في أعماق البحر الأحمر، يخوض صيادو الحديدة مغامرة فريدة من نوعها، في رحلة تستغرق نحو أسبوع كامل بحثًا عن أسماك القرش التي تعد مصدر رزق مناسب للكثير من الصيادين رغم ما تحمله الرحلة من مخاطر وتحديات.

تبدأ القصة مع شروق الشمس، في سواحل الخوخة، حيث يجهز الصيادون قواربهم ويجمعون معداتهم. يحمل كل منهم آمالًا كبيرة في أن تكون هذه الرحلة مصدر رزق يضمن لهم لقمة العيش.

وأسماك القرش، رغم خطورتها، تعتبر من الأنواع القيمة في السوق، ولها طلبها الخاص في معظم المطاعم، ويسميه الغالبية باللخم المتميز بلحمه اللذيذ، مما يجعلها هدفًا جذابًا للصيادين.

تتطلب هذه المغامرة شجاعة كبيرة، فالبحر يحمل في طياته العديد من المخاطر. الأمواج العالية والتيارات القوية قد تشكل تهديدًا حقيقيًا، بالإضافة إلى وجود أسماك القرش في المياه، التي قد تكون متوحشة إذا شعرت بالتهديد. ومع ذلك، يصر الصيادون على مواجهة هذه التحديات من أجل أسرهم.

يقول الصياد عبدالله سعيد دوبله لـ"نيوزيمن": صيد أسماك القرش يتطلب جهدًا كبيرًا. بعض الصيادين يستخدمون الشِباك، وآخرون يستخدمون الجلَب، مما يجعل هذه العملية مخاطرة كبيرة. وأضاف، في كل رحلة، نخرج مجهزين بأدواتنا واحتياجاتنا بمبلغ لا يقل عن 6 مليون ريال. أحيانًا نصطاد ولا نتمكن من تغطية تكلفة معداتنا، مما يعرضنا لخسارة كبيرة. وفي بعض الأحيان نستفيد بشكل يسير والحياة في البحر مليئة بالأرزاق والمتاعب.

ونتيجة للأوضاع وما تشهده البلاد من تداعيات الحرب اختتم الصياد دوبله حديثه بالقول: "صحيح أن أسعار أسماك القرش مرتفعة، لكن تكاليف التجهيزات البحرية وغلاء الوقود والوضع المعيشي نتيجة الغلاء زاد من معاناتنا. وأحياناً نعود بأثمان نقتسمها بيننا المتواجدين في جلبة الصيد وبالكاد تلبي احتياجاتنا الأساسية لمدة يومين لأسَرِنا، وأحياناً نتعرض للقرصنة البحرية من قبل القوات الإريترية وتنهب كافة معداتنا وحياتنا تصبح معرضة للمخاطر ونحن نبحث عن قوت أسرنا".

على مدار الأسبوع، يواجه الصيادون لحظات من الإثارة والخوف. وفي كل مرة يتمكنون فيها من اصطياد سمكة قرش، تزداد فرحتهم، حيث يعتبر ذلك إنجازًا كبيرًا.

بعد انتهاء الرحلة، يعود الصيادون إلى الشاطئ محملين بغنائمهم. يلتف حولهم السكان المحليون لشراء الأسماك، مما يعكس أهمية هذا العمل في تأمين لقمة العيش للعديد من الأسر. ورغم المخاطر التي واجهوها، تبقى روح المغامرة والتحدي هي السائدة بين هؤلاء الصيادين الذين يواصلون الكفاح من أجل البقاء.

الصياد طلال حُندج، يوضّح أهمية أسماك القرش وأنواعها، "نحن نصطاد أسماك القرش بعد مخاطر عميقة نتعرض لها، وهناك نوعان معروفان: أحدهما ذو وجه أفطح والآخر ذو وجه طولي. والحمد لله، يرزقنا الله يومًا بهذا ويومًا بذاك".

ويواصل حُندج حديثه، عندما نصطاد، نذهب إلى سوق مركز الإنزال السمكي الخوخة لبيعها. كل سمكة قرش تختلف في سعرها حسب حجمها؛ فهناك نوع يباع بمليون ريال وآخر بـ500 ألف ومئتي ألف، وهناك أحجام تباع بـ100 ألف ريال، ويتم تصديرها بالكميات، في الأسواق المحلية باليمن والمطاعم في المحافظات الجنوبية.

ولفت الصياد حُندج إلى أهمية جلد القرش قائلاً، أما جلد أسماك القرش التي نسميها محلياً بالريش، فيُصدر إلى الصين ويباع بالدولار. عندما يرتفع الدولار، ترتفع أسعار أسماك القرش، وعندما يهبط سعر الصرف، تهبط أسعارها أيضًا.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: أسماک القرش

إقرأ أيضاً:

"تنمية أسماك عُمان" تشارك في معرض روسي.. غدًا

 

مسقط- الرؤية

أعلنت مجموعة تنمية أسماك عُمان عن مشاركتها في الدورة السابعة من المنتدى العالمي لمصائد الأسماك ومعرض المأكولات البحرية في روسيا، المزمع إقامته في سانت بطرسبرغ في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر 2024.

ويُعد هذا الحدث فرصة مميزة لعرض منتجات المجموعة والشركات التابعة لها من المأكولات البحرية، إلى جانب تسليط الضوء على فرص الاستثمار في هذا القطاع الواعد

كما يُتيح المنتدى للمجموعة التواصل مع نخبة من الشركات والمستثمرين العالميين، مما يمهد الطريق لتوسيع نطا ق أعمالها الدولية.

ويشهد المعرض مشاركة أكثر من 400 شركة من 34 منطقة روسية و14 دولة، على مساحة تتجاوز 400 ألف متر مربع. كما سيستضيف أكثر من 139 خبيرًا من قطاع منتجات المأكولات البحرية، مما يجعله فرصة مهمة تجمع قادة القطاع، والتجار، وتجار التجزئة من جميع أنحاء العالم.

وقال منير المنيري رئيس مجلس إدارة تنمية أسماك عُمان: "كمؤسسة رائدة في قطاع الثروة السمكية والاستزراع السمكي في سلطنة عُمان، نفخر بمساهمتنا في تعزيز مكانة السلطنة كأحدى أكبر الدول المنتجة والمصدرة للأسماك في دول مجلس التعاون الخليجي. مؤكدين على التزامنا بتوسيع صادراتنا البحرية، من خلال الالتزام بالمعايير العالمية للاستدامة وسلامة الأغذية وحماية البيئة، مستفيدين من الحوافز الاستثمارية الجاذبة والبنية الأساسية المتطورة في سلطنة عُمان".

وأضاف: "تُعزز مشاركتنا في المنتدى العالمي لمصائد الأسماك ومعرض المأكولات البحرية في روسيا من رسالتنا التي تتمثل في في ترسيخ حضور سلطنة عُمان كوجهة رائدة في المنتجات البحرية المستدامة، مع إبراز الموارد البحرية الغنية التي تتمتع بها والفرص الاستثمارية المتنوعة".

وتسعى تنمية أسماك عُمان في هذه المشاركة إلى تعريف الأسواق العالمية بالاستثمارات العُمانية المبتكرة ومنشآت الإنتاج المتطورة.

ويعد هذا الحدث فرصة لجذب المستثمرين الدوليين، وتعزيز العلاقات، وعرض تنوع قطاع المنتجات البحرية العُمانية الذي يدعم رؤية السلطنة في جعل هذا القطاع ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • بو حبيب استقبل لازاريني: نشدد على أهمية استمرار الاونروا بمهامها وبالخدمات التي تقدمها
  • الالتزام البيئي يستعرض أهمية استدامة البيئة البحرية وسبل حمايتها
  • “الالتزام البيئي” يستعرض أهمية استدامة البيئة البحرية والساحلية وسبل حمايتها
  • "تنمية أسماك عُمان" تشارك في معرض روسي.. غدًا
  • "الالتزام البيئي" يؤكد أهمية استدامة البيئة البحرية في البحر الأحمر
  • جهات عدة تستعرض أهمية استدامة البيئة البحرية والساحلية وسبل حمايتها
  • أسماك الدنيس قد تصلح ما أفسد الدهر
  • الصيادون يتسابقون على قتله.. الدب الهملائي يواجه الانقراض في باكستان
  • تحسبا من العيش في العراء.. حكومة غزة تحذر من كارثة وتوجه مناشدة عاجلة
  • تحسبا من العيش في العراء.. حكومة غزة تحذر من كارثة وتوجه مناشدة عاجلة إلى مصر والدول العربية