وصف الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا العملية العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد منشأة إيرانية في سوريا بالمعقدة، لكنه أكد في الوقت نفسه بأنها ليست نقطة تحول في الصراع الحالي.

وأوضح حنا -للجزيرة- أن الموقع المستهدف قصف جوا أكثر من مرة سابقا، لكن هذه المرة نفذت عملية معقدة بدءا من الاستطلاع مرورا بتحضير القوات الخاصة واستعمال المروحيات وصولا إلى القصف والإنزال الجوي.

ولفت إلى أن العملية تعتبر نقلة نوعية في العمق السوري، إذ يبعد الموقع المستهدف بين 40 و50 كيلومترا عن منشآت وقواعد روسية.

وعن رسائل إسرائيل من العملية، يعتقد الخبير الإستراتيجي أنها تتجسد في القدرة إلى الوصول إلى منظومة لوجستية خاصة بحزب الله في سوريا وصواريخه الدقيقة.

كما يعني تدمير الموقع المستهدف "قدرة إسرائيل على القيام بعمليات خاصة مشابهة بالداخل السوري واللبناني" -وفق حنا- إضافة إلى قدرة إسرائيل على جمع المعلومات والوثائق واستجواب الأشخاص.

وأضاف "كل هذا يعطيها معلومات دقيقة عن منظومة إيران وكيفية تصنيع السلاح وكيفية إدخاله إلى لبنان وأنواعه أيضا".

ويوضح الخبير العسكري أن مستوى المخاطر والفشل في مثل هذه العمليات عالٍ جدا، لافتا إلى أن نجاحها -في حال صدقت التقارير- يعني قدرة إسرائيل على التخطيط وجمع المعلومات الاستخبارية وتحديد القوات التي ستتدخل والوصول إلى المنطقة المستهدفة.

وخلص إلى أن العملية قد تؤسس إلى مرحلة ما خاصة في ظل الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله لكونها وقعت داخل العمق السوري، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة الانتظار والتأكد من نجاح العملية أو فشلها.

تفاصيل العملية

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد أفادت أن قوات كوماندوز إسرائيلية تسللت إلى منشأة أمنية للحرس الثوري الإيراني في سوريا ودمرتها، خلال الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر الاثنين الماضي عن مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من 40، ووصف بأنه الأعنف منذ سنوات.

وأفادت الصحيفة بأن قوات الكوماندوز الإسرائيلية استولت على أجهزة من منشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من مصياف بريف حماة غربي سوريا، قبل أن تنسحب.

بدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "إسرائيل نفذت عملية كوماندوز بسوريا دمرت خلالها منشأة إنتاج صواريخ موجهة بدقة لحزب الله"، وإن العملية شملت غارة جريئة لقوات إسرائيلية نفذت إنزالا استولت فيه على مواد من المنشأة.

وأوضح هؤلاء المسؤولون أن العملية شملت غارات جوية على مركز البحوث العلمية قرب مدينة مصياف السورية، وشددوا على أن اللجوء لقوات برية كان ضروريا لجمع معلومات من الموقع السري ولم تقع إصابات بين الجنود.

 

في السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصادر قولها إن وحدة نخبة بالجيش الإسرائيلي دمرت بغارة في سوريا هذا الأسبوع مصنعا سريا للصواريخ الدقيقة، كانت إيران قد شيدته.

وأوضحت المصادر أن الهجوم الإسرائيلي على مصنع الصواريخ تضمن عملية برية هي الأولى ضد أهداف إيرانية في سوريا، كما كشفت أن الوحدة الإسرائيلية قتلت حراسا سوريين بمصنع الصواريخ، في حين لم يصَب إيرانيون أو مسلحون من حزب الله.

وشددت المصادر على أن الغارة الإسرائيلية على مصنع الصواريخ بسوريا كانت تهدف إلى منع إرسال تعزيزات إلى المنطقة.

بدوره، نفى الحرس الثوري الإيراني وجود أي قوات إيرانية في مصياف، معتبرا "المزاعم حول إصابة وأسر قوات لنا كاذبة بالكامل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی سوریا

إقرأ أيضاً:

غالانت: لا يمكن إعادة سكان الشمال دون عملية واسعة ضد حزب الله

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الإثنين، إن الطريقة الوحيدة لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان هي عملية عسكرية واسعة في لبنان.

وقال غالانت خلال لقائه المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين: "الوقت نفد أمام المفاوضات الدبلوماسية مع حزب الله، وأن المنظمة اللبنانية هددت بمواصلة مهاجمة إسرائيل ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس".
وأضاف "الطريق الدبلوماسي لم يعد قابلاً للتطبيق، لأن مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس متوقفة حالياً".
وعرض غالانت على المبعوث الأمريكي وطاقمه الخيارات العملياتية للجيش الإسرائيلي ضد حزب الله، حسب "جيروزاليم بوست".

#عاجل| غالانت: احتمال الاستيطان في جنوب لبنان قائمhttps://t.co/KOtZlx5mIO

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2024

وأكد غالانت أن "دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في الشمال في هذه الفترة الحرجة وبعدها، مع أملها في بناء توازن أمني أكثر ملاءمة ضد حزب الله، سيظل أمراً حاسماً".
وفي السياق، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في لقاء لاحق، المبعوث الأمريكي آموس هوكستين بأنه يسعى الى "تغيير جذري" على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقال نتانياهو خلال اجتماعه بهوكشتاين بحسب بيان لمكتبه: "لا يمكن إعادة السكان النازحين دون تغيير جذري في الوضع الأمني في الشمال"، مضيفاً أن "إسرائيل تقدر وتحترم دعم الولايات المتحدة، لكنها في النهاية ستعمل الضروري للحفاظ على أمنها".

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: العملية الإسرائيلية بلبنان عطلت نظام القيادة والسيطرة العسكري لحزب الله
  • “حزب الله” يصف الاختراقات الإسرائيلية للأجهزة اللاسلكية بـ “العملية الغامضة”
  • هيئة البث الإسرائيلية: حزب الله يستعد لشن عملية عسكرية ضد إسرائيل
  • ‏الجيش الإسرائيلي: الشاباك أحبط عملية استهداف مسؤول سابق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعبوة ناسفة تابعة لحزب الله
  • إيهاب الطماوي: الدستور يحمي الملكية الخاصة ولا يمكن المساس بها إلا بحكم قضائي
  • غالانت: لا يمكن إعادة سكان الشمال دون عملية واسعة ضد حزب الله
  • الحرس الثوري الإيراني: لم يحدث أي اعتداء على مواقع إيرانية في سوريا خلال الأيام الأخيرة
  • وسائل إعلام إيرانية تقع في فضيحة محرجة بشأن إطلاق الصاروخ الحوثي على إسرائيل
  • قراءة في ملف الاغتيالات الإسرائيلية
  • «التعليم العالي»: لا يمكن للطالب تأجيل التسجيل في تنسيق أي مرحلة