حماقي.. الكثير من الحب والغزل القليل من الدراما
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
خلال 90 يومًا طرح الفنان محمد حماقي تدريجيًا 8 أغانِ من ألبوم “هو الاساس”، والتي حققت نجاحًا كبيرًا خلال فترة الصيف عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب، والمنصات الموسيقية الشهيرة، وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة عبر حساباتهم الخاصة بجانب الصفحات المختصة بعرض الأغاني الجديدة.
عرض تفصيلي لأغاني ألبوم هو الاساس الثمانيةبدأ حماقي سلسلة أغاني ألبوم “هو الأساس” من أغنية واكلة الجو في يوليو التي حصلت على الأعلى مشاهدة بين أغنيات الألبوم بجانب أغنية “تخسرني” مع احتساب الفارق الزمني بين صدور الأغاني، حتى أغنية "جديدة لانج التي طرحها في نهاية أغسطس الماضي.
حماقي( غزل أكتر .. دراما أقل )
عند الاستماع إلى الـ 8 أغاني نجد أن حماقي قد صب تركيزه على الموجة الإيقاعية المبهجة وزيادة جرعة الغزل مقابل نوعين دراميين هما “تخسرني، بناقص”، فمن الممكن أن نرى “هو الأساس” أتى بإنتاجية غنائية مبهجة وقليل من القصص الدرامية المؤلمة، وعنما تتضح الصورة الغنائية بالكامل للألبوم ستتضح لنا أكثر النم الخاص بهذا الألبوم.
مشاهدات الـ 8 أغاني من “هو الأساس”حققت واكلة الجو أكثر من مليوني مشاهدة و 200 ألف مشاهدة، من كلمات تامر حسين ألحان عزيز الشافعي توزيع تميم .
وتقول كلماتها “أنا جنبي قاعدة أحلى واحدة في القعدة واحدة واخدة قلبي واحدة واحدة ضرب نار دمار دي مش بتهدا جامدة مش هزار أنا جنبي قاعدة أحلى واحدة في اللمة لأ بجد فينها وفين همّ حد شاف جمال كده بالذمة دايسة ع الزرار واكلة الجو اليوم بوجودها احلوّ هفضل 100 سنة هنا لو قدامي عينيها الحلوين دول واخدة الناس بالرقة وبالإحساس أنا عيني عليها يا ناس إيه اللي بتعمله فيا ده معقول أنا جنبي قاعدة أحلى واحدة في القعدة واحدة واخدة قلبي واحدة واحدة ضرب نار دمار دي مش بتهدا جامدة مش هزار أنا جنبي قاعدة أحلى واحدة في اللمة لأ بجد فينها وفين همّ حد شاف جمال كده بالذمة دايسة ع الزرار أنا جنبي واحدة الجمال يغير منها والقمر يموت يبقى مكانها واللي شافها مرة بيدمنها مايصادفش نوم وأنا ع العموم بقول وأحب أعرّفها لو مافيش مضايقة أنا هخطفها خطفة م اللي هتحب تشوفها مني كل يوم واكلة الجو اليوم بوجودها احلوّ هفضل 100 سنة هنا لو قدامي عينيها الحلوين دول واخدة الناس بالرقة وبالإحساس أنا عيني عليها يا ناس إيه اللي بتعمله فيا ده معقول ”
وبعد “واكلة الجو” قام حماقي بالدفع بـ 3 أغاني في يوم واحد “شاغل عيون الناس، بناقص، صدمة”
سجلت شاغل عيون الناس أكثر من مليون و 700 ألف مشاهدة عبر يوتيوب، من كلمات تامر حسين، ألحان عزيز الشافعي، توزيع :توما
وتقول كلماتها "يا شاغل عيون الناس إيه الحكاية كده كتير هغير لأ كفاية يا قمري اللي نوّر سمايا إديني فرصة محتاج معاد وداري عني عينك تداري أداري إيه ما خلاص قايدة ناري عيني عليك في ليلي ونهاري يا عيني ع العشق اللي زاد ده مافيش زي حبيبي زي زي حبيبي هلاقي مين لو قالوا إن حبيبي جَي مش ممكن أغمض عين يا شاغل عيون الناس إيه الحكاية كده كتير هغير لأ كفاية يا قمري اللي نوّر سمايا إديني فرصة محتاج معاد وداري عني عينك تداري أداري إيه ما خلاص قايدة ناري عيني عليك في ليلي ونهاري يا عيني ع العشق اللي زاد الرقة دي مش على حد والحنية دي بقى فين والله بتكلم جد كده عقدت الباقيين وهدلع فيك وأنا حر ده مافيش بعدك حلوين عادي جداً لو تتغر مين قدك يا حبيبي مين
وجاءت صدمة بأكثر من مليون مشاهدة، وأحدثت ضجة كبيرة عند طرحها لجرأة جملة “يلعن أبو الناس” التي لم يستخدمها حماقي من قبل في أغانيه، وجاءت بين مؤيد ومعارض ، حيث جاء مؤيدوها بأنها كلمة عامية مستخدمة بكثرة في الأحاديث ولايقصد معناها الحرفي، واعتادوا على جرأة حماقي التي يحب أن يغيرها من ألبوم لآخر.
أما معارضوها فجاءت آرائهم بأنها لاتناسب حجم إسم حماقي وفنه الراقي الذي اعتاد عليه جمهوره منذ بدايته .
الأغنية شهدت التعاون الأول لحماقي بين الشاعر مصطفى حسن والملحن محمد عبد المنعم والتوزيع الموسيقي لـ توما.
وتقول كلماتها “فراقك ده جرح وصدمه حادثه مش مجرد كدمه خلت قلبي بره الخدمه مابقاش شغال يدخل غرب ليه في خلافاتنا ويبخوا السموم في حياتنا دايرين صبح ليل في سيرتنا وقولنا وقال يلعن ابو الناس اللي وقعوا مابينا يلعن ابو الناس اللي خلونا شيلنا يلعن ابو الناس اللي كلامهم بهدلنا يلعن ابو الناس اللي فرقونا يلعن ابو الناس اللي شيلونا يلعن ابو الناس اللي ضيعونا دموعي دي شلال نازله وبعدك وحيد و في عزله أيامي تقيله ورزله مابقتش انام حلفتك بقى ترجعلي أنا ليا حاجات تشفعلي سكتهم بقى واسمعلي شبعنا كلام”.
وجاءت الأغنية الدرامية الأولى في الألبوم بعنوان “بناقص” مع شهدان فهمي التي تعاون معها للمرة الاولى ومن ألحان أحمد صلاح حسني، وعودة العمل مع الموزع الموسيقي فهد، وحققت أكثر من مليون مشاهدة عبر يوتيوب.
وتقول كلماتها “بناقص الناقص فُضها سيرة.. وحيرة لإمتى هفضل ألوم وأحاسب وأدفع أنا فواتير قديمة ياللي انت بعت هوانا بالساهل والله دي تبقى في حقي عيبة لو فكرت معاك أتساهل والله ده أنا فجأة وعلى غفلة قلبي خلاص منك قفل قفلة ومهما تقول بابي خلاص مقفول ده قرار محسوم ولا يمكن أرجع فيه فراق بفراق بنهاية أكيدة.. أكيدة قلبي من بعدها مش شايفك هوا بتعدي مالكش قيمة انت مين مابقيتش عارفاك أيوة بدأت أنا صفحة جديدة راحتي فيها وأنا مش جنبك والله ده أنا فجأة وعلى غفلة قلبي خلاص منك قفل قفلة ومهما تقول بابي خلاص مقفول ده قرار محسوم ولا يمكن أرجع فيه”.
ودفعة ثلاثية أخرى قدمها حماقي في مطلع أغسطس مع “ليلي طال، العقد اللولي، تخسرني”
اقتربت ليلي طال من مليوني مشاهدة عبر يوتيوب ، من كلمات تامر حسين ألحان عزيز الشافعي، توزيع تميم، وتقول كلماتها “خلّص على اللي قبله.. من يوم ما قلبي قابله ولا حد كان طايلني.. ودي حاجة تتحسبله خلّص على اللي قبله.. من يوم ما قلبي قابله ولا حد كان طايلني.. دي بإسمه تتكتبله يا ويلي ويلي ويلي من الطلة أداري إيه وأداري ليه إنشالله دي حاجة فيه دي حاجة فيه واخداني وبلاقيه في بالي جه 100 مرة يا ويلي ويلي ويلي من الطلة أداري إيه وأداري ليه إنشالله دي حاجة فيه دي حاجة فيه واخداني يا ترى ليه! مسلم ليه وليلي طال.. طال ليلي طال.. طال ليلي طال في سهر معاه وصاحية عينيا مونساه يقوللي بحبك أقول وراه وبحسد قلبي عشان لقاه وليلي طال.. طال ليلي طال.. طال أنا قلبي مستلمني 100 ألف مرة لما على عمري قبل منه قال كنت ليه حارمني أنا قلبي مستلمني 100 ألف مرة لما على عمري قبل منه وأنا أقولّه غصب عني يا ويلي ويلي ويلي من الطلة أداري إيه وأداري ليه إنشالله دي حاجة فيه دي حاجة فيه واخداني وبلاقيه في بالي جه 100 مرة يا ويلي ويلي ويلي من الطلة أداري إيه وأداري ليه إنشالله دي حاجة فيه دي حاجة فيه واخداني يا ترى ليه! مسلم ليه ”
وجاءت العقد اللولي بلغة غزلية خفيفة مع كلمات تامر حسين، ألحان مدين، توزيع توما
وتقول كلماتها "يا أم العقد اللولي وصفولي عيونك وقالولي إن النظرة تسكّر وتدوّخ فأنا خدني فضولي بصيتلك ماقدرتش ماعرفتش حتى أصلب طولي آه يا تفاح يا مسكّر يا معطّش قلبي وراويهولي آه يا جاية على هوايا على هوايا جاية على هوايا أنا معذور هتجنن ما تبصي لنفسك في مراية بصيتلك ماقدرتش ماعرفتش حتى أصلب طولي آه يا تفاح يا مسكّر يا معطّش قلبي وراويهولي الضحكة الرنانة الفرحانة اللي مشغلانا أنا قلبي أما سمعها قاللي انسى دي تطلع برانا بصيتلك ماقدرتش ماعرفتش حتى أصلب طولي آه يا تفاح يا مسكّر يا معطّش قلبي وراويهولي آه يا حلوة يا مرسومة يا مرسومة هزود معلومة لو مين وقفت جنبك هتبانلي عادية ومظلومة بصيتلك ماقدرتش ماعرفتش حتى أصلب طولي آه يا تفاح يا مسكّر يا معطّش قلبي وراويهولي
والدراما الثانية في الألبوم “تخسرني” التي سجلت أكثر من مليوني و 100 ألف مشاهدة، وشهدت التعاون الأول مع الشاعر مصطفى ناصر والملحن تيام علي والتوزيع الموسيقي لـ توما.
وتقول كلماتها "شوف نفس الظروف خلوني ماسك فيك لكن خلوك تسيب مين! حبيتني مين! أنا ما افتكرش إنك في يوم كان لك حبيب معقولة اترميت منك وأديني في الطريق مشيت بدموع في عيني ده انت لو ناديت كنت تلاقيني ليه تخسرني معقول جه الأوان اللي انت عادي لو شفتني في مكان هتشوفني ماضي وتسيب أيام زمان بتضيع قصادي وتكسرني فاق وقت الفراق قلبي ولقاك فجأة في عينيه زي الغريب ياه شفتك حياة! ازاي قدرت تخلي ظني فيك يخيب معقولة اترميت منك وأديني في الطريق مشيت بدموع في عيني ده انت لو ناديت كنت تلاقيني ليه تخسرني معقول جه الأوان اللي انت عادي لو شفتني في مكان هتشوفني ماضي وتسيب أيام زمان بتضيع قصادي وتكسرني
وفي 22 من أغسطس طرح حماقي “جديدة لانج” التي مثلت عودة مميزة مع كلمات أيمن بهجت قمر ومن ألحان محمد يحيى، توزيع فهد.
وتقول كلماتها"حلّلي.. شوف دمي.. عيني مزغللة متغمي لو حد عمللي أشعة.. صورته بتطلع يا جماعة حتى النفس الداخل اسمه.. قلبي طلع من جسمي لجسمه قبل أما أقابله كنا اتنين.. ونصيبهم كام سنة يتقسموا ده له طريقة جديدة لانج.. له طريقة جديدة لانج وكلامه كده بنج.. كلامه كده بنج.. ماشفتش أخوه تسألني.. هتروّح.. مش ممكن كده هتسوّح ده أنا هنا مستني إشارة.. مش لينك طبيعي دي شرارة أقولك الحق أنا متلصم.. ماهو القمر قدامي مجسّم كنت تايه قبله سنين.. زي اللي متلخبط واتنظّم ده له طريقة جديدة لانج.. له طريقة جديدة لانج وكلامه كده بنج.. كلامه كده بنج.. ماشفتش أخوه
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حماقي حماقي هو الأساس محمد حماقي حماقي 2024 أغنية واكلة الجو أغنية بناقص أنا جنبی قاعدة أحلى واحدة فی کلمات تامر حسین شاغل عیون الناس وتقول کلماتها واکلة الجو لیلی طال أکثر من عینی ع
إقرأ أيضاً:
الحبّ الفلسفي
هل عاد الحب ليشكّل موضوعًا فلسفـيًا أساسيًا بعد أن أهملته الدراسات الفكرية لفترة طويلة؟ سؤال يُطرح، حين نجد هذا العدد من الفلاسفة الذين تصدّوا له فـي السنوات الماضية. فمن جان -لوك نانسي إلى جان -لوك ماريون، ومن آلان باديو وصولا إلى رون أوجين، (وغيرهم بالتأكيد)، نجد أن موضوعات الحب عادت لتحتل مكانة فـي تفكيرهم، لم تكن تعرفها فـي العقود الأخيرة. آخر الواصلين إلى هذا «السباق» الفرنسي فرانسيس وولف فـي كتابه «ما من حبّ مثالي» الصادر حديثا عن منشورات «فايار»، وهو كتاب صغير (72 صفحة)، مكثف، وخفـيف الظلّ يعلمنا عن الموضوع أكثر بكثير من الأعمال «الثقيلة والمعقدة». فانطلاقًا من فكرة أن الحب حاضرة اليوم فـي كل مكان - من أفلاطون إلى أفلام هوليوود، ومن فرويد إلى الأغاني الهابطة، ومن الروايات العظيمة إلى تلك الأكثر سوءا -يسأل الفـيلسوف الفرنسي «ما هو الحب»؟، ليحاول أن يقدم لنا جوابه ومساهمته.
يرى وولف أنه إذا كان كلّ تعريف عاما، فإنّ كل حبّ يكون خاصًا. من دون أن ينسى بالطبع أن الحب، كما هو الحال فـي الوجود عند أرسطو، يتمّ التعبير عنه بعدة معانٍ. فـي هذا الصدد، يميز -كما فعل الإغريق- بين «الفـيليا» (الصداقة القوية)، و«الإيروس» (الرغبة الجنسية)، و«الأغابي» (حب القريب)، و«الصَدَقة». لكن السؤال: هل تندرج هذه الأنواع المختلفة من الحب تحت المصطلح عينه؟ هل ثمة شيء مشترك بين حبّ الطفل أو الحبيب أو الجار؟ هل ترتبط أنواع الحب المختلفة بين العشاق من دون أن يتمّ اختزالها فـي قاسم مشترك فـي نهاية المطاف؟ وماذا عن شخص يحب الفاكهة مثلا؟ حتى شكسبير لم يشرح الكثير عندما أعلن عن لسان روميو أن «الحب دخان يتصاعد بدخان النظرات». ومن المؤكد أيضًا، أن سبينوزا يظهر نفسه أقل غموضًا عندما يطرح أن «الحب هو فرحة مصحوبة بفكرة سبب خارجي». ومع ذلك، لا يخشى وولف، الذي ينوي الاقتراب قدر الإمكان من موضوعه، الاقتراض من الفلسفة التحليلية فـي تعريفه الضمني (الحب يجعلنا نقوم بأفعال)، تمامًا كما هو الحال فـي تعريفه العاطفـي (الحب يجعلنا نختبر المشاعر) ...
فـي أي حال، لا يرغب المحب دائمًا الخير للحبيب. إذ كيف نفهم تصرف العاشقين فـي فـيلم «من يخاف فرجينيا وولف»؟ «،هاتان الكتلتان الغاضبتان» - اللتان جسدتهما كل من إليزابيث تايلور وريتشارد بورتون ببراعة- واللتان لا تتوقفان عن الشجار أبدا -طيلة الفـيلم-؟ فـي هذه المبارزات اللفظية، يزعزع عاشقا إدوارد ألبي، (اللذان يحملان اسمَيّ مارثا وجورج، وهما اسما الرئيس الأمريكي جورج واشنطن وزوجته)، كل الحلم الأمريكي. باختصار، وكما فـيتجنشتاين الذي يبحث عن «شبه عائلي» فـي الأفراد المجتمعين فـي صورة تجمع أجيالًا، يتساءل مؤلفنا عمّا إذا كانت المعاني المختلفة لمصطلح الحب مرتبطة ببعضها البعض، (إلى حدّ كبير أو صغير)، حتى لو لم يكن بينها، بالمعنى الدقيق للكلمة، أي شيء مشترك. وإذا نظرنا إلى كلّ شيء، فإن الأمر يتعلق بتوضيح المفاهيم، وتحديدها، وتصنيفها من دون إضفاء طابع جوهري عليها. ففـي هذا الصدد، تبدو اللعبة بعيدة كلّ البُعد عن البساطة؛ فحتى فـي الجريمة، نجد أن «عطيل» الغيور يقع فـي حب ديدمونة بجنون.
بعبارة أخرى، من دون علم الاجتماع (من دون تقليص كل شيء إلى قصص جوارب وطبقات اجتماعية)، من المناسب هنا أن نحاول فك شفرة كيمياء الحب، ومجموعاته، وقيمه، من دون إعطاء تعريف مجرد ثابت. فلتحقيق هذه الغاية، يقدم لنا الأدب هذه المتعة: تحديد تحليل الحب، من دون الهرمية (كل شيء يتحرك باستمرار)، حيث هناك ثلاثة أبعاد موجودة دائمًا بنسب متفاوتة: العاطفـي، والودود، والراغب. تشكل هذه النقاط الثلاث للمثلث خريطة للحنان. فمن دون أن تتكامل أو تحيد هذه التأثيرات بعضها عن بعض، فإنها تجذب هذا الاتجاه وذاك، وبالتالي تنظم سحر القصص. على الجانب الودي، يمكننا أن نجد الحب المطمئن والهادئ، مثل بول وفـيرجيني (قبل الدراما). عندما نقترب من العاطفـي، نواجه الحبّ السامي المحموم (كما فـي روميو وجولييت). أما على جانب الرغبوي، الجسدي، الذي غالبًا ما يكون غير اجتماعي ومتجاوزا، فلا بدّ أن نواجه تريستان وإيزولد اللذين يندمجان بشكل لا يمكن فصلهما عن بعضهما.
هذه هي الاتجاهات الهشّة، التي تتحد دائما بقدر ما تتحلل. يمكن أن يتحول الحديث الودود إلى تبادل لطيف: «إنه حبيبي السابق»، ويمكن أن يتأرجح الحديث العاطفـي بين «لا معك»، «ولا من دونك». يمكن للجسد (أي غير الروحي) أن يجف فـي بعض الأحيان (مثل قول بروست «لم تكن من النوع الذي أحبه»). كل الأشكال، كل المخاليط، ممكنة. علاوة على ذلك، من الصعب -وهنا حيث يصبح فك الشفرة مفـيدًا- أن نتخيّل حبًا من دون رغبة، من دون صداقة أو عاطفة. إن الإثارة العاطفـية الصرفة (إمبراطورية الحواس أو فايدروس) تلغي الآخر. ومع ذلك، فمن الصعب تصور الحب من دون أية رغبة. لكن كيف يمكننا أن نفكر فـي الحب فـي سجل الصداقة الخالصة، البعيد عن أي عاطفة؟ بالطبع، نحن نعرف عن الجنس الرائع («إنها صديقتي، ولا نعبث»)، ولكن ألا يقدم أصدقاء الجنس المعاصرون محاكاة للحب؟
فـي الأساس، يرى تصنيف وولف أن الأمثلة المضادة سوف تُعرض عليه دائمًا. من لم يواجه علاقات الحب (من دون شغف)، ما يسمى بالحب الأفلاطوني (من دون رغبة، ومن دون روابط جسدية)، الحب المرضي (من دون صداقة). فـي هذه الحالة، نواجه تعقيدات الحب؛ لأنه إذا كان متبادلًا فـي بعض الأحيان -ونادرًا ما يكون متماثلًا- فإن الحب لا وجود له من دون الرغبة فـي المعاملة بالمثل...
فـي الواقع، تريد الرغبة الآخر كآخر (إنها تستكشف الاختلاف). يحتاج الصديق إلى علاقة (أختار الصديق «لأنه هو، لأنه أنا»). أما العاطفـي فهو بطبيعة الحال مستعد للتنازل عن كلّ الحرية. تنشأ علاقات الحب من هذه التوترات، بينما الأزواج المستقرون لا يقدمون سوى القليل من مواد الرومانسية. لا يوجد شيء بعد «تزوجا وأنجبا العديد من الأطفال». فـي النهاية، الحب دائمًا يصبح غير مستقر. فـي الواقع، إذا كانت الصداقة علاقة، فإن الرغبة هي تصرف، والعاطفة هي حالة، واحتراق متحرك. حين يكون مؤثرا، لا يتوقف الحب أبدًا عن التصادم بين مكوناته المتناقضة دائمًا. يعرف الجميع -يقول لنا «الوجود والعدم»- إنني أبحث عن الحبيب كشخص حرّ وممتلك لي. وهنا يوضح سارتر بوضوح أن «حرية الآخر هي ما نريد الاستيلاء عليه... من يريد أن يكون محبوبًا فلا يرغب فـي استعباد المحبوب... إنه لا يريد امتلاك آلية... وبالتالي، فإن المحب لا يرغب فـي امتلاك المحبوب كما يمتلك المرء شيئًا... إنه يريد امتلاك الحرية باعتبارها حرية». ونحن نعلم أيضًا أن المرغوب فـيه قد لا يكون محبوبًا على الإطلاق، ولكننا نحبه على الرغم من ذلك. فالحب، أكان مجنونا أم لا، هو حب أعمى. وإذا كان الشغف الزائد يقتل الحب، فإن الافتقار إلى الشغف يعيدنا على الفور إلى فتور «الصديق الصدوق».
وبينما نسير عبر متاهات الحب، يسلط وولف، من دون أن يصبح معياريًا أو نفسيًا على الإطلاق، الضوء على الطرق الألف التي تتصادم بها ذرّات الحب باستمرار. وهنا نجد سؤالًا أنثروبولوجيًا: لخلق إنسان، نحتاج إلى مجتمع سياسي (المدينة)، ومجتمع أقصى (الإنسانية)، ولكن أيضًا إمكانية وجود المجتمع الأكثر بساطة وأولية، ألا وهو الصداقة.
فـي نهاية المطاف، يواجهنا الحب بثلاثية. تشير الرغبة إلى الحياة، والعاطفة إلى الفاعل، والصداقة إلى بداية الرابطة الاجتماعية. فـي هذه المرحلة، فإن الحب غير المستقر، غير المتجانس، المتضخم أو السخيف، يجعلنا نلمس إحدى القوى الدافعة فـي حياتنا. بكلّ رقة، تدعونا فئات الفـيلسوف الجميلة إلى الاستماع إلى موسيقى تجاربنا، ودمجها مع تجارب الآخرين. وكفـيلسوف، يتذكر فرانسيس وولف ديكارت، عندما كان طفلًا، والذي أحبّ فتاة تعاني من الحول («إلى درجة أنني بعد فترة طويلة، عندما رأيت أشخاصًا يعانون من الحول، شعرت بميل أكبر إلى حبهم من حبّ الآخرين»). فـي هذا السياق الديكارتي، يؤكد وولف أيضًا أن الحبّ يمنحنا دليلًا حيًا على الوحدة المطلقة للعقل والجسد. فـي الواقع، عندما أشعر بالألم أو عندما أحب، أعلم (كروح متجسدة) أنني لست محصورًا فـي جسدي مثل الربان فـي سفـينته. بخطوات تشبه خطوات الحمّام، من دون صيغ، ولكن من خلال صياغة الفئات، تجعلنا هذه المسيرة الممتعة نختبر، بفضل مائة مثال، حيل التجربة التي تجعلنا بشرًا.
إسكندر حبش كاتب وصحفـي من لبنان