سيدنا النبى.. وبناء الانسان

السيرة النبوية العطرة عملت على تربية الإنسان دينيا واجتماعيا وسياسياً وروحيا.

قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، في بيئة تحلت بالصفات الحميدة كالكرم والشجاعة والحلم والوفاء، كما اقتضت سنن وأعراف تلك البقاع في هذا الزمن، والتي تعد أرضًا شاسعة للتوافق والتواصل، وبناء المشترك ورغبة في معرفة ما هو القادم؟

وعلي الجانب الآخر كانت هناك صفات أخرى ضد الإنسانية كالربا، والعصبية، والثأر، ووئد البنات، وشرب الخمر حتى يغيب العقل، واستخدام مبدأ هذا ما وجدنا عليه آباؤنا من غير إعمال للعقل.

وأول من وضع فقه التدبر والتأمل كان سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، 
الفقه الذي نادت به العلوم الحديثة الآن، وهو إعمال العقل، والتفكر، والتدبر، والتأمل، ولا يأتي ذلك إلا بالإنعزال والخلوة، وكان غار حراء شاهدا على هذا المشهد، ثم تجلت منه اقرأ تأكيدًا على إعمال للعقل.

كما كان سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، اليتيم الذي تهافتت عليه القلوب، كما تهافتت عليه الأيادي رغبة في البركة التي تحل بتواجده، وتحل بتواجد اليتيم، مما جعل كفالة اليتيم من الأعمال الحالية التي يتهافت عليها الناس حتى تجد رضا الله سبحانه وتعالى، فكان اليتيم الذي تأدب بالفطرة الإلهية.


أيضا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هو أول من وضع فقه العمل، فكان التاجر الأمين الذي شهد له بالصدق، والأمانة، وهو الذي رعا أموال السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، التى تزوجها فكان نعم الزوج الذي حقق الزوجية الروحية، التي لم تنفصل عنه حتى بعد وفاتها.

كما كان المناضل المسؤول، والمسؤولية تعني الاستعداد التام لأي شخص للنهوض بالأعباء الموكلة إليه بأقصي قدرته، فالمسؤولية هي أحد ركائز العقل البشري.

ومن منطلق المسؤولية، كان السياسي الحكيم الذي تعامل بحكمة فبدأ الدعوة سرا، ثم جهرا، ثم أذن بالهجرة، وبدأت الدعوة بالحوار، و التدرج والهدوء، وكان السياسي الحكيم الذي دعا الي الهجرة في الوقت المشتعل وفقا لتخطيط محسوب، فكانت الهجره الكبري الي يثرب وسط دعوات ومجادلات تمهد له أرض الاستقبال، فاستقبل بطلع البدر علينا، وكان النور في سباق مع دخوله الي المدينة المنورة، فكانت أول خطوات السياسي المحنك المواخاة بين الأوس والخزرج، والمهاجرين والانصار، وفض المنازعات العالقة والمستقبلية، ثم بناء المسجد الذي يعد هو مكان العلم، ومناقشة الأمور المتعلقة بالدولة الجديدة ذات النور، ثم اتجه إلي الأعداء المتربصين يهود يثرب، وحاول عقد المعاهدات معهم في ترقب لأنهم لاعهد لهم ولا وعد، ولكن كان هنا بعدا آخر لفرض سيادة الدولة الجديدة.

اللهم صلي علي أحمد النور المؤيد المنصور.

اقرأ أيضاًطلع البدر علينا

كلمات أنشودة طلع البدر علينا مع بداية رأس السنة الهجرية «مكتوبة ومسموعة»

المصدر: الأسبوع