أربيل– في أول زیارة لرئيس إيراني لإقليم كردستان العراق، وصل مسعود بزشكيان إلى أربيل، في ثاني محطة من زيارته للعراق، حيث التقى القيادات الكردية من رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني ورئيس الحكومة مسرور البارزاني.

كما التقي بزشكيان ممثلي الأحزاب الكردية والأقليات، وأجرى اجتماعا خاصا مع مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وقال مقر مسعود البارزاني، في بيان رسمي، بعد اجتماع بزشكيان "تم التأكيد خلال اللقاء على التنسيق وتعزيز العلاقات بين إقليم كردستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية". وجاء في بيان المقر أيضا أنه تم توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس مسعود البارزاني لزيارة إيران.

دعوة البارزاني لزيارة إيران أصبحت مثار اهتمام كبير من قبل الجانب الكردي، خاصة أن مسعود البارزاني لم يزر إيران لأكثر من 12 سنة حيث كانت آخر زيارة له إلى البلد الجار عام 2011.

بزشكيان اجتمع مع حكومة إقليم كردستان (مواقع التواصل) زيارة تاريخية

وفي مؤتمر صحفي مشترك لبزشكيان مع رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، قال "ناقشنا تعزيز العلاقات مع مسؤولي حكومة إقليم كردستان، وسوف نتغلب على المشاكل التي كانت موجودة بيننا بعون الله".

يذكر أن توترا في العلاقة بين الطرفين كان قد وصل مستويات غير مسبوقة بعد أن قصفت إيران مواقع داخل أربيل بالصواريخ الباليستية في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، بحجة أنها مواقع تابعة للموساد الإسرائيلي، الأمر الذي نفاه إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد.

ويتوقع المراقبون أن تعيد هذه الزيارة العلاقة بين طهران وأربيل إلى سابق عهدها من الود والتعاون قبل استهداف الإقليم.

وهذا ما يتمناه الإقليم بعدما أشار إلى ذلك نيجيرفان البارزاني في وجود بزشكيان عند حديثه للصحفيين قائلا "زيارة الرئيس الإيراني كانت تاريخية، ونريد تحسين علاقاتنا في كافة الجوانب".

وأضاف أيضا "وصول الرئيس الإيراني كأول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أمر تاريخي بالنسبة لنا بكل المقاييس، لقد ناقشنا تطوير العلاقات مع الرئيس وخاصة القضايا الأمنية".

وأرسل البارزاني رسائل طمأنة للجانب الإيراني عندما قال "لن نقبل باستخدام أراضي إقليم كردستان العراق ضد جمهورية إيران الإسلامية بأي شكل من الأشكال". وطالما اتهمت ايران الإقليم بإيواء جماعات كردية إيرانية معارضة، تقوم بتنفيذ هجمات من أراضي الإقليم ضدها.

أهمية جيوسياسية

وفي لقاء للجزيرة نت بمدير المركز الفرنسي للدراسات حول العراق عادل باغوان، قال "زيارة الرئيس الإيراني إلى إقليم كردستان لها أهمية كبيرة، ولا ننسى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعامل مع إقليم كردستان بهذه الزيارة بمثابة دولة أخرى في إطار العراق، خاصة إذا علمنا أن للإقليم حدودا مع إيران تمتد لأكثر من 450 كيلومترا".

وأضاف باغوان أن "إقليم كردستان يتمتع بأهمية جيوسياسية خاصة بالنسبة لجمهورية إيران الإسلامية، وعلى الصعيد الاقتصادي، هناك تبادل تجاري ضخم يصل إلى 6 مليارات دولار سنويا بين الجانبين، والجمهورية الإسلامية بحاجة كبيرة لهذا التبادل التجاري مع الإقليم".

وقال الخبير "هذه الزيارة مهمة جدا للجانبين من الناحية الأمنية، فهي مهمة لإقليم كردستان لأن إيران تستطيع استخدام مجموعات الحشد الشعبي والجماعات المقربة من إيران داخل العراق كتهديد ضد الأمن والاستقرار الاقتصادي لإقليم كردستان".

ولفت أيضا إلى إمكانية "قيام الجماعات الكردية الإيرانية بتشكيل تهديد للأراضي الإيرانية، أو دول مثل الولايات المتحدة، ودون إرادة إقليم كردستان، كل هذا يجعل من هذه الزيارة مهمة وليست زيارة بروتوكولية".

بزشكيان التقى ممثلي الأحزاب الكردية والأقليات في أربيل (مواقع التواصل) تخفيف التوتر

ويعتقد المحلل السياسي كاروخ خوشناو في تصريحات للجزيرة نت أن "هذه زيارة تاريخية وحاسمة، لأنها تأتي بعدما شهدت العلاقات بين طهران وأربيل تقلبات. لكن بعد زيارة الرئيس الإيراني وسبقتها زيارة لرئيس الإقليم إلى إيران أخذت العلاقات الآن منحى جديدا ودخلت مرحلة جديدة".

وحول دوافع إيران من الزيارة، يقول خوشناو "إن بزشكيان يريد تخفيف حدة التوتر مع إقليم كردستان، وأعتقد أن هذه الزيارة شملت عددا من القضايا، من بينها القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية".

ولفت في هذا الصدد إلى ضرورة عدم تجاهل اتفاق أمني مهم جدا بين إيران والعراق وإقليم كردستان، يقضي بإخراج جماعات المعارضة الإيرانية من إقليم كردستان، وقد تم تنفيذ جزء كبير من ذلك، حتى قبل هذه الزيارة.

وأنهى الرئيس الإيراني زيارته للإقليم بزيارة إلى مدينة السليمانية واللقاء بقيادات الاتحاد الوطني الكردستاني للتأكيد على علاقات إيران الخاصة بالاتحاد الوطني غريم الحزب الديمقراطي في كردستان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مسعود البارزانی الرئیس الإیرانی إقلیم کردستان هذه الزیارة

إقرأ أيضاً:

إيران توقف العمل بقانون الحجاب والعفة المثير للجدل.. بزشكيان: غامض ويحتاج إلى إصلاح ويجب إعادة تقييم بنوده

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران عن تعليق تنفيذ قانون "الحجاب والعفة" المثير للجدل، الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الجمعة المقبل.

وصرح الرئيس مسعود پزشكيان بأن القانون "غامض ويحتاج إلى إصلاح"، مشيرًا إلى نيته إعادة تقييم بنوده.

انتقادات واسعة

القانون المقترح كان يهدف إلى فرض عقوبات أشد على النساء والفتيات اللاتي يكشفن شعرهن، أو أذرعهن، أو سيقانهن السفلى. وقد قوبل القانون بانتقادات واسعة من قِبل نشطاء حقوق الإنسان.

على مدار عقود، اعتبرت السلطات الإيرانية فرض قواعد اللباس الصارمة على النساء والفتيات قضية ذات أولوية للأمن القومي، ما أدى إلى احتجاجات سابقة.

وفقًا للقانون الجديد، كان من المقرر أن تواجه المخالفات المتكررة ومن يسخر من القواعد غرامات كبيرة وأحكام بالسجن تصل إلى 15 عامًا، كما كان يطالب المؤسسات بالإبلاغ عن أي مخالفات.

ترسيخ نظام القمع الخانق

وأعربت منظمات حقوقية عن قلقها حيال ذلك، حيث وصفت منظمة العفو الدولية القانون بأنه محاولة من السلطات الإيرانية لـ"ترسيخ نظام القمع الخانق".

خلال الانتخابات الرئاسية في يوليو الماضي، انتقد پزشكيان، الذي كان حينها مرشحًا للرئاسة، معاملة النساء الإيرانيات بشأن الحجاب، متعهدًا بعدم التدخل في حياتهن الشخصية. ووجد هذا الموقف صدى لدى العديد من الإيرانيين، خاصة الجيل الشاب الذي يشعر بالإحباط من السيطرة الصارمة للحكومة.

كما انتقدت معصومة ابتكار، نائبة الرئيس السابقة لشؤون المرأة والأسرة، القانون الجديد، واصفةً إياه بأنه "إدانة لنصف سكان إيران".

واكتسبت قضية الحجاب زخمًا إضافيًا الأسبوع الماضي بعد اعتقال المغنية الإيرانية الشهيرة پرستو أحمدي، التي ظهرت بدون حجاب خلال بثها حفلًا افتراضيًا على منصة يوتيوب. انتشر الحفل على نطاق واسع، وأثارت عملية اعتقال أحمدي وأعضاء فرقتها غضبًا شعبيًا، ما دفع السلطات إلى الإفراج عنهم في اليوم التالي.

تصاعد التوترات

التوترات حول الحجاب تصاعدت منذ احتجاجات عام 2022 التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، الشابة الكردية التي لقيت حتفها أثناء احتجازها لدى الشرطة بسبب اتهامها بانتهاك قانون الحجاب.

خلال العامين الماضيين، تحدت العديد من النساء الإيرانيات علنًا قواعد الحجاب، مما أثار مواجهة مفتوحة مع السلطة.

وفي الأسبوع الماضي، أدان أكثر من 300 ناشط وكاتب وصحفي إيراني القانون الجديد، واصفين إياه بأنه "غير شرعي وغير قابل للتطبيق"، ودعوا الرئيس پزشكيان إلى الوفاء بوعوده الانتخابية.

رغم الضغط الذي تمارسه الفصائل المتشددة المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، يبدو أن الكثير من الشباب الإيرانيين لا يخشون مواجهة قيود النظام.

ويرى أنصار پزشكيان أن القانون الجديد قد يفشل في ردع النساء الشابات، بل وقد يؤدي إلى تفاقم الوضع.

ومع ذلك، يضغط مؤيدو التشريع على الرئيس للمضي قدمًا، منتقدين تردد المجلس الأعلى للأمن القومي، ومطالبين بتوقيعه القانون لتمهيد الطريق لتطبيقه.

تعليق تنفيذ القانون يشير إلى أن الحكومة تخشى أن يؤدي إلى موجة احتجاجات جماهيرية جديدة كتلك التي شهدتها البلاد قبل عامين.

مقالات مشابهة

  • أول زيارة لرئيس إيراني منذ 11 عاما.. بزشكيان يصل القاهرة
  • أول زيارة لرئيس إيراني منذ 2013.. بزشكيان يصل إلى القاهرة
  • المالية تنفي تعمدها بعدم صرف رواتب موظفي إقليم كردستان لأربعة أشهر
  • إيران توقف العمل بقانون الحجاب والعفة المثير للجدل.. بزشكيان: غامض ويحتاج إلى إصلاح ويجب إعادة تقييم بنوده
  • مبعوث الأمم المتحدة بالعراق يصل طهران في زيارة غير معلنة
  • مبعوث الأمم المتحدة في العراق يصل طهران في زيارة غير معلنة
  • نقص الطاقة يدفع إيران لغلق مبكر إجباري لمراكز التسوّق في طهران
  • بزشكيان في القاهرة .. أول زيارة لرئيس ايراني إلى مصر منذ 11 عاماً
  • توجه بإعادة نظام ادخار الرواتب لموظفي إقليم كردستان
  • خلال ساعات.. مسعود بزشكيان رئيس إيران يزور مصر