على حجم المجازر الدائرة في فلسطين، والإجرام الإسرائيلي المُمارس بحق أهل غزة تحت أعين الأوروبيين.


وكان بوريل النقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عبّر عن تقديره لمواقف بوريل الداعمة للبنان. وقال: "إن المطلوب في هذه المرحلة تكثيف الضغط الدولي والأممي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان".
كما التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي "ثمّن عالياً مواقف بوريل الإنسانية المؤشرة للحق والحقيقة من مجريات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان الذي يتواصل منذ حوالى العام، مؤكداً أن لبنان لا يريد الحرب ولكن له الحق وقادر على الدفاع عن نفسه".

وانتقل بوريل إلى وزارة الخارجية حيث التقى الوزير عبدالله بوحبيب وعقدا مؤتمراً صحافياً، وشدّد بوحبيب على أننا "ملتزمون بالوصول إلى حلول مستدامة للصراع في الشرق الأوسط، كما نجدد التزامنا تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701". أما بوريل، فاعتبر أن "التوترات في الشرق الأوسط لها عواقب سلبية كبيرة على لبنان وشعبه". وشدّد على أنّ "الاتحاد الأرووبي يقف مع الشعب اللبناني للتغلب على التحديات قدر الإمكان. كما أنّ الشعب اللبناني يتطلع إلى الاستقرار والسلام وليس إلى الحرب وهناك مخاوف من زيادة التصعيد في المنطقة وتعميق المعاناة الإنسانية". وقال إنه "ينبغي أن يمهد التنفيذ الكامل للقرار 1701 لتسوية شاملة". وحثّ بوريل جميع القادة في لبنان على العمل من أجل مصلحة بلادهم وتجنب المصالح الأخرى. كما شدّد على وجوب عودة الاستقرار في لبنان عبر إنهاء الفراغ الرئاسي وأن تعود المؤسسات اللبنانية إلى العمل بما في ذلك رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.

والتقى بوريل بطلب منه عدداً من النواب في فندق فينيسيا، من بينهم نواب عن حزبَي «القوات» و«الكتائب»، كما التقى بوريل النائبين فؤاد مخزومي وميشال معوّض عن حركة «تجدّد»، والنائبين وضاح الصادق وميشال الدويهي عن «تكتل تحالف التغيير»، والنواب المستقلين حليمة القعقور، إبراهيم منيمنة، فراس حمدان، ياسين ياسين، الياس جرادة وسينتيا زرازير، إضافة إلى النائبين جهاد الصمد وبلال الحشيمي.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

رئيس لبنان يؤكد العمل على حصر “السلاح وقرار الحرب” بيد الدولة

لبنان – أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، إن بلاده تهدف إلى “حصر حيازة السلاح وقراري الحرب والسلم بيد الدولة”.

جاء ذلك في مقابلة مع عون، نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط” امس الجمعة، قبل زيارته المرتقبة إلى السعودية الاثنين المقبل.

وأكد عون أن “الدولة فقط ستكون المسؤولة عن حماية الأرض وحماية الشعب”.

وقال: “بصراحة تعب لبنان واللبنانيون من تحارب السياسيين ومسؤوليه، وتعب من حروب الآخرين على أرضه. وأصبح يستحق أن تكون لديه نقاهة اقتصادية وسياسية، وربما بعض الأصدقاء تعبوا منا”.

وأضاف: “هدفنا بناء الدولة، فلا يوجد شيء صعب. وإذا أردنا أن نتحدث عن مفهوم السيادة، فمفهومها حصر قراري الحرب والسلم بيد الدولة، واحتكار السلاح أو حصر السلاح بيد الدولة”.

وأشار إلى أنه يهدف إلى أن “تصبح الدولة فقط هي المسؤولة عن حماية الأرض وحماية الشعب، ولم يعد مسموحا لغير الدولة القيام بواجبها الوطني، وليس مسموحا لأحد آخر لعب هذا الدور”.

وتابع: “عندما يصبح هناك اعتداء على الدولة اللبنانية، الدولة تتخذ القرار، وهي ترى كيف تجند عناصر القوة لصالح الدفاع عن البلد. وإذا الدولة احتاجت ووجدت أن هناك ضرورة للاستعانة بالآخرين في شعبها، فهي تتخذ القرار”.

وتطالب عواصم إقليمية وغربية وقوى سياسية لبنانية بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، متهمة “حزب الله” بتهديد الساحة الداخلية بسلاحه.

إلا أن الحزب يقول هذا السلاح يهدف حصرا إلى “مقاومة إسرائيل” التي تحتل مناطق في جنوب لبنان.

وتأتي المقابلة مع عون، قبل زيارة مرتقبة له إلى السعودية، الاثنين المقبل، في أول وجهة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للجمهورية في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ومن المتوقع أن تناقش الزيارة عدة ملفات أبرزها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والملف الأمني المتصل بوقف إطلاق النار واستمرار احتلال إسرائيل نقاطا حدودية في الجنوب وانتهاكاتها للاتفاق، إضافة إلى مسألة إعادة الإعمار.

وبخصوص تطبيق قرار مجلس الأمن رقم “1701”، قال عون: “نحن ملتزمون بتطبيق القرار، وبدأنا به في الجنوب وأعطيناه الأفضلية”.

وأكد أن “الدولة بمؤسساتها كافة ملتزمة بتطبيق القرار 1701 على كامل الأراضي اللبنانية، وفي الجنوب التجاوب كامل”.

وينص القرار 1701 على وقف العمليات القتالية بين “حزب الله” وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل” من هذا الحظر.

وتعليقا على مماطلة إسرائيل في الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية التي احتلها خلال حربها الأخيرة، قال عون: “يزعجنا بقاء الجيش الإسرائيلي في الخمس نقاط، لأن هناك اتفاق تم توقيعه للطرفين برعاية أمريكية وفرنسية والمفترض الالتزام به واحترام التوقيع”.

وأضاف: “عندما طُلب (منا) أن نمدد المهلة (في المرة الأولى)، وافقنا بشرط أن يكون 18 فبراير (شباط 2025) هو الانسحاب النهائي، ولكن مثل العادة، لم يتقيد الطرف الإسرائيلي بالاتفاق وبقي بعضه موجودا هناك”.

وتابع: “الآن نحن على اتصالات دائمة مع الفرنسيين والأمريكيين للضغط على الإسرائيليين حتى ينسحبوا من النقاط الخمس، لأنها ليست ذو قيمة عسكرية”.

وأوضح الرئيس اللبناني أنه “بالمفهوم العسكري القديم قبل التطور التكنولوجي، كانت الجيوش تفتش عن التلة لأنها تعطيك تحكما عسكريا ومراقبة، ولكن بوجود التكنولوجيا والمسيّرات في الجو، والأقمار الاصطناعية، فقدت (التلة) قيمتها كلها”.

وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير 2025.

ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن موعدا رسميا للانسحاب منها.

وتزعم إسرائيل أن بقاءها في تلك التلال نتيجة عدم قيام الجيش اللبناني بواجباته كاملة ضمن اتفاق وقف النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول الخط الأزرق، وهي الحجج التي تنفي بيروت صحتها.

وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و114 قتيلا و16 ألفا و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • وزير الحرب الإسرائيلي: لن نسمح لمصر بـانتهاك معاهدة السلام
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • وزير الصحة بحث مع وفد من الإتحاد الأوروبي في التعاون الثنائي
  • يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان وجمع 658 مليون دولار
  • المجلس البلدي بالحمرية يوجه بإنجاز المشاريع التطويرية
  • حدود التصعيد الإسرائيلي ضد مصر
  • قريبا في شوارع بيروت.. ليرة باص أول حافلة كهربائية في لبنان تعمل على الطاقة الشمسية (صور)
  • اليمن ضمن نطاق التصعيد العسكري الأمريكي بعد قرار ترامب تخفيف قيود الضربات الجوية خارج مناطق الحرب
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من التصعيد العسكري الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية
  • رئيس لبنان يؤكد العمل على حصر “السلاح وقرار الحرب” بيد الدولة