شكلت زيارة الرئيسين السابقين للحكومة فؤاد السنيورة وتمام سلام الى السرايا امس رسالة دعم الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث قال سلام بعد الزيارة انها «للتعبير عن التضامن والتأييد لميقاتي، في حين كشف السنيورة ان لقاءات التشاور بين الرؤساء الثلاثة مستمرة وهذا اللقاء كان علنياً.
واعلن الرئيس ميقاتي، في كلمة خلال حفل استقبال جثمان الكاردينال البطريرك كريكور بيدروس الخامس عشر اغاجانيان، بحضور رسمي وروحي وشعبي، ان الدولة في الحضن الطبيعي الذي تأوي اليه جميع الاطياف، فيجب ان ترعى بمؤسساتها الدستورية جنباً الى جنب حوار الفكر وحوار الحياة، بعيدا عن كل ذرائع التعطيل والمقاطعة، الدولة وجدت لعمل قريب لا لتجمد وتتوقف.



في المقابل شغلت عودة المبعوث الأميركي إلى لبنان واسرائيل اموس هوكشتاين الى تل ابيب في الساعات الماضية، الأوساط اللبنانية التي رصدت المعلومات القليلة التي سربتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هذه العودة، فيما بدا واضحاً أن مهمة هوكشتاين لم تشمل بيروت بعد ولم تتبلغ المراجع الرسمية أي معطيات رسمية في هذا الصدد.
ولكن العامل اللافت في ما سرّب عن العودة المفاجئة لهوكشتاين إلى تل ابيب، تمثّل في حصر مهمته بحضّ إسرائيل عن عدم القيام بأي هجوم عسكري على لبنان، الأمر الذي قرأته أوساط ديبلوماسية بأنه رسالة ذات وجهين: الوجه الأول يعكس الجدية البالغة الخطيرة التي تتسم بها الاستعدادات الإسرائيلية للقيام بعدوان كبير على لبنان بما أوجب زيارة استثنائية عاجلة لنقل موقف أميركي حازم ضد أي عمل عسكري يستهدف لبنان. والوجه الثاني تحذيري للبنان من احتمال تعرضه لهجوم جدي ويستهدف الضغط على حكومته للقيام بكل ما يمكن مع " حزب الله" لتخفيف التصعيد ضد إسرائيل من الجنوب.

وذكرت «البناء» أن هوكشتاين قد يزور لبنان خلال أسبوعين، لإعادة التأكيد على طرحه السابق على الحكومة اللبنانية التوصل الى ترتيبات حدودية لاحتواء التصعيد بين حزب الله و»إسرائيل»وأن المحادثات بين هوكشتاين والحكومة اللبنانية قطعت شوطاً على صعيد التفاصيل التقنية للتوصل الى حل يُرضي الطرفين اللبناني والإسرائيلي لكن الحكومة اللبنانية كانت واضحة بصعوبة تطبيق أي ترتيبات أو اتفاق بمعزل عن مضمونه قبل توقف الحرب في غزة، لأنه لا يمكن الضغط على حزب الله في هذا الإطار. كما يرفض الحزب وفق مصادر مقرّبة منه مجرد النقاش بأي طرح أو اتفاق قبل توقف العدوان على غزة، وهو يصعّد عملياته العسكرية ضد مواقع العدو ويضيف كل يوم مستوطنات جديدة الى لائحة الاستهداف كرسالة على كل التهديدات الاسرائيلية الأخيرة بتوسيع العدوان ضد لبنان.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية أعلنت "أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين وصل إلى إسرائيل برسالة أميركية الى تل ابيب بالإمتناع عن عمل عسكري واسع بلبنان". وأضافت القناة أن "الجميع يدركون في الولايات المتحدة وإسرائيل أنّ حرباً مع "حزب الله" يمكن أن تؤدي إلى حرب متعددة الساحات". وأكدت أن "هوكشتاين سيبذل جهداً إضافياً للوصول إلى تسوية في الشمال والمشكلة هي أن تسوية كهذه مرتبطة أيضاً بوقف النار في غزة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله

أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة على دوائر صنع القرار بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع خططًا تتعلق بلبنان وحزب الله.

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

و تتضمن تمركزه في مواقع متقدمة ودائمة مقابل كل منطقة سكنية في شمال فلسطين المحتلة، على الجانب المقابل للحدود اللبنانية.

 يتزامن هذا التحرك مع تقارير إعلامية إسرائيلية تؤكد وجود نشاط استخباراتي مكثف في جنوب لبنان، يهدف إلى رصد أي تحركات لحزب الله قد تشير إلى إعادة تموضعه.

 في سياق متصل، أرسلت السلطات الأمريكية تحذيرًا إلى الحكومة اللبنانية من تعيين مرشح مدعوم من حزب الله على رأس وزارة المالية في الحكومة الجديدة. يأتي هذا الموقف الأمريكي متسقًا مع المزاعم الإسرائيلية التي تشير إلى تلقي حزب الله دعمًا ماليًا كبيرًا من إيران، يقدر بعشرات الملايين من الدولارات.

 ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، فإن واشنطن ألمحت إلى فرض عقوبات على لبنان قد تعيق عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب الأخيرة، في حال تولى الحزب وزارة المالية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نواف سلام، أنه يعمل بجهد كبير للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة. 

وفي هذا الإطار، شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية بحلول 18 فبراير.

تعد التوترات بين لبنان وإسرائيل من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تمتد جذورها لعقود من المواجهات والتدخلات العسكرية.

 منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، شهدت العلاقات بين الطرفين تصعيدات متكررة، كان أبرزها حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتي خلفت دمارًا واسعًا في لبنان وخسائر كبيرة على الجانبين. ورغم وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب، لا تزال الأوضاع على الحدود تشهد توترات متقطعة، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله القصف والاستهدافات العسكرية. 

يضاف إلى ذلك النزاع حول مزارع شبعا والخلافات على الحدود البحرية، خصوصًا مع اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، ما يجعل المنطقة ساحة محتملة لنزاعات جديدة. في السنوات الأخيرة، تصاعدت التهديدات المتبادلة، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع مرتبطة بحزب الله في سوريا، فيما أعلن الحزب استعداده للرد على أي هجمات إسرائيلية.

 هذا التصعيد المستمر يثير مخاوف دولية من اندلاع مواجهة واسعة قد تهدد استقرار المنطقة. وفي ظل غياب أي اتفاق سلام رسمي، تظل الأوضاع على الحدود قابلة للانفجار في أي لحظة، مما يجعل النزاع بين لبنان وإسرائيل مصدر قلق إقليمي له تداعيات خطيرة على الأمن في الشرق الأوسط.

 

مقالات مشابهة

  • هذا ما ينتظر لبنان.. عون وسلام أمام اختبار كبير!
  • الشيخ نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة لتتابع وتضغط من خلال الرعاة ليتوقف العدوان الصهيوني
  • نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل ليتوقف العدوان الإسرائيلي
  • إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
  • بيروت.. وزير الخارجية المصري يطالب بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية
  • أمريكا تضغط لإقصاء حزب الله من الحكومة اللبنانية..ما السبب؟
  • وزير الخارجية: نأمل في تشكيل الحكومة اللبنانية قريبًا
  • رويترز: خط أحمر أميركي على مشاركة حزب الله بالحكومة اللبنانية
  • خلال زيارته لبيروت.. تفاصيل لقاء وزير الخارجية برئيس الحكومة اللبنانية المكلف
  • وزير الخارجية يلتقي رئيس الحكومة اللبنانية المكلف خلال زيارته بيروت