مريم الزعابي تبتكر لمواجهة التحديات البيئية
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
خولة علي (دبي)
الطالبة المبتكرة مريم عيسى الزعابي من النماذج الشبابية الواعدة في مجال الابتكار والتكنولوجيا، تمكنت بفضل شغفها بالبرمجة والبحث العلمي من تحقيق عدة إنجازات على مستوى الدولة والوطن العربي.
ولم تكتفِ بتطوير مهاراتها الذاتية، بل كانت تجربة تعاونها مع زملائها دافعاً لتعزيز روح التحدي لديها، ما أهلها للفوز بعدة جوائز.
ومن إنجازاتها مشروع «الشاطئ المستدام» وأبحاثها التي تناولت حلولاً مبتكرة للتحديات البيئية مثل الأعاصير وارتفاع منسوب المياه.
الشغف بالقدوة
بدأ شغف الطالبة مريم عيسى الزعابي (الصف العاشر) بالابتكار منذ الصغر، استلهاماً من والدتها التي تبتكر تصاميم فريدة وتبحث عن حلول إبداعية للمشكلات، وقد طورت مهاراتها في الابتكار من خلال المشاركة في المسابقات والجوائز التي فتحت لها الأبواب لتلقي الملاحظات من الخبراء وحضور الورش التدريبية التي أسهمت في تعزيز معرفتها وصقل مهاراتها العملية.
وتقول: كان أول ابتكار لي في مجال برمجة روبوت يساعد في تعقيم وفحص المرضى، أطلقت عليه اسم «لق»، وهي كلمة إماراتية تعني العناية أو الاهتمام، وكان الهدف توفير حل تكنولوجي يسهم في تحسين الرعاية الصحية وتسهيل الإجراءات الوقائية في الأوقات التي تتطلب تدابير صحية مشددة مثل فترة انتشار الأوبئة.
سر النجاح
سجل مريم الزعابي حافل بالتميز وهي عضو شرف في مختبر الابتكار الرقمي وعضو في جمعية المخترعين، حيث حققت مراكز متقدمة.
وتقول: أحرص على تنظيم وقتي بشكل جيد بين الدراسة وتطوير مهاراتي في مجالات أخرى مثل تعلم تقنيات جديدة وممارسة هواياتي، وأستخدم جدولاً يومياً يساعدني على تخصيص وقت لكل نشاط حسب أولويته، وأستغل أوقات الفراغ لتعلم البرمجة وممارسة هواياتي مثل الرسم وكتابة القصص.
طموح
وتطمح الزعابي بأن تصبح عالمة وباحثة ومبتكرة بارزة في مجال البيئة والنباتات، كما تسعى للعمل على مشاريع تسهم في حماية البيئة وتعزيز الاستدامة من خلال البحث والابتكار، وتطوير حلول علمية وتقنيات جديدة لمواجهة التحديات البيئية، مثل التغير المناخي وتدهور التنوع البيولوجي.
كما تطمح إلى تقديم إسهامات مهمة في مجال الزراعة المستدامة والحفاظ على النباتات النادرة، لتسهم في تحقيق توازن بين التطور البشري وحماية البيئة.
إنجازات
فازت الطالبة مريم الزعابي في مسابقة «يداً بيد» للحفاظ على البيئة، وحازت المركز الأول في مشروع «الشاطئ المستدام» ومسابقة «قصة وطن»، كما حصلت على شهادة صندوق الوطن للبرمجة.
وعلى الصعيد الدولي، حصلت على الميدالية البرونزية في مسابقة تونس للعلوم I-fest2.
وشاركت في الملتقى الإقليمي «جلوب»، وحققت الميدالية الذهبية في مسابقة البحوث العلمية لبرنامج جلوب البيئي في الأردن، وحازت المركز الأول في البحوث النظرية، وأفضل ابتكار علمي على مستوى الحلقة الثانية في الدولة بمشروع تأثير التغير المناخي على ارتفاع مستويات البحر في الإمارات.
كما تأهلت إلى نهائيات «كوب 28» بمشروع «الشاطئ المستدام» الذي يعطي حلولاً وفرضيات لمشكلة ارتفاع منسوب مياه السواحل الشرقية للدولة، أثناء فترة الأعاصير.
وفازت بالمركز الأول في «الهاكاثون» لأفضل فكرة ابتكارية، إضافة إلى مراكز متقدمة في «هاكاثون جامعة أبوظبي» لأفضل ابتكار علمي مستدام، وفازت بابتكار المهندس الآلي في «هاكاثون الإمارات».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التحديات البيئية والاستدامة الابتكار الإمارات الاستدامة الحفاظ على البيئة فی مجال
إقرأ أيضاً:
في حضرة العذراء.. لماذا رسم رفائيل السيدة مريم أكثر من 30 مرة؟
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنان الإيطالي رفائيل، وفي زمن كانت فيه الريشة لغة الروح، لم يكن رفائيل مجرد رسام، بل كان شاعرًا صامتًا، يكتب بالجمال والضوء والظلال.
ومن بين كل الموضوعات التي تناولها، برزت السيدة العذراء مريم كأكثر ما أسر وجدانه، حتى أصبحت ملامحها تكرارًا ناعمًا في لوحاته، وسرًا دفينًا وراء عبقريته الخالدة.
أكثر من ثلاثين ظهورًارسم رفائيل العذراء مريم في أكثر من ثلاثين لوحة، كل واحدة تحمل اسمًا خاصًا: “العذراء والطفل”، “عذراء الكنيسة الكبرى”، “عذراء المروج”، “العذراء سيستينا”، وغيرها.
ومع كل مرة، كان يعيد تشكيلها في ثوب جديد، لكن بنفس الهيبة الهادئة والعينين الحانيتين.
فلماذا هذا الإصرار؟ ولماذا كانت مريم، تحديدًا، مصدر إلهامه الأبدي؟
بين الإيمان والجمالفي عصر النهضة، كانت الكنيسة أكبر راع للفن، وكانت صور السيدة العذراء من أبرز الموضوعات الدينية المحببة.
لكن رفائيل لم ير مريم كـ”موضوع ديني” فقط، بل كرمز أعمق للجمال الإلهي، والصفاء الروحي، والأمومة المقدسة.
استخدم رفائيل الضوء الناعم والملامح الرقيقة ليمنحها حضورًا بشريًا ومقدسًا في آن واحد لم تكن مريم عنده بعيدة عن الناس، بل قريبة، أمًا للجميع، في لوحات تضج بالحياة أكثر من القداسة المتجمدة.
وجه مريم… وجه من؟تقول بعض الدراسات إن رفائيل استلهم ملامح العذراء من امرأة أحبها في صمت، والبعض الآخر يذهب إلى أنه بحث عن وجه الطمأنينة في وجوه نساء بلده، حتى وصل إلى هذا النموذج المثالي.
وفي كل الأحوال، لم تكن مريم عنده مجرد شخصية دينية، بل وجهًا يبحث فيه عن السلام في عالم مضطرب.
“العذراء سيستينا”: الأيقونة الخالدةواحدة من أشهر لوحاته – وربما أجملها – كانت “العذراء سيستينا”، التي رسمها في سنواته الأخيرة.
يظهر في اللوحة مريم وهي تمشي بثبات وتحمل المسيح، بنظرة فيها قوة وهدوء وسكينة، كأنها تعرف مصير ابنها، لكنها لا تخاف. في أسفل اللوحة، يظهر ملاكان صغيران ينظران لأعلى ببراءة وسخرية طفولية، أصبحا فيما بعد من أشهر رموز الفن في العالم.
بين الدين والفن.. رفائيل يمشي على خيط رفيعتميز رفائيل بقدرته على الجمع بين الإيمان العميق والإبداع الحر.
لم يكن يرسم العذراء كواجب ديني، بل كرحلة جمالية وفكرية، يعكس من خلالها فهمه العميق للأنوثة والقداسة والإنسانية