دونالد ترامب تهديد للأمن القومي الأمريكي!
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
ربما تكون سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متباينة في صحتها بشأن الأمن القومي الأمريكي، ولكن كما رأينا في المناظرة، فإن شخصيته تظل موضع انتقاد، وهذه المشكلة تتجاوز مجرد "التغريدات" أو التصريحات المثيرة للجدل التي يدلي بها من وقت إلى آخر.
وبحسب مجلة "إنترناشونال إنتريست" الأمريكية كان هناك أمر واحد واضح خلال المناظرة التي جرت، الثلاثاء، بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائب الرئيس كامالا هاريس، فقد استجاب ترامب لجميع الاستفزازات التي وجهتها إليه هاريس، والتي تكررت مراراً، وفشل في تقديم نقاط متماسكة أو تجنب نظريات المؤامرة الغريبة التي كان يعلم أنها تنفر الناخبين المعتدلين الذين كان يسعى لاستقطابهم.
Donald Trump's debt is a national security threat.
Donald Trump's debt is a national security threat.
Donald Trump's debt is a national security threat. pic.twitter.com/GftVAEIRcH
وترى المجلة، أن الدرس الذي يمكن أن يتعلمه الخصوم الأجانب واضح تماماً، فهم قادرون على التلاعب برئيس سابق للولايات المتحدة كما يعزف فنان على قيثارته، والدرس الذي يمكن يتعلمه الناخبون الأمريكيون واضح أيضاً، فترامب ببساطة متهور للغاية بحيث لا يمكن الوثوق به في التعامل مع القوة والسلطة التي يمنحها إياه منصب الرئيس، ولا مع الترسانة النووية الأمريكية على وجه الخصوص، مما يجعل شخصيته تشكل ثغرة أمنية قومية.
وأشارت المجلة إلى أن هاريس من جانبها كان لديها "استراتيجية واضحة" ونفذتها بشكل جيد ومع ذلك، لم تكن هذه الاستراتيجية خفية لقد ذكرت حجم حشوده المتضائل، ولم يلبث ترامب الكثير حتى بدأ على الفور بإلقاء خطاب غاضب تحول إلى تكرار شائعة على الإنترنت تم فضحها حول المهاجرين الهايتيين الذين يسرقون ويأكلون الحيوانات الأليفة.
لقد وصفت هاريس ترامب بالكذب، فيما كرر ترامب نقطة نقاش غير منطقية وغير صحيحة يشير إليها غالباً في تجمعاته الانتخابية بأن الديمقراطيين متطرفون للغاية فيما يتعلق بحقوق الإجهاض لدرجة أن بعض الولايات الديمقراطية تسمح قتل أطفال حديثي الولادة، ثم استخدمت هاريس بذكاء الإشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكما هو الحال دائماً، لم يستطع ترامب تحمل أي انتقاد موجه إلى القيصر الروسي، إن صح التعبير.
Vice President Kamala Harris and former President Donald Trump faced off in their first and possibly only head-to-head debate in the presidential cycle. Read excerpts of the highlights. https://t.co/KKfAEuh1eM https://t.co/KKfAEuh1eM
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 11, 2024 تهور وكذبوفي المحصلة لعبت هاريس بترامب مراراً وتكراراً، وكان واضحاً بشدة لكل من شاهد المناظرة، أنه يعلم بمحاولاتها إغرائه، ومع ذلك لم يستطع منع نفسه من التهور والوقوع في الخطأ أكثر من مرة.
وأشارت المجلة إلى أن ما تم مشاهدته في المناظرة يعكس بعضاً من ملامح ولاية ترامب الأولى، فقد انحاز ترامب علناً إلى بوتين ضد وكالات الاستخبارات الأمريكية في هلسنكي، لمجرد أن بوتين "قال أشياء رائعة عن ترامب".
كما شهدنا "رسالة الحب" من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والتي منحت الديكتاتور الكوري الشمالي "القمة الثنائية" مع رئيس الولايات المتحدة التي كان كيم يسعى إليها بشدة.
وفي المقابل، لم تحقق الولايات المتحدة أي نتائج ملموسة، وهذا ما تجسد أيضاً في الصفقة التجارية التي أبرمها ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي ثبت أنها صفقة جوفاء تماماً.
وأوضحت المجلة، أنه من الجدير ذكره أن هاريس عرفت كيف تتلاعب بترامب على مرأى من الجميع وأمام عدسات الكاميرا، وكانت استراتيجيتها لإزعاج ترامب واضحة، وربما قامت حملة ترامب بتحذيره من ذلك، وكان بإمكانه أن يرى ما يحدث، ومع ذلك استسلم لغضبه، حتى عندما كانت المخاطر كبيرة للغاية في هذه المرحلة الحساسة.
Reflection: If a picture says a “thousand words” the world got an earful with this one. Trump looked like a ‘whipped dog’. #Helsinki
After renouncing Russian involvement in elections and speaking out against American Intelligence agencies Trump's appearance at Helsinki was a… pic.twitter.com/v9cdhob2XJ
وبحسب المجلة فإن حقيقة هي أن الخصوم والأصدقاء والحلفاء قد شاهدوا الآن ضعف ترامب يتكشف في الوقت الحقيقي، مما يثير القلق. فإذا عاد إلى البيت الأبيض، سيفهم القادة الأجانب كيف يحصلون على ما يريدونه بالضبط منه في المفاوضات والصراعات، مما سيضر بالمصالح الوطنية الأمريكية.
لكن الأمر الأكثر إثارة للخوف بالنسبة للأمن القومي الأمريكي هو اندفاعه، حتى عندما يعلم أن المخاطر عالية والرئيس السابق بعد كل شيء، لديه سلطة غير مقيدة تقريباً لشن "ضربة نووية"، ومن الواضح أن الرجل الذي رأيناه في المناظرة لم يكن مسيطراً على عواطفه، ولم يكن الجزء العقلاني من دماغه يقود أو يوجه مجريات المناظرة، بحسب تعبير المجلة.
وسخرت المجلة من الرئيس ترامب بقولها إن "الخطوط الساطعة" وعشرات الملايين من الناس الذين شاهدوا البرنامج قد خلقت حالة من المحاكاة للضغط الذي تسببه الحملات الانتخابية الأمريكية. وفي حالة ترامب، كانت المحاكاة تشبه ضغط مكالمة هاتفية في الساعة الثالثة صباحاً، ولكنه رد على تلك المكالمة بـ"الجزء الزاحف" من دماغه، حيث انتقد كل شيء وفقد كل التفكير الاستراتيجي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أمريكا ترامب هاريس
إقرأ أيضاً:
ترامب أمام القضاء | هارفارد ترفع دعوى ضد الرئيس الأمريكي .. لهذا السبب
بدأ التوتر يتصاعد عندما رفضت جامعة هارفارد الامتثال لمجموعة من المطالب الصادرة عن إدارة ترامب، والتي اعتبرتها الجامعة تدخلاً صارخًا في شؤونها الداخلية. من بين هذه المطالب، فرض قيود على حرية التعبير داخل الحرم الجامعي، بما في ذلك حظر ارتداء الأقنعة أثناء الاحتجاجات، وإدخال تعديلات على سياسات التوظيف والقبول ترتكز على "الجدارة" فقط، وتقليص نفوذ بعض أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية الذين اعتبرهم البيت الأبيض ناشطين سياسيًا.
قرارات مالية عقابية من البيت الأبيضردّ البيت الأبيض كان حازمًا وسريعًا؛ إذ أعلن عن تجميد ما يزيد على 2.2 مليار دولار من المنح والعقود التي كانت مخصصة لهارفارد. ولم يكتفِ بذلك، بل لوّح بإلغاء مليار دولار إضافية من التمويل الفيدرالي إذا لم تلتزم الجامعة بالإشراف الحكومي المباشر على إدارتها الأكاديمية، وخاصة فيما يتعلق بملفات القبول والتوظيف و"الأيديولوجيا الطلابية".
في 11 أبريل، نشرت جامعة هارفارد رسالة من فريق العمل الفيدرالي لمكافحة معاداة السامية، طالبت فيها الحكومة الفيدرالية بحق مراقبة وإدارة السياسات الداخلية للجامعة، وهو ما اعتبرته الجامعة اعتداءً مباشرًا على حريتها.
موقف هارفارد.. لا تنازل عن الاستقلالرئيس الجامعة، آلان م. غاربر، أصدر بيانًا قوي اللهجة أكد فيه أن هارفارد "لن تتنازل عن استقلالها أو حقوقها الدستورية".. هذا الموقف يعكس رغبة الجامعة في الحفاظ على هويتها كمؤسسة تعليمية مستقلة وغير خاضعة للإملاءات السياسية، وهو ما أكده العديد من الأكاديميين داخل وخارج الولايات المتحدة.
ملفات حساسة على الطاولةبحسب شبكة "سي إن إن"، تسعى إدارة ترامب للوصول الكامل إلى تقارير أعدتها الجامعة حول معاداة السامية والتحيز ضد المسلمين منذ أكتوبر 2023، في محاولة لضبط توجهات الجامعات الأمريكية لتتوافق مع رؤى الإدارة السياسية.
ليست القضية بين ترامب وهارفارد مجرد خلاف مالي، بل هي اختبار حقيقي لمفاهيم الحرية الأكاديمية واستقلالية المؤسسات التعليمية في أمريكا. فالمعركة التي تخوضها هارفارد اليوم تمثل صوت الجامعات التي ترفض أن تكون أدوات في يد السياسة، وتصرّ على أن تظل منارات للعلم والفكر الحر، حتى في وجه أقوى السلطات.