الأوقاف الفلسطينية تحذر من تحريض إسرائيلي تجاه الأقصى
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
فلسطين – حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، امس الخميس، من “ارتفاع وتيرة التحريض الإسرائيلي” تجاه المسجد الأقصى المبارك.
وعقّبت الوزارة، في بيان، على نشر “نشطاء جبل الهيكل” الإسرائيلية المتطرفة، تسجيلا مصورا يظهر احتراق المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة مرفقا بتعليق “قريبا في هذه الأيام”.
وقالت إن “الخطورة التي أصبح يتضمنها خطاب الكراهية والتدمير للمقدسات الإسلامية أصبحت واضحة ولا تحتاج إلى تدقيق وفحص”.
وأضافت الوزارة، أن “هذا الخطاب التدميري الإرهابي المستند إلى جملة أساطير وأكاذيب أصبح يعلن عن أهدافه ومخططاته بشكل واضح وصريح”.
واعتبرت أن ذلك “مؤشر على الدعم السياسي والأمني لهذه المخططات والرؤى من قبل حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية التي تحمي هذه الفئة الإرهابية خلال الاقتحامات اليومية للأقصى”.
وطالبت الأوقاف الفلسطينية المجتمع الدولي “بإيقاف هذا العبث والجنون من قبل هذه الجماعات التي تحظى بدعم حكومي واضح”.
ودعت أبناء القدس إلى “الحذر والانتباه خشية تنفيذ هؤلاء المتطرفين لمخططاتهم، والعمل على المرابطة اليومية والتواجد الدائم داخل المسجد الأقصى”.
وفي بيان لها الثلاثاء، قالت الأوقاف الفلسطينية إن المستوطنين الإسرائيليين اقتحموا المسجد الأقصى 21 مرة خلال أغسطس/آب الماضي.
وأظهر مقطع الفيديو نشرته منظمة “نشطاء جبل الهيكل”، قبة الصخرة المشرفة داخل أسوار المسجد الأقصى وفي محيطها حريق كبير، ونشرت المنظمة الفيديو على منصة “إكس” مع عبارة “النصر المطلق”، ونشرته مرة ثانية مع عبارة “قريبا في هذه الأيام”.
وتدعو المنظمة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة إلى “إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى”، وتنشط بالدعوة إلى اقتحامات المتطرفين لباحات المسجد.
وبين الفينة والأخرى، يقتحم وزراء بحكومة بنيامين نتنياهو، وخاصة وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، المسجد الأقصى، رغم انتقادات إسلامية وعربية ودولية.
وفي أغسطس الماضي، دعا بن غفير، للسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى وإقامة كنيس في باحاته.
وشهدت الأسابيع الأخيرة زيادة ملحوظة بقيام متطرفين إسرائيليين بصلوات وطقوس تلمودية ورقص وغناء في المسجد.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف إجراءاتها لتهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في عام 1981.
وتقف وراء الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى جماعات يمينية متطرفة تجاهر بالدعوة لإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في مستقبل المسجد الأقصى في ضوء صفقة القرن الجديدة لترامب
في الوقت الذي يستعد فيه الاسرائيليون لطرح الرئيس دونالد ترامب من جديد صفقة القرن، فإنهم يبدون قناعة لافتة أنه سيدعو لحلّ القضية الفلسطينية ليس من خلال محادثات ثنائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما دعت المبادرات الدولية السابقة، بل في إطار إقليمي بين دولة الاحتلال والعالم العربي، بقيادة السعودية، ولن يقوم الحل على أساس الحقوق الوطنية للفلسطينيين، بل على المنفعة الاقتصادية التي ستعود عليهم، مما يعني أن المحور الإسرائيلي- السعودي سيشكل أساس الترويج لخطط ترامب.
بنحاس عنباري، المستشرق الاسرائيلي بمركز القدس للشؤون العامة والدولة، ومؤلف عدة كتب عن القضية الفلسطينية، أكد أن "صفقة ترامب المتجددة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تتعلق بمحورين أساسيين: أولاهما خريطة الدولة الفلسطينية المؤقتة في ثلثي الضفة الغربية، وإرساء وضع قائم جديد في القدس المحتلة، وهو ما يتعارض مع مصلحة ايتمار بن غفير، الشريك الأساسي في الحكومة، الذي يسعى فعلياً لمواصلة زعزعة استقرار المسجد الأقصى".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "صفقة ترامب تعترف بساحة المسجد الأقصى كمنطقة تابعة للمسلمين، والاعتراف بساحة حائط البراق كمنطقة تابعة لليهود، والاعتراف بإسرائيل كقوة مسؤولة عن أمن ساحة الحرم، وحق المستوطنين في اقتحامها باعتبارها مخصصًا للزوار، وليست للمصلين، وشكل هذا الوضع الراهن بمثابة مرساة للاستقرار في القدس بجزأيها، وصمدت أمام اختبارات الانتفاضات التي أثارت غضب الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "صفقة ترامب يعاد طرحها قريبا فيما يتآكل الوضع الراهن في المسجد الأقصى بسبب ضغوط ومطالبات منظمات الهيكل، وتزايد صلواتهم في ساحة الأقصى، مما شكل انتهاكا إسرائيليا صارخا، عندما أعلن بن غفير صراحة عن نيته بناء كنيس في الحرم القدسي، أمام صمت رئيس الوزراء نتنياهو، مما قد يدل على أن موضوع الكنيس مدرج في اتفاق الائتلاف الشفهي بينهما، ولم يتم كتابته بالطبع، لأن بناء كنيس في الحرم القدسي لا يتوافق مع السياسة الأمريكية المعلنة".
وأشار إلى أن "ترامب "ابتكر" في ولايته السابقة إنشاء وضع راهن جديد في المسجد الأقصى، بموجبه لن يكون الأردن بعد الآن الراعي العربي الوحيد له، بل ستنشأ رعاية عربية إسلامية جديدة، سيكون جزءً منها، وربما ستكون السعودية القوة الإسلامية الرائدة والمرجعية، على أن تكون العاصمة الفلسطينية في بلدة أبو ديس، الأمر الذي قوبل حينه برفض أردني فلسطيني، ومع ذلك فقد بقيت السيطرة في الحرم للاحتلال الاسرائيلي ولكن بسبب فشل ترامب في الانتخابات السابقة أمام جو بايدن، فقد توقف إعادة صياغة جديدة للوضع الراهن في المسجد الأقصى، والآن سيتم تجديده، وسيعطى الأولوية على حساب تشكيل دولة فلسطينية بالضفة الغربية".
وزعم عنباري أن "تشكيل الوضع الراهن الجديد في المسجد الأقصى له جدوى كبيرة، رغم أنه لا يخلو من المشاكل، لأن مشهد اليهود ذوي الشعر المستعار يتحدّون المسلمين في مكانهم المقدس لن يزيد من أمن اليهود في العالم، ولا يساعد بمكافحة معاداة السامية، رغم أن المتدينين اليهود سيرحبون بتسوية الوضع في الأقصى، في حين ستتلقى الدول العربية والاسلامية المعتدلة مثل إندونيسيا المسؤولية التشغيلية له، مع بقاء المسؤولية الأمنية لإسرائيل، الأمر الذي سيلقى معارضة الدول الرافضة مثل تركيا وجماعة الإخوان المسلمين وأذرعها".
وأكد أنه "عندما نأتي لصياغة الوضع الراهن الجديد في المسجد الأقصى، ينبغي التركيز أولاً على التوتر بين آل سعود والهاشميين بخصوص لقب "حارس الأماكن المقدسة"، حيث لم تقبل السعودية هذا اللقب للأسرة الهاشمية، والهاشميون حريصون على حصريتهم في هذا المكان المقدس، وهنا يكمن جذر تدهور العلاقات بين الأردن وإسرائيل".
وختم بالقول إنه "صحيح أن الوقت الحالي يبدو الأمر مستعصياً على الحل، ولكن إذا أعادت السعودية المساعدات الاقتصادية للأردن، واستقرت الضفة الشرقية اقتصادياً، ووجدت المملكتان لغة مشتركة حول القضايا الإقليمية، فسيكون ممكناً التوصل إلى تسوية تتعلق بالوضع الراهن في المسجد الأقصى".