هناك معضلة رئيسية غالبا ما تظهر حين تقرر دولة أو جهة ما شن هجوم بالصواريخ أو الطائرات المسيرة ضد خصم يبعد عنها مسافة كبيرة، وهذه المعضلة تتعلق بالمسافة، حيث يكون على هذه الأسلحة أن تسبح لوقت طويل في الجو قبل أن تصل إلى هدفها، ما يزيد من فرصة اعتراضها، وهو ما يجعل الهجوم في النهاية أقل فعالية وتأثيرا.

إذا أخذنا إيران وإسرائيل مثالا، بالنظر إلى الهجوم الذي شنته طهران على تل أبيب ليل الثالث عشر من إبريل/نيسان 2024، الذي وُصف بأنه أكبر هجوم بالمسيرات في تاريخ الحروب حتى الآن، تتكشف هذه المعضلة بوضوح.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أسلحة الليزر.. كيف تدمر خصمك بأقل من دولارين؟list 2 of 2لماذا تخاف أميركا من كلب الصين "الروبوتي" القاتل؟end of list

حيث تبلغ أقصر مسافة من طهران إلى تل أبيب نحو 1000 كيلومتر (نحو 620 ميلا)، وهي مسافة تقطعها الصواريخ الباليستية في قرابة 12 دقيقة، في حين تستغرق صواريخ الكروز ما بين ساعة وساعتين، لكن المسيرات، التي يمكن أن تضرب أهدافها بدقة شديدة، قد تحتاج إلى أكثر من 9 ساعات للوصول إلى أهدافها، مما يعزز من فرص اعتراضها، خاصة مع المساعدة التي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة ودول أوروبية وإقليمية.

لكن إيران وجدت حلًا ما! فقد نشرت وسائل الإعلام الإيرانية أول لقطات واضحة لحاملة المسيرات الأولى في البلاد، والتي سميت الشهيد باقري.

كشفت اللقطات، التي تناولتها بعض الصحف الغربية بقلق، عن تطورات واضحة في السفينة التي يبلغ طولها حوالي 240 مترا، حيث أضيف لها سطح مائل للطيران بالمقدمة، مع علامات للمساعدة في توجيه الطائرات الهابطة والصاعدة.

ويبدو أن الحرس الثوري الإيراني، المسؤول عن هذا المشروع، يريد أن يشغل الحاملة بسرعة وبأقل تكلفة ممكنة، فتقرر ألا يتم بناؤها من الصفر. إذ كانت سفينة "الشهيد باقري" في الأصل سفينة تجارية حاملة للحاويات، ثم استُغلت ضخامتها ومساحة سطحها الواسعة وعدّلت على مدى عدة سنوات لتخدم الأغراض العسكرية.

وأطلق الحرس الثوري الإيراني اسم "الشهيد باقري" على حاملة المسيرات نسبة إلى حسن باقري، وهو أحد رموز الثورة في إيران، الذي رغم مقتله في سن مبكرة عام 1983 خلال الحرب العراقية الإيرانية، فإن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي لا يزال يعدّه "معجزة الثورة الإيرانية" من حيث قدراته العسكرية والاستخباراتية.

 

صورة جديدة لحاملة الطائرات المسيّرة 'الشهيد باقري' التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني، والتي لا تزال قيد الإنشاء. pic.twitter.com/YBUCob2BWq

— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) August 20, 2024

ما حاملة المسيرات؟

لا يوجد إلى الآن تعريف واضح لحاملة المسيرات حيث لا تزال مشروعا أوليا تنوي عدد من الدول المضي قدما فيه، لكن يمكن القول إنها سفينة بحرية تلعب الدور نفسه لحاملة الطائرات التقليدية لكن في نطاق المسيرات.

في هذا السياق، تكون السفينة مصممة للعمل كمنصة متحركة تعمل في المقام الأول لتشغيل المسيرات، كمركز قيادة وتحكم، ومنصة إطلاق وموقع استرداد. من المرجح كذلك أن تكون السفن من هذا النوع مجهزة بتقنيات استطلاع ورصد، ومؤهلة لمعارك الغواصات، بالإضافة لمرافق الصيانة والتحكم في أساطيل من المسيرات.

أما أنواع المسيرات التي يمكن أن تعمل على السفينة الإيرانية الجديدة فلا تزال غير محددة، ولكن المدرّج المنحني مخصص بوضوح للأنواع ذات الأجنحة الثابتة، والتي تنطلق بطريقة "التزحلق والقفز"، حيث تكون نهاية مدرج الطيران القصير مائلة إلى الأعلى مما يعطي الطائرة دفعة في الارتفاع ويسمح لها بالإقلاع، حتى لو لم تصل إلى سرعتها الكاملة في الطيران.

هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص لإطلاق الطائرات الثقيلة أو تلك التي تعمل من مدارج أقصر.

ويعتقد أن سفينة "الشهيد باقري" يمكن أن تستخدم لإطلاق مسيرات مثل شاهد-129 الأحادية المحرك والمتوسطة الارتفاع والطويلة المدى، والتي تتمتع بالقدرة على تنفيذ مهام قتالية واستطلاعية ويمكنها السفر لمدة 24 ساعة.

وإلى جانب ذلك يمكن للسفينة حمل مسيرات أخرى متوسطة الارتفاع وطويلة الأمد، مثل مهاجر-6 وفطرس وكمان-12، كما يمكنها حمل مسيرات "صاعقة" الأقل قابلية للملاحظة، أو مسيرات شاهد-136 الانتحارية.

صورة حديثة لسفينة حاملة الطائرات المسيرة الشهيد باقري أثناء إستعدادها لإجراء إختباراتها البحرية… pic.twitter.com/oPWdpT9cGK

— Meteor || شهاب (@iranianmil_ar) May 4, 2024

ومن المتوقع أيضا تحويل سفينة حاويات ثانية إلى منصة تشغيل مسيرات، ستسمى "الشهيد مهدوي". ففي مايو/أيار 2023، قال قائد البحرية بالحرس الثوري الإسلامي الإيراني العميد علي رضا تانجسيري إن إيران تخطط لبناء حاملة طائرات فريدة "ستتمتع بالقدرة على حمل عدد كبير من قاذفات الصواريخ".

وفي حديث سابق أوضح تانجسيري أن سفينة "الشهيد مهدوي" تحديدا ستزود بأربعة صواريخ بمدى 750 و300 كيلومتر وثلاث طائرات مروحية، وأن "الشهيد باقري" ستحمل 30 قارب دورية سريعا من فئة "عاشوراء".

وإن كانت تلك هي المرة الأولى التي تصنع فيها حاملة مخصصة للمسيرات، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي تعيد فيها إيران استخدام السفن التجارية التي كانت خارج الخدمة وتحوّلها إلى سفن عسكرية بحرية يمكنها حمل مسيرات قتالية.

ففي عام 2020، حولت قوات الحرس الثوري الإيراني سفينة تجارية إلى سفينة حربية متعددة الأدوار لأغراض الاستطلاع والقتال واللوجستيات، مع مدى تشغيلي محتمل يصل إلى البحر الأحمر، وأطلقت عليها اسم "الشهيد رودكي".

أمكن لهذه السفينة حمل طائرات مروحية ومسيرات وزوارق صغيرة الحجم سريعة مسلحة، تستخدمها قوات الحرس الثوري لأغراض المراقبة في الخليج العربي باستمرار.

وفي عام 2021، حولت قوات الحرس الثوري الإيراني ناقلة نفط سفينة "مكران" إلى حاملة مسيرات قتالية سافرت لمدة أربعة أشهر في المحيط الأطلسي وبحر البلطيق، حيث مثلت إيران في عرض بحري روسي إلى جانب الفرقاطة "سهند". وتم رصدها في ديسمبر/كانون الأول 2022 وهي تعبر المحيط الهادئ.

 

لم تريد إيران إطلاق حاملة مسيرات؟

تعتمد إيران اعتمادا كبيرا على سلاح المسيرات، فهي توفر أداة مهمة في حربها غير المتكافئة مع إسرائيل والولايات المتحدة، فإلى جانب التكلفة المنخفضة، تعد المسيّرات سلاحا مرنا وديناميكيا إلى حد كبير؛ كما أنها متعددة الاستخدامات وقادرة على التكيف مع مجموعة من السيناريوهات والأهداف، ويمكن توظيفها لابتكار تكتيكات غير مسبوقة عظيمة الأثر في سياق معارك بعينها.

تتمكن المسيرات من أداء مهام المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية عن تحركات القوات والبنية التحتية والأهداف المحتملة في الوقت الحقيقي، كما يمكنها أن تحمل صواريخ أو قنابل لاستهداف أفراد العدو أو أصوله ذات القيمة العالية، وفي مستوى متقدم (وبقيمة سعرية تنافسية) يمكنها توجيه ضربات جوية دقيقة جدا.

وبوجود حاملة مسيرات، فإن ذلك يمكن أن يوفر للإيرانيين توسيعا للنطاق التشغيلي لمسيراتهم بشكل كبير بحيث يتخطى الحاجز الجغرافي للدولة وصولا إلى بحار وربما محيطات بعيدة عنها، مما يسمح بتغطية مناطق كبرى بالمراقبة والاستطلاع ومهام القتال دون الحاجة إلى أن تكون حاملة المسيرات نفسها قريبة من ساحة المعركة.

ومن خلال نشر المسيرات بشكل مستمر، يمكن للحاملة الحفاظ على تغطية مستمرة لمنطقة مستهدفة، مما يوفر مراقبة مستمرة والقدرة على الاستجابة بسرعة للتهديدات الناشئة، وبسبب قرب المسافة يمكن نشر المسيرات واستعادتها بسرعة، الأمر الذي يسمح باستجابات سريعة ومرنة لظروف ساحة المعركة المتغيرة.

أضف إلى ذلك أنه يمكن إطلاق المسيرات من تلك الحاملات لجمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي، ومراقبة تحركات الأهداف، وتوفير الوعي الظرفي للقادة في غرف اتخاذ القرار، ثم تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف عالية القيمة، لأنه من المعروف أنه كلما كانت المسافة بين المسيرة وهدفها أقل كانت الدقة أعلى.

وسيكون لحاملة المسيرات دور مهم حينما تنطلق المسيّرات منها في أسراب تكتيكية. وعلى سبيل المثال، فإنه في سيناريو الحرب، سيكون الدور الرئيسي لمسيّرات مثل "مهاجر 6" هو تدمير أنظمة الدفاع الجوي وتمهيد الطريق لسلسلة "شاهد" للتوغل في أراضي المنطقة المستهدفة، في حين تقوم فرقة ثالثة من المسيّرات بالاستطلاع ودراسة الضربة.

طائرة مهاجر 2 المسيرة (تسنيم)

وجود حاملات المسيرات سيضيف دقة لتلك الضربات، لكن ما سبق لا يعني أن الحاملة ستمثل طفرة في الصراعات التي تخوضها إيران، وذلك لعدة أسباب، منها أن تحويل السفن التجارية لسفن عسكرية له عيوبه، فهي غير مجهزة لخوض المعارك البحرية، ويمكن استهدافها بسهولة خاصة في وجود حماية ضعيفة.

كما أن إيران لا تمتلك قوة بحرية كبيرة يمكنها خوض معارك من هذا النوع ببراعة، وبالتالي فإن الهدف من هذه الحاملات لا علاقة له ببناء قوة بحرية بقدر ما هو تقريب المسافة بين المسيرات وأهدافها بشكل متخفٍ، وهو أمر يمكن بالفعل أن يحقق أهدافه المرجوة بتقريب سلاح إيران الأهم من أهدافه في أي مكان كان قريبا من إيران أو بعيدا عنها.

ليست إيران وحدها

بشكل عام، فإن حاملات المسيرات ستجعل المسيرات أصولًا متعددة الاستخدامات في الحرب البحرية الحديثة، ولذلك فإن إيران ليست الدولة الوحيدة التي تبحث عن التطوير في هذا النطاق، فقد رصدت سفينة شبيهة في حوض بناء السفن على نهر اليانغتسي في الصين، تحمل التصميم نفسه لحاملات الطائرات الصينية المعروفة لكن أصغر، ويتوقع فريق من الخبراء في هذا المجال أنها صممت لا لحمل الطائرات، بل المسيرات، بحيث تكون جزءا من الأسطول الصيني الذي يتوسّع يوما بعد يوم.

كانت الصين قد أعلنت في مايو/أيار 2022 عن إطلاق أول حاملة مسيرات صينية باسم "تشو هاي يون" في قوانغتشو بمقاطعة غوانغدونغ الصينية، لكن إطلاقها كان بهدف تعزيز البحث والاقتصاد البحري وليس لأغراض عسكرية، بحسب الإعلان الصيني. تتكون السفينة من هيكل من الألومنيوم، ويبلغ طولها 88 مترا.

وللولايات المتحدة كذلك محاولات في هذا النطاق، ففي عام 2014 قالت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأميركية (داربا) إنها بحاجة إلى زيادة قدراتها في مجال "المراقبة والاستطلاع" جوًا، وفي هذا السياق يتم العمل على تجهيز سفن صغيرة لأداء مهام إطلاق واسترجاع المسيرات الطويلة المدى عند الطلب، الأمر الذي من شأنه أن يوسع بشكل كبير من الوعي بالموقف والقدرة على الاشتباك بسرعة ومرونة في النقاط الساخنة.

لكن لا يبدو أن المشروع قد رأى النور حتى الآن، وحاليا تعمل الولايات المتحدة على تكييف بحريتها الضخمة لاستيعاب المسيرات من مختلف الأشكال عبر تعديل حاملات الطائرات العملاقة وحاملات المروحيات الأصغر حجمًا لاستيعاب المسيرات، لا بناء سفن جديدة مخصصة لهذا الغرض.

ويعمل الجيش التركي على إنتاج سفينة خاصة به من النوع نفسه، وهي حاملة الطائرات التركية "تي سي جي الأناضول". فقد بدأ في بناء السفينة يوم 30 أبريل/نيسان 2016، وتم تصميمها في البداية لتحمل طائرات من فئة إف-35 ذات الإقلاع العمودي، بعد الاتفاق مع الولايات المتحدة على ذلك، لكن بعد فشل الاتفاق حوّلت تركيا السفينة إلى حاملة مسيرات.

يعتقد أن الحاملة ستشغل بشكل أساسي مسيرات "بيرقدار تي بي 3" المتوسطة الارتفاع والطويلة المدى والقادرة على الهبوط والإقلاع في مسافات قصيرة، كما أن الطائرة المسيرة تمتلك أجنحة قابلة للطي، مما يعني أنها ستشغل مساحة أقل على سطح السفينة. التجربة التركية تعد الأهم في هذا النطاق، وإذا نجحت فربما تدفع دولا كثيرة لبناء سفن لأغراض تشغيل المسيرات بشكل خاص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أبعاد الحرس الثوری الإیرانی حاملة الطائرات یمکن أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

“حماس والقوى الوطنية ” تدعوان للمشاركة الواسعة في المسيرات و الإضراب الشامل للمطالبة بوقف حرب الابادة في غزة

 

 

الثورة / غزة /وكالات

تتواصل حرب الابادة الصهيونية ضد ابناء فلسطين بقطاع غزة وغيرها من الاراضي الفلسطينية المحتلة يوما بعد يوم حيث استشهد اربعة فلسطينيين وأصيب آخرون، امس إثر قصف العدو مجموعة من المواطنين في جباليا شمال قطاع غزة.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية وفا عن مصادر طبية قولها ان ثلاثة مواطنين استشهدوا واصيب عدد آخر بجروح مختلفة، بعد قصف مدفعية العدو مجموعة من المواطنين قرب شارع الزاوية عند دوار زمور شرق مدينة جباليا.
كما استشهد مواطن على الأقل وأصيب آخرون، جراء قصف طيران العدو مجموعة من المواطنين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، امس ارتفاع حصيلة جرائم حرب الابادة إلى 50,695، شهيد أغلبيتهم من الأطفال والنساء، و 115,338جريحاً منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.
وفي سياق متصل أكدت وزراه الصحة الفلسطينية، إنه في الوقت الذي يحيي فيه العالم يوم الصحة العالمي، والذي يصادف اليوم الاثنين تحت شعار “بداية صحية لمستقبل واعد”، يمر على فلسطين في ظل واقع صحي مأساوي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وانهيار شبه تام للنظام الصحي، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الطبية والإنسانية بصورة غير مسبوقة.
وأضافت الصحة في بيان صدر عنها أمس الأحد: “في يوم الصحة العالمي، نُذكّر العالم بأن الحق في الصحة ما زال مُصادَراً لملايين الفلسطينيين، وأن الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى في قطاع غزة يواجهون خطر الموت في ظل غياب أدنى مقومات الرعاية الصحية، ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف غالبية المستشفيات عن العمل بسبب نفاد الوقود”.
وتابعت: “نستذكر هذا اليوم بينما يُعالج الجرحى على الأرض، وتُجرى العمليات الجراحية دون تخدير، والأطباء يعملون في ظروف قاسية وبإمكانيات شبه معدومة، وسط توقف غالبية المستشفيات عن العمل بسبب الاستهداف المباشر، مما أدى إلى إخراجها عن الخدمة، إضافة إلى نفاد الوقود، ونقص المعدات والأدوية، والطواقم الطبية، في مشهد يُجسّد كارثة إنسانية بكل المعايير”.
وأردفت: “نستذكر هذا اليوم أيضًا في الوقت الذي يتم فيه استهداف الطواقم الطبية والإسعافية بشكل ممنهج، حيث يتعرض الأطباء والممرضون والمسعفون للتهديد والاستهداف المباشر، ويتم قصف المنشآت الصحية وسيارات الإسعاف، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان”.
الى ذلك دعا القيادي في حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) عبد الرحمن شديد جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في الإضراب الشامل والخروج في مسيرات الغضب والنصرة الحاشدة في الضفة رفضًا لعدوان الاحتلال على غزة، ودعمًا وإسنادًا للمقاومة.
ووفقا لوكالة الأنباء “معا” الفلسطينية قال القيادي في حركة “حماس”امس “مع تواصل الجرائم وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهلنا في غزة، وما يمارسه العدو ومستوطنوه في الضفة من عدوان وتنكيل وتهويد، فلا خيار سوى الانتفاض بوجه العدو وإشعال كافة نقاط التماس”.
وأضاف شديد أنَّ “على كافة أبناء شعبنا في الضفة أن يقوموا بدورهم الوطني الحاسم والمهم، خاصة في ظل ما يمارس بحق إخوتهم في قطاع غزة من مجازر مروعة وجرائم وحشية”.
وتابع: “على الجميع من أبناء شعبنا وأمتنا أن يتحمل مسؤولية النصرة ومواجهة هذه الإبادة التي التي يمر بها الشعب الفلسطيني، فعار على كل حر السكوت على ما يحدث في غزة والضفة، وأن لا يحرك ساكناً تجاه مجازر الاحتلال”.
وأوضح شديد أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيفشلان كل مخططات العدو الخبيثة بحق غزة والضفة، وما عجز العدو عن تحقيقه سابقًا بالتفاوض لن ينجح في فرضه بالحرب والإجرام.
كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، أن اليوم الاثنين، سيكون إضراب شامل لكافة مناحي الحياة، في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مخيمات اللجوء، والشتات، وبمشاركة المتضامنين واحرار العالم، رفضا لحرب الإبادة على قطاع غزة.
ودعت “القوى” في بيان، صدر اليوم الأحد نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية(وفا) إلى ضرورة إنجاح الإضراب العالمي، من اجل اعلاء الصوت، وتسليط الضوء على مذابح وجرائم الاحتلال البشعة بقتل المدنيين الاطفال والنساء والتدمير، بهدف تهجير ابناء شعبنا.
وقالت إن حرب الابادة التي يتعرض لها شعبنا في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة، من قتل، وتدمير، وبشراكة ودعم أميركيين، وعجز المجتمع الدولي عن الإيفاء بالتزاماته، وتعهداته بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي.
من جهة اخرى أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” ،عن إغلاق نحو 21 مركًا لعلاج سوء التغذية في غزة، نتيجة استئناف العدوان الصهيوني وإصدار أوامر إخلاء في المناطق العاملة.
وأوضح الناطق باسم المنظمة كاظم أبو خلف في تصريحات صحفية أن “اليونيسف” تنتظر إصدار تقرير من الهيئة الخاصة بتصنيف الأمن الغذائي في قطاع غزة، وعرض النتائج.
وأشار إلى أن العدو يواصل إغلاق المعابر مع قطاع غزة، ويمنع إدخال المساعدات، والمواد الطبية والمكملات الغذائية، وغيرها، منذ 35 يومًا.
وكانت “اليونيسف”، قالت السبت، إن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة حرموا من المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من شهر.
ولفتت إلى أن استمرار منع دخول المساعدات إلى غزة يمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني وعواقبه وخيمة على الأطفال.
من جهتها أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أنه مر أكثر من شهر منذ أن منعت “إسرائيل” دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى قطاع غزة.
وقالت الأونروا في تصريحات: “نواصل تقديم المساعدة في قطاع غزة بما تبقى لدينا من إمدادات والمخزون آخذ في النفاد والوضع يزداد سوءا”.
وأضافت الوكالة الأممية “يجب إنهاء الحصار على قطاع غزة والسماح بعودة المساعدات الإنسانية”.
وكانت أكدت وزارة الصحة الفلسطينية-غزة اليوم الأحد ، أن منع العدو الإسرائيلي إدخال لقاحات شلل الأطفال إلى قطاع غزة يُشكل قنبلة موقوته تهدد بتفشي الوباء.
وبينت الوزارة، أن منع إدخال اللقاحات هو إمعان في الاستهداف غير المباشر لأطفال قطاع غزة.
وأشارت إلى أن 602 ألف طفل يتهددهم خطر الاصابة بالشلل الدائم والاعاقات المزمنة مالم يتوفر اللقاحات اللازمة لهم.
وشددت الوزارة على أن منع ادخال اللقاحات يعني انهيار الجهود التي بُذلت على مدار الأشهر السبعة الماضية، ما يعني أن تداعيات خطيرة وكارثية ستضاف على المنظومة الصحية المستهدفة والمستنزفة اضافة الى مضاعفة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية*
وطالبت وزارة الصحة الجهات المعنية الضغط على العدو لإدخال اللقاحات واتاحة ممرات آمنة لضمان الوصول إلى الأطفال في مختلف مناطق القطاع.

مقالات مشابهة

  • صور لـ أقمار صناعية تظهر حاملة طائرات أمريكية تقترب من إيران
  • قوة ضاربة.. أمريكا تحرك حاملة طائرات جديدة باتجاه إيران
  • تطور عسكري جديد قرب سواحل إيران.. هل اقتربت الضربة؟
  • “حماس والقوى الوطنية ” تدعوان للمشاركة الواسعة في المسيرات و الإضراب الشامل للمطالبة بوقف حرب الابادة في غزة
  • باقري: إيران لا تسعى للحرب لكنها لا تقبل الاستبداد والبلطجة
  • البركي: الكلام والشعارات والنيات الحسنة دون عمل لا تبني بلداً ولا تصنع استقراراً
  • مجلة أمريكية: هل إيران قادرة على هزيمة أمريكا وإغراق حاملات طائراتها بالبحر الأحمر؟ (ترجمة خاصة)
  • الحوثيون: استهداف سفينة إمداد لحاملة الطائرات الأميركية "ترومان" في البحر الأحمر
  • ناشونال إنترست: إيران قادرة على إغراق حاملات الطائرات
  • ناشونال إنترست: إيران قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية