اقيم في ساحة الشهداء وسط بيروت حفل استقبال لجثمان الكاردينال البطريرك كريكور أغاجانيان، بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحشد من الشخصيات الرئاسية والسياسية والشعبية.

بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان شكر من ساحة الشهداء في بيروت وطن المحبة والعطاء وينبوع القديسين ووطن التعايش المشترك كما توجه بكلمته بالشكر الى الشعب اللبناني وعلى رأسه من يسعى لسلامته وأمنه وازدهاره في الدولة.


البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قال: البطريرك كريكور بيدروس الخامس عشر سيكون طوباويًّا وقديساً عظيماً لهذا الجيل ونحن نهنّئ به كلّ الكنائس ولبنان بأسره
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: "تجمَّعت في شخصِه هويّاتٌ عديدة، فباتَ على مثال لبنان، كثيرًا في واحد. هو الأرمنيُّ الجورجيُّ اللبنانيُّ، والحبرُ المشرقيُّ الرومانيُّ المسيحيُّ المنفتِحُ على الآخرِ بمحبةٍ وإيمان، المحافظُ من سُدّةِ كهنوتِ كنيستِه الجامعة، على ثباتِ انتمائه الوطني إلى لبنان، الأرضِ التي تَفيضُ ايمانا كلما تراكمت عليها المصاعب. الكاردينال البطريرك كريكور أغاجانيان، لن أتحدّثَ اليومَ لا عن حياتِه، ولا عن كهنوتِه، ولا حتّى عن دورِه الوطني في لبنان، في زمنِ الازدهار والتطوّر، كما في زمنِ الانقسامات والثورات الداخليّة. فإن مآثرَه تتحدَّثُ عنه بأبلغَ الكلمات."
وأضاف: "ما أريدُ اليومَ الحديثُ فيه، هو عن لبنان الرسالة ،خصوصًا وأن البطريرك الكاردينال أغاجانيان الذي نستقبلُ جثمانه بيننا، نموذجٌ بهيٌّ عن هذه الرسالة. وأول ما يجبُ قولُه أن الشعبَ اللبنانيَّ الذي يعيشُ غنى التنوع في كل ميادين الحياة، مدعوٌّ لأن يعيشَ في الوقتِ نفسِه غنى الاتحاد والتلاقي بين مكوناته وفئاته. هذه هي رسالتُه ودوره في الداخل والمشرق والعالم: أن يعطي المثال للإنسانية كلها على أن الاختلاف والتنوع لا يعنيان التخاصم والحروبَ وإلغاءَ الآخر. بل هما السبيل الأفضل للتعارف المؤدي إلى بناء الحياة."

وتابع: "الكاردينال البطريرك أغاجانيان عاش هذه التجربة الفريدةَ في داخل كيانِه،كما في المواقع التي تبوَّأَها على الصعيدين الكنسي والوطني، فكان خير تعبير عن نعمةِ التلاقي، القيمةِ الإنسانية النبيلة التي ينبغي لجميع اللبنانيين أن يجسّدوها في عيشهم معًا.  لكن نعمة التلاقي لا تتحققُ إلا بالحوارِ الذي ليس فقط حوار الأفكار والمعتقدات والتوجهات،بل هو أولًا وقبل كل شيء،حوارُ الحياة اليومية التي بها يتأمن للجميع فعلُ المشاركة في صنعِ المصير الوطني الواحد. هذا الحوار هو مسؤولية المجتمع بقواه الحية طبعًا ومسؤولية الدولة أيضًا، لأنها الحضنُ الطبيعي الذي تأوي إليه جميعُ الأطياف، فينبغي لها بمؤسساتِها الدستورية أن ترعى جنبًا إلى جنب حوارَ الفكر وحوارَ الحياة، بعيدًا عن كل ذرائع التعطيل والمقاطعة.الدولةُ وُجِدَت لتعملَ وتنتجَ وتبني، لا لكي تَتجمَّدَ وتتوقَّف."
وقال: "إن هذه المنطقة من وسط بيروت، حيث نقف الآن، لم يكن يتصاعدُ منها في الحرب المشؤومة إلا الدخانُ الأسود. اليوم، يتفاءلُ جميع اللبنانيين بحلول جثمان البطريرك الكاردينال كريكور أغاجانيان فيها، ويعقدون على ذلك الآمالَ بأن يتصاعدَ هذه المرة منها دخانٌ أبيض يعلن البشارة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تيمنًا بمشاركة غبطتِه في انتخابات أكثر من بابا على كرسيّ روما."
وتابع: "الكاردينال أغاجانيان، البطريركَ المتواضعَ الممتلئَ بمحبة الإنسان، ولا سيما المحتاج والفقير والمريض والمشرد، العامل على تأسيس المدارس والجمعيات ودور الأيتام، أحبَّ لبنان حبَّ الابنِ لأهلِه، وأحبّ اللبنانيين حبَّ الأبِ لأولاده. وها هو اليوم في أرضه وبين أهله، بعد أكثرَ من نصف قرنٍ على وفاته، يرفضُ أن يفصلَ الموتُ بينه وبين وطنه، فيرقدُ فيه ."
وختم: لا بد من توجيه التحية الى صاحب الغبطة بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بدروس الحادي والعشرين مينيسيان الذي يعمل بصمت ومثابرة على التقريب بين مختلف العائلات الروحية اللبنانية، وهذا الحشد الوطني اليوم خير دليل على ذلك، ويجمع أبناء الطوائف الارمنية الكريمة على كلمة سواء وفعل محبة.فله منا كل التحية والتقدير. لكم منّا جميعًا أسمى آيات التقدير والاحترام، على أمل أن نبنيَ يدًا بيد هذا البلدَ الحبيبَ، ونجعله  آمنًا مزدهرًا، كما أراده الكاردينال أغاجانيان." وفي ختام الاحتفال، نقل جثمان خادم الرب الى كاتدرائية مار غريغوريوس ومار الياس النبي للارمن الكاثوليك ساحة الدباس وسط بيروت.

وكان جثمان الكاردينال أغاجيان، وصل بعد ظهر اليوم، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، من روما على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط، يرافقه بطريرك الأرمن الكاثوليك رافايل ميناسيان وعدد من رجال الدين.
وكان في استقبال الجثمان النائب جان طالوزيان، الوزير السابق ريتشارد قيوميجيان، قائد جهاز أمن المطار العميد فادي الكفوري، قائد سرية قوى الأمن الداخلي في المطار العميد عزت الخطيب وكبار الضباط في المطار وحشد كبير من المطارنة.

ثم نقل عدد من المطارنة والكهنة جثمان الكاردينال أغاجيان إلى قاعة "الصالون الرئاسي"، في مبنى كبار الزوار، حيث أقيم له استقبال رسمي ورفعت الصلوات والتراتيل، وتزينت القاعة بالورود وبصوره.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الکاردینال أغاجانیان وسط بیروت

إقرأ أيضاً:

مصادر لـ"اليوم".. مشروع وطني لوقف انتقال 3 أمراض خطيرة من الأمهات إلى الأطفال

كشفت مصادر ”اليوم“ أن وزارة الصحة تعمل على قدمٍ وساقٍ لإنجاز مشروعٍ وطنيٍّ يهدفُ إلى منعِ انتقالِ ثلاثةِ أمراض خطيرة من الأم إلى الطفل، وهي الإيدز، والزهري، والتهاب الكبد الفيروسي ”ب“.
وتهدف الوزارة من خلالِ هذا المشروعِ إلى إعلانِ المملكةِ خاليةً من الانتقالِ الرأسيِّ لهذهِ الأمراضِ بحلولِ عام 2025، وذلكَ من خلالِ تكثيفِ جهودها على عدّةِ أصعدة، تشملُ زيادةَ تغطيةِ عددِ الحواملِ في عياداتِ متابعةِ الحمل، وزيادةَ نسبةِ فحصِ الحواملِ للأمراض الثلاثة المذكورة، بالإضافةِ إلى زيادة نسبة تغطية الخدمات العلاجية والوقائية للحوامل.القضاء على انتقال الأمراضوذكرت الوزارة أن هذا المشروعُ يأتي تماشيًا مع استراتيجيةِ منظمةِ الصحةِ العالميةِ الهادفةِ إلى القضاءِ على الانتقالِ الرأسيِّ لهذهِ الأمراض، وتحقيقًا لأهدافِ التنميةِ المستدامة.
أخبار متعلقة المياه الوطنية تطلق دليلًا إلكترونيًا شاملًا لتوثيق العداداتضبط معمل مخبوزات ومصادرة 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة بجدةولفتت إلى أن المشروع يتضمن تدريب الكوادر الطبية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، وتوعية المجتمع بأهمية الكشف المبكر عن هذه الأمراض.
ويُعد هذا المشروع خطوة هامة على طريق الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للأمهات والأطفال، وبناء مجتمع أكثر صحة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المشروع يهدف إلى القضاء على الانتقالِ الرأسي للأمراض - أرشيفية
من جهتها، قالت د. فاطمة حسين، استشارية طب نساء وولادة: ”إن مشروع وزارة الصحة الهادف إلى القضاء على انتقال الإيدز والزهري والتهاب الكبد الفيروسي "ب" من الأم إلى الطفل بحلول عام 2025، هو خطوة رائدة تُحسب للمملكة، وتُعكس التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه".مقاومة المخاطر الصحية على المدى الطويلوأضافت يُعدّ هذا المشروع استثمارًا حقيقيًا في صحة الأجيال القادمة، حيث أن الوقاية من انتقال هذه الأمراض سيُجنّب العديد من الأطفال مخاطر صحية واجتماعية على المدى الطويل.
داعية إلى تكثيف جهود التوعية بأهمية الفحص المبكر للحوامل، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأمهات المصابات، بالإضافة إلى تعزيز البحث العلمي في مجال الوقاية من هذه الأمراض.
وبينت أن الإيدز ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية المُسبب لمرض الإيدز من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.
ويمكن أن يُسبب الفيروس ضعف جهاز المناعة لدى الطفل، مما يجعله عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض. فيما يعتبر الزهري عدوى بكتيرية تنتقل من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة.
ويمكن أن يُسبب الزهري تشوهات خلقية وإعاقات لدى الطفل، وقد يؤدي إلى الوفاة. ولفتت إلى أن التهاب الكبد الفيروسي ”ب“: ينتقل من الأم إلى الطفل أثناء الولادة. ويمكن أن يُسبب الفيروس التهاب الكبد المزمن لدى الطفل، مما قد يؤدي إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد.

مقالات مشابهة

  • هوكشتاين سيزور بيروت.. وهذا ما سيبحثه
  • عن مطار بيروت.. إليكم ما أعلنه وزير الداخلية
  • مصادر لـ"اليوم".. مشروع وطني لوقف انتقال 3 أمراض خطيرة من الأمهات إلى الأطفال
  • مولوي من السعودية: مصمّمون على أن نخرج إلى لبنان الذي نريده وتريدونه
  • النائب الخازن من دار الفتوى: يجب انتاج رئيس جمهورية في جلسة 9 ك2 وهذا رأي وطني
  • أحمد زعيم.. صوت الإبداع الذي يحلّق في سماء الفن العربي
  • سينما متروبوليس تعيد الحياة إلى بيروت.. ورسائل من نجوم هوليوود
  • السفارة العراقية في لبنان تكشف لـ بغداد اليوم أوضاع العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت
  • السفارة العراقية في لبنان تكشف لـ بغداد اليوم أوضاع العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت- عاجل
  • متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس: لا بد أن يتكاتف اللبنانيون من أجل الخروج من النفق المظلم