بوابة الفجر:
2024-09-18@00:40:52 GMT

19 عام دون جاني.. أسرار مجزرة بني مزار

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

في ليلة مظلمة من ليالي ديسمبر 2005، هزت مصر واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها البلاد في تاريخها الحديث، عُرفت لاحقًا بـ "مذبحة بني مزار". 

لم تكن مجرد جريمة قتل عادية، بل كانت مجزرة دموية بوحشية غير مسبوقة، استهدفت ثلاث عائلات بأكملها في هدوء قرية صغيرة بمحافظة المنيا. الأسلوب المروع للجريمة، والغموض الذي أحاط بها، جعلاها حديث الشارع المصري لفترة طويلة، حيث لا يزال السؤال المحير قائمًا: ما الدافع وراء هذا الهجوم البشع؟.

الموقع التوقيت

وقعت مذبحة بني مزار في إحدى قرى مركز بني مزار بمحافظة المنيا، جنوب مصر. جرت الأحداث المؤسفة في الليلة بين 28 و29 ديسمبر 2005، حيث تم اكتشاف جريمة بشعة هزت الرأي العام المصري والعربي بسبب وحشيتها وغموض دوافعها.

تفاصيل المذبحة

في هذه الليلة، قُتل عشرة أشخاص، بينهم رجال ونساء وأطفال، جميعهم من ثلاث عائلات مختلفة. قُتل الضحايا بطرق وحشية؛ فقد تم ذبح بعضهم بطريقة شنيعة، بينما قُطعت أجزاء من أجساد الآخرين.

 الجريمة اتسمت بعنف غير مسبوق، حيث لم يتم فقط قتل الضحايا، بل تعرضوا أيضًا لتعذيب وحشي، وتم استخدام أدوات حادة لتنفيذ الجريمة.

العائلات المستهدفة كانت من قرية "شمس الدين"، وقد عاشوا في بيوت مجاورة لبعضهم البعض، مما زاد من غموض الحادث وفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول دوافع الجريمة. 

لم يُسرق أي شيء من منازل الضحايا، وهو ما أزال الشكوك حول أن الدافع قد يكون السرقة، ووجه التحقيق نحو احتمالات أخرى، بما في ذلك الانتقام أو الصراعات الشخصية.

التحقيقات

أثارت الجريمة حالة من الذعر والهلع في مصر، وبدأت الأجهزة الأمنية في تحريات مكثفة للعثور على الجاني أو الجناة. 

تم استجواب العديد من الأشخاص من القرية ومن المناطق المجاورة، وتم البحث في جميع الفرضيات الممكنة، سواء كانت انتقامًا شخصيًا أو صراعًا عائليًا أو دوافع أخرى.

ومع ذلك، على الرغم من الجهود المكثفة من السلطات، لم يتم التوصل في البداية إلى أي دليل قاطع أو أدلة مباشرة تربط أحدًا بالجريمة. وأدى ذلك إلى تصاعد التساؤلات والتكهنات حول الأسباب الحقيقية للجريمة وما إذا كانت ذات أبعاد خفية أو لها صلة بتصرفات غامضة.

محاولة فك طلاسم الجريمة

على مدار الأشهر التالية، استمرت المحاولات للكشف مرتكبي الجريمة، إلى أن تم القبض على شخص يدعى "محمد عبد اللطيف" بتهمة ارتكاب المذبحة. 

اعترف المتهم في البداية بالجريمة، ولكنه تراجع فيما بعد عن اعترافه، مدعيًا أن الاعتراف جاء تحت ضغط وتعذيب من الشرطة.

بعد تقديمه للمحاكمة، تم الحكم عليه بالإعدام في البداية، لكن فيما بعد، وعند استئناف الحكم، تم تبرئته لعدم كفاية الأدلة التي تدينه بشكل قاطع، مما زاد من الغموض حول القضية.

التداعيات الاجتماعية والإعلامية

أثارت مذبحة بني مزار حالة من الجدل الواسع في وسائل الإعلام المصرية. تمت تغطية الحدث على نطاق واسع، وركزت الصحف والبرامج التليفزيونية على التساؤلات حول كيفية وقوع مثل هذه الجريمة الوحشية في قلب قرية ريفية هادئة.  

كما ألقى الحادث الضوء على قضايا أعمق تتعلق بالأمن في المناطق الريفية، حيث أثار هذا الحادث تساؤلات حول فعالية التدابير الأمنية وكيفية منع مثل هذه الجرائم مستقبلًا.

تأثير المذبحة على المجتمع

أثرت المذبحة على المجتمع المصري بشكل عام، وعلى سكان بني مزار بشكل خاص. كانت هذه الجريمة سببًا في خلق حالة من التوتر والخوف في المنطقة، حيث شعر السكان بعدم الأمان لفترة طويلة بعد الحادث. وفتح هذا الباب أمام تساؤلات أكبر حول الأسباب الحقيقية وراء الجريمة، وما إذا كانت مجرد حادث فردي أم جزءًا من مشكلة أعمق متعلقة بالصراعات الاجتماعية أو القبلية.

و تبقى مذبحة بني مزار واحدة من أكثر الجرائم وحشية وغموضًا في تاريخ مصر الحديث. ورغم مرور سنوات على الحادث، لا تزال الجريمة تثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية وهوية الجناة الفعليين. عدم الوصول إلى إجابات قاطعة جعل هذه الجريمة حاضرة في أذهان الكثيرين كواحدة من القضايا التي لم تُحل بشكل كامل، مما يضيف طبقة من الغموض على هذا الحدث المأساوي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجزرة دموية بني مزار الرأي العام المصري بني مزار بمحافظة المنيا مركز بني مزار محافظة المنيا

إقرأ أيضاً:

مفوضية اللاجئين: التستر على الجريمة

مفوضية اللاجئين: التستر على الجريمة..
علقت مفوضية اللاجئين على هذا الفيديو والذي يوضح استغلال مليشيا الدعم السريع للمساعدات الإنسانية فى أعمال عسكرية وعدم وصول المساعدات لمستحقيها وجاء فى بيانها:
“.. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقول، أنها علمت بالصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تظهر إساءة استخدام الأغطية المشمعة التي تحمل شعار المفوضية في السودان من قبل جهات عسكرية)..
و أضافت المفوضية في بيانها :
“لا يمكننا التحقق من صحة هذا المحتوى”!
،وقالت المفوضية ( انها تعرضت لعدة حالات سرقة ونهب لمواد الإغاثة في مواقع مختلفة في السودان)
واكتفت مفوضية شؤون اللاجئين بالتعبير عن قلقها ..
وهنا لابد من الإشارة إلى عدة نقاط:
قالت المفوضية (جهة عسكرية) ، دون تحديد تلك الجهة وهى تعرف انها مليشيا الدعم السريع.. ولم تشأ أن تشير لذلك..
– قالت إن مخازنها سرقت وهي تعرف أن مليشيا الدعم السريع هو من سرق مخازنها جهارا نهارا..
– قالت إنها لم تتحقق ، وهذه مسوؤليتها ، معرفة لمن تم تسليم مساعداتها الانسانية..
ومع كل ذلك اكتفت بالتعبير عن القلق وليس الادانة أو الدعوة للتحقيق..
من الواضح أن منظمات الأمم المتحدة لديها اختلال فى رؤيتها وطرق عملها ولابد من مراجعة ذلك ولذلك نأمل أن تستدعي الخارجية السودانية القائمين على أمر هذه المفوضية وتقديم احتجاج قوي..
ابراهيم الصديق على

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مفوضية اللاجئين: التستر على الجريمة
  • العلماء يفكون أسرار لغة النباتات
  • حركة أمل: هذه الجريمة لن تثني اللبنانيين عن الاستمرار في مقاومتهم
  • مذبحة البيجر.. كيف قرأ اليمنيون تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي لنعاصر حزب الله اللبناني؟
  • الاحتلال يرتكب مذبحة جديدة في مخيم البريج
  • استعدادا للعام الدراسي بالمنيا.. فتح باب ترخيص 160 سيارة ميكروباص
  • 42 عاما على مذبحة صبرا وشاتيلا.. أسلحة بيضاء وقتل بلا هوادة
  • إعلام أمريكي: شخصان تبادلا إطلاق النار خارج نادي ترامب للغولف وموقع الحادث معروف بارتفاع معدلات الجريمة
  • من محاولة إخفاء الجريمة إلى كشف الحقيقة: شقيق يفضح مقتل أخته في لحج
  • مقابل أسرار نووية.. باليستي إيران هدية لروسيا والعين على الأسلحة الذرية