الهند تتقدم بسرعة نحو ” ثورة الطاقة الخضراء” لبناء مستقبلها
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
نيو دلهي : البلاد
إن الهند من خلال الخطة الأوسع في العالم من اجل توسيع الطاقة المتجددة وهدفها الطموح لتحقيق 50% من متطلبات الكهرباء غير القائمة على الوقود الأخفوري بحلول عام 2030م، وقد ظهرت الهند رائدة عالمية في مجال استغلال الخضراء لم تقتصر على بناء قدرتها المحلية في الطاقة المتجددة لضمان أمن الطاقة فحسب بل انها تشارك في نشاط من اجل تعزيز التعاون العالمي في مجال الطاقة الخضراء لتحقيق مستقبل مستدام.
وفي هذا السياق، اشار الخبراء إلى أن ازدهار قطاع الطاقة المتجددة في الهند هو نتيجة لثلاثة عوامل رئيسية اولاً المشاركة الفعّالة من جانب الحكومة الهندية وثانياً توسع السوق المحلية وزيادة الوعي بأهمية الموارد المتجددة وثالثاً تعزيز القدرة البحث والتطوير في قطاع الطاقة الخضراء. كما ذكر بيان أصدرته الحكومة الهندية مؤخراً يقول “إن المبادرات التي أطلقتها الحكومة الهندية مثل المهمة الوطنية للطاقة الشمسية والمهمة الوطنية لطاقة الرياح تلعب دورًا حاسمًا في بناء إطار سياسي قوي لدعم قطاع الطاقة الخضراء”.
يذكر أن السماح بإستثمارات أجنبية مباشرة بنسبة 100% في مشاريع الطاقة المتجددة عبر المسار التلقائي هو خطوة ايجابية أخرى في هذا الإتجاه . كما أن اداة السياسات مثل خطط الحوافز المرتبطة بالإنتاج (PLI) للطاقة الشمسية الكهروضوئية بإستثمار يبلغ حوالي 2.9 مليار دولار أمريكي تقود الإقتصاد نحو مستقبل أكثر خضرة. ثم هناك انتاج المحولات الدقيقة هو مجال آخر تحقق فيه الهند أداءً استثنائياً . ومن المتوقع أن ينمو سوق هذه المحولات الشمسية المتقدمة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 16% من عام 2022 إلى 2029م ليصبح قطاعًا بقيمة 530 مليون دولار بحلول عام 2029م.
كما أضاف البيان أن قدرة طاقة الرياح، التي تحتل حاليًا المرتبة الرابعة عالميًا، من المتوقع أن تنمو بنسبة 60% لتصل إلى 71 جيجاوات بحلول نهاية هذا العقد وكذلك “هدف النظام السياسي الحالي هو توسيع أهداف سوق الطاقة المتجددة نحو خفض كثافة الكربون، وتقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري اضافة إلى تعزيز الريادة في السوق” حيث تُعد الهند مركزًا رئيسيًا لتصنيع طاقة الرياح بحسب البيان.
ومن جانب آخر، أن قدرة الهند التصنيعية اصبحت واضحة كونها واحدة من بين خمس دول فقط قادرة على انتاج جميع المكونات الرئيسية الستة لتوربينات الرياح بالإضافة إلى ذلك انه من المتوقع أن يساهم هدف السكك الحديدية الهندية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2030م وتقليل الإنبعاثات بمقدار 60 مليون طن سنوياً وفيما يتعلق بسوق المستهلك المحلي، شهدت الهند بالفعل ازدهارًا في سوق المركبات الكهربائية مع زيادة مبيعات السيارات الكهربائية والدراجات البخارية الكهربائية ذات العجلتين بشكل مستمر.
كما شهدت الهند حتى مارس 2023م حيث تسير فيها حوالي 2.3 مليون مركبة كهربائية في الهند، مع أكثر من مليون مركبة في كل من فئات الدراجات البخارية ذات العجلتين والثلاث عجلات. وكذلك أصبحت وسائل النقل العام في مدن كبرى مثل دلهي وبوني خالية تقريبًا من الحافلات التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تزايد أعداد الحافلات الكهربائية في حين أحرزت الهند تقدمًا كبيرًا في فصل تطورها الاقتصادي عن انبعاثات الغازات الدفيئة. والهند ترسخ الآن سردية التنمية الاقتصادية العالمية على نموذج أقل اعتمادًا على النهج الكثيف الكربون.
والجدير بالثناء انه في السنة المالية 2024م، كانت الطاقة المتجددة مسؤولة عن 70% من أصل 26 جيجاوات من الطاقة الجديدة المولدة في الهند حيث بلغت القدرة الإجمالية للطاقة المثبتة 442 جيجاوات مع مساهمة الطاقة المتجددة بنسبة 33% من هذا الإجمالي. وهناك جانب مهم آخر من ثورة الطاقة الخضراء في الهند هو التعاون الدولي حيث كانت الهند في طليعة الجهود الرامية إلى تنظيم منصة للحوار والتعاون العالمي بشأن قضايا الطاقة مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA)، ونتج عنه إنشاء الصندوق العالمي للطاقة الشمسية حيث ساهمت الهند بحوالي 25 مليون دولار كصندوق أساسي أولي.
وبالمثل، يعد التحالف العالمي للوقود الحيوي تحالفاً متعدد الأطراف يشمل الحكومات والمنظمات الدولية والصناعات، وقد تم إطلاقه بمبادرة من الهند خلال رئاستها لمجموعة العشرين. وفي هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن الهند تواصل تقدمها بسرعة نحو تحقيق نمو تحولي ومتعدد الأبعاد في مجال الطاقة الخضراء والنظيفة. ولا شك إن مثل هذه التطورات السريعة والتوسع في مجال الطاقة الخضراء في ظل تزايد الحاجة إلى مصادر طاقة أنظف والتي تجعلها لا تقل أهمية عن كونها ثورة جديدة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الهند الطاقة المتجددة الطاقة الخضراء للطاقة الشمسیة فی الهند فی مجال قطاع ا
إقرأ أيضاً:
أكاديمية البحث العلمي تشارك في جلسة حوارية بمؤتمر المناخ بأذربيجان
شاركت الدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور تامر حمودة المُشرف على قطاع الابتكار والتسويق، في جلسة حوارية بالتعاون بين الأكاديمية والمنظمة العلمية للملكية الفكرية في جناح الأمم المتحدة بالمنطقة الزرقاء لمؤتمر المناخ COP 29 بمدينة باكو بدولة أذربيجان، تحت عنوان «الطاقة الجديدة والمتجددة ودورها في مجابهة التحديات البيئية للتغيرات المناخية»، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
واشتملت الجلسة على عرض أهمية دور الابتكار والتكنولوجيا في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. وخلال الجلسة، أطلقت المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بالتعاون مع مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ (CTCN) وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر (ASRT)، الإصدار الثالث من كتاب التكنولوجيا الخضراء (GTB)، وعرض النتائج التي توصلت إليها فيما يتعلق بالابتكارات في مجال الطاقة لتغير المناخ.
كتاب التكنولوجيا الخضراء على المناطق الريفيةوركز إصدار الطاقة من كتاب التكنولوجيا الخضراء على المناطق الريفية، والمناطق الحضرية والخدمات الأساسية مثل: (المستشفيات ومراكز البيانات والمتاجر الكُبرى)، ويُغطي كل حلول التخفيف والتكييف.
واستعرضت الدكتورة جينا الفقي مشروعات أكاديمية البحث العلمي الداعمة لتعظيم البنية البحثية والمُخرجات في مجال الطاقة المُتجددة، وذكرت على سبيل المثال وليس الحصر المعمل المصري الصيني بسوهاج وطاقته الإنتاجية للخلايا الشمسية والدور الكبير الذى يلعبه معمل البحوث المُصاحب له في تطوير البحوث ذات الصلة، كما تم استعراض رؤية مصر ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول دعم استخدام الطاقة النظيفة والمُتجددة. كما شارك مكتب الابتكار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة في الجلسة، واستعرض ممثلو المكتب أهمية تشكيل الطاقة جزءًا من تحويل القطاع الزراعي، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية وشبه الحضرية، مع التركيز على أهمية التكنولوجيا وشمولها.
كما استعرض الاتحاد الدولي للاتصالات مبادرة العمل الرقمي الأخضر مُتعددة الأطراف في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، لتعزيز العمل الموسع بين الشركات والحكومات وغيرها، وتناول أهمية البنية التحتية الرقمية الخضراء والمقاومة للمناخ، واستكشاف الابتكارات مثل الكابلات البحرية الذكية.
وناقشت منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» مُساهمة تكنولوجيا الطاقة في التجارة والتنمية ومبادراتها ذات الصلة.
وشاركت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) رؤى أنظمة الابتكار العالمية للتكنولوجيا النظيفة، مع التركيز على آليات الدعم لتطوير ونمو الابتكارات التكنولوجية التي تُركز على انتقال الطاقة، والتعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، والاتجاهات العالمية والوطنية، كما هو موضح في مؤشر الابتكار العالمي للتكنولوجيا النظيفة.