الحوار الوطنى وتحرير مصر من الأمية
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
عندما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى عقد حوار وطنى يضم كافة القوى السياسية كان حريصا على التأكيد على أنه حوار شامل يتناول كافة قضايا المجتمع المصري، ولن يقتصر على القضايا السياسية أو الاقتصادية، وهو ما حرصت عليه إدارة الحوار التى وضعت القضايا الاجتماعية فى قلب أولوياتها، خاصة ما يتعلق بقضية التعليم التى طُرحت على مائدة الحوار الوطنى فى المرحلة الأولى، حيث أسفرت المناقشات عن الخروج بمجموعة من التوصيات لتطوير منظومة التعليم قبل الجامعي، وضمان توفير تعليم جيد وعادل لجميع أبناء الوطن، من أبرز هذه التوصيات جاءت التوصية الخاصة بإنشاء المجلس الوطنى الأعلى للتعليم والبحث والابتكار، وحظيت هذه التوصيات باهتمام كبير من قِبل رئيس الجمهورية، ولاقى البعض الآخر استجابة سريعة من جانب مجلس الوزراء أبرزها صدور قرار بالموافقة على مشروع قانون إنشاء هذا المجلس فى مايو الماضى.
وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى لمحو الأمية والذى يوافق يوم 8 من شهر سبتمبر من كل عام، أعلنت إدارة الحوار الوطنى طرح قضية محو الأمية ضمن قضايا المحور المجتمعي، التى ستطرح على طاولة النقاش فى الفترة المقبلة، الأمر الذى يؤكد حرص الحوار الوطنى على معالجة كافة أشكال القضايا التى يعانى منها المجتمع وتؤثر سلبا على مسيرة التنمية والتطور، فضلا عن دعم جهود الدولة فى هذا السياق، حيث تولى الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية كبيرة جداً لقضية محو الأمية إيمانًا بأن محاربة الجهل تبدأ بالعلم والمعرفة، وأن التعليم حق مكفول للجميع، فلا سبيل لرفعة هذا الوطن سوى بأمة متعلمة ومثقفة وعقول مستنيرة، وأنه لا بديل عن التحاور والتفكير والعمل المشترك.
وقد شهدت معدلات الأمية فى المجتمع المصرى تراجعا واضحا خلال الـ 10 سنوات الماضية، حيث بلغ معدل الأمية فى مصر 16.1% (10 سنوات فأكثر) فى عام 2023، بانخفاض قدره 1.4% مقارنة بالعام السابق، فيما بلغ معدل الأمية بين الذكور 11.4%؛ بينما بلغت معدل الأمية بين الإناث 21% فى عام 2023، وذلك وفقاً لبيانات مسح القوى العاملة لعام 2023، الذى أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ويُعد هذا التراجع نتيجة لجهود الدولة فى هذا الملف، حيث وضعت الدولة خطة استراتيجية لإعلان مصر خالية من الأمية بحلول عام 2030، وكثفت جهودها فى المناطق التى بها نسبة كثافة سكانية عالية، ضمن مبادرة حياة كريمة، وتم العمل على دمج فصول محو الأمية، كما فازت مصر بجائزة اليونسكو عام 2021، ضمن أفضل 6 دول طبقت أفضل برامج لمحو الأمية.
ومن الضرورى أن يعى الجميع أهمية القضاء على الأمية باعتبارها خطوة أولى فى مواجهة بعض المشكلات الاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز الوعى لدى المواطن المصري، وهو ما يتوافق مع مبادئ الجمهورية الجديدة التى تستهدف النهوض بالدولة المصرية وتحقيق التنمية المستدامة، فالقدرة على القراءة والكتابة حق أساسى من حقوق الإنسان، وترتكز الشعوب على محو الأمية لإثراء معارفها واكتساب مهارات أوسع نطاقاً وقيم أعظم أثراً ومواقف وسلوكيات أعم وأشمل، لذلك أرى أن اهتمام الحوار الوطنى بقضية محو الأمية يتسق مع جهود الدولة المصرية فى بناء الإنسان المصرى ويتوافق مع المبادرة الرئاسية الخاصة بالمشروع القومى للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان المصري»، فهناك تكاتف بين مؤسسات الدولة وبرز ذلك فى جهود الجامعات المصرية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار فى محو أمية ما يقرب من مليون مواطن مصري، حيث بلغ عددهم (948,432) متحررًا من الأمية، كما تم مضاعفة أعداد من من تم محو أميتهم على يد طلاب الجامعات، وفقا لما أعلنته وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، وهو ما يُنبئ عن نجاحات كبيرة ومتتالية فى الأعوام القادمة، وصولاً للهدف المنشود، مصر بلا أمية عام 2030.
ومن المؤكد أن نجاح مصر فى القضاء على الأمية سيساهم فى رفع مستوى الوعى وتعزيز جهود دعم التعليم ونشر الثقافة والمعرفة، فبالعلم تبنى الأمم وتزدهر الأوطان، والأمة المتعلمة هى ركيزة التنمية الشاملة والمستدامة للمجتمعات، لذلك على جميع أطياف المجتمع المصرى المشاركة فى إعداد رؤية للتعامل مع هذا القضية من أجل تحرير مصر من الأمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندى الرئيس عبدالفتاح السيسي المجتمع المصري القوى السياسية الحوار الوطنى محو الأمیة من الأمیة
إقرأ أيضاً:
تعرف على رسالة دائرة الحوار بين الأديان خلال رمضان 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في رسالتها بمناسبة شهر رمضان، أبرزت دائرة الحوار بين الأديان أن الشهر الفضيل هذا العام يتزامن مع فترة الصوم المسيحي، ودعت إلى “التحول الداخلي” بحيث يتعاون المسيحيون والمسلمون معًا من أجل السلام.
كما جرت العادة كل عام خلال شهر الصوم، أصدرت دائرة الحوار بين الأديان رسالتها لشهر رمضان، والتي وقعها رئيس الدائرة الجديد، الكاردينال جورج جاكوب كوفاكا.
تركز رسالة هذا العام على موضوع “المسيحيون والمسلمون: ما نأمل أن نصبحه معًا”.
وجاء في الرسالة: “هذا الوقت من الصوم والصلاة والمشاركة هو فرصة مميزة للتقرب إلى الله والتجدد في القيم الأساسية للدين، والرحمة والتضامن. هذا العام، يتزامن شهر رمضان بشكل كبير مع فترة الصوم المسيحي، وهي فترة من الصوم والدعاء والتوبة.”
وأشار الكاردينال كوفاكا إلى أن “هذا التوافق النادر في التقويم الديني يوفر فرصة فريدة للمشي جنبًا إلى جنب، المسيحيون والمسلمون، في عملية مشتركة للتطهير والصلاة والصدقة.”