شبكة انباء العراق:
2024-11-21@19:38:59 GMT

لحن الفجر .. من كتاب شفرات حيوانسانية ..

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

لم أكن أعي شيئاً عن صياح ذلك الديك الذي يوقظ أبي كل فجر لصلاته.. مع مرور الوقت أدركت فوارق عديدة بين مناداته بأعماق الظلمات منبئاً بحلول فجر جديد … وبين صوته بأوقات الظهيرة أو العصر ، لا أظنه يطلق صياحه على العواهن ، ولا أعتقد أن المهمة تتعلق بغريزة البقاء أو الحاجة إلى غذاء أو سد رمق شخصي .

.
كلما تقدم بي العمر أدركت أن مهمة الديكة خارج نص ( التحيون والشخصنة ) .. ربما هناك علاقة بينه وبين حوادث زمانية مكانية ما ، و المعني الإنسان وحده .
ظل الديك ورفيقة عمره الدجاجة يشكلان مصدراً لبساطة الإنسان وحكمته ، وربما هما الأقرب إلى شدنا للارتباط بالأرض .
في واحدة من أقسى المواجع ، تلمست خيط الدم دافقاً مجراه من نحر الديك ، اهتز معه ضميري ، ووجدان المعذب تحت تلك المدية التي لا ترحم ، متسائلاً عن تلك الجرأة : ( كيف له أن ينحر الطبيعة ) ؟ ..
مرت أيام وأيام ، وتلاشت السنون في متاهات شيب الرأس ، ومحطات الزمان وعصف الحوادث ، الأتعس – ومن ذاكرة لا تمحى – أني جربت أن اكون رجلاً بعد أن اختط السواد على شواربي ، فقد سلموني ديكاً أذبحه ، لم افكر بأية طريقة، أو على أية شريعة ، وبأي حق سأنحر هذا الرفيق المفعم بكل أنواع الصدق والصداقة .
لم تقوَ يداي على ارتكاب جريمة ما .. ليس بحقه فحسب، بل بحقي ؛ إذ إن أعضاء جسدي كانت تختض من هول تلك اللحظة ، بل ما زلت أتذكر تلك الرعشة الساكنة في أعماق روحي ، والمتجلية على جسدي كلما خطرت على بالي تلك المجازفة .
في خريف العمر كما في ربيعه ، التقيت بعديد المناظر الديكية ، واستمتعت بأنواع جمالات السماء المنصهرة بأعماق هذا الإبداع الخلقي ، لكني حزنت مرة لأن ديكين تقاتلا حد الموت أو الاستسلام ، لم ندرِ بتلك الطبيعة الفحولية المتأصلة في ديكينا اللذين ربيناهما فوق السطح . استمر القتال على دجاجة ، حتى استسلم أحدهما بعد أن أعيته الضربات ، وخضب بدمه .
أصبحت حائراً في الحكم ، أداوي وأبكي على الضحية ، أم أتوج العازف مع الفجر يزيح بعوائه فلول الليل ؟
قبل النطق بالحكم ، تمعنت بالمشهد من وجهة نظر أخرى ، فاسترسلت بالحديث أخامر نفسي و أعللها ، لعلي أخفف عني العناء ، فمن ليل الطفولة حتى مشاخات الانحناء ظلت تلك المحنة تجرف من وعي الكثير إثر ذلك العناء !!

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

نقل الكاتب بشير الديك للعناية المركزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الكاتب أيمن سلامة عن نقل الكاتب بشير الديك للعناية المركزة، وطالب الجميع بالدعاء له.

كشف أيمن سلامة في منشور له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، عن نقل الكاتب بشير الديك ليلة عرض فيلمه سواق الاتوبيس بعد الترميم، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ ٤٥.

جاء فى منشور سلامة "الكاتب الكبير بشير الديك رئيس جمعية مؤلفي الدراما والذي شاهد له ضيوف مهرجان القاهرة السينمائي اليوم فيلمه العظيم سواق الاتوبيس يرقد في العناية المركزة، الرجاء الدعاء له بالشفاء".

تفاعل الجمهور والمتابعين ورواد السوشيال ميديا وأهل الفن مع الخبر وتمني الجميع الشفاء العاجل للكاتب الكبير بشير الديك.

يشار الى أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رمم نسخ بعض الأفلام للعرض بالمهرجان خلال دورته الـ ٤٥، مثل فيلم "سواق الاتوبيس" وفيلم "قشر البندق".

مقالات مشابهة

  • عائلة روبن نيفيز تستمتع بأجواء الطبيعة في المملكة
  • حسين الديك يحقق أعلى نسبة حضور في موسم الرياض بحدث غير مسبوق
  • أطفال أبوظبي يتواصلون مع الطبيعة
  • تطوير أشعة ليزر مستوحاة من الطبيعة تمد البعثات الفضائية بطاقة مستدامة
  • نقل الكاتب بشير الديك إلى العناية المركزة
  • نقل الكاتب بشير الديك للعناية المركزة
  • نقل الكاتب بشير الديك إلى العناية المركزة بعد عرض فيلمه في مهرجان القاهرة
  • مجدي الهواري لـ "الفجر الفني": الدورة هذا العام من مهرجان القاهرة السينمائي مميزة لوجود حسين فهمي
  • عاجل| أقوى موجات غضب الطبيعة: إعصار القنبلة يضرب أمريكا.. ماذا يتبقى من كاليفورنيا بعد 48 ساعة؟
  • الطبيعة تترقب موجة غضب مدمرة.. عواصف وثلوج تحاصر سكان الولايات المتحدة