وزير الصحة يؤكد حرص مصر على الاستثمار في «طول العمر الصحي» كضرورة استراتيجية
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، أن الدولة المصرية تحرص على الاستثمار في "طول العمر الصحي" بين كبار السن كضرورة استراتيجية للبلاد، بما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية الوطنية حول تقديم مجتمعًا مستدامًا وشاملًا ومزدهرًا.
جاء ذلك خلال كلمة القاها وزير الصحة، اليوم الخميس، ضمن فعاليات جلسة إطلاق تقرير مبادرة "طول العمر الصحي" للبنك الدولي تحت عنوان "إطلاق العنان لقوة طول العمر الصحي: التغير الديموغرافي والأمراض غير المعدية ورأس المال البشري".
وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن الاستثمار في طول العمر الصحي لا يقتصر على تحسين الحياة بين كبار السن فقط، وإنما يعزز رفاهيتهم وتعزيز الشيخوخة الصحية والحد من انتشار الأمراض المزمنة، وزيادة متوسط العمر الصحي المتوقع، وتحسين الصحة العقلية، كما أن هذا الاستثمار يعزز الإنتاجية الاقتصادية.
وأضاف أن السكان الأكثر صحة يمثلون قوة إنتاجية أكبر، كما أنهم حجر الزاوية للنمو الاقتصادي حيث تمر مصر بتحولات ديموغرافية كبيرة، مضيفًا أن الاستثمار في طول العمر الصحي يضمن أن يظل الشريحة العمرية لكبار السن نشيطين ومنخرطين ومساهمين في تقدم البلاد، بالإضافة إلى تقليل العبء المالي المرتبط بالأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن السكان الذين يتمتعون بصحة بدنية وعقلية مجهزين بشكل أفضل لمواجهة التحديات، والمشاركة في الحياة المدنية، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية الشاملة، كما أن الاستثمار في طول العمر الصحي ليس مجرد مسعى إنساني، بل هو قرارًا استراتيجيًا من شأنه المساهمة في تحقيق فوائد ملموسة للاقتصاد والمجتمع والأجيال القادمة بمصر، ومن خلال إعطاء الأولوية لهذا الاستثمار، فإن ذلك يضمن أن تكون مصر أكثر ازدهارًا وصحة ومرونة.
كما تحدث نائب رئيس مجلس الوزراء، خلال الجلسة، أنه من المهم معالجة الأمراض غير المعدية، حيث تشكل عنصرًا أساسيًا نحو الاستثمار بطول العمر الصحي، موضحًا أن الاستثمار في الوقاية من الأمراض غير المعدية وإدارتها قرارًا استراتيجيًا يحقق عائدًا قويًا على الاستثمار، مستشهدًا ببعض الدراسات التي أوضحت أنه مقابل كل دولار يتم استثماره في التدخلات المثبتة للأمراض غير المعدية، يمكن توليد ما لا يقل عن 7 دولارات في زيادة التنمية الإقتصادية أو خفض تكاليف الرعاية الصحية بحلول عام 2030، وهو ما يتماشى مع الالتزام الوطني بتعزيز صحة السكان وقوة العمل الإنتاجية، الأمر الذي يساهم في الاستقرار الاقتصادي والنمو.
وأوضح أنه من خلال معالجة الأمراض غير المعدية، يمكن تحسين النتائج الصحية، وتعزيز نوعية الحياة للمواطنين، وخفض تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بإدارة الأمراض المتقدمة، ويشمل ذلك تعزيز أنماط الحياة الصحية، والكشف المبكر والعلاج، وتوفير الرعاية الشاملة للأفراد المصابين بالأمراض غير المعدية، كما أنه من خلال اتخاذ خطوات استباقية لمكافحة هذه الأمراض، يمكن خلق مستقبل أكثر صحة لمصر وضمان أن يتمكن المواطنون من العيش لفترة أطول وأكثر صحة وحياة أكثر إشباعًا.
وأشار عبد الغفار إلي أن مصر نفذت العديد من التدخلات الفعالة لتعزيز طول العمر الصحي ومعالجة الأمراض غير المعدية، حيث احرزت تقدم ملحوظ في زيادة متوسط العمر المتوقع من 64.4 عامًا في عام 2000، إلى 71.4 عامًا في عام 2020، هو بمثابة شهادة على التزام دولتنا المصرية، بالرعاية الصحية والصحة العامة.
واستعرض نائب رئيس مجلس الوزراء، جهود الدولة المصرية بهذا الملف الهام، وذلك من خلال المبادرات الرئاسية (100 مليون صحة)، للكشف المبكر عن الأمراض غير المعدية، وعلاجها ودورها في تحسين النتائج الصحية، ومن بين هذه المبادرات برنامج الفحص الشامل للأورام السرطانية، والذي يستهدف 6 أنواع من السرطانات التي تشكل العبء الأكبر على المواطنين، خاصة فئة كبار السن، مؤكدًا أنه من خلال الكشف عن هذه السرطانات في مراحل مبكرة، يمكن تحسين نتائج العلاج وتحسين نوعية الحياة، وتقليل العبء الإجمالي على نظام الرعاية الصحية لدينا.
وأكد أن هذه الخطوات الإستباقية التي اتخذتها مصر في هذا الملف، ساهمت بشكل كبير في الحد من معدلات الوفيات المرتبطة بهذه السرطانات وضمان أن يتمكن الأفراد من العيش حياة أطول وأكثر صحة، كما تحدث عن دور مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة ونجاحها في تحقيق الحد من معدلات الوفيات والمرض بسبب سرطان الثدي، وقد أدت هذه المبادرة إلى زيادة كبيرة في الكشف عن سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، من 25% إلى 75%، مما يؤكد أهمية الكشف المبكر والتدخل في الوقت المناسب.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا حقيقًا لتوفير الرعاية الصحية الشاملة لكبار السن، لذا فقط أطلقت برنامج رعاية كبار السن، والذي يوفر مجموعة من التدخلات الطبية على المستويين الجسدي والنفسي لدعم صحة ورفاهية كبار السن، كما أن هذا البرنامج ساهم بدور كبير في الحد من انتشار الأمراض غير المعدية.
واختتم كلمته بأن الاستثمار في طول العمر الصحي، خاصة في سياق الوقاية من الأمراض غير المعدية وإدارتها، يُعد قرارًا استراتيجيًا يعود بالنفع على الأفراد والأسر والأمة ككل، كما أن النهج الشامل للرعاية الصحية المصرية، الذي يعطي الأولوية للوقاية والكشف المبكر والعلاج الفعال، بمثابة نموذج للدول الأخرى التي تسعى إلى معالجة التحديات التي يفرضها شيخوخة السكان والعبء المتزايد للأمراض غير المعدية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاستثمار خالد عبد الغفار وزير الصحة السكان الأمراض غیر المعدیة الرعایة الصحیة کبار السن من خلال کما أن أنه من
إقرأ أيضاً:
تعرف على الأمراض المعدية وكيفية الوقاية والتحكم
الأمراض المعدية تُعد واحدة من أبرز التحديات الصحية التي تواجه البشرية على مر العصور، تنتج هذه الأمراض عن الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، والطفيليات، التي تنتقل بين الأفراد أو من البيئة المحيطة.
ومع التطور العلمي والطبي، أصبح من الممكن السيطرة على كثير من الأمراض المعدية، إلا أن ظهور أوبئة جديدة يعيد التذكير بأهمية الوقاية وضرورة اتباع الإجراءات الصحية المناسبة.
أمراض القلب والأوعية الدموية: الأسباب والوقاية والعلاج كيفية الوقاية من أمراض القلب: استراتيجيات طبية وعادات صحية ما هي الأمراض المعدية؟الأمراض المعدية هي أمراض تُسببها كائنات ممرضة تنتقل من شخص إلى آخر، أو من الحيوانات إلى البشر، أو من البيئة الملوثة إلى الجسم. من أمثلة هذه الأمراض:
1. **البكتيرية**: مثل السل والتهاب السحايا.
2. **الفيروسية**: مثل الإنفلونزا، فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وكوفيد-19.
3. **الطفيلية**: مثل الملاريا.
4. **الفطرية**: مثل داء المبيضات.
1. **الهواء**: عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، مثل نزلات البرد والإنفلونزا.
2. **الاتصال المباشر**: من خلال اللمس أو تبادل سوائل الجسم، مثل فيروس الإيدز.
3. **الاتصال غير المباشر**: عبر الأسطح الملوثة.
4. **الماء والغذاء الملوث**: كالأمراض المنقولة عبر الأطعمة، مثل الكوليرا.
5. **الناقلات**: مثل الحشرات (البعوض الذي ينقل الملاريا أو حمى الضنك).
تختلف الأعراض حسب نوع المرض، لكنها غالبًا تشمل:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- السعال أو ضيق التنفس.
- الإسهال أو التقيؤ.
- التعب العام.
- الطفح الجلدي أو الالتهابات الموضعية.
الوقاية هي الخطوة الأساسية لتجنب الإصابة والحد من انتشار الأمراض المعدية. وتشمل التدابير الوقائية:
1. **النظافة الشخصية**:
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
- تجنب لمس الوجه، خاصة الفم والعينين، بالأيدي غير النظيفة.
2. **النظافة العامة**:
- تنظيف وتعقيم الأسطح المشتركة.
- التخلص الآمن من النفايات.
3. **التطعيم**:
- أخذ اللقاحات الموصى بها ضد الأمراض المعدية، مثل لقاح الإنفلونزا، الحصبة، وكوفيد-19.
4. **التغذية السليمة**:
- تقوية جهاز المناعة من خلال تناول غذاء صحي متوازن.
5. **تجنب العدوى**:
- تجنب الاتصال الوثيق مع المصابين.
- ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة.
6. **مكافحة الحشرات**:
- استخدام طارد الحشرات والناموسيات.
- القضاء على الأماكن التي تتكاثر فيها الحشرات مثل المياه الراكدة.
7. **الوعي الصحي**:
- التثقيف حول كيفية انتقال الأمراض وطرق الوقاية منها.
- الالتزام بالإرشادات الصحية المحلية والدولية.
للسيطرة على الأمراض المعدية، يتم تطبيق مجموعة من الاستراتيجيات الفعّالة:
1. **التشخيص المبكر والعلاج**:
- الكشف المبكر عن المرض يحد من انتشاره.
- توفير العلاجات المناسبة للمرضى.
2. **الحجر الصحي والعزل**:
- عزل المرضى المصابين بأمراض معدية شديدة العدوى.
- تطبيق إجراءات الحجر الصحي عند الضرورة.
3. **تعزيز نظام الرصد**:
- مراقبة الأوبئة واتخاذ إجراءات استباقية.
- الإبلاغ عن الحالات المشتبه بها بسرعة.
4. **التعاون الدولي**:
- تبادل المعلومات والتقنيات بين الدول لمواجهة تفشي الأمراض العالمية.
5. **التطعيم الجماعي**:
- حملات التطعيم الشاملة تقلل من فرص انتشار الأمراض.
رغم التقدم، تظل هناك تحديات تواجه الجهود المبذولة للوقاية والتحكم:
- ظهور سلالات جديدة من الكائنات الممرضة، مثل الفيروسات المتحورة.
- مقاومة المضادات الحيوية.
- ضعف الأنظمة الصحية في بعض الدول.
- التغيرات المناخية التي تزيد من انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل.