قال معهد أمريكي إن دول مجلس التعاون الخليجي الست تشعر بقلق بالغ إزاء تأثير سلوك جماعة الحوثي على طرق الشحن، التي تشكل ضرورة أساسية لشحنات النفط والغاز التي تعتمد عليها اقتصادات الخليج.

 

وأضاف "المركز العربي واشنطن دي سي" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أنه مذ أن بدأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة العمليات العسكرية ضد الحوثيين في يناير/كانون الثاني الماضي بهدف "ردع" الهجمات البحرية، اعتبرت معظم دول الخليج العربية هذا التدخل الغربي مضللاً.

 

وتابع "على الرغم من معارضتهم لهجمات الحوثيين، فإن القادة في معظم دول مجلس التعاون الخليجي يرون أن حملة القصف الأميركية البريطانية ضد الحوثيين استراتيجية غير واقعية وخطيرة".

 

وبحسب التقرير فإن دول مجلس التعاون الخليجي فقدت الثقة في قدرة الولايات المتحدة على توفير قيادة أكثر توازناً في الشرق الأوسط. ويعتقد العديد من المسؤولين في الخليج العربي أن التدخل الأمريكي البريطاني ضد الحوثي هو حملة تخريبية قد تترك الدول الإقليمية لالتقاط القطع بعد انسحاب واشنطن ولندن في النهاية من المنطقة.

 

حملة تخريبية وتمكين إيران من المنطقة

 

وأكد أن حكومات الخليج العربي تدرك بشكل متزايد أن واشنطن تتجاهل المخاوف الأمنية لدول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بالحوثيين وإيران - في حين تقدم شيكات على بياض لإسرائيل، مشيرا إلى أن دول الخليج لم تشارك في عملية "حارس الازدهار"، التي شكلته واشنطن في ديسمبر 2023، باستثناء البحرين.

 

وأردف "في يناير/كانون الثاني، وبعد الإعلان عن عملية حارس الازدهار، أبدت بعض دول مجلس التعاون الخليجي مخاوفها بشأن تصرفات واشنطن ولندن. وحذرت قطر الغرب من "التركيز فقط على الأعراض" مع تجنب السبب "الحقيقي" - حرب إسرائيل على غزة. وأعربت الكويت عن "قلقها الشديد واهتمامها الشديد بالتطورات في منطقة البحر الأحمر في أعقاب الهجمات التي استهدفت مواقع في اليمن". وذهبت عُمان إلى أبعد من ذلك "وأدانت استخدام العمل العسكري من قبل الدول الصديقة" و"استنكرت اللجوء إلى العمل العسكري من قبل الحلفاء [الغربيين] بينما تستمر إسرائيل في حربها الوحشية دون محاسبة".

 

وطبقا لتقرير المركز فإنه ليس من المستغرب أن تتفاعل مسقط والدوحة والكويت بشكل سلبي مع التدخل العسكري الأمريكي البريطاني ضد الحوثيين. لافتا إلى أن عُمان لم تشارك قط في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين والذي بدأ في عام 2015؛ وانفصلت قطر عن التحالف بعد عامين؛ ولعبت الكويت دورًا رمزيًا في الغالب. لكن قرار المملكة العربية السعودية بالنأي بنفسها عن العمل الأمريكي البريطاني ربما يكون أكثر إثارة للإعجاب.

 

واستدرك "في السابق، كانت السعودية هي الدولة الأكثر تشددا في مجلس التعاون الخليجي تجاه الحوثيين، وكانت في الماضي تدعم بقوة العمل العسكري الغربي ضد الجماعة. لكن اليوم، تسعى المملكة إلى تجنب الحرب مع الحوثيين بأي ثمن تقريبا. ولم تدعم الإمارات العربية المتحدة الإجراءات الأمريكية البريطانية بشكل مباشر، رغم أنها لم تدينها أيضا. في 12 يناير، أكدت أبو ظبي على أهمية الحفاظ على الأمن في خليج عدن والبحر الأحمر، واتخذت موقفا محايدا إلى حد ما.

 

واستطرد "تجنب المسؤولون العرب في الخليج عموما انتقاد واشنطن ولندن علنا ​​بشأن هذه القضية. ونظرا للشراكات الوثيقة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي مع العاصمتين الغربيتين، فمن المحتمل أنهم اختاروا التعبير عن المخاوف بشكل خاص لتجنب أي خلافات كبرى".

 

يضيف "في مايو، بدأت الإمارات ودول عربية أخرى في تقييد قدرة الجيش الأمريكي على تنفيذ عمليات ضد الجماعات الموالية لإيران في المنطقة، بما في ذلك في اليمن، من قواعد عسكرية على أراضيها. مع عقود من التعاون العسكري الوثيق بين الإمارات والولايات المتحدة، يجب فهم هذا التطور على أنه يتشكل من خلال عوامل مختلفة تحفز دول مجلس التعاون الخليجي على النأي بنفسها عن التدخل الذي تقوده الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في اليمن.

 

الخوف من الحوثيين

 

يرى المعهد الأمريكي أن أحد العوامل الرئيسية في مثل هذه الحسابات الخليجية هو التهديد بهجمات انتقامية من جانب الحوثيين. فعندما كان التحالف العسكري بقيادة الرياض يخوض حربًا ضد الحوثيين، من مارس/آذار 2015 حتى هدنة أبريل/نيسان 2022، شنت جماعة الحوثي العديد من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد أهداف مختلفة في المملكة.

 

وقال "في نهاية المطاف، قررت الرياض التفاوض مع الحوثيين بشأن شروط خروج السعودية من المستنقع اليمني، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثير مثل هذه الهجمات على المملكة.

 

وأوضح أن السعودية أدركت أنه مع مرور الوقت فإن التهديد من جانب الحوثيين سوف يزداد خطورة. وبمساعدة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحزب الله اللبناني، أصبح الحوثيون أكثر تطوراً في هجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار المتكررة ضد السعودية. وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، تضاعف عدد هجمات الحوثيين في المملكة مقارنة بنفس الفترة في عام 2020.

 

وأكد أنه بالتركيز على رؤية 2030، التي تتطلب مستوى هائلاً من الاستثمار الأجنبي، أدركت الحكومة السعودية أن حرب المملكة التي تبدو غير قابلة للربح ضد الحوثيين تقوض قدرتها على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والتنويع.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا دول الخليج العربي الحوثي إيران دول مجلس التعاون الخلیجی ضد الحوثیین

إقرأ أيضاً:

“ترقبوا الخبر الكبير من إفريقيا”.. تصريحات ترامب تثير الجدل

#سواليف

أثارت #تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب خلال رده على أسئلة الصحفيين جدلا واسعا حول #الدور_الأمريكي في #إفريقيا خاصة فيما يتعلق بتسوية #الصراعات.

وقال ترامب: “ترقبوا خبرا كبيرا من إفريقيا، حيث أشارك في تسوية الحروب العنيفة والصراعات”، مشيرا إلى أن العديد من هذه الأحداث وقعت خلال إدارته دون أن يعرف السبب، لكنه أكد أن إدارته قامت بعمل “غير مسبوق” في تسويتها ووضعها على طريق السلام. وتأتي هذه التصريحات في سياق اهتمام متزايد بالملف الليبي، حيث تعتبر ليبيا نقطة محورية في الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا، خاصة مع تصاعد التحديات السياسية والأمنية في المنطقة.

وفي سياق متصل وضمن وجهات نظر سياسية حول الوضع في ليبيا أشار المحلل السياسي حسام الدين العبدلي في تعليق خاص لقناة RT، أشار إلى أن إفريقيا بدأت تخرج تدريجيا من هيمنة الولايات المتحدة، مع دخول جهات دولية جديدة وتشكل تحالفات إفريقية مع قوى غير موالية للغرب. وأوضح أن تصريحات ترامب حول الصراعات التي وقعت خلال إدارته تعكس فترة ما قبل ولاية جو بايدن، حيث شهدت إفريقيا صراعات عسكرية وسياسية وانقسامات جغرافية.
وفيما يخص ليبيا أكد العبدلي أنها تعد حالة خاصة، مشيرا إلى تصريحات مسعد بوليس مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط، التي ألمحت إلى قرب التوصل إلى حل سياسي يشمل جميع الأطراف.

مقالات ذات صلة “القسام” تستهدف دبابة وقوة للاحتلال شرق غزة 2025/04/27

وأضاف العبدلي أن الانقسام الليبي يضر بالمصالح الأمريكية والأوروبية، متهما الولايات المتحدة باتباع سياسة إضعاف الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك ليبيا عبر دعم الحروب بشكل غير مباشر.

وأشار إلى أن ليبيا أصبحت “بوابة” لخلق مشكلات للأمريكيين في إفريقيا، خاصة مع تخبط قرارات ترامب، مثل خطته لسحب قوات “أفريكوم” ودمجها تحت قيادة القوات الأمريكية في أوروبا.

من جانبه أكد المحلل السياسي موسى بوقويطين لـ RT أن الولايات المتحدة تظهر اهتماما متزايدا بالملف الليبي، لا سيما بعد زيارة السفينة الحربية الأمريكية “ماونت ويتني” إلى طرابلس وبنغازي.

وأوضح أن هذه الزيارة حملت رسائل أمنية وسياسية ركزت بشكل أساسي على توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وتشكيل قوة مشتركة مع منع التشكيلات المسلحة من التدخل في المؤسسات السيادية، مثل البنك المركزي.

وأشار إلى وجود زيارات متبادلة بين الأطراف الليبية والأمريكية تركز على قطاعي النفط والمال، مما يعكس أولويات واشنطن الاقتصادية في ليبيا.

ومع ذلك عبر بوقويطين عن شكوكه في قدرة الولايات المتحدة على بلورة حل سياسي شامل للأزمة الليبية، معتبرا أن التركيز الأمريكي ينصب أكثر على الأبعاد الأمنية والاقتصادية.

في المقابل وفيما يتعلق بالتحركات الأمريكية ولقاء واشنطن المرتقب لتوحيد الجيش الليبي فوفقا لمصادر RT دعت واشنطن مؤخرا قيادات سياسية وعسكرية ليبية لزيارة الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، بهدف مناقشة الأزمة الليبية مع التركيز على توحيد الجيش الليبي وتشكيل قوة عسكرية مشتركة.
وتأتي هذه الدعوة في إطار سعي واشنطن لتعزيز نفوذها في ليبيا، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها من قوى دولية أخرى في إفريقيا.
كما تظهر الزيارات الأمريكية الأخيرة مثل زيارة السفينة “ماونت ويتني”، محاولات لتعزيز التنسيق الأمني والسياسي مع الأطراف الليبية، مع إيلاء اهتمام خاص بقطاع النفط والمؤسسات المالية.

ومع التحركات الأمريكية الأخيرة يبقى السؤال حول مدى قدرة واشنطن على تحقيق استقرار حقيقي في ليبيا، أم أن تركيزها سيظل محصورا في المصالح الأمنية والاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • عندما تغفو العدالة.. الحرب المنسية على المدنيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • جامعة هيريوت وات ووكالة أورورا50 يصدران “تقرير مؤشر التنوع الجنساني في مجالس إدارات الشركات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2025”
  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن
  • تقرير أمريكي: الحوثيون يقاومون الحملة الأمريكية بعناد رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم (ترجمة خاصة)
  • استمرار نمو أعداد زوار دول مجلس التعاون الخليجي إلى ألمانيا في عام 2024
  • الأمم المتحدة: الضربات الأمريكية تشكل خطرا متزايدا على المدنيين في اليمن
  • تحليل معمق-  40 يوماً من المواجهة: جردة حسابات وتقييم استراتيجي للحملة الأمريكية ضد الحوثيين
  • كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • صحيفة عبرية: واشنطن تواجه معضلة بشأن الحوثيين في اليمن.. بين التصعيد أو الانسحاب (ترجمة خاصة)
  • “ترقبوا الخبر الكبير من إفريقيا”.. تصريحات ترامب تثير الجدل