م. أنس معابرة يكتب .. أقلام خلف القضبان
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
#سواليف
#أقلام خلف #القضبان
م. أنس معابرة
ما زال الأستاذ الكبير، والكاتب الصادق، والمواطن الصالح #أحمد_حسن_الزعبي خلف #القضبان، بسبب تعليق له على منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم توجيه تهمة “إثارة النعرات العنصرية والطائفية والحض على النزاع بين مكونات الأمة”، وحبسه لمدة سنة.
مقالات ذات صلة إعلام عبري: 12 مصابا بانفجار سيارة مفخخة بالرملة 2024/09/12وعلى الرغم من سوء أحوال الأستاذ الزعبي الصحية وتدهورها، حيث يعاني من ارتفاع انزيم الكبد، والدهون الثلاثية، وارتفاع السكري، وخسر عشرة كيلوجرامات من وزنه في الآونة الأخيرة، وما زالت السلطات تصر على تنفيذ العقوبة.
لقد نال الأستاذ أحمد الزعبي تعاطفاً كبيراً من الشارع الأردني والعربي والدولي، حيث كان دائماً ما ينطق بلسان الشعب، ويحاول أن يتواصل معهم بكلماتهم وعباراتهم، ويشاركهم همومهم وأحلامهم وتطلعاتهم، بعيداً عن جميع أشكال الزيف والكذب والتلفيق أو التضليل.
أحمد الزعبي الذي فضّل العمل الحر والاكتفاء بالقليل من المال، على أن يكتب ما يريده المسؤول، وأن يتغاضى عن جميع أشكال #الفساد والتجاوزات، وأن يصدح قلمه بكلمة الحق، فكانت الكثير من مقالاته تمنع من النشر لأنها لا تتوافق مع سياسة الجريدة التي تريد التطبيل للمسؤولين، وتتغاضى عن الفشل والاخفاق.
أحمد الزعبي خلف القضبان اليوم بسبب تعبيره عن رأيه، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رأيه الذي أعتقد أن غالبية الشعب الأردني قد تتبناه، لأنه صادر من مواطن صادق في انتمائه، وخوفه على وطنه، ووقوفه دائماً إلى جانب المواطن المغلوب على أمره.
أنت عندما تضع أحمد حسن الزعبي خلف القضبان لا تضع شخصاً فقط، ولا مواطناً كغيره من المواطنين، أنت تضع شخصاً يعبر عن رأيه بقلمه الصادق الحر، الذي ينطق بما يجول في خواطر الناس، تضع خلف القضبان قلماً كان عصياً على دعاة النفاق والتملق للمسؤولين، وأقسم بجفاف حبره ألا يكتب كلمة لا تخرج من ضميره، وللا تتوافق مع مبادئه وحبه لوطنه وامته.
عندما يكون أحمد حسن الزعبي خلف القضبان فأنت تساوي بين #الكاتب_الصادق الشريف مع #اللصوص و #المجرمين وتجار المخدرات وغيرهم من المنحرفين، فكلامهما سيكونان “خريّج حبوس”، ولكن شتان بين من حبسه صدقه وحبه لوطنه، وبين من حبسه اجرامه وجشعه.
عندما يكون أحمد حسن الزعبي خلف القضبان فأنت تدعو جميع الأقلام الوطنية للكف عن الكتابة، والألسن الصادقة للخرس والتوقف عن الكلام، وتفتح المجال على مصراعيه للمطبلين والمنافقين والأفاقين، لكي يزوروا الحقائق التي لا تخفى على الموطن العادي.
إذن كيف سيكون الإصلاح؟ كيف ستسمع للرأي الآخر؟ هل تخشى من النظر في المرآة حتى لا ترى عيوبك؟ هل سيكون السجن مصير كل من يقول الحقيقة؟
ابحثوا عمن سرق خيرات الوطن، وابحثوا عمن باع خيرات الوطن، وابحثوا عمن يجني الملايين من منصبه، وابحثوا عمن يستغل وظيفته لتحقيق المنافع الشخصية والعائلية، ابحثوا عمن أصبحوا من الأغنياء بعد تقلُّد المناصب الرسمية، وابحثوا عن نواب أنفقوا الملايين للانتفاع من خيرات القبة والحصانة والتسهيلات.
عندما تعثروا عليهم، ألقوا بهم خلف القضبان، ثم أطلقوا سراح أحمد حسن الزعبي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف القضبان القضبان الفساد اللصوص المجرمين
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
في مشهد بدا عفويًا، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته أمس لمنطقة الدندر، بالمواطن “حماد عبد الله حماد” الذي اشتهر قبل أشهر بمقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره بشكل عفوي أمام كاميرا تلفزيون السودان بعد اندلاع الحرب. الرجل بدأ حديثه حينها بتمجيد الجيش السوداني، لكنه سرعان ما أطلق عبارة مباشرة، وغير محتشمة تجاه مليشيا الدعم السريع، أربكت المذيع، ومنعها لاحقًا الإعلام الرسمي من البث، لكنها انتشرت مجتزأة وأصبحت مادة واسعة التداول بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي.
تلك الواقعة تعود إلى لحظة صادقة انفجرت من وجدان مواطن سوداني بسيط، عايش بمرارة فظائع هذه الحرب، وذاق، كما غيره من السودانيين، مرارة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنى التحتية، في تعدٍّ لا يُمكن وصفه إلا بأنه ممنهج وبعيد عن كل قواعد القانون الدولي والإنساني.
زيارة البرهان للدندر، ولقاؤه بحماد عبد الله، وإن أثارت الكثير من التفاعل، يجب أن تُقرأ في سياقها الإنساني أكثر من كونها موقفًا سياسيًا. فالمنطقة، كغيرها من بقاع السودان، لم تكن بمعزل عن تداعيات الحرب، ومواطنوها، الذين عانوا من التهجير والانتهاكات، ربما وجدوا في ذلك اللقاء رسالة تضامن، أو اعترافًا ضمنيًا بما عاشوه من أهوال.. وكان من الطبيعي أن تكون القيادة قريبة من شعبها في هذه اللحظات الفارقة.
لكن تبقى هناك حساسية رمزية لا يمكن إغفالها، إذ إن اللقاء، دون ضبط لسياقه الإعلامي أو توضيح لمقاصده، منح صدىً متجددًا لخطاب شعبي عُرف بفجاجة مفرداته، التي حاول البعض اتخاذها تجريمًا للموقف. وهنا يبرز التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين التعبير الشعبي المشروع، والارتقاء بخطاب الدولة، دون أن نُسقط من حسابنا الجراح التي ما زالت تنزف؟
وفي هذا السياق، تبرز دلالة الآية الكريمة من سورة النساء، حيث يقول تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ (الآية: 148).
وهي آية عظيمة تُرشد إلى أن الجهر بالسوء – وإن كان مكروهًا – فقد يُباح للمظلوم، دون أن يتجاوز. فالظلم لا يُعطي الإنسان تفويضًا مفتوحًا في القول، بل مساحة من التعبير المشروط بالعدل وضبط اللسان، لأن الله سميع لما يُقال، عليم بما تُخفي الصدور.. وإن صبر فهو خير له.
لذلك ليس من العدل تحميل رئيس مجلس السيادة وزر كل انفعال شعبي، خصوصًا في ظل الفظائع المتكررة التي ارتكبتها المليشيا بحق الوطن والمواطن، لكن من حقنا، في المقابل، أن نتساءل عن ملامح الخطاب العام الذي يُبنى في هذه المرحلة المفصلية. فالحرب ليست فقط معركة على الأرض، بل معركة في المعنى واللغة والمستقبل.
السودان اليوم لا يحتاج إلى بطولات لفظية، بل إلى خطاب رصين يُواسي المنكوبين، ويؤسس لمشروع وطني جامع. أما الذين صنعتهم الصدف الإعلامية، فمكانهم ربما في ذاكرة الطُرفة والمزاح العفوي ، لا على منابر القرار أو رمزية المشهد الوطني.
دمتم بخير وعافية..
إبراهيم شقلاوي
الوان