مصطفى عبدالعظيم (دبي) 
كشف مشاركون في جلسات منتدى الأعمال الإماراتي الصيني، الذي انطلقت فعالياته في دبي اليوم، عن تسارع وتيرة نمو الاستثمارات والتجارة البينية بين البلدين، في ظل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، متوقعين أن تشهد السنوات القليلة المقبلة مزيداً من الزخم للوصول بحجم التبادل التجاري إلى نحو 200 مليار دولار في 2030 مقارنة مع 81 مليار دولار في 2023 وفق بيانات وزارة الاقتصاد في الإمارات.


وأشاد الدكتور وو فولين، رئيس بنك الصين للتصدير والاستيراد، بالنتائج الإيجابية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات والصين والتي انعكست بشكل مباشر على زيادة الاستثمارات الصينية في الإمارات خلال العام الماضي بنحو 6.8% ومضاعفة الاستثمارات الإماراتية في الصين بنسبة 100%، مقارنة مع عام 2022.
ويأتي المنتدى الذي تنظمه غرف دبي وغرفة الصين للاستيراد والتصدير للمنتجات الكهربائية والميكانيكية، وباستضافة كل من وزارة الاقتصاد بالدولة ووزارة التجارة بجمهورية الصين الشعبية،على هامش الزيارة الرسمية لمعالي لي تشيانغ، رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية إلى الدولة، ويهدف لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتحفيز الاستثمارات المشتركة بين مجتمعات الأعمال في كلا البلدين.


جهود مشتركة
وقال محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، خلال كلمته ضمن فعاليات المنتدى: إن الجهود المشتركة بين البلدين تساهم في دعم أهداف مبادرة الحزام والطريق، مشيراً إلى أن دولة الإمارات، تشكل من خلال موقعها الاستراتيجي على خريطة طريق الحرير الجديد بوابة حيوية للأسواق في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وأوضح أن الشراكة الوثيقة والمتنامية مع الصين يمكن تلعب دوراً هاماً في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) لمضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد القادم، وترسيخ موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية حول العالم. كما يساهم التعاون التكنولوجي بدور فعال في دعم خطط التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات، لذا ستتسارع وتيرة التعاون مع الصين في هذا القطاع الحيوي. كما تمتلك الشركات الصينية المتخصصة في قطاع التكنولوجيا كل الإمكانات اللازمة للمساهمة في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) لتوليد قيمة اقتصادية جديدة من التحول الرقمي نحو الاقتصاد الجديد بمتوسط 100 مليار درهم سنوياً سيضيفها لاقتصاد دبي.


منصة هامة
بدورها قالت ليو تشون نائب رئيس غرفة الصين للاستيراد والتصدير للمنتجات الكهربائية والميكانيكية: إن المنتدى يشكل منصة هامة لتعزيز التعاون والتواصل بين قادة القطاع الخاص والشركات والمستثمرين في البلدين، مشيرة إلى أن المستقبل يزخر بالفرص المشتركة التي من شأنها توسيع التعاون في العديد من القطاعات الاستثمارية والمالية والصناعية والتجارية.
وأشارت في كلمتها إلى حرص عدد كبير من الشركات الصينية على المشاركة في المنتدى لاستكشاف فرص الاستثمار في دولة الإمارات في مجالات الطاقة المتجددة والاتصالات والخدمات المالية والسيارات التي تشكل سوقاً مهما لها، وأيضاً نقطة انطلاق رئيسية إلى أسواق المنطقة، مؤكدة حرص الغرفة على دعم وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.

استثمارات مبادلة
وتناولت الجلسة الأولى من المنتدى كيفية قيام صناديق الثروة السيادية ومؤسسات الاستثمار بدفع الاستثمارات المتبادلة، وإنشاء منصة حضانة للمشاريع التعاونية، والذي يقود بدوره إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولة الإمارات والصين، كما سلطت الجلسة الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه «لجنة الاستثمار المشتركة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي» في تطوير إطار قوي للتعاون الاقتصادي والتجاري الدائم بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.
وشدد محمد البدر، رئيس قسم الاستثمارات في الصين في شركة مبادلة «على الأهمية الكبيرة للصين التي تشكل قوة اقتصادية عالمية، باقتصاد يتراوح بين 17 إلى 18 تريليون دولار، ومعدل نمو يصل إلى 5% حالياً، الأمر الذي يوفر فرصاً واعدة أمام الاستثمارات الإماراتية في العديد من القطاعات لاسيما قطاعات الرعاية الطبية والصناعات الدوائية والتكنولوجيا والتجزئة والذكاء الاصطناعي.
وأكد البدر خلال الجلسة على ما تتمتع به دولة الإمارات من فرص استثمارية أمام الشركات ورؤوس الأموال الصينية خاصة في مجالات التصنيع والتكنولوجيا المتقدمة.


الإمارات للتنمية 
من جهته، قال شاكر زينل، رئيس إدارة الأعمال المصرفية في مصرف الإمارات للتنمية: إن الصين تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، متوقعاً أن تشهد العلاقات الثنائية مزيداً من الانفتاح والتعاون الاستراتيجي في العديد من القطاعات، مؤكداً ترحيب المصرف بتوفير التمويل والدعم للاستثمارات الصينية في المجالات الصناعية.
وأشار زنيل إلى الدور الذي يقوم به مصرف الإمارات للتنمية في تقديم الدعم الشامل للمستثمرين الصينيين، والذي يتجاوز حدود المساعدة المالية لتأهيلهم وتسهيل رحلتهم في الاستثمار وتطوير الأعمال.

أخبار ذات صلة «مير للاستثمارات» تطلق عملياتها في أبوظبي المغرب يرصد أول إصابة بجدري القردة


قوة الشراكة 
في السياق ذاته، أكد الدكتور وو فولين، رئيس بنك الصين للتصدير والاستيراد، النتائج الإيجابية للشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والصين والتي انعكس بشكل مباشر على زيادة الاستثمارات الصينية في الإمارات خلال العام الماضي بنحو 6.8% مضاعفة الاستثمارات الإماراتية في الصين بنسبة 100%، مقارنة مع عام 2022.
وأشار إلى الفرص الواعدة لتعزيز وتوسع نطاق التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والبنية التحتية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والابتكار والطاقة المتجددة، لاسيما بعد انضمام دولة الإمارات إلى «بريكس» في يناير الماضي، لافتاً إلى حرص بنك الصين للتصدير والاستيراد على دعم التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين في كافة المجالات لاسيما قطاعات التجارة البينية والطاقة والمعادن والرقائق ومساعدة الشركات الصينية للاستثمار في الإمارات ودعم بناء قدرات التصنيع في البلدين

فرص واعدة
قال ما يونج شنج، رئيس مجلس الإدارة لمجموعة «سينوبك» في الصين خلال الجلسة الثانية للمنتدى: إن دولة الإمارات شريك استراتيجي شامل ومهم للصين، وهناك أرضية صلبة للتعاون والاستفادة من الفرص المستقبلية لتعزيز العلاقة وتطويرها في مجال الطاقة، وبما يعود بالفائدة للبلدين والعالم بأسره، كما أن هذه الشراكة المتميزة ستقود إلى توفير نماذج تطور تكنولوجي مستقبلي يسهم في تحسين الأداء وتطويره، وبما يسهم كذلك في تطور العلاقات في قطاع الطاقة، حيث إن لدينا شراكات قوية مع عدد من الشركات في دولة الإمارات كشركة «أدنوك».
بدوره أكد جمال صالح، المدير العام لاتّحاد مصارف الإمارات أن التعاون بين المصارف الصينية والإماراتية هو قائم بالفعل ويتمتع بآفاق واعدة للارتقاء والازدهار في المستقبل نتيجة للتطور المستمر في العلاقات بين البلدين.


تعزيز الشراكة
وتحدث هو تشيون رئيس مؤسسة النفط الوطنية الصينية عن الجهود المستمرة لتعزيز الشراكة الشاملة مع دولة الإمارات، وقال: على مدى سنوات حرصنا على تقديم الحلول وتعزيز التعاون في مجال النفط عالمياً، وذلك من خلال الحضور الكبير للشركة على مستوى العالم.
وقال خالد القاضي العضو المنتدب للخدمات المصرفية الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في بنك إتش إس بي سي بدولة الإمارات: تشهد العلاقات بين الصين والإمارات نمواً مستمراً وباتت الفرصة مناسبة جداً للعمل المشترك لتحقيق المزيد من الازدهار في العلاقة، ولابد هنا من التأكيد أن مستوى الاستثمار من الشركات الصينية كان كبيراً جداً، وتركز في جميع القطاعات». 

 

مليون مسافر سنوياً
كشف نبيل سلطان، النائب التنفيذي للرئيس لمبيعات المسافرين والإدارة الدولية في طيران الإمارات، أن طيران الإمارات ينقل سنوياً أكثر من مليون مسافر من وإلى الصين، إما لغرض الأعمال أوالسياحة والترفيه، لافتاً إلى أن هناك مناقشات جارية مع مجالس السياحة الصينية في العديد من الاتفاقيات لتسهيل نقل السياح من وإلى الصين عبر الناقلة الإماراتية.
وأكد أن طيران الإمارات يعتبر أول طيران في المنطقة لديه رحلات بلا توقف إلى الصين منذ العام 2008، وخاصة فيما يتعلق بعمليات الشحن الجوي، حيث يتم نقل أكثر من 100 ألف طن من البضائع من الصين إلى دبي وتنقل بعد ذلك إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا.
وقال النائب التنفيذي للرئيس لمبيعات المسافرين والإدارة الدولية في طيران الإمارات: إن نقل البضائع من الصين إلى دبي يشهد نمواً سنوياً بنسبة 10%، خاصة فيما يتعلق بنقل السلع الفاخرة والتجارة الإلكترونية، والتي يتم شحنها عبر طيران الإمارات من الصين إلى دبي ومن ثم توزع إلى باقي الدول من دبي، باعتبار الأخيرة منصة ممتدة للصين من أجل نمو تجارتها الخارجية.

 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

إقرأ أيضاً:

العراق يتجه الى تشريع قانون حماية الاستثمارات السعودية لجذب الأموال

8 مارس، 2025

بغداد/المسلة: تشهد العلاقات العراقية – السعودية تحولاً استراتيجياً يعكس رؤية قيادتي البلدين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

السفيرة العراقية لدى الرياض، صفية السهيل، أكدت أن الشراكة الثنائية تستند إلى إرث تاريخي وروابط متينة، مشيرةً إلى أن البلدين اتخذا خطوات ملموسة لتعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي، بما يسهم في استقرار المنطقة.

وفي ظل التحديات الإقليمية، يواصل العراق والسعودية تنسيقهما بشأن القضايا العربية، خاصةً فيما يتعلق بالأوضاع في غزة ولبنان وسوريا. وأكدت السهيل أن الاجتماعات رفيعة المستوى بين قيادتي البلدين تعزز هذا التنسيق، مشيرةً إلى لقاءات رئيس الوزراء العراقي بالأمير محمد بن سلمان، وحرص الجانبين على توحيد المواقف في القضايا الإقليمية والدولية.

حماية الاستثمارات السعودية في العراق

من بين الخطوات الاقتصادية المهمة، يقترب البرلمان العراقي من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية، ما سيعزز تدفق رؤوس الأموال السعودية إلى العراق. وأوضحت السهيل أن هذا القانون سيدعم جهود صندوق الاستثمارات العامة السعودي وصندوق التنمية العراقي في تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين.

العلاقات الاقتصادية.. تطور لافت

بلغ حجم التبادل التجاري بين العراق والسعودية 1.3 مليار دولار عام 2024، في مؤشر واضح على تنامي العلاقات الاقتصادية. ويعمل المجلس التنسيقي العراقي – السعودي على توسيع نطاق التعاون في مجالات متعددة، من بينها الطاقة والتجارة والاستثمار. كما تم إقرار تأسيس فرع للمصرف الأهلي العراقي في المملكة، في خطوة تعزز التكامل المالي والاقتصادي.

ولزيادة التواصل بين الشعبين، ستُسيِّر الخطوط الجوية العراقية رحلة أسبوعية بين بغداد والرياض اعتباراً من أبريل المقبل، مما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية. كما كشفت السفيرة عن وجود أكثر من 120 طالباً عراقياً يدرسون في الجامعات السعودية، في خطوة تعزز التعاون الأكاديمي بين البلدين.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الصين تحطم رقم قياسي في مجال تخزين الضوء
  • الصين.. تحطيم رقم قياسي عالمي في مجال تكنولوجيا تخزين الضوء
  • السفارة الصينية تسهّل إجراءات الحصول على التأشيرة
  • العراق يتجه الى تشريع قانون حماية الاستثمارات السعودية لجذب الأموال
  • وزراء ومسؤولون: الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وأفريقيا الوسطى تعزز التجارة والاستثمارات البينية
  • مجلس الأعمال المصري المغربي: إنشاء منصة رقمية لتعزيز الاستثمار بين البلدين
  • رئيس الدولة ورئيس أفريقيا الوسطى يبحثان علاقات التعاون بين البلدين
  • التجاري وفا بنك إيجيبت يحصد جائزة "أفضل برنامج لدعم رائدات الأعمال 2024"
  • الصين تحدد هدف نمو اقتصادي طموح عند 5% وسط تصاعد التوتر التجاري مع واشنطن
  • التجاري وفا بنك إيجيبت يحصد جائزة أفضل برنامج لدعم رائدات الأعمال