بوابة الوفد:
2024-09-18@00:35:03 GMT

مجتمع النفايات الفكرية «٢»

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

تحولت منصات التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة إلى آفة كل المجتمعات خاصة العربية التي حولت روادها الي «مدمنين نت» حتى نسفت كل شىء في حياتهم اليومية وتلاشت كل أنواع الإبداع والابتكار، ماعدا اختراع محتوى هابط يحصد ملايين المشاهدات من أجل الربح السريع من هذا «النت»، الي حد وصل إلى الهوس، سقط فيه هيبة الحياء في قلوب بعض أصحاب القيم والمبادئ، ولا يكترث أبدا إذا استباحت الأعراض وتلونت المشاعر وزيفت الشخصيات، تحت أقنعة لبطولات زائفة، حتى انتشرت الفحشاء ومنكرات كثيرة استساغها القلب بِسببِ كثرة المرور والاطِلاع وتنازلات تتبعها تنازلات وقسوَة تعقبها قسوة.

. وهكذا حتى أصبح المجتمع عبيدا لهذا «النت».. نوع حديث من النفايات الفكرية انتشر خلال العشر سنوات الاخيرة، التي أصبحت جيوشا تغزو العقول والقلوب،  لتدمر البراءة والنقاء والطهر، أسلحة الجيل الرابع والخامس والسادس لتدمير عقول البشرية أكثر فتكا من أسلحة الدمار الشامل، ادمان الهواتف سبب المزيد من القلق والتوتر والكره والحقد والتمرد سواء على المستوى الشخصي أو الأسرة أو المجتمعي، فالكل يعيش حالة من الهوس،  ولو انقطع النت لدقائق فقط «قامت الدنيا وقعدت» شىء عجيب.. الجميع مصاب بالعزلة الأسرية، وقد ينتهي الأمر بالانهيار وانفصال الزوجين وضياع الأطفال، اللهم فقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في حدوث الخلافات والمشكلات العائلية والزوجية بشكلٍ خاص ومستمر؛ نتيجة لما يحدث من مقارنات بين الحياة الأسرية لأحد أفراد الأسرة وما يراه عبر الشبكة العنكبوتية الشيطانية، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى مشاعر الاستياء والإحباط بين كافة أفراد الاسرة، تسبب العزلة والغربة لكل افراد العائلة، فضلا عن أنها تسبب القلق النفسي، والافراط في استخدامها يبدد الوقت ويجعل الشخص اسيرا لها لانشغاله الدائم بها، مما يفقد الفرد الحوار  مع نسمات فجر أفراد عائلته ويظل مرتبطا بما توفره له هذه الأداة من خدمات سواء كانت ضرورية له أم غير ذلك.

عزيزي القارئ تقدر تعيش اسبوعا بدون هاتف؟ بدون كل السوشيال ميديا بأنواعها؟ جرب إن استطعت وستتفهم بعدها معاناة مدمني المخدرات أنت مجرد مدمن مثلهم، الفرق هو في مادة الإدمان وتفوتها من ناحية التحريم. والادمان على التليفون له ضرر كبير علي الدماغ والشخصية، ونظرتك للعالم نحن في خطر أو ربما نعيش فيه منذ زمن بعيد..!!

الإنترنت في أقسى أنواع النفايات البشرية تأثيرا على ربط العقول وتسخير القلوب، اللهم وتوجيه الأهواء الي طرق مظلمة، اللهم ضالة، لا نهاية لها. 

«النت» دولة جمعت كلّ شعوب العالم في عالم افتراضي يسبح في فضاء ملوث بالنفايات الفكرية التي تسيطر على العقول في أقصر وقت ممكن بل وتوجيهها لاحاكم فيها إلا ‏العقل والذوق، الدين، التربية والأخلاق، ‏فإذا كانت بصمة اصبعك ‏تثبت هويتك الشخصية ‏فبصمة لسانك تثبت حصاد‏ تربيتك ورقي أخلاقك، فاجعل من نفسك أثرًا جميلاً يطبع في نفوس البشر.

وفي النت أحوال وأطوار، اللهم وأذواق قد لا تناسبك أبدا، المشاعر فيه خادعة وزائفة.. ومهما كان قلبك أبيض وبتحب الخير؛ فأنت شخص شرير عند بعض الناس، مهما كانت تصرفاتك تلقائية وبسيطة؛ فهي تصرفات مقصودة ومدروسة عند بعض الناس، مهما كانت نيتك سليمة؛ فأنت نيتك سودا عند بعض الناس، مهما كانت جدعنتك؛ فهي حب للظهور عند بعض الناس. و«انت محتاج تقبل إن مش كل الناس هتحب تعرفك على حقيقتك مهما حاولت تبنيها...ولا تعلم متى نشفي من إدمان هذا «النت» المتهم بإفساد الإحساس الاجتماعي، وتدهور اخلاقيات الذوق العام.

مما يعني تغيرا في منظومة القيم الاجتماعية للافراد والجماعات.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماجدة صالح التواصل الاجتماعي المجتمعات خاصة الربح السريع

إقرأ أيضاً:

استيراد النفايات المطاطية للمغرب.. هل هي حقا خطيرة جدا؟

أثار قرار حكومي مغربي باستيراد النفايات المطاطية الجدل في المغرب مجددا، بعد 9 سنوات من وقف صفقات استيراد النفايات المطاطية من الدول الأوروبية، لاستعمالها في الصناعات التحويلية مثل الإسمنت. 

وحينما أعلنت الجهات المسؤولة أن هذه النفايات ليست ضارة بالبيئة لأنها تستخدم فور وصولها، وتسهم في خلق فرص عمل لليد العاملة الوطنية، أثار ذلك حفيظة حقوقيين بيئيين مغاربة يرون أن هذه العملية تشكل ضررا على البيئة والإنسان، في حين تتفق الدراسات العلمية أن ثمة ضررا ينجم عن عمليات الحرق يؤثر بالبيئة والإنسان مرورا بالغذاء.

ما النفايات المطاطية؟

المطاط الاصطناعي هو مادة مستخرجة من صمغ نباتي طبيعي معالج بالكبريت، ويوجد المطاط الطبيعي في شكل قطرات في عصارة شجرة المطاط التي تزرع بالدول الاستوائية. وقبل الحرب العالمية الثانية، كان المطاط الطبيعي يغطي كامل احتياجات السوق العالمية، إلا أنه مع زيادة الطلب عليه أصبح إنتاجه غير كاف، وظهرت حاجة ماسة لإنتاج المطاط الصناعي، وهذا ما أدى إلى ظهور نفاياته في كل دول العالم.

وفي حديثه للجزيرة نت، يقول رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ في المغرب مصطفى بنرامل "يعدّ مطاط الأستيرين بوتاديين المستخدم في صناعة إطارات كل المركبات السيارة من أكثر أنواع المطاط انتشارا في العالم؛ وذلك نظرا لثمنه الرخيص وخصائصه الميكانيكية العالية المقاومة للثقل وشدة الاحتكاك".

ويضاف إليه كل من أسود الكربون وبورات الزنك أو الكالسيوم في وجود أكسيد الحديد لمقاومة الاحتراق، وهذه الإضافات تزيد من تكوين الدخان الكثيف عند الاحتراق وتؤدي إلى تصاعد الغازات السامة وانبعاثها، وفق تصريح بنرامل.

النفايات المطاطية تشكل جزءًا كبيرًا من النفايات الصلبة والتخلص منها يعد مشكلة عالمية (شترستوك)

وكشفت دراسة نشرتها مجلة "سينس أوف ذا توتال إينفيرونمنت" أن انبعاثات الإطارات وجزئياتها تنتقل عبر مسارات جوية وبرية ومائية مختلفة في البيئات الطبيعية، وينتج عن استخدامها العديد من المعادن الثقيلة والبلاستيك والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات وغيرها من المركبات التي يمكن أن تكون سامة.

وأشارت الدراسة إلى أن جزيئات الإطارات المنبعثة أثناء الاستخدام تعد مكونًا رئيسا للمواد البلاستيكية الدقيقة ومصدرًا لمواد سامة فريدة وقوية للغاية، ومن ثم تمثل الإطارات ملوثًا واسع الانتشار ومعقدًا، وخاصة أنه يتم إنتاج حوالي 3 مليارات إطار جديد كل عام، 800 مليون منها يتحول إلى نفايات سنويا.

وتكمن خطورة المطاط في أنه لا يتحلل بسهولة حتى مع دفنه لسنوات طويلة، إذ تعد العجلات المطاطية مخزونا كبيرا للكربون الملوث للطبيعة والمؤثر على الكائنات الحية وطبقة الأوزون، ويحتاج المطاط إلى ما لا يقل عن 400 سنة ليتحلل بشكل طبيعي، وهو ما يفسر بقاء ملايين العجلات في الطبيعة دون أن تتأثر بعوامل المناخ، بحسب دراسة علمية نشرتها مجلة أبحاث ودراسات التنمية في الجزائر.

وأشارت الدراسة إلى أن مخاطر حرق الإطارات المطاطية تنطوي على مجالات متنوعة في مقدمتها تلوث الهواء، إذ تتسبب في انبعاثات من الدخان الأسود وثاني أكسيد الكربون وما ينجم عنه من الاحتباس الحراري والمركبات العضوية المتناثرة وملوثات الهواء الخطرة، وثمة مخاطر أخرى متعلقة بتلوث المياه والتربة، بتحلل الملوثات في التربة.

أثر عابر على الإنسان والغذاء

ولا يقتصر الضرر الناجم عن حرق النفايات المطاطية على البيئة وإنما يمتد إلى الإنسان والغذاء، وفق بنرامل الذي يقول إن حرقها يتسبب في إطلاق كميات هائلة من الغبار والدخان والرماد، كما ينتج عنه انبعاثات غازية خطرة من مواد الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات والديوكسين، وهي مادة شديدة السمّية حتى عند انبعاثها بمستويات منخفضة للغاية.

وفي حديثه للجزيرة نت، يؤكد بنرامل أنه يمكن لمادة الديوكسين (مادة كيميائية شديدة السمية) والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات المنبعثة من حرق النفايات الإطارات، وخصوصا إن كانت في الفضاءات المفتوحة في الطبيعة، أن تنتقل على امتداد مسافات طويلة لتستقر على المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية والمراعي، وبإمكانها أيضا أن تتراكم في السلسلة الغذائية وتلوّث اللحوم والألبان وغيرها من المنتجات التي يستهلكها البشر وهذا يؤدي إلى تلوث غذائي.

وعن تأثيرها في صحة الإنسان، يقول بنرامل إن هذه الانبعاثات تتسبب في إصابته بأمراض خطرة، كما يؤدي تحللها حراريا إلى إنتاج مركبات سائلة سامة من المعادن الثقيلة تتسرب إلى المياه الجوفية.

وعن الفئات الأكثر تضررا من هذه الملوثات الناتجة عن حرق الإطارات المطاطية، يقول "هؤلاء حتى لو كانوا في ظروف آمنة، كما تدّعي الوزارة، يصنفون الأكثر تأثرا من غيرهم، وهم: الأطفال، والأجنة في أرحام أمهاتهم، والرضّع في مهدهم، والمسنون وخصوصا المصابين بالأمراض المزمنة أو الاضطرابات النفسية، ومرضى الربو، ومن يعانون من ضعف في الجهاز المناعي".

وإلى جانب ذلك كله، يقول بنرامل إن الإطارات المخزنة في مكبّات النفايات تولد انتشارًا للقوارض والحشرات، كما أن الخطر البيئي يشمل أيضًا احتمال نشوب حريق كبير. وبسبب شكلها وعمرها الطويل تشغل الإطارات المهملة المخزنة مساحة كبيرة، فلذلك ينبغي استخدام معظم الإطارات المهملة في استخدامات إنتاجية جديدة عن طريق إعادة تدويرها أو استعمالها.

مخاوف منطقية

عبّر الرأي العام المغربي في مناسبة سابقة عن موقفه من استيراد النفايات المطاطية وحرقها، واشتد الخلاف حينئذ مع الحكومة التي أوقفت الاستيراد بعد ذلك. ولعل مديري القطاع البيئي سيتفهمون هواجس وتخوفات الرأي العام من هذه العملية المحفوفة بالمخاطر، إذ لا تزال مخاطر هذه العملية على الإنسان والبيئة مطروحة، وفق الناشط والإعلامي البيئي المغربي محمد التفراوتي الذي يرى أن مخاوف المغاربة مبررة.

يقول التفراوتي إن الحكومة المغربية تبرر العملية "على أن استيراد النفايات التي تصفها بأنها غير خطرة مؤطر ببنود اتفاقية بازل" التي تحدد الإطار الأساسي لاستيراد النفايات في العالم باعتبارها معاهدة دولية صُممت للحدّ من تحركات النفايات الخطرة بين الدول"، لكنه يتساءل: "هل هذا القرار يتماشى مع القوانين البيئية المغربية في هذا الشأن، خصوصا قانون تدبير النفايات والتخلص منها؟ إذ لا يمكن المجازفة وتغليب جانب التنمية على الاستدامة".

ومن جانب آخر، يقول التفراوتي إن من حق الجهات الرسمية تخفيف الفاتورة الطاقية وذلك عبر تقليص حجم العملة الصعبة الضرورية لاستيراد المحروقات بنسبة أكثر من 20 دولارا عن كل طن من الوقود الأحفوري، لكن من حق الناشطين البيئيين دقّ ناقوس الخطر والتنبيه من المخاوف المؤرقة من عملية "تثمين النفايات واستعمال العجلات المطاطية الممزقة".

وبحسب التفراوتي، لا بد للجهات المعنية المغربية من القيام بعدد أكبر من الأبحاث العلمية للتأكد من أن التعرض للكربون الأسود، المكون الأساسي للإطارات، لا يكون ضارا بالصحة العامة، وذلك لتبديد المخاوف المشروعة، كما يجب على الجهات الحكومية المعنية إجبار مصانع الإسمنت على استخدام أحدث التقنيات لتخفيف التأثير وتقليص الضرر، فهي تعدّ من بين أكبر ملوثي المناخ في العالم بسبب احتياجاتها الهائلة من الطاقة، على حد تعبيره.

ويرى التفراوتي أنه "لا يختلف اثنان على أن معامل الإسمنت أصلا هي ملوثة للغلاف الجوي باستمرار، ولا تزال تنفث سمومها رغم الجهود المبذولة من خلال الانضباط بمعايير التصنيف لأنظمة الإدارة البيئية (ISO 14000)، ثم نضيف إلى ذلك نفايات مطاطية مستوردة فنزيد الطين بلة".

النفايات المطاطية يمكن إعادة تدويرها بدلا من حرقها ويعد ذلك أقل ضررا (بيكسابي) هل من حل؟

المقرر العام الأسبق في برنامج الأمم المتحدة، الدكتور سفيان التل، يرى الحل في ألا تستورد الدول هذه النفايات، لأنها تحول بلادها إلى مركز نفايات خطرة وخاصة أن لا حلول سهلة وممكنة أمامها، وبعض الدول أجرت دراسات كثيرة لإعادة تدوير هذه النفايات وإطارات السيارات وخاصة اليابان، ولعل بعض هذه الدراسات أشارت إلى إمكانية تفتيتها وإعادة خلطها مع مواد أخرى لتزفيت الشوارع.

يقول التل، في حديثه للجزيرة نت، إن على الدول التي تسمح باستيراد هذه النوعية من العمل على تشريعات تنظم هذه المسألة وتحمي بيئتها وألا تكون عرضه للاستغلال.

وعن الحلول أمام الدول التي يوجد بها كميات كبيرة من النفايات المطاطية، يؤكد التل أن هذه السؤال أقلق معظم دول العالم التي تملك جبالا من إطارات السيارات وقد عملت دراسات كثيرة ومتعددة وما زالت تعمل على ذلك، إلا أنه لا توجد حلول سوى إعادة تدويرها والبحث عن أماكن لإعادة استعمالها دون أن تؤثر سلبا على الإنسان والحيوان والنباتات.

مقالات مشابهة

  • مصدر لبناني: أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق
  • بعد أن أثارت ضجة واسعة بتصريحاتها الأخيرة بشأن الشقة التي كانت تسكن فيها وتمت زيادة الإيجار لها.. الممثلة المصرية مروة عبد المنعم: “ما قولتش أنه هيأجرها للسودانيين”
  • استيراد النفايات المطاطية للمغرب.. هل هي حقا خطيرة جدا؟
  • الأحزاب الشيوعية في إفريقيا- قراءة في التحولات الفكرية والإيديولوجية المعاصرة
  • وزير الأوقاف: ندعو أشقاءنا في غزة للتمسك التام بأرض وطنهم مهما كانت التضحيات
  • الغيامة: الهلال يظل الرقم واحد في كرة القدم .. فيديو
  • البيطار يطالب بتبادل الخبرات بمجال الملكية الفكرية
  • مذاهب وأخلاق الناس في المولد النبوي الشريف
  • ‏WhatsApp يسهل على مالكي المجتمعات نقل الملكية
  • خبير: عنصر المفاجئة لعب دورا مهما في فشل تصدي إسرائيل للصاروخ اليمني